أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى زوين - جرائم الإعلام ونقاط مخفية لا يراها الجمهور














المزيد.....

جرائم الإعلام ونقاط مخفية لا يراها الجمهور


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 21:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


في ظل التطور الهائل الذي يشهده عالم الإعلام والاتصال، أصبح الإعلام قوة لا يستهان بها، قادرة على تشكيل الرأي العام وتوجيه العقول. إلا أن هذه القوة، حين تقع في الأيدي الخاطئة، تتحول إلى سلاح خطير يرتكب جرائم صامتة بحق الوعي الجماعي والمجتمعات كافة.
إنّ الجرائم الإعلامية لا تُرتكب عادة أمام أعين الجمهور بشكل واضح، بل تحدث في الخفاء، بين سطور الأخبار، وفي تفاصيل العناوين المضللة، وفي الطريقة التي تُعرض بها الحقائق أو تُخفى بالكامل.
يعيش الجمهور في مواجهة مستمرة مع فيضٍ من المعلومات، لكنه غالبًا لا يدرك كيف تتم هندسة وعيه بطريقة دقيقة تخدم مصالح قوى معينة دون علمه.ومنها
جرائم الإعلام في صناعة الأكاذيب،
أحد أخطر الجرائم التي يرتكبها الإعلام تتمثل في صناعة الأكاذيب وتزييف الحقائق.
لم تعد بعض الوسائل الإعلامية تكتفي بتحوير الوقائع، بل أصبحت تبني قصصًا وهمية بالكامل، وتقدمها للمشاهد أو القارئ باعتبارها حقائق مسلمًا بها. إن اقتطاع جزء من الحقيقة، أو المبالغة في تصوير حدث ما، أو اختلاق روايات زائفة، كل ذلك يصب في خانة جرائم التشويه العمدي للواقع.

اما التحريض الممنهج وبث الكراهية، حيث يقوم بعض الإعلاميين والقنوات الإخبارية بدور خطير في بث الفتنة وإشعال الصراعات بين فئات المجتمع المختلفة.
يُغلف هذا التحريض أحيانًا بشعارات براقة مثل "حرية التعبير" أو "نقل صوت الشارع"، لكنه في جوهره يسعى لتقسيم المجتمع، وزرع الحقد والكراهية بين أبنائه، تحقيقًا لأجندات سياسية أو اقتصادية تخدم فئات معينة.
وايظا التلاعب بالعواطف لتحقيق أهداف خفية، حيث يعتمد الإعلام المخادع على استغلال العواطف الجماعية، خاصة الخوف والغضب، لدفع الجماهير إلى اتخاذ مواقف أو تأييد قرارات قد تكون ضارة بمصالحهم الحقيقية.
يتم ذلك من خلال استخدام الصور المؤثرة، والموسيقى التصويرية، والقصص الإنسانية التي تُعرض بطريقة انتقائية تحفز استجابة انفعالية قوية، مما يضعف قدرة الجمهور على التفكير

ومن أكثر النقاط المخفية التي لا ينتبه لها الكثيرون أن الإعلام أحيانًا يمارس سياسة الإلهاء، من خلال التركيز على قضايا تافهة أو مفتعلة، مثل قصص المشاهير أو الفضائح الأخلاقية، لصرف الأنظار عن قضايا أكثر أهمية كقضايا الفساد، أو الانتهاكات السياسية، أو الكوارث الاقتصادية.

خلف كل وسيلة إعلامية، هناك مستثمرون أو جهات داعمة تتحكم بالمحتوى المقدم، بما يخدم مصالحها الخاصة.

في عالم يتدفق فيه الإعلام كالسيل، أصبح التحقق من المعلومة واجبًا فرديًا لا جماعيًا.لا يمكننا أن نثق بأول ما نسمعه أو نراه، بل علينا أن نبحث ونقارن ونفكر. فالإعلام، كما يمكن أن يكون منارة للوعي، يمكن أن يتحول إلى أداة للسيطرة والخداع.
جرائم الإعلام قد لا تترك جراحًا ظاهرة، لكنها تترك جراحًا عميقة في ضمير الأمة وذاكرة الشعوب.
لذلك، كان ولا يزال الوعي النقدي هو السلاح الأهم لمواجهة هذه الجرائم الصامتة التي لا يراها إلا من يفتح عينيه جيدًا.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمالة القادة..خيانة العصر وتلويث دماء الأوطان
- سبعة أيام من الحلم: لقاء تجاوز حدود الواقع
- سبعة أيام من الحلم: لقاء تجاوز حدود الواقع
- رحلة في صحراء العقل
- مابين ملوحة البحر وصفاء السماء...كانت البداية
- رحلة نحو الداخل: التأمل كنافذة إلى الذات
- موسيقى الغيوم..لوحات تتغير مع الوقت
- أرواح تذبح في صمت: عن جرائم لا يراها القانون
- ما بعد اللحظة: هل نحيا حقا؟
- العطاء والحب..فلسفة تتجاوز الكلمات
- عاشق على حدود النار
- الشوق والحرمان: لغة العشق في الشعر الشعبي
- العراق..ياموطني، يارآية المجد التي لا تنحني
- أبي: إرث لا ينتهي، وأثر يظل أبديا
- الطمع والظلم: كيف يسلب الجشع إنسانية البشر
- الصبر بين الاحتراق والخلود: حين يصبح الصبر جمرا على الشفاه
- الشموع والزمن: إحتراق الروح في مسيرة الحياة
- حين تبوح الأيام بأسرارها..دروس تخط بمداد التجربة
- أنين البقاء: صمت يتهامس مع الزمن
- الثقافة ضمير وسلوك


المزيد.....




- هل يُعاني التوائم من الحساسية تجاه نفس الأشياء؟
- دراسة تبحث العلاقة المحتملة بين الدورة الشهرية وإصابة اللاعب ...
- دول -بريكس- تدين مقتل المدنيين في محافظتي اللاذقية وطرطوس في ...
- مصر تؤجل احتفالا رسميا يحضره السيسي بسبب ظروف طارئة بالبلاد ...
- ما هو -الكونكلاف- ؟.. سراديب التاريخ تفتح لاختيار خليفة القد ...
- الولايات المتحدة تلوح بالانسحاب من الوساطة في الشأن الأوكران ...
- دول مجموعة -بريكس- تحذر من انتشار التنظيمات الإرهابية من سور ...
- محاربو الطين الصينيون يتجهون إلى أستراليا في عرض ضخم
- إيران تثمن موقف الجزائر حول ملفها النووي
- نيبينزيا يلتقي وزير الخارجية السوري في نيويورك


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هدى زوين - جرائم الإعلام ونقاط مخفية لا يراها الجمهور