نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 00:14
المحور:
سيرة ذاتية
حينما يتعرف المرء على أصدقاء ومعارف جُدد لأول مرة فإنه يكون أمام أحد احتمالين: إما أن تقتصر الصداقة والمعرفة الجديدة على حدود المناسبات الرسمية، لا تتجاوز أو تتخطى مجالات اللقاءات العابرة والمعرفة السطحية الباهتة، وإما أن تبدأ التفاعلات (الكيميائية) بين الجانبين عملها على الفور، فتقوم بدورها في توثيق الصلة وتعميق المعرفة بينهما، خاصة إذا كانت هناك قواسم أو اهتمامات مشتركة تجمع بين الاثنين وتسهم بالتالي في توطيد علاقتهما وتعميقها وترسيخ جذورها، وهذا ما حدث حينما تعرّفت لأول مرة ومنذ أمد غير قريب إلى الأخ الفاضل والصديق العزيز د. نصير الحسيني.
ما جذبني إلى الدكتور (أبو أميم) منذ البداية هو ما يتميّز به من صفاء في النفس، ورقَّة في المشاعر، ونُبل في المقاصد، فمنذ أن عَرَفْتُهُ خَبَرْتُه سمحاً، متسامحاً، يترفع عن ساقط القول والفعل، ويتجنب الخوض في أمور الناس، ومنذ أن عَرَفْتُهُ وجدته مثقفاً، واعياً صبورًا، ذا تفكير عقلاني، وطبيعة هادئة، قوي الحجة، سديد الرأي، واضح الرؤية، يحمل في داخله قلباً ينبض بالحب والتسامح، وينبذ التعصب والغلو، ويرفض الصراعات والمنازعات، دون التنازل عما يعتقده يصب في الصالح العام.
ثم بدأت أتابع مسيرته عن كثب، فلاحظت ميله الدائم إلى العمل في صمت، فهو لا يذكر نفسه إذا ذكر الناس أنفسهم، ولا يتطلع إلى شيء بقدر تطلعه إلى المصلحة العامة، ثم علمت من سيرته أن طريقه نحو الشهرة الأدبية والهندسية لم يكن ممهدًا مفروشا بالورود والرياحين، ولا خالياً من العثرات والعقبات والكبوات، ولكنه تمكن بمخزونه الثري من الصبر والإرادة والعزيمة من تجاوز كل الصعاب، وتخطى جميع العقبات، إلى أن غدا قامة من قامات الأدب والثقافة في الوطن، ومن الذين حفروا في الصخر حتى أصبح شخصية مرموقة يُشار إليها بالبنان في وطنه وفي خارج وطنه.
أذكر منذ عدة أعوام خلت، وفي إحدى اللقاءات الحميمة مع نفر قليل من الأصدقاء والأحباب، أن طرأ ذكر أبي أميم فاختلفت الآراء حوله، فمنهم من اعتبره أديباً وروائياً، ومنهم من صنفه في قائمة المبدعين في مجال البناء والعمران، وأذكر أنني قلت حين جاء دوري: إنني أعده مزيجًا من كل ذلك ... وأحسب أنني كنت محقاً وصائباً فيهما قلت.
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)
Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟