أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حزب الكادحين - تونس: الهجوم الإمبريالي على الوطن ومهمّة الثّوريين ‏














المزيد.....

تونس: الهجوم الإمبريالي على الوطن ومهمّة الثّوريين ‏


حزب الكادحين

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 16:11
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تبدو أوروبا الإمبريالية منشغلة هذه الأيّام بالأحكام القضائية التي أصدرتها محكمة تونسيّة مؤخّرا في حقّ عدد من المتّهمين في قضيّة التّآمر على الشعب وعلى الوطن. فقد جاء على لسان وزارة الخارجية الفرنسية يوم 23 أفريل 2025: "علمنا بقلق بالأحكام الثقيلة بحق عدة أفراد متهمين بالتآمر ضد أمن الدولة، من بينهم رعايا فرنسيون"، وأضافت الوزارة: "يؤسفنا عدم توفّر ظروف المحاكمة العادلة"، ثمّ لحقتها من الغدِ ألمانيا التي اعتبرت خارجيتها المحاكمة غير "عادلة"، معربة عن تلقّيها "بقلق أحكام السجن الثقيلة"، مضيفة أنّ "الطريقة التي تمّت بها المحاكمة لا تحترم حقوق المتهمين في محاكمة عادلة ومستقلة"، معبّرة عن أسفها "لاستبعاد المراقبين الدوليين، بما في ذلك السفارة الألمانية في تونس في اليوم الاخير من المحاكمة".

إنّ هذه الإمبريالية لا يهمّها أن يكون في تونس لا شعبٌ حرٌّ يتدبّر مصيره بيده ولا وطنٌ مستقلّ بما أنّ الأمر خارج حدودها، بل إنّها تعتبر ذلك الشعب مجرّد أنفار ينتجون ما تحتاجه تلك القوى العظمى من مواد هي في حاجة إليها وكذلك مجرّد مستهلكين لما تنتجه شركاتها الكبرى، كما أنّها تعتبر ذلك الوطن مجرّد رقعة ترابيّة كانت تمثّل امتدادها الجغرا-سياسي لإمبراطوريتها الممتدّة وراء البحار خلال الاستعمار المباشر وحلمها أن تظلّ تلك الرّقعة منطقة من مناطق نفوذها في مرحلة الاستعمار الجديد. لذلك، فإنّ هذه القوى تعتبر هذا الشعب من عبيدها وهذا الوطن من أسواقها وعليها أن تسهر على حماية من يحافظ على هذه العلاقات العبودية والاستعمارية ممّن ينتمون إلى الطبقات التي تلتقي مصالحها معها. ولذلك، وفي النّاحية المقابلة، لا يتخلّف ممثّلو هذه الطّبقات في البحث عن شتّى الطّرق للحفاظ على هذه العلاقات والمصالح المشتركة حتّى إذا ما تهدّدت هذه المصالح عمدوا إلى المؤامرات من أجل العودة السّريعة إلى الحكم مستغلّين نفوذهم الذي زرعوه داخل أجهزة الدّولة منذ عقود حتى إذا ما انكشفت مؤامراتهم تعالى صراخهم وصراخ أسيادهم الذين تربطهم بهم تلك المصالح المشتركة فيروْن العدالة غير عادلة والحريات مقيّدة والديمقراطية مداسة والحقوق ممنوعة.. وسرعان ما يلتحق بهم الانتهازيون الذين لا همّ لهم سوى البكاء على الديمقراطية والحريات البرجوازية بينما لا يحرّك لهم انتهاك حرية الوطن وسيادته ساكنا ولا يصرخون لانتهاك كرامة الشعب وسيادته من قبل تلك القوى الإمبريالية.

إنّ الديمقراطية التي يتباكى عليها الإمبرياليون الفرنسيون والألمان والرجعيون والانتهازيون في تونس في كلّ مناسبة وبغير مناسبات هي ديمقراطية البرجوازية العميلة (الكمبرادور)، وهي ديمقراطية لا مصلحة للطبقات الشعبية فيها ولا تنفع الوطن في شيء حيث تسمح للطبقات المضطهِدة باضطهاد جموع الكادحين وتقدّم الوطن هديّة للقوى الاستعمارية لمواصلة هيمنتها عليه. وانطلاقا من هذا التناقض الواضح بين تلك القوى الإمبريالية ووكلائها الرجعيين من جهة والطبقات الشعبيّة من الجهة المقابلة، فإنّ تلك الديمقراطية التي يصرخون من أجلها لا مصلحة للشعب وللوطن فيها.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإنّ الديمقراطية التي ينشدها الشعب، هي ديمقراطية الطبقات الكادحة ولا تختزل في الحريات السياسية والفردية او ما يمكن تسميتها بحريات الرفاهة البرجوازية وإنّما هي تقوم أساسا على التوزيع العادل للثروة بين طبقات الشعب الكادحة وفي مقدّمتها توزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء الذين يمثلون نسبة كبيرة من هذه الطبقات، وتوفير الشغل للمعطّلين عن العمل وتوفير الخدمات الاجتماعية اللائقة من صحة ونقل وتعليم وثقافة للجماهير الكادحة. إنّها ديمقراطية جديدة تختلف عن الديمقراطية القديمة أو ديمقراطية الطبقات المترفة من برجوازية كمبرادورية وإقطاع، وتسمّى هذه الديمقراطية الجديدة الديمقراطية الشعبية التي تمارس من خلالها الطبقات الكادحة دكتاتوريتها/سلطتها على الطبقة البرجوازية الكبيرة وكبار ملاّك الاراضي. لكن هذه الديمقراطية الجديدة/الشعبية لا يمكنها أن تتحقّق إلاّ في وطن متحرّر من نير الاستعمار بشكليه الجديد والقديم، وطن مستقلّ فعليّا عن تلك القوى.

إنّ مهمّة القوى الوطنية والثوريّة اليوم، في ظلّ هذا التناقض، وأمام استمرار الهجمة الامبرياليّة وتصاعد أطماع الرّجعيّة، هي رصّ صفوف الطّبقات الشعبيّة في جبهة وطنية متّحدة ضدّ الجبهة الإمبرياليّة وعملائها الرجعيين وأن تكون القوى الثورية الحيّة في طليعة هذه الجبهة من أجل حلّ هذا التناقض لصالح الشعب والوطن.



#حزب_الكادحين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا - الخلاص ليس في صناديق الاقتراع بل في الشارع ، الحل في ...
- الوضع العام في تركيا و العالم ومهامنا . الحزب الشيوعي الماوي ...
- تركيا: الشّرارة التي ستحرق السّهل !
- حول الانتفاضة الشعبية في تركيا .
- فلسطين المحتلّة: الحرب متواصلة والمقاومة أيضا
- دعوة أوجلان الى السلام .
- عدوان امبريالي جديد على اليمن والحرب الشعبية طريق النصر .
- الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني‎ ‎‏: طالبان على وشك الانهيار
- ابادة جماعية في سوريا .
- بيان حول سوريا‎ ‎.
- بيان : الجبروت الصهيوني لن يدوم.
- نصوص حول الحركة الطلابية التونسية
- لنقاوم التدخل الإمبريالي في تونس .
- العمال في عيدهم : الثورة طريق المستقبل .
- ما العمل ؟ افتتاحية العدد 77 من جريدة طريق الثّورة
- دعما لكفاح الشعب الفلسطيني
- ‏23 و24 فيفري 2024: يومان عالميّان لدعم كفاح الشعب العربي في ...
- العالم يحتفل بالذّكرى 130 لولادة الرّفيق ماوتسي تونغ
- إعلان مشترك بمناسبة‎ ‎الذكرى‎ 130 ‎لميلاد‎ ‎المعلم الماركسي ...
- جريدة طريق الثورة، العدد 76


المزيد.....




- حل حزب العمال الكردستاني: قرار يعيد الاستقرار في المنطقة؟
- تعليم: التنسيق النقابي يدعو إلى خوض إضراب وطني إنذاري
- أردوغان يشيد بقرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء السل ...
- بريطانيا تشدد سياسة الهجرة بهدف وقف زحف اليمين المتطرف
- عاجل: المحكمة الابتدائية ببوعرفة تبرئ المناضلين في حراك موفو ...
- ما تأثير إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه على الملف السور ...
- قائد -قسد- يعلق على حلّ حزب العمال الكردستاني
- الخارجية بشأن حلّ حزب العمال الكردستاني: مدخل لإعادة النظر ب ...
- ترکيا.. ماذا بعد نهاية عهد الكفاح المسلح لحزب العمال الكردست ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب عن المسار الجديد لحزب العمال الكردستا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حزب الكادحين - تونس: الهجوم الإمبريالي على الوطن ومهمّة الثّوريين ‏