أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - تقنيات تحارب غيبيات














المزيد.....

تقنيات تحارب غيبيات


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 06:55
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أيام قليلة، وجّه أڤيخاي أدرعي، الناطق الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي باللغة العربية، إنذاراً لسكان ضاحية بيروت الجنوبية، بالبعد ثلاثمئة متر عن مخزن ذخيرة وسلاح لحزب الله في لبنان، وتجمهر الناس في الوقت المحدد للقصف ملتزمين بالمسافة التي حددها أدرعي، وصوروا القصف الدقيق على ما يُسمى "خيمة النصر" حيث يقيم "حزب الله" مجالس عاشوراء فيها.
دروع بشرية
كانت ردة فعل المتجمهرين الشيعة على بعد ثلاثمئة متر غريبة، فتجمهرهم يعني ثقتهم المطلقة بما قاله أڤيخاي أدرعي، أما بالنسبة للآخرين، فما حدث يؤكد أن مسألة اتخاذ الأماكن المدنية والمدنيين كدروع بشرية صحيحة تماماً، وإطلاق أسماء دينية على أماكن فيها سلاح غير شرعي مسألة تسول مشاعر سخيفاً غير مقبول.
أطلق بعض المتجمهرين الشيعة أعيرة نارية عقب الضربة الإسرائيلية الدقيقة، وإطلاق الرصاص في العالم الناطق بالعربية قد يكون تعبيراً عن لا مبالاة بما حدث، لأن الله سيعاقب أو سيصحح الأخطاء مهما طال الزمن، تماما كالزغاريد التي أطلقتها النساء المتجمهرات في الساحة عقب شنق عمر المختار، وقد يكون شماتة مبطنة في مَنْ لا يستطيع حماية المواطنين، وقد يكون تعبيرا عن خيبة العاجز الذي يشاهد ولا يستطيع عمل أي شيء، كالرصاص الذي أطلقه الفلسطينيون في مخيماتهم على أرض لبنان، في اللحظة التي نزل فيها الرئيس السادات إلى أرض مطار بن غوريون سنة 1977!
ردود أفعال
دان رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، الهجوم وأكد أن "الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سيادة لبنان وسلامة أراضيه مرفوضة تحت أي ذريعة"، متجاهلاً أن إسرائيل في حالة حرب مع "حزب الله" على أراضي لبنانية، كما أن الحزب لم يسلّم سلاحه كما نص الاتفاق الدولي، ودعا عون الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنيّن لتفاهم وقف الأعمال العدائية، إلى تحمل مسؤولياتهما والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً.
الشيخ نعيم القاسم قال إن الضربة اعتداء سياسي على لبنان، رغم أن وجود سلاح إيراني وحزب إيراني على صلة بالحرس الثوري الإيراني واتخاذ أرض لبنان كمنصة إطلاق صواريخ إيرانية ولأهداف إيرانية على دولة مجاورة، يعتبر اعتداءً سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً على لبنان!
ما قاله الرئيس اللبناني تعبير صريح عن عدم قدرة الجيش اللبناني، وعدم قدرته شخصياً على تنفيذ ما قاله في خطاب القسم الرئاسي، فوجود سلاح وذخائر وعقيدة قتالية غير لبنانية على أرض لبنان في قاموس العصر الحديث، يعّبر عن وجود دولة ما زالت تُدار بعقلية العشائر. ومن المؤكد أن الرئيس اللبناني غير راض بتاتاً عما يحدث، لكنه مضطر للتعامل معه على مضض.
كلمات وأفعال
إذا نظر أي شخص إلى الصورة الأكبر، وإلى خريطة أرض كنعان التاريخية، سيلاحظ تآكل الأراضي الفلسطينية لصالح الأراضي الإسرائيلية، وهذا التآكل تم منذ رفض قرار تقسيم الأرض الأممي سنة 1947، وكانت المساحة الأكبر لصالح السكان الذين يتحدثون العربية، ثم تحركت المسألة من نكبة إلى فوضويات سياسية أضافوا صفة القداسة عليها، إلى نكسة ثم ثغرة فمقاومة غير فاعلة حتى الوصول إلى رفض ثان وثالث لدولة عربية، وأخيرا وصلت الأمور لحرب عصابات وخطف مدنيين كلّف سكان غزة هدم أكثر من 85% من بناياتهم، وخلال مراحل تحرير فلسطين تحت وهم "من النهر إلى البحر" كان المواطن يزداد بؤساً والزعيم يزداد غنى.
إسرائيل تتعامل وتنتصر وستنتصر بالواقعية والتقنية، والجانب العربي انهزم وسينهزم لأنه يعتمد على الشعائر ومفرداتها ويتعاطى مسكنات الدين بإفراط، ويأمل في قدوم يوم سيقول فيه الشجر والحجر للمسلم: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله.
أسباب الفشل
-استعمال الدين كسلاح لحل مشكلة سياسية وعسكرية. هل إطلاق اسم الهدهد، الذي كان يدردش مع الملك سليمان في الأسطورة، على مسيرات "حزب الله" كافياً لتحقيق أهدافه؟ هل إطلاق اسم بيت العنكبوت على إسرائيل دمرها؟ هل إطلاق أسماء الصحابة وزوجات محمد والمناسبات الدينية على الفيالق والوحدات المقاتلة ومخازن السلاح جاء بالنصر؟ هل الدعاء على إسرائيل عقب كل صلاة جعل الله يضعفها؟
-العيش في التاريخ. واضح أن هناك فارق تكنولوجي عظيم بين الإسرائيليين والناطقين بالعربية، ناهيك عن القدرة على استعمال التقنية، وضرباتها الموجعة المذهلة التي تمت في طهران وغزة والضاحية، تؤكد على وجود عقلية لم تزل تتعامل مع اليهود الحاليين بوصفهم بنو قريظة أو بنو قينقاع، ولم تزل تتعامل مع المسيحيين في الغرب على أنهم سكان نجران.
-مستقبل الماضي. الناطقون بالعربية يتمنون عودة الماضي لينصلح حال مستقبلهم. إدمان التمني الواهم جعلهم خارج العصر علمياً وسياسياً واجتماعياً ومالياً وحضارياً.
إذا اجتمع القيمون على الدين والمفكرين والمسؤولين السياسيين والطبقة الغنية والطبقة المتعلمة وعقيدة الجيوش ورجال القانون على تقديس الماضي كما هو وتمني عودته ليصلح المستقبل، فمن يستطيع الإنقاذ؟
الأدهى أن المرض أصبح يوّرَث جينياً ويُلقّن على أنه صحة، والذين تخلصوا منه يُقال عنهم مرضى!



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاولو هدم الحضارات
- انتهازية الدين السياسي
- تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
- التخدير الديني سلاح النظم القمعية
- رسائل تنتظر قرارات سياسية
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط
- التكاذب منهجهم والغيبيات واقعهم
- الدنيا لا تقع ولن تنتهي
- أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
- سياسة أو دين أو شعوذة


المزيد.....




- -الدفاع- في البرلمان الألماني: إما أن تستعدوا للدفاع أو تتعل ...
- بأقلام قطرية.. كاتبات صغيرات يرسمن أحلامهن بالكلمات
- اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
- قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع ...
- مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و ...
- الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر ...
- -عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند ...
- فرنسا: كان تفرش السجاد الأحمر لكبار المخرجين والممثلين وتجدد ...
- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - تقنيات تحارب غيبيات