أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - من وحي مذيعة خبيثة














المزيد.....

من وحي مذيعة خبيثة


معتصم حمادة
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 16:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


■ تغابت (أو ربما تخابثت) مذيعة في إحدى الفضائيات العربية الشهيرة، وتساءلت بتهكم: ماذا تفعل بندقية المقاومة في مواجهة الدبابات والطائرات الإسرائيلية، سوى أنها تبرر لإسرائيل قتل المدنيين في قطاع غزة؟
منذ أن أطلقت اللجنة التنفيذية في م. ت. ف. مواقفها الداعية إلى الكف عن المقاومة المسلحة أو «العنيفة» لصالح «المقاومة السلمية»، وتسليم سلاح المقاومة، والإستسلام لإسرائيل، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى اليهود مجاناً، ومنذ أن أطلقت شعار «سلطة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد» في تزوير فاقع لواقع السلطة، أو لطبيعة الدولة الفلسطينية، وحقيقة سيادتها على أرضها، أو لمدى قدرة سلاح السلطة على أداء دوره في حماية أبناء الضفة الغربية في مواجهة المستوطنين، القطعان الهائجة التي سلحها بن غفير، أو قوات الإحتلال الإسرائيلي وهي تخترق المنطقة المسماة (أ) بما فيها مدينة رام الله، نفسها.
منذ ذلك الوقت إنفرجت أسارير من أحرجتهم المقاومة، وحشرتهم في الزاوية، وتركتهم تحت شمس «الطوفان» يتصببون عرقاً، يشعرون بالخجل من واشنطن، ومن كل الذين سارعوا إلى مناصبة المقاومة العداء، بإعتبارها إرهاباً، يشعرون بالخجل وبالعزلة، بعد أن أصبحت المقاومة هي العنوان الفلسطيني أمام عواصم العالم، بما في ذلك واشنطن نفسها، وأمام المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس الأمن نفسه، تمثل وتشكل مركز الإهتمام الأول في وسائل الإعلام، من مرئية ومسموعة ومقروءة، قدمت البديل للرهان على الوعود الأميركية، وعلى سياسة الإنتظار، والهرولة وراء «أفق سياسي» كلما اقتربت منه، كأي أفق آخر، إبتعد عنك، تعاند العقل، تعيش حالة إنكار زماني ومكاني عن واقع القضية الفلسطينية، يحرجهم أن جهود حوالي عشرين عاماً من الجهد الحثيث، لم تنجح في إطفاء شعلة المقاومة التي تلألأ ضوءها ونورها في 1/1/1965، وما زلنا نحرص على مدها بالوقود والقدرة على مواجهة العواصف والزوابع، ونحتفل بها كل عام، بإعتبارها الخيار الذي تلمس فيه شعب فلسطين السبيل لتحطيم قيود النكبة.
إذن المسألة ليست مسألة بندقية في مواجهة دبابة أو طائرة غربية، بل إن المسألة في جوهرها: ما هو الطريق إلى تحرير الأرض المحتلة من الوجود الإسرائيلي.
ولو أن كل الشعوب في مرحلة التحرر الوطني، فكرت حكوماتها في المنفى، أو قياداتها السياسية، على غرار ما فكرت اللجنة التنفيذية في م. ت. ف. ودعت له، خاصة في بيانها عشية دورة المجلس المركزي 32، ولو أن إعلامها الرسمي، ولو أن بعض «النخب» ذات «الياقات البيضاء» أسهمت هي الأخرى في حرب التشنييع على المقاومة وشيطنتها، ودعت بالمقابل إلى «مقاومة سلمية»، «حضارية»؛ ولو أن كل هؤلاء فعلوا هذا، لكنا الآن أمام عالم آخر، معظم دول آسيا وإفريقيا، وأميركا اللاتينية، تعاني فيه ظلم الإستعمار، والعسف والإستبداد والقرصنة، وأية محاولة لوضع التعارض بين سلاح المقاومة من جهة، وسلاح السلطة من جهة أخرى، إنما هي محاولة لتشويه الواقع، وعدم تسمية الأشياء بأسمائها، وإن أية محاولة لإفتعال تعارض بين سلاح المقاومة وسلاح الدولة، بذريعة أن ما من دولة تقبل أن يكون إلى جانبها سلاح غير سلاحها الشرعي، إنما هو تزوير للواقع.
القضية باختصار، هي الخلاف على الخيار الوطني للخلاص من الاحتلال والإستيطان.
هل نعود إلى أوسلو وإلتزامات أوسلو، بما فيها الأمنية والإقتصادية والسياسية، بما فيها الإعتراف بدولة الاحتلال، متجاهلين أن ثلاثين عاماً، بل أكثر، لم تنتج إلا الخراب، وأن الفاشية الإسرائيلية تحللت من أوسلو، وباتت تعلن رفضها قيام دولة فلسطينية غرب النهر، وترفض أي سلطة فلسطينية في قطاع غزة، لا تحت إشراف فتح، ولا تحت إشراف حماس.
وهل نتجاهل قرارات حكومة إسرائيل والأخيرة والإدارة المدنية للإحتلال في الضفة، تتجاهل أي وجود للسلطة الفلسطينية وتجاوز وزاراتها، وباقي مؤسساتها، والتعاون مع المجتمع الفلسطيني مباشرة، أي بتعبير آخر، إسقاط الإعتراف بالسلطة جهة رسمية، ممثلة للفلسطينيين في الضفة، دون حلها، بل الإبقاء عليها لتؤدي خدمتها للمجتمع الفلسطيني حتى لا تتورط بذلك دولة الاحتلال.
هذا خيار سقط، ولا يتوقف نتنياهو وسموتريتش وغيرهما عن التبشير بأفوله، ليس قولاً بل فعلاً من خلال سياسات القضم والضم، وتقليص مساحة ولاية السلطة، وإلغاء صلاحياتها وإدراجها في خيار الزوال البطيء، إلى أن يتوفر البديل طبعاً لمواصفات تل أبيب وواشنطن.
إذا كان هذا هو واقع السلطة، فَعَنْ أي دولة نتحدث؟ هي المشروع الوطني للشعب الفلسطيني، لكن سياسات أوسلو أبعدت هدف الدولة كثيراً كثيراً، بل إنها تحفر تحت السلطة لتدمر أسس بقائها.
أما سلاح المقاومة، فهو خيار المقاومة الشاملة بكل الوسائل، المواجهة الشاملة، ورفض التعايش مع الاحتلال، ورفض الإلتزام بأي شيء، ورفض الإعتراف به، إذ كيف نمنح الاحتلال شرعية وجوده، وهو لا يعترف بشرعية الوجود الفلسطيني، ويعمل في الوقت نفسه على قتل الفلسطينيين والتخطيط لتهجيرهم.
المقاومة مكلفة تتطلب تضحيات من فيها من أبناء شعب فلسطين، على المستوى الفردي والجماعي، هذه كلها يعرفها شعب فلسطين، فخبرة نضال لأكثر من 60 عاماً، ثبتت لديه قناعات ويقيناً أن فلسطين لا تسترد لا بالبكاء ولا بالعويل ولا بالوقوف على الأطلال، بل بالمقاومة وما يجري الآن، في الحقيقة هو محاولة لإفساد هذه القناعات، وإقتلاعها بأساليب ملتوية مكشوفة، تصطدم بواقع صلب في قطاع غزة، وبواقع صلب في الضفة.
ولعل إصرار هذه «النخب» ومن خلفها السلطة واللجنة التنفيذية، والمجلس المركزي الأخير، على المضي في هذا المسار الفاسد سياسياً، لن يعود على أصحابه إلا بالمزيد من العزلة، ومزيد من الإنزواء، وإتساع المسافات بين الشارع وبين الرسميات الفلسطينية، خاصة إذا ما أصرت هذه الرسميات على التوغل أكثر فأكثر في سياسات الإنكار ■



#معتصم_حمادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 23 نيسان 1969 - 23 نيسان 2025
- ماذا وراء الأكمة؟! ...
- أين هو مشروع الحل الوطني؟!
- السقوط الأخلاقي
- حرب الاستنزاف في قطاع غزة: على جبهة تعزيز صمود الشعب وإلتحام ...
- «حرب الإبادة» في الشهر الأخير من عامها الأول
- ماذا بعد تفويت السلطة الفلسطينية؟! (1)
- كلمة السر في بكين: الإطار القيادي الموحد
- متى يتم الإعلان عن الناتو العربي - الإسرائيلي ؟! ...
- الولايات المتحدة وأونروا: السياسة الاستخدامية
- لماذا تخافون الدعوة للحوار الوطني وتشوشون عليها ؟!
- المنظومة العربية ... والنهاية المأساوية
- من نيويورك، تبدو الصورة أكثر وضوحاً
- أوسلو في ميلاده الثلاثين من أكذوبة التحول إلى دولة ... إلى ا ...
- عندما تغيب البندقية الواحدة تحضر بندقية المقاومة
- ترميم أم إصلاح أم إعادة بناء ؟!
- لجنة المتابعة بين ضرورات النجاح وخيبات الفشل
- قمة العلمين في سياقها الإقليمي
- مبادرة بايدن: صفقة قرن جديدة ؟!
- «أبراهام» و«النقب» أولاً و«حل الدولتين» لاحقاً


المزيد.....




- السعودية.. القبض على وافد يمني لتحرشه بفتاة
- خبيران يوضحان لـCNN تباين الآراء بين ترامب ونتنياهو.. وهذا م ...
- -ترامب يعتقد أنه يُشكّل الشرق الأوسط، لكن دول الخليج هي التي ...
- دراسة: ملايين الكيلومترات من الأنهار حول العالم ملوثة بالمضا ...
- عون: نسعى لإعادة لبنان إلى الحضن العربي وتحقيق إصلاح شامل وا ...
- الخارجية البولندية تستدعي السفير الروسي وتعلن 3 دبلوماسيين ش ...
- للرجال فوق الخمسين.. سر الوقاية من سلس البول والضعف الجنسي
- مصدر أمريكي لـCNN: مفاوضات السلام ستبدأ فورا بعد الإفراج عن ...
- هل ستنشب حرب نووية بين الهند وباكستان؟
- الصفدي: دعمنا لسوريا مطلق والمناطق الجنوبية من سوريا هي أمنن ...


المزيد.....

- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معتصم حمادة - من وحي مذيعة خبيثة