أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟














المزيد.....

لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 15:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اذا دخلت بغداد سوف لن تجوع لكثرة المطاعم فيها , ومن كل الأنواع , حتى وصل الامر ان بعض المطاعم بدأت تقدم وجبات غذائية عضوية , لحوم و خضار لم يضاف في غذائها وسقيها مواد كيمياوية .
لماذا لم تقوم الحكومة العراقية بتحديد اعدادها , على سبيل المثال عن طريق الاجازات ؟ اليك الجواب .
السبب هو ان النظام الرأسمالي الحر ( نظام السوق) يركض وراء الكفاءة في الإنتاج , أي زيادة الإنتاج باقل التكاليف , او قل " البقاء للأقوى", او " البقاء للأصلح " .
لو افترضنا ان بغداد تحتاج الى الف مطعم , ولكن الموجود هو الفين , بكل تأكيد ستكون المنافسة بينهم على اشده من اجل البقاء , والمطعم الذي ليس له القدرة على المنافسة سوف يخرج من السوق مندحرا .
ولهذا السبب تجد التنوع في المطاعم على الرغم من ان وظيفتها متشابه , وهو سد جوع الزبون . أي أصبحت المطاعم في بغداد تأخذ منحى تركيبة اقتصادية تسمى المنافسة الاحتكارية . أي في الوقت الذي تتنافس المطاعم على جذب الزبون , الا ان هذه المطاعم لها القدرة أيضا على اختيار السعر المناسب لطبق الطعام الذي تقدمه الى زبائنها دون الخوف من رد فعل المطاعم الأخرى . لماذا ؟
لان في هذا السوق يجتهد كل مطعم بان يكون متميزا عن الاخرين , مثل موقع المطعم الراقي , الإضاءة والديكور , وجود مراب للسيارات , قربه من احد المعالم التاريخية او الدينية او البيئية , تفرد المطعم بطبق مميز , سعة حدائقه , تردد شخصيات معروفة له , النظافة , تنوع المقبلات , حرارة الاستقبال , وطبعا الأسعار.
رخص سعر طبق الطعام يجذب الزبائن من طبقة معينة . على سبيل المثال , هناك مطعم محمول على عربة تقف بالقرب من سوق الهرج القريب من جامع الحيدرخانة في بغداد , وهي منطقة اغلب مترددين لها من الطبقة الفقيرة. صاحب المطعم يكاد لا يتوقف من كثرة الطلبات , لان سعر وجبته هو الف دينار , وهو مبلغ يعادل 80 سنت امريكي , يحصل الزبون بهذا الثمن على طبق رز مع فاصولية "حبيبة العراقيين" وصمونه مع قنينة ماء .
وهكذا , فان أي مطعم غير متميز عن غيره يكون مصيره الاغلاق , والاجمل سوف لن تسمع من الاعلام المحلي ابيات شعرية تندب حظ صاحب المطعم او سب وشتم للحكومة " الفاسدة" التي لم تستطع حماية المطعم من الاغلاق .
وعليه , فان نظام السوق يسمح للمواطن اختيار نوع عمله , مكانه , وطريقة ادارته . الدولة لا تستطع ان تامر شركة لصنع الاثاث في اختيار بغداد او بعقوبه او الديوانية او الموصل مقرا لها . ولا تستطع الدولة اجبار مواطن على اختيار مهنته , وانما تتركه له . من المفروض ابن البصرة يستطع اتخاذ أربيل مكان لعمله ان لم يطيق جو مدينته .
طبعا هذا لا يعني ان تتفرج الحكومة وهي تشاهد مشكلة في اقتصادها. الدولة مسؤولة عن توفير عمل يناسب مواطنيها , والدولة مسؤولة عن تشريع القوانين التي تحمي الزبائن , العمال, وأصحاب الاعمال. والدولة مسؤولة عن محاربة التضخم المالي في البلاد اذا جاوز الحد المسموح له , وعليها حماية الاقتصاد الوطني من التراجع . والاهم حماية الشارع العام من العصابات المنظمة و القوى الإرهابية حيث اثبتت الوقائع انه لا تنمية ولا ازدهار بوجود سلاح منفلت وعصابات تجوب الشوارع وترعب الناس .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية
- يريدون عراقا مقطوع الراس
- لقد اختفى الهلال الشيعي , فاين القمر السني؟


المزيد.....




- كيف توافق السعودية بين أسعار النفط ومشاريعها الطموحة وما يري ...
- جميع اسماء المرشحين للكرة الذهبية لعام 2025 “أبرزهم مو صلاح” ...
- المجلس الاقتصادي يجتمع ببغداد قبيل القمة
- ارتفاع كبير لأسعار الأسهم الأمريكية بعد إعلان الهدنة في الحر ...
- العراق يدعو إلى بناء تحالف اقتصادي بين الدول العربية
- البنك الدولي: اقتصاد نيجيريا يحقق نموا قويا رغم التضخم المرت ...
- من البيروقراطية إلى التحول الرقمي.. كيف تعيد وزارة الاتصالات ...
- هدنة الرسوم بين أميركا والصين.. الرابحون والخاسرون وماذا بعد ...
- السوداني: صندوق النقد الدولي شريك أساسي للعراق في إصلاح الاق ...
- ترامب: ندرس رفع العقوبات عن سوريا -لمنحها بداية جديدة-


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟