أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبال شمس - سر -الجمعية لحماية الحمير-














المزيد.....

سر -الجمعية لحماية الحمير-


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 09:01
المحور: كتابات ساخرة
    


على مر العصور كانت الحمير رمزا للعبودية وللعمل الشاق، ورمزا لأشياء أخرى، لا أريد ذكرها رغبة مني بانتشال الصفات الحميدة ونقاط قوة ذلك الحيوان اللطيف, فأنا أؤمن أن الله وضع سره في أضعف خلقه. قال لنا المعلم مرة، أن الحمار يدعى "أبو صابر"، لشدة صبره على الضرب وعلى الأحمال الثقيلة، ونادرا ما علمونا عن الرفق بالحيوان أو الرفق بالحمار خصيصا.

أذكر ذلك الفيلم الذي غاب اسمه عن بالي في هذه الأثناء, كنت قد رأيته منذ سنين, قصته كانت عن جمعية لحماية الحمير. اسمها غريبا, فنحن لن نعتاد على مثل هذا النوع من الجمعيات، وربما هذا ما أثار اهتمامي في ذلك الفيلم, الذي بقي مطبوعا في اللاوعي. مهمة هذه الجمعية هي جمع الحمير من هنا وهناك ومن الشتات والبرد ووضعها في مكان آمن للحماية من الضرب والتعذيب وانتهاكات الإنسان لها ولحقوقها، وترفيه هذا الحيوان اللطيف الصبور وجعله ملكا في مملكته.

الفيلم ذكرني بحمار جدي وحمار جيران أهلي، تلك الحمير التي قاست في مواسم الزيتون والحصاد حتى نحن كنا نفرح لضربها. مات حمار جدي منذ كنت صغيرة, فليته عاش حتى قيام تلك الجمعية فربما لحقه شيئا من خيراتها أو انه مات ميتة محترمة، بدل موته تحت المطر ورميه على المزبلة.

الفيلم كان في ساعة متأخرة من الليل، ساعة تقارب موعد النوم لكنه بدأ يثير اهتمامي بشكل كبير لدرجة إني نسيت أمر النوم. فقد تطورت الأحداث فرأيت الحمير تلبس ربطات العنق. في البداية ظننتها رسنا فاخرا اقتنوها لهم، لكنها فعلا كانت ربطات عنق جميلة جدا. المنظر لم يكن مضحكا بل أثار في نفسي الكثير من التساؤلات.

إنها جمعية رهيبة جدا، جمعية حماية الحمير، فما هو قصدها من شراء ربطات العنق لحميرها، هذا كان احد أسرارها الغامضة التي أحببتها وجعلتني أتابع المشاهد.

كنت أتساءل لماذا هذه الجمعية لم تجمع البغال مع الحمير، فللبغال تاريخها المحترم من الصبر والمعاناة والتنكيل والتعذيب. لكنها جمعية مجنونة تنادي بالرفق بالحمير فقط. استطاعت ترويضهم على لبس ربطة العنق والبدلات الفاخرة وعلى أكل اللحوم دون البرسيم، فربما أرادت أن تجعلهم اسودا بالقوة. فكلمة المناداة: "حا" يا حمار، أصبحت بلدية وريفية جدا بالنسبة لهم. حتى كلمة "حااااااااااااااااااااا" بصوت عال لم تعد تجدي نفعا مع تلك الحمير.

بعد مرور الشهور بدأت الحمير بالسمنة والتكاثر. الإسطبل لم يعد يلائم حجمها الكبير هربت من الجمعية، فنهض الناس على النهيق الذي كان به إعلانا أن الحمير احتلت تلك القرية وخيراتها ومؤسساتها وحكمتها.

حه، حا، حااا، حااااااااااا، حووووو، حي. كلها كلمات أصبحت صفحة قاموس قديم بالنسبة لتلك الحمير.

هذا كان آخر مشاهد الفيلم آنذاك, فلم أعاود حضوره لوقته المتأخر من الليل, وربما لان السر لجمعية حماية الحمير الذي بحثت عنه آنذاك، اتضح لي. لكني حتى الآن لم أعرف سر عدم جمع البغال معها.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة في نسيج كرة مجنونة
- طلابي وتجاوز رشاش الدم
- كفوا عن قتل الاطفال..صرخة بعيدة من انسانة قريبة
- كفوا عن قتل الأطفال - صرخة بعيدة من إنسانة قريبة
- أحذية ومقامات
- العودة من ارض النور
- كيف سأعاقب أمي؟
- برؤية مغايرة -Remorse-
- وجوهي التسعة
- رسائل إلى شخص ليس هو , الى برجر سلاين
- تقمص كائن شتوي
- ريتا
- فراشه مجنونة
- بانتظار الصياد
- طيف ريمورا
- نجيب محفوظ : كفرنا بك مرتين
- صعود اخر
- حلقات الضوء
- لغز اليد الممدودة
- نساء من نبيذ ونار


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبال شمس - سر -الجمعية لحماية الحمير-