يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:02
المحور:
الادب والفن
على ما يذكرالآباءُ
إنّ الأرض كانت غيرَ ضيّقة ٍ
وكان الماءُ أعذبَ
والرغيفُ ألذ َّ
والأعشاب ْ
أكثرَ خضرة ً
*
و" الخيش " و " الجنفاص "
أنعم َ من حرير ِ اليوم ِ
حتى فاتنات الأمس كن ّ أرقَّ
والخيل القديمة ُ لم تكن ْ ترخي اللجامَ لغير فارسها
ولا كان الجبانُ يصولُ في الميدان ِ...
والأغراب ْ
لا يتحكّمون بقوت ذي سغب ٍ
ونبضِ رقاب ْ...
ويقنع ُ بالقليل ِ من القطيع ِ الذئب ُ
لا كذئاب ِ هذا العصر ِ...
أذكر ُ أن ّ أمي حدّثتني عن بيوت ٍ
دونما أبواب ْ
وتُقسم ُ أن ّ جارا ً
قد أضاع شويهة ً يوما ً
فعادت بعد عام ٍ خلفها حَمَل ٌ
يقودهما فتى سأل المدينة َ كلّها
عمّن أضاع شويهة ً يوماً بذات مساءْ ...
على ما يذكر ُ الآباءْ
كان الناسُ
لا يتلفتون إذا مشوا في السوق ِ
أو
خرجوا من المحراب ْ
***
على ما سوف يذكر بعدنا الأبناء ْ
إنّ الأرضَ
أضيق من سرير ِ القبر في بغدادَ
والماء َ الفرات َ له ُ مذاق ُالصّاب ْ
وإنّ الجارَ يخشى جاره ُ
وتخاف من أجفانها الأهداب ْ
***
"* " الخيش والجنفاص : أقمشة خشنة مصنوعة من الكتان كان الناس يرتدونها في العراق قديما
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟