أيمن غالى
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 07:23
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تحدثنا في المقال السابق (إبن المرة)؛ عن معنى التعبير من الناحية اللُغوية ومعناه: ابن السيدة
ولكن للتعبير غرض ومعنى آخر في الشارع المصري, ويستخدم للانتقاص من قدر شخص أو لإهانته أو لذمه.
وللتعبير معنيان:
إما أن الشخص تربية امرأة في غياب رجل أو عدم وجود أب.
أو أن والد الشخص والقائم على تربيته منقوص الرجولة؛ لا كلمة ولا عهد له (منعوت بالمرة).
وعكسها - لمدح شخص- " راجل من ضهر راجل ", أو" ابن راجل صحيح ".
وهناك معنى مذموم مستمد من التراث العربي؛ في كون الابن مجهول النسب لصعوبة التحقق من والد الولد لأنواع زيجات اشتهر بها العرب وانتشرت بينهم؛ يستحيل أو يصعب معها تحديد الأب - إلا من خلال اللجوء إلى النسَّابة ومطابقة ملامح المولود بالمشتبه فيهم - كزواج الرهط وتقديم الزوجات للغرباء من باب إكرام الضيف (الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام؛ دراسة مقارنة، د. عبد السلام الترمانيني، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1984)
ونجد الإشارة إلى انتشار المنتسبين إلى أمهاتهم في حال عدم الاستدلال للأب بكتاب:
(معجم الذين نسبوا إلى أمهاتهم، السيد فؤاد صالح، لبنان، 1996)، وانساب الأبناء إلى الأم لعدة أسباب منها صعوبة تحديد الأب في المجتمع العربي كمجتمع البغايا وصاحبات الرايات الحمر ص9, وكما أسلفنا فى حال زواج الرهط.
وعُرف تعبير" ابن المرة "فى الشارع المصرى للإنتقاص من أحدهم؛ من بدايات القرن الماضي وورد في قصيدة نُشرت بمجلة الكشكول المصور سنة 1925 ج1, "وغير معلوم الشخص المقصود بالقصيدة حينها وهل كان المَعنى بها الملك أم رئيس الوزراء أم شخص آخر "والتي تنتهي بـ" ضيعتنا يا ابن المرة
وتقول:
بربر برابر بربرة ... أما كلامـــــــك مسخرة
يا مــولاى أين النفخة العظمى وأين الفشخرة
أين الهتــــــــــاف بمجدك العالى وأين الزمـجرة
أين الجموع مُسيَّرات للخــــــــــــــــــــداع مُسّخَرة
أين النقود الهـــــــــاطلات كسحب غير ممطرة
نبتزها لك خفية ... وندســــــــــها لك من وره
نمشى بهـــــا وجيوبنا .... منها تصير مبعجرة
ونرى العيون محملقات والشــــــفاة مشنغرة
و لكل فرد نحوها .... أذن هنـــــــاك مطرطرة
ضاعت أمانينا فلا ..... خطف وليست غنــدرة
و لقد وقعت تدعورا وسقطت تحت القنطرة
بهدلتنا يا أقرع ....... ضيعتنـــــــا يا إبن المرة
#أيمن_غالى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟