كتابات ساخرة 44

محمد حسين صبيح كبة

الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 08:18
المحور: كتابات ساخرة
    

تقول الحكاية الشهيرة التي لابد أن البعض عارف بها أن رجلا صالحا توضأ وذهب عند الفجر ليصلي صلاة الصبح في المسجد الذي ليس ببعيد والحمد لله عن بيته.

في الطريق اكتشف وجود سيان معين وقاذورات معينة لم يك يدري بها، بها ممر رفيع سليم في الوسط، فقرر أن يجازف ويمر عليه فإذا به يتنجس وتتوسخ ملابسه.

عاد الرجل لبيته مسرعا ونزع ملابسه واغتسل وتوضأ من جديد ولبس ملابسا جديدة وخرج من جديد لكن من طريق آخر.

لكنه فوجيء بوجود نفس الشيء سيان وقاذورات معينة لم يك يدري بها مع ممر رفيع سليم فقرر أن يجازف للمرة الثانية ومرة ثانية توسخت ملابسه وتنجس فعاد مسرعا للمرة الثانية لبيته وعمل نفس ما عمل في أول مرة.

بعدها خرج مسرعا ليلحق صلاة الصبح قبل شروق الشمس لكن من طريق ثالث.

بعد قليل رأى رجلا يمد إليه يده قائلا له من هنا الطريق أنا أدلك عليه حتى وصل للمسجد فقال للرجل تعال معي لندخل لكن الرجل أجاب لا أنا لا أدخل.

ولما ألح واصر بالسؤال على الرجل أن لماذا لا يدخل قال له أنه الشيطان (ربما الشيطان الخاص به) وأنا من وضع لك المشكلة أول مرة لكنك عدت بسرعة فغفر الرب لك ذنوبك (ربما ما تقدم من ذنب الرجل وما تأخر) في المرة الثانية أنا أيضا من وضع لك العراقيل في الدرب فأسرعت عائدا فغفر الرب لأهلك ذنوبهم (ربما أيضا ما تقدم من ذنبهم وما تأخر) وفي المرة الثالثة خفت أن يغفر الرب لكل قريتك فنخرج أنا ومن معي خاسرين في كل الجولة المعنية فقمت بمساعدتك للوصول للمسجد وأنا لا أدخل المساجد.

هنا أمر رهيب حقا وهو أمر فيلم للفنان الشهير رحمه الله محمد فوزي عن شيطان يحب شيطانة لكن القوانين عندهم أنه مسموح الزواج لكن ممنوع الحب ويا ويله من يتم كشف أنه يحب أو أنها تحب وأيضا لا يجوز أن يتزوج شيطان إلا من الشيطانة التي لفلانة من الناس التي يتزوجها المعني الذي عليه هذا الشيطان. وطبعا آخر الفيلم وكأي فيلم مصري عربي في حرف درامي ربما وحيد لفترة معينة يتزوج الشيطان الشيطانة التي يحبها بعد أن يقوم الشيطان المعني بفعل المستحيل لكي يتعارف الشاب والشابة المعنيين بالأمر اللذين من البشر ويحبا بعض ويتزوجا.

تعجبت كيف تجرأ محمد فوزي وهو الفنان الذي تقريبا عالمي في هذا الاتجاه وهل حقا أمر أن الرب جـل جـلاله وعلا شأنه وأمره سيغفر للكل في النهايات البعيدة بالذات أمر أولئك الذين رسبوا في الإمتحان الإلهي أنهم بعد فترة في عذاب جهنم سيغفر لهم الرب قبل ذلك توبة قبلها عذاب الرحمة أم لا.

فهم بعد كل شيء من خلقه من خلق وبشر وهو يستطيع لو أراد أن يبذر فيهم بذرة الحق مع تحطيم بذرة الباطل تماما.

أسئلة لست أدري أمرها وأصلا من يشفي الغليل في أمر أولئك الذين آذونا في حياتنا الدنيا الأذية الشديدة أصلا فما بالك أن الرب نفسه هنا من سيغفر والذين تأذوا أصلا هم أصلا أصحاب الحق الخاص وليس الحق العام في الأمر كله بعد كل شيء.

أسئلة لا أجد لها جوابا.

ولهؤلاء الذين لم يقرأوا أمري مع أمر الكل في النهايات البعيدة للجنان الخالدات وأن الراسبين في الامتحان النهائي مع الفضيحة قد يتوبون وهم في الجهنمات فيكون هناك غفران من لدنه قبل ذلك توبة منهم قبلها عذاب الرحمة وبعد الغفران ينتقل هؤلاء للحنان الخالدات أو أن تصبح جهنم قطعة من الجنة.

بالطبع هذا الأمر مع ما فيه من كون الكثير منهم ممن آذوني أنا نفسي نفسيا وبدنيا، عقليا وقلبيا، بالصوت أو بالإيماء، وغير ذلك من أنواع الأذية.

يقال عن الأمر مقولة أن: "حبيبي إلتم المتعوس على خايب الرجاء".

حيث كنا في إمتحان للثالث متوسطة بكالوريا مادة الرياضيات وكان أن خرج المراقب للحظات خارج الصف ليتحدث مع أحدهم فاستدار شخص معروف عنه أنه المتعوس كونه لا يقبل ولو فلس أحمر لجيبه بشكل خاطيء وطالح ومع ذلك أراد غشا وكانت هذه طريقته في البدء من الأخير بمعرفة الأجوبة ومن ثم دراستها فبالطبع أجبت مستحيل.

هنا صاح الولد الثالث بالأمر كون من هو المتعوس أو ليس هو فلان ومن هو خائب الرجاء أو ليس هو الذي من طلباته أمر كل الخلق والبشر للجنان الخالدات كونهم من خلقه جل وعلا شأنه وأمره بعد كل شيء ويستطيع إذا ما أراد أن يبذر في هؤلاء الذين إلى جهنم بذرة الحق والخير بدلا من غبائهم الشديد وعدم معرفتهم لصالحهم وصالح الخلق والكون أجمع.

وبالطبع واضح أن الثالث يقول أن الرب لم ولن يجاوبني على طلبي ورجائي وتضرعي وابتهالي وتوسلي في الموضوع المعني.

كان هذا المقال / البحث الصغير عن أمر حكاية معينة عن رجل صالح ربما أيضا مؤمن ومسلم وحكيم تلك الأربعة الشهيرة التي من باب صالحين. وعن أمر من سيدخل للجنان الخالدات في النهايات البعيدة. وأشياء صغيرة أخرى.

وشكرا لحسن القراءة.

ــــــــــــــــــ نهاية المقال / البحث ــــــــــــــــــ
تمت مراجعة النص.

#محمد_حسين_صبيح_كبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات