أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - حماس لتحرير الحكومة أم فلسطين ؟














المزيد.....

حماس لتحرير الحكومة أم فلسطين ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


أصبح الوضع الفلسطيني الداخلي مثار قلق شديد بكل ما ينطوي عليه من مخاطر الانزلاق لحرب أهلية. وقد تصاعدت نذر هذه الحرب بعد تصريحات محمد دحلان العضو القيادي في فتح حين قال عن حركة حماس إنها : " عصابة ، وفئة ضالة " ، وأن فتح : "سترد الصاع صاعين إذا اعتدي على عضو واحد من فتح " وكان ذلك خلال احتفال شعبي بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيس فتح ، ولم يتأخر رد الأجنحة العسكرية لحماس وغيرها ، وتضمن بيان لها إنها ستضرب : " بيد من حديد على رؤوس الفتنة " . وهكذا تصاعدت المواجهة بين فتح وحماس إلي درجة خطيرة ، بعد شهر كامل حافل بالتراشق الإعلامي ، والصدام الذي سقط فيه عدد كبير من القتلى والجرحى ، والمسيرات التي نظمها كل جانب ، وتبادل إطلاق الحجارة ، وتعبئة وشحن الفصائل ، وعمليات اختطاف المسئولين ، انتهاء بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية .
وتترك هذه الصورة العامة انطباعا واحدا بأن الوضع الداخلي أصبح معدا بالكامل لحرب الأهلية لم يبق لاشتعالها سوى إشارة البدء . خاصة أن اللقاء الذي عقد في دمشق في 22 يناير الحالي بين عباس وخالد مشعل لم يسفر عن نتائج محددة سوى التمسك بالحوار ، دون نزع لفتيل الأزمة الحقيقي .
ويعلم الجميع أن الخلاف بين فتح وحماس خلاف سياسي يتصل بمنهج فتح الذي ارتضى التسوية السلمية وبين رفض حماس لذلك المنهج على الأقل بشعاراتها . وبفضل تمسك حماس برفضها لاتفاقيات أوسلو ، وغيرها ، فازت الحركة في أواخر يناير العام الماضي في الانتخابات وشكلت حكومتها في 19 فبراير . وقد شهدت كل القوى الدولية بنزاهة الانتخابات . ومع ذلك صرح الرئيس بوش في 30 مارس العام الماضي خلال خطاب له أمام مؤسسة بيت الحرية بقوله : " إن واشنطن تدعم الديمقراطية وإجراء الانتخابات لكن هذا لا يعني أنه يتعين عليها دعم الحكومات المنتخبة نتيجة الديمقراطية " ! وهكذا بدأت أوسع عملية حصار سياسي واقتصادي ومعنوي دولي لحكومة حماس بهدف تلقين الشعب الفلسطيني أن انتخاب حكومة ترفض طريق التسوية سيؤدي به إلي الموت جوعا . وأدى وصول حماس للحكم إلي اشتداد الصراع مع جناح الرئيس الفلسطيني عباس ، الذي يقر بحق إسرائيل في الوجود ويقبل بالتنازل عن معظم أراضي فلسطين ، مقابل دويلة فلسطينية ملحقة بالكيان الصهيوني ، منزوعة السيادة ، وتفتقد القدرة على البقاء المستقل . هذا بينما بدأت حماس حركتها عام 1987 واستمرت بها تحت شعار رئيسي هو رفض الوجود الإسرائيلي وكل اتفاقيات التسوية . وبداهة فإن التعايش بين خطين سياسيين متناقضين تماما كان ، ومازال ، أمرا صعبا ، خاصة في ظل حصار دولي وضع حكومة حماس في موضع العاجز عن توفير الرواتب والخبز والأمن والرد على عمليات الضرب الإسرائيلية . وهكذا أخذت العلاقة تتدهور بين فتح وحماس إلي أن وصلت مؤخرا لحد الاقتتال ، والاشتباك العسكري، منذرة بفتح أبواب حرب أهلية واسعة . وخلال عام كامل من وجود حكومة إسماعيل هنية كافحت حماس بضراوة ومعها فصائلها العسكرية من أجل استمرار حكومتها المنتخبة في السلطة. لكن إلي متى يمكن أو يجوز لحماس أن تواصل ذلك الكفاح ؟ هل كان كفاح حماس أصلا من أجل حكومة ؟ أم من أجل تحرير فلسطين ؟ . فإذا كان التشبث بالحكومة سيعرض الشعب الفلسطيني لحرب أهلية ، فهل يجوز لحماس أن تتمسك بها ؟ وبعبارة أخرى : ما هو الأهم في البرنامج الوطني لحركة حماس ؟ وما هو الأهم لمستقبل الشعب الفلسطيني ؟. لقد كانت حماس – حسب مواثيقها - ترى في سلطة الحكم الذاتي مجرد إفراز من نتائج اتفاقيات التعايش مع العدو الصهيوني ، ومجرد ستار لإضفاء الشرعية على الاحتلال . فلماذا تتمسك حماس الآن وإلي هذه الدرجة بحكومة قامت في شروط ترفضها حماس؟
إن أخطر نتائج الصراع الحالي بين حماس وفتح على الحكومة ، هو التحول في خط حماس من القتال لتحرير وطن ، إلي القتال لتحرير حكومة . الأمر الذي يشوه مبادئ النضال الوطني التي مكنت حماس من الفوز . وربما تكون حركة فتح في أمس الحاجة إلي الحكومة لمواصلة طريق التسوية ، والحكومة في هذه الحال أداة تتسق مع الأهداف العامة لحركة فتح ، لكن هل تتفق الحكومة كأداة مع الأهداف العامة لحركة النضال الفلسطيني ؟ . والسؤال هو : لماذا لا تتخلى حماس عن تلك الحكومة صيانة لوحدة الشعب الفلسطيني ، وتواصل المقاومة التي رسخت سمعتها كحركة وطنية ؟ . ألا تضرب حماس بتلك الخطوة مثالا لحركة مقاومة تعلي من شأن الوحدة الوطنية على حساب خسارة حكومة هي في كل الأحوال ديكور ؟ . نعم . الحكومة حق لحماس انتزعته بانتخابات شرعية ، لكن نجاح حماس في الانتخابات كان بفضل برنامجها السياسي أولا . أما مع اشتداد الصراع الحالي ، فإن الاعتقاد الآخذ في الانتشار أن المقاومة لم تكن تستهدف سوى مقاعد حكومية ! وأن الخلافات بين الخطوط السياسية تبهت بمجرد ظهور السلطة ! فتصبح السلطة هي هدف الجميع ، وليس تحرير فلسطين . وفي اعتقادي أن تخلي حماس الطوعي عن الحكومة ، لأجل درء حرب أهلية ، سيكسب حماس المزيد من التأييد الشعبي ، والالتفاف ، والتعاطف ، حول قضية أهم : هي تحرير فلسطين . أما التشبث بالحكومة – مع تجاهل خطورة نشوب حرب أهلية – فسيضع حماس سياسيا في الكفة نفسها مع فتح .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الثقافية وحياة خليل كلفت
- رسالة بهاء طاهر إلي المعارضة المصرية
- عن أي حجاب يدور الحديث في مصر؟
- الناس يصعدون إلي السماء
- بلاغ ضد الشعب
- الإمبراطورية الأمريكية تحكم الرقابة على العالم
- د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير
- المسلسلات المصرية
- غزة تفطر على مدافع الاحتلال
- قوات الديمقراطية الأمريكية والصحافة العراقية
- إسرائيل عدو الثقافة الأول
- نجيب محفوظ لحظة وداع
- حجر وورد .. وجوه لبنانية
- تحرير الانتصار اللبناني من الكذب القادم
- المقاومة اللبنانية وتفكيك الشخصية الصهيونية
- لن نغفر ولن ننسى
- المقاومة اللبنانية وفلاسفة الهزيمة
- الليل طويل والطيارات مش نايمة
- لم يبق في غزة سوى الهواء
- نبيل الهلالي . سحابة العدل


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - حماس لتحرير الحكومة أم فلسطين ؟