أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )















المزيد.....

الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد هجوم تنظيم داعش على العراق و سقوط مدن و مناطق واسعة من شمال و غرب العراق تحت سيطرتها , حيث قاربت المساحة التي سيطرت عليها داعش حوالي ثلث مساحة العراق , في هذا الظرف الحرج و الخطير الذي مر به العراق اصبح تشكيل الحشد الشعبي العراقي ضرورة ملحة لإنقاذ العراق من الانهيار و التفكك .
في الأيام الأولى لسقوط مدينة الموصل العراقية و ما تبعها من سقوط مدن عديدة اخرى كانت القوات النظامية التابعة للحكومة العراقية في حالة انكسار شبه تام و تعيش اضعف حالاتها , و لو لا نهضة الحشد الشعبي و وقوفه في الصف الأمامي مع القوات النظامية العراقية في المواجهة الدموية و الشرسة ضد تنظيم داعش لكان ارهابي هذا التنظيم يصولون و يجولون في شوارع العاصمة العراقية بغداد بعد ان يحولها الى مسرح لارتكاب ابشع جرائمهم الإرهابية .
في ذلك الظرف الصعب حين كانت المدن العراقية التي غالبية اهلها هم من العراقيين من العرب السنة تتساقط الواحدة بعد الاخرى اتخذت قيادات الاحزاب القومية الكوردية موقفا سلبيا تجاه تلك الهجمة الداعشية , حيث ظنت قيادات هذه الأحزاب أن المعركة مع داعش هي ليست معركتهم و يمكن لهم تجنب المواجهة مع داعش , فخلال الخمسين يوم الاولى للهجوم الداعشي على العراق ( من يوم 10 حزيران 2014 لغاية 2 اب 2014 ) اتخذت قوات البيشمركة الكوردية موقفا محايدا تجاه المعارك الطاحنة التي كان في اشدها بين داعش و القوات النظامية للحكومة العراقية المدعومة بتشكيلات الحشد الشعبي .
لقد أخطأت قيادات الأحزاب القومية الكوردية باعتقادها بأن المراحل اللاحقة لهجوم تنظيم داعش سيكون بتجاه المدن ذات الغالبية من العرب الشيعة , إذ ادرك الدواعش استحالة تحقيق أي مكسب عسكري في المواجهة مع العرب الشيعة في مدنهم لذلك قرروا تغيير اتجاه هجومهم صوب المدن و المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة البشمركة الكوردية , و كانت النتيجة مفجعة و كارثية على قوات البيشمركة , فتركت البشمركة مواقعها في مدينة سنجار و سهل نينوى و مدن و مناطق اخرى , فحلت كارثة انسانية بسكان هذه المدن و المناطق و خصوصا في مدينة سنجار التي استباح الدواعش كل شيء فيها و اخذوا العديد من نسائها سبايا .
بعد أن وجهت داعش هجومها نحو قوات البيشمركة الكوردية ادركت قيادات الأحزاب القومية الكوردية أن خطر داعش يشمل كل العراقيين دون استثناء فقررت هذه القيادات إدخال قوات البيشمركة في ساحة المواجهة مع داعش .
كان التحول في موقف القوى الكوردية جزءا من صورة المستجدات التي حدثت في ساحة المعركة مع داعش و هنالك جزء آخر من هذه الصورة و هي تحرك العرب السنة ضد تنظيم داعش , و بذلك اكتملت الصورة الوطنية للمواجهة الحاسمة التي اسقطت دولة الخلافة التي ارادت داعش اقامتها في العراق .
لكي نعرف طبيعة تشكيلات الحشد الشعبي في المرحلة الحالية و بعد مرور حوالي عشرة سنوات على سقوط عاصمة دولة الخلافة الداعشية في الموصل لابد من تناول التأثير السلبي الكبير للتدخل الإيراني الذي عمل على جعل الحشد الشعبي يتمركز حول الأحزاب و الحركات السياسية الشيعية , فصار معظم التطوع لصفوف الحشد الشعبي من حصة هذه الاحزاب و الحركات لأن العدد الممكن قبوله في الحشد كان محدودا و كان لهذه الأحزاب و الحركات الشيعية نفوذا في اختيار مَنْ يُقبل و مَنْ لا يُقبل في الحشد .
لقد نجحت إيران من مد يدها بقوة نحو تشكيلات الحشد الشعبي و العامل الرئيسي الذي ساعد ايران في هذا النجاح هو عدم وجود مصدر اخر بديلا عنها , فقد كانت فاعلية و قدرة و استعداد إيران في تقديم الدعم العسكري و المادي للحشد الشعبي عالية جدا بالإضافة الى أن وجود إيران كداعم اساسي لشيعة العراق ساهم في ازالة مخاوف العرب الشيعة من الإبادة الجماعية و الشاملة لهم من قبل الدواعش التكفيريين .
تمكنت ايران من توسيع نفوذها ضمن هيكلية الحشد الشعبي بعكس ما ارادته مرجعية السيد علي السيستاني و عدد من الأحزاب و الحركات السياسية العراقية بجعل الحشد الشعبي حشدا عراقيا ضمن تشكيلات القوات المسلحة العراقية حصرا و تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية , فبسبب التدخل الإيراني اصبح لكل حزب أو حركة سياسية من الإسلام السياسي الشيعي العراقي ذراع عسكري ضمن الحشد الشعبي .
من الواضح أن صورة الحشد الشعبي و طبيعة تشكيلاته قد اصبحت في المرحلة الحالية اكثر وضوحا حيث تكتلت تشكيلات هذا الحشد ضمن مجموعتين :
المجموعة الأولى : هي مجموعة التشكيلات العسكرية التي وافقت أن تكون تحت قيادة و إمرة القائد العام للقوات المسلحة العراقية بشكل فعلي , وصار تمويلها و تسليحها يتم من قبل مؤسسات الدولة العراقية , و هذه المجموعة شملت الجزء الأكبر من تشكيلات الحشد الشعبي .
المجموعة الثانية : هي مجموعة التشكيلات العسكرية التي ابقت على حالة ارتباطها بالمرجعية العقائدية و العسكرية في إيران حيث اصبحت تشكيلات هذه المجموعة جزءا من تشكيلات فيلق القدس الإيراني و أحد اذرع المشروع الإيراني في المنطقة بعد أن ابتعدت اهداف تشكيلات هذه المجموعة عن المشروع الوطني العراقي المستقل و تحولت الى جزء من منظومة عسكرية و سياسية تهدف الى ما يسمونه وحدة ساحات المقاومة التي شملت حزب الله في لبنان و حركة انصار الله الحوتية في اليمن و حركة حماس و الجهاد الاسلامي في فلسطين .
كنتيجة للانهيارات المتلاحقة لأذرع المقاومة الإسلامية المسلحة في غزة و حزب الله في لبنان و سقوط نظام بشار الأسد الاستبدادي الدموي في سوريا و الضربات الموجهة لحركة انصار الله الحوتية في اليمن اصبحت تشكيلات المجموعة الثانية من تشكيلات الحشد الشعبي الموالية لإيران في وضع صعب و فقدت مبررات وجودها و لم يعد لها تأييد شعبي لا في جنوب العراق و لا في شماله .
بسبب الحالة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بعد الانتصارات العسكرية التي حققتها إسرائيل بتحطيمها لأذرع المشروع الإيراني اصبحت بعض الجهات العراقية و غير العراقية تطرح فكرة حل الحشد الشعبي .
من المؤكد أنه يمكن حل الحشد الشعبي و الحشد الكوردي ( البيشمركة ) بشكل كلي و نهائي بعد نضوج مشروع وطني عراقي و زوال خطر ظهور ارهاب تكفيري جديد , أما الان و رغم أن احتمال ظهور الإرهاب الداعشي من جديد في العراق هو احتمال ضعيف نسبيا إلا انه لا يمكن اقناع العراقيين من العرب الشيعة ترك السلاح الذي صار عنصر امان لبقائهم و وجودهم في العراق , و كذلك الحال بالنسبة للمكون الكوردي فأن طلب حل حشدهم " البيشمركة " ليس طلبا واقعيا ضمن الظرف الحالي .
لابد من الإشارة الى أن هنالك مجموعة من الأسباب وراء كارثة سقوط الموصل و ما تبعها من سقوط ثلث مساحة العراق تحت سلطة الإرهاب الداعشي و التي تشكل على أثرها الحشد الشعبي لكن يمكن وصف اسباب ما جرى باختصار بالقول التالي :
إن قليل المعرفة و هو أنسان بسيط من لا يعرف ان العلم الأسود لتنظيم القاعدة الإرهابي حين يرفع و يرفر على جزء من ارض وطنه هو بداية انزلاق بلده نحو هاوية الدمار و الخراب و الظلامية المتوحشة الدموية , اما المنحط اخلاقيا فهو الذي لا يكترث بما يحصل لوطنه و لا يهمه اغتصاب نساء بلده كما حصل من مأساة انسانية للنساء الأيزيديات العراقيات .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 1 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 2 )
- الدولة العراقية الحديثة و مراحلها السياسية ( 1 )
- الترامبية تضع نهاية للعولمة الاقتصادية الحالية
- التيار المدني الديمقراطي في العراق لازال في بداية الطريق
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 2 )
- الدستور العراقي و التحديات في الساحة السياسية العراقية ( 1 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 2 )
- البعث الصدامي تسبب بالاحتلال الأمريكي للعراق ( 1 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 2 )
- محطات في طريق الصراع العربي الإسرائيلي ( 1 )
- ماذا لو لم يسقط نظام الشاه في إيران ...؟
- الجولاني من ارهابي خطير الى رئيس دولة
- عصر الاستعمار و الهيمنة ينحسر بشكل مستمر
- عيد نو روز في حضارات وادي الرافدين
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 2 )
- ماذا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا .. ؟ ( 1 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 2 )
- لغات حضارات وادي الرافدين ( 1 )
- طبيعة الجيوش النظامية و أهدافها ( 2 )


المزيد.....




- أردوغان: تركيا لن تسمح بأي كيانٍ آخر غير سوريا موحدة
- حدث خيري في موسكو يفرش السجادة الحمراء لكلاب فرنسية هجرها أص ...
- إسرائيل تستهدف مسلحين -تحضروا لتنفيذ هجوم ضد الدروز جنوب دمش ...
- مهام صعبة بانتظاره.. من يكون وزير خارجية ألمانيا القادم؟
- رئيس الأركان الإسرائيلي يوعز بالاستعداد لمهاجمة أهداف سورية ...
- مفتي سوريا يدعو السوريين لنبذ الفتن تعليقا على الاشتباكات بب ...
- أردوغان: هجمات إسرائيل على سوريا محاولة لتقويض المناخ الإيجا ...
- مدير أمن ريف دمشق يكشف تفاصيل جديدة عن أحداث جرمانا وأشرفية ...
- غارات إسرائيلية تستهدف أشرفية صحنايا في محيط العاصمة السورية ...
- غارة إسرائيلية تستهدف أشرفية صحنايا بريف دمشق وأنباء عن تحلي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الحشد الشعبي في العراق , انتماء تشكيلاته و مهامها ( 2 )