عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 00:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
شهدت السنوات الأخيرة ثورة حقيقية مع ظهور منصة "شات جي بي تي" ChatGPT، وقدرته المذهلة على الإجابة على الأسئلة وكتابة المقالات وتقديم المعلومات العامة. يستمد هذا التطبيق بياناته من آلاف المصادر عبر الإنترنت، ويحلل كلمات البحث لإنتاج إجابات مخصصة ودقيقة. رغم ذلك، تبقى مشكلة تأخر تحديث البيانات قائمة، إلا أن المنصة وعدت بمعالجتها في النسخ القادمة.
ورغم المنافع الهائلة، لا يخلو الذكاء الاصطناعي من المخاطر، وأبرزها احتمال استخدامه لنشر المعلومات المضللة. فمنذ 2022، أصبح التواصل مع الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحياة اليومية، ليحل تدريجيًا محل العلاقات الاجتماعية الحقيقية. اليوم، يعتمد كثيرون على هذه الأدوات في مختلف مجالات حياتهم، حتى في المسائل الشخصية.
وما يزيد من انتشار هذه الظاهرة، هو ميزة التحدث الصوتي مع الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح بإمكان الأميين أيضًا استخدام هذه التقنية، وإجراء مكالمات كاملة مع التطبيق للحصول على إجابات ومعلومات تفيدهم في حياتهم اليومية.
الباحثة آسيا الحمادي تقول:
"في البداية، اقتصرت الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي على المهام الدراسية والبحثية، لكنها سرعان ما تسللت إلى حياتنا الاجتماعية، لتصبح بديلًا عن الأسرة والمجتمع، وتفاقم مشاعر الوحدة والعزلة."
ومن غرائب الاعتماد المفرط عليه، ما حدث في اليونان، حيث رفعت سيدة دعوى طلاق بناءً على تنبؤ من شات جي بي تي. فقد قامت السيدة بتحميل صورة فنجان قهوتها وفنجان زوجها للتطبيق، ليخبرها أن زوجها مهتم بفتاة يبدأ اسمها بحرف "E"، وأن علاقة ستنشأ بينهما. صدقت المرأة هذه الخرافة وطلبت الطلاق، رافضة محاولات زوجها لإقناعها بعدم منطقية ما حدث، مما دفعه لاحقًا للمطالبة بحضانة أطفاله.
إذا استمر الناس بالاعتماد الكامل على الشات (كالذكاء الاصطناعي أو حتى مجرد المحادثات النصية) لحل مشاكلهم الشخصية بدل التواصل البشري المباشر،
سوف يصبح الشات هو الطبيب والمستشار والصديق، والموجه،والناصح،ونتحول جميعا إلى روبوتات..من اتباع المستشار النفسي الآلي".
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟