أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيفة الحياة - أحقا كسفت شمس صبحي؟














المزيد.....

أحقا كسفت شمس صبحي؟


لطيفة الحياة

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


هكذا، خاطبتني من داخلي، وأنا أحاول أن ألم أشلائي التي في اقل من ثانية أحسست أنها تضيع مني بعيدا، الم أشلاء منهكة وأقاوم جيش الهواجس والمقولات المتطرفة التي تشن هجومها من كل صوب، مقولات مشوشة طالما تهربت منها ومازلت، فما صدقت وجدت فرصتها لتهاجمني باحثة لها عن مواقع خفية عندي. مواقع تجعلها تتلبسني، تسكنني، تحتلني، تسحقني، تنفيني، تسحبني عن خط الوسط والاعتدال لتعيدني مكرهة إلى زوايا التطرف والانغلاق، زوايا كنت اعتقدت أني هجرتها فتحولت إلى ذكرى وأطلال، زوايا مظلمة قاتلة لم اهجرها إلا عندما أشرق صبحي.

صبح لا كالاصباح، صبح مشرق بدد كل ظلامي فأنار دربي وهداني سبيلي وكسر كل قيود الخوف والرعب في قلبي. إشراقه يصحبني في كل خطواتي، يسبقني لينير دروبي فيأخذ بيدي، يرشدني، يطمئنني، يهدأ من روعي يسير بي دوما نحو بر الأمان. حيث تنبث ارضي وتزهر ورودي وتثمر أشجاري وترفرف فراشاتي وتزقزق عصافيري. فارسم أجمل اللوحات بيدي واغني أعذب الألحان وارقص أحلى الرقصات واحلم اسعد الأحلام، هناك فقط أستطيع أن أحلق في سماء الكون واشم عبير الحياة وأعانق أنا.

عشقت الصبح بل، أدمنت الاصباح حتى ظننت أن كل أيامي إشراق في إشراق فما خلت يوما أنني سأفتح عيناي لأفاجأ بحلكة الظلام. أتيه بين الزوايا والأركان ويسحقني الخوف، فتتملكني كل الهواجس، وتؤرقني الكوابيس فلا أكاد أحلم إلا بالأشباح، ولا اسمع إلا أصوات خفافيش الظلام تتطاير فوق راسي لتسقط أخر خيوط الأمن والأمان.

آه ثم آه... لقد خذلتني شمس صبحي، لم تشرق فلم تشرق معها فرحتي وامني ولا حتى طمأنينة نفسي، لم تشرق فكاد كل شيء يموت في المهد، جمال لوحاتي، عذوبة الحاني، توازن رقصاتي، رفرفة فراشاتي، زقزقة عصافيري، ربيع ارضي. لماذا تكاد الحياة تتوقف فجأة؟ لماذا يكاد يضيع كل شيء مني؟ لماذا تكاد ورودي لا تزهر وفراشاتي لا ترفرف وعصافيري لا تزقزق؟

ويلي، قد كسفت شمس صبحي، كسفت فجأة ولن أقول دون سابق علم، كسفت وكنت اعلم أن الكسوف ظاهرة كونية حتما آتية، آتية وليس العيب في إتيانها ولكن في عدم الوعي بها. كسفت وفي لحظة الكسوف هذه، وتحت وطأة الظلام أدركت أنني أدمنت إشراق شمس الصباح إلى حد أنساني رحيل شمس المساء، إدمان أنساني أن جمال الغروب بداية إعلان عن إشراق جديد، إدمان لم أدرك معه انه لا معنى لصبح دون مساء ولا لليل دون نهار ولا لنور دون ظلام. إدمان كاد ينسيني سنن الكون، كاد يفهمني أن الزمن كله إصباح.

اجل، هذا وعي وفلسفة جديدة، فلسفة لا أستطيع أن أقول عنها إلا أني كرهتها وأحببتها في آن واحد ; كرهتها لأني أعتقدتها جاءت لتقاوم لحظة الموات من اجل استمرارية ربيع الحياة، اعتقدت ذلك، لأنها تشكلت تحت وطأة الظلام والحنين والشوق لشمس صبح لم يشرق. بينما أحببتها لأنها استطاعت أن تقهر جيوش المقولات المشوشة وتحفظ لي توازني، الذي جعلني اتبث في مكاني ولا انزلق عائدة للزوايا القاتلة و المظلمة. فلسفة أعطتني أملا في إشراق جديد، إشراق بعد كسوف، إشراق قد يعمق الإدمان للشمس أكثر من الأول. إدمان للشمس مع الوعي بالكسوف، الوعي العميق بظواهر وسنن الكون.

نعم، لن يشرق صبح دون شمس، ولن يحل مساء دون غروب، ولن يرحل الطيب من ورده، ولن يهرب الغصن من ظله. وكل شروق يليه غروب وكل غروب يليه شروق وتستمر الحياة.

فمتى سيزول الكسوف فتشرق شمس صبحي؟



#لطيفة_الحياة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- . النبي موسى وأسرار تربيته في القصر الفرعوني
- ماهية الوطن؟؟


المزيد.....




- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور
- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لطيفة الحياة - أحقا كسفت شمس صبحي؟