ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 14:01
المحور:
الادب والفن
■ومضة فلسفيّة■
عندما ينامُ المَلِك الطَّاغيَة، تُرَاهُ يخلعُ تاجَهُ، أمْ أنَّهُ صارَ جزءًا من جسدِهِ..؟!
■ومضة نقديّة■
عندما ينام الملك الطَّاغية، لا يخلع تاجه بالمعنى الحرفي، بل يظلّ ملازمًا له كجزء من هُويته وسلطته المتجذّرة، فالطغيان ليس مجرّد منصب أو سُلطة يمكن التخلّي عنها بسهولة عند الخلود إلى النوم؛ إنّه حالة من الرُّوح والعقل تتغلغل في أعماق الشّخصيّة.
إنّ صورة التّاج الملتصق بلحم الملك الطاغية هي استعارة بليغة تعبِّر عن استحالة فصل الطَّاغية عن طغيانه. يصبح الظُّلم جزءًا لا يتجزأ من كيانه، حتّى في لحظات الرّاحة الظّاهريّة. قد يغفو جسده، لكنّ عقله وروحه يظلَّانِ مُثقلين بأعباء السُّلطة المُطلقة والخوف الذي يفرضه على الآخرين.
في نومه، قد لا يرى الطّاغية أحلامًا هادئة، بل كوابيس تعكس جرائمه أو خوفه من فقدان سلطته. حتى في اللاوعي، يظلّ التاج رمزاً لثقله ومسؤوليته، وإن كانت مسؤولية زائفة مبنيّة على القمع والاستبداد.
لذلك، يمكن القول مجازًا إن الملك الطّاغية لا يخلع تاجه أبدًا، بل ينام وهو يرتديه، لأنّه لم يعد مجرّد قطعة من الذَّهب والجواهر، بل أصبح جزءًا من لحمه ودمه، رمزًا لسُلطة فاسدة متأصّلة في أعماقه.
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟