أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسنين مصطفى العلي - التمييز الشكلي في المؤسسات : عائق أمام الأنتاجية وسيادة المعايير الجوفاء














المزيد.....

التمييز الشكلي في المؤسسات : عائق أمام الأنتاجية وسيادة المعايير الجوفاء


حسنين مصطفى العلي

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التمييز الشكلي في المؤسسات: عائق أمام الإنتاجية وسيادة المعايير الجوفاء
تتزايد في الآونة الأخيرة ظاهرة مقلقة داخل بعض المؤسسات، حيث يتم التكريم والترقية بناءً على معايير سطحية مثل المظهر الخارجي أو طريقة اللباس، بدلاً من الكفاءة والإنتاجية. هذا النهج، الذي يمكن وصفه بالتمييز الشكلي، لا يُعدّ مجرد انحراف إداري، بل هو شكل من أشكال التمييز العنصري بين أبناء الجنس الواحد، إذ يُكرَّم فرد ليس لإسهاماته أو إنجازاته، بل لأن مظهره ينسجم مع ذوق المتحكمين في المؤسسة أو يرضي توقعاتهم الشخصية.
إن هذا النوع من الممارسات يعكس أزمة عميقة في القيم التي تحكم بعض المؤسسات، حيث تُهمَش المعايير المهنية والعملية لصالح نزوات ذاتية أو أهواء إدارية. فبدلاً من التركيز على تعزيز الأداء وتطوير القدرات، ينشغل البعض بتكريس ثقافة الرضوخ للمعايير الشكلية، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وتدني مستوى الأداء العام. فكيف يمكن لمؤسسة أن تتقدم إذا كانت أولوياتها تتمحور حول إرضاء "الأسياد" بدلاً من تحقيق أهدافها الجوهرية؟
وما يزيد الطين بلة هو تصاعد سيطرة التيارات المتشددة على بعض مؤسسات الدولة، حيث تتكرر هذه الممارسات بشكل ممنهج مع مرور كل عام. هذا التشدد لا يقتصر على فرض معايير شكلية، بل يمتد إلى تقويض مبادئ العدالة والمساواة، مما يزرع بذور الإحباط والاستياء بين العاملين. فالموظف الذي يرى زميلاً أقل كفاءة يُكرَّم لمجرد مظهره أو لالتزامه بقوالب معينة، سيفقد الدافع للعمل الجاد، وسينعكس ذلك سلباً على روح الفريق والإنتاجية الكلية.
إن استمرار هذه الظاهرة يهدد بتفكيك النسيج المهني للمؤسسات، ويحولها إلى ساحات للصراعات الشخصية والمحاباة، بدلاً من أن تكون مراكز للإبداع والتطوير. ولعل الحل يكمن في إعادة ترسيخ معايير التقييم المهني الشفافة، التي تعتمد على الأداء والإنجازات الملموسة، بعيداً عن أي اعتبارات شكلية أو ذاتية. كما أن تعزيز ثقافة المساواة والعدالة داخل المؤسسات يتطلب وعياً جماعياً وإرادة قوية لمواجهة هذه الممارسات، سواء من خلال تشريعات صارمة أو من خلال نشر الوعي بين العاملين.
في النهاية، لا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق النجاح إذا ظلت أسيرة لمعايير جوفاء تُكرس التمييز وتُهمش الكفاءة. إن السبيل الوحيد لاستعادة الإنتاجية وبناء مؤسسات قوية هو العودة إلى جوهر العمل: تقدير الجهد، مكافأة الإبداع، وتكريس العدالة كقيمة لا تُمس. فهل ستتغير هذه الثقافة، أم ستظل المؤسسات رهينة للشكليات وسيادة الأهواء؟

حسنين العلي



#حسنين_مصطفى_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الانتخابات النيابية في العراق 2021 واقتراح التعديل الج ...
- ظلال الكلمات : البروبغاندا وصناعة الرأي العام في العراق
- الضربات الأمريكية والاسرائيلية والبريطانية على اليمن وسوريا ...
- رؤية جيوسياسية : أمكانية أنشاء اقليم درزي في سوريا بين إسرائ ...
- تحول الأحزاب السياسية بعد ٢٠٠٣ الى أ ...
- تحول الأحزاب السياسية بعد ٢٠٠٣ الى أحزاب ...
- صعود الجمهوريين وتصاعد تفوذ الصين : في ظل تفشي متحور كورونا ...
- التحولات السياسية في الدول النامية : تحديات وفرص
- لاصديق دائم
- التحول الديمقراطي
- الواقعية السياسية


المزيد.....




- سيرًا على الأقدام وسط أنفاق طويلة مظلمة.. هكذا تم إخلاء مترو ...
- ركل و-تهديدات بالعنف الجنسي-.. شرطة نيويورك تحقق في اعتداء ر ...
- ترامب: روسيا قوة عسكرية كبيرة جدا وأوكرانيا ليست كذلك.. التع ...
- معروضات تحدثنا عن تاريخ حافل بالانتصارات.. المتحف المركزي لل ...
- جهاز الأمن الفيدرالي الروسي: إحباط هجوم إرهابي على كتيبة متط ...
- باتروشيف يعقد اجتماعا لهيئة رئاسة المجلس البحري الروسي
- بعد الأحداث الدامية في جرمانا... اتفاق بين وجهاء المدينة ا ...
- مرور مائة يوم من رئاسة ترامب - الولايات المتحدة في قلب -العا ...
- دراسة أمريكية تربط الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بالبلاستيك ...
- غوتيريش يحذر: المساعدات غير قابلة للتفاوض وعلى إسرائيل حماية ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسنين مصطفى العلي - التمييز الشكلي في المؤسسات : عائق أمام الأنتاجية وسيادة المعايير الجوفاء