أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / كتاب غير مطبوع/ الحلقة الثانية















المزيد.....

النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / كتاب غير مطبوع/ الحلقة الثانية


عيّال الظالمي

الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 13:17
المحور: الادب والفن
    


التمهيد:
عند قراءة الموروث السردي، وصياغته شعرياً نحن نتحدث في تراث غيري عمّا موجود في الوقت الحالي، فالنص الثقافي هو حديث في غائب، له مميزات الحكاية مع جماليات واشتراطات القصيدة الشعرية في المبنى والمعنى، لهذا تكون له اختيار لغوي معين، ووضع جمالي معين، وابراز قيمة نوعية لهذا النوع الشعري من الأدب، فهو ينمو تحت قبة الثقافة العامة، ومرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذاكرة، والخيال والسقف الزمني المنوع لكي تعطى صيغ تأويلية وخطاب مُوجّه، ففي عصر توقف الرسالات المهمة التي يضطلع بها الشعراء، جنح بعض الشعراء إلى إيجاد مثل هذ النوع من الشعر، بطرق لم يكن بها الشاعر على وعي تام بنوعية النص، بل هو ينقل حالة مُرْضِية في وقت مضى مهما كان عدد سنين مرورها، وفق مقدرات الشاعر وموهبته واسلوبه على مختلف أنواع الشعر من (العمودي أو التفعيلة أو النثر)، وعملية ظهور وكثرة الشعر النثري، أو ما يشبه الشعر النثري لعدم الالتزام بأسس هذا النوع من الشعر، وتكالب رواد كتابة هذا النوع ابتدعوا أنواع من النصوص أطلقوا على بعضها بالقصيدة النثرية السردية، وهي نوع من شعرية الحكاية، لم تكن القصيدة التي تحتوي الحكاية وليدة اليوم، فقد أخرج لنا التراث الشعري العربي والعالمي من بين ما احتفظ به من شعر عدة قصائد حكائية، فيقول كلينث بروكس: ( إن كل قصيدة هي دراما صغيرة ) تقوم على صوت يحاور نفسه أو أَنَا تحاور العالم، والحكاية الشعرية كما وجدتها: أقصوصة شعرية وعلى العموم، بسيطة العناصر الفنية الشعرية، لا تنتهي بمفاجأة، وتعتبر ضمن الشعر القصصي أو السرد الشعري، تختار الحكاية الشعرية رمزاً، كحكايات أمير الشعراء أحمد شوقي وهو رائد الحكاية الشعرية، ولهذا إرتأيت ان يكون هذا النوع من الشعر الموجه في الظاهر والمضمر أن يكون تحت مسمى (النص الثقافي) لأنه يقدم الثقافة العامة أكثر مما يقدم الشعرية، ويعتمد الصلاح وبعث القيم أكثر مما يقدم الجمال الشعري، ودائما يكون النص الشعري الثقافي سهل التركيب والبناء واستعمال محسنات لفظية قريبة من فهم العامة والكتابة لها، لإبراز ما يضطلع به الشاعر.
أما أقدم ما وصل الينا من الشعر الذي سمي بالملاحم وهو قصائد طويلة تقص لنا حكايات وصراعات يتشعب بها نوع القص والملاحم الشعرية حسب ما أرى هي روايات من حكايات خرافية واسطورية، يجمعها وحدة موضوع هو التمجيد ببطل يمتلك من المواصفات ما ليس للبشر وجميعها شعرية، كملحمة كلكامش مثلاً.
واذا طوعنا تعريف الحكاية الذي أوردته الكاتبة (أحلام بكري) في موقع سطور:" قصّة بسيطة يمتزجُ فيها الواقع بالخيال، وأهمّ العناصر في أنواع الحكاية جميعها هو التّشويق والإثارة، والحكاية هي أساس للقصة وتستخدم التشويق والإثارة كسلاح يشدّ المستمع إليها، حيث يترقّب نهاية الحدث أو خاتمة القصة بفارغ الصبر، والحكاية ترتبط بزمان محدد مع توالي الأحداث فيها، وهي على بساطتها وقلّة تعقيدها تبقى النواة والأساس لجميع معالم الكتابات المعقدة كالرواية وغيرها "، فأنني سأقول: ( بان النص الثقافي وليد الاختلاف بين الواقع المعاش وبين واقعٍ عشناه وتباين في القيم والعادات وتبني عقائد وفق اشتراطات متنوعة من الوعي وأفق معرفي وذوقي، واستحضار لموروث وفق آليات فنية وكتابية محددة ضمن قوالب الشعر المعروفة)، ولابد من دراسة أكاديمية معمقة لهذا النص وتوضيح لمساحته التي ينتج بها ومهمة هذا النوع من الكتابة ومهامه التي يضطلع بها لكي يؤسس لهكذا نوع كتابي ابداعي في الشعر العراقي المعاصر، ومن أهم مرتكزات المساحة الممنوحة له وعملية تكوينه، ما يلي:-
1- يُنتج النص الثقافي باعتماد ذائقة الشاعر ومقدار ثقافته .
2- يمتح النص الثقافي أهميته من أهمية الموروث الشفاهي أو المواضيع المطروحة أمام المشاهد أو الأعمال الجمالية فنية أو ابداعية أو سلوكية على السواء ومدى بقائها في الذاكرة العراقية.
3- يشتمل على المواقف والأفكار واللوحات الإنسانية العميقة على الرغم من أنها تُرى بسيطة.
4- يدخل في كل أنواع الشعر أما رمزاً أو فكرةً او تصريحاً، ينمو إلى حكايةٍ موجزة مُشذَّبة بقوالب شعرية، ويتوسع نصيَّاً ونوعياً في النصوص النثرية أو القصيدة النثرية الشعرية.
5- ربط النص الثقافي بالنصوص المهمة، حيث يكون ظلاً أو نبعاً جديداً لها كالنصوص المتعالية والنموذجية.
6- منتخبات النصوص الثقافية تبرز على مساحة الأدب من حيث الحاجة فهي لا تعمل لو كتبت من أجل الجمال الشعري، بل لأجل بناء الثقافة، أي الإبتعاد عن التَّرَفية الكتابية.
7- يعتمد في غالبية النصوص الثقافية إعادة إنتاج الدرس الأدبي التراثي لإيقاض الوعي الجمعي ومضاهاته بالتحولات الواقعية والحفاظ عليه.
8- البحث في الهوّية المجتمعية والتأريخية والجمالية وأحيانا الأسطورية، لإبراز علاقة المُنتِج ببيئته سواء كان الراوي الأول الأقدم أو الكاتب الحالي ضمن المباحث المعاصرة.
9- إبراز التناقضات في الحياة الإنسانية وغربة الشاعر في مجتمعه، والنوازع الوجودية ومدى تأثيرها في الثقافة العامة.
10- يعتبر النص الثقافي تدوين سيرة لسِفر أو رحلة تتحول من خلاله النصوص الشفاهية إلى نصوص تدوينية مكتوبة ومعادلة بواقع اختلف على مرحلة انتاجها.
11- لا يحدد النص الثقافي بالمحلية لأنه نص شامل قد يحتوي على التجارب والأعمال الفطرية لشعوب أخرى من البشرية، وإبراز الخبرة وإعلاء الأصلي من المقامات، وتوضيح الغازي، وفهم العالمي وتطويع النص الشفاهي الذي زيد أو نقص عبر تنقله وفق قالب شعري.
12- يناط بمَهَمَّة توسيع الوعي والأدراك في شتى مناحي الذهنية والتحكم الجسدي والكشف عمّا أصبح اليوم الغرائبي من المسلمات في النهج العام، وتنمية الغرائز المفيدة في الصور الإنسانية المتعددة.
13- تجميل النص الأصلي وتطويره وتقريبه من القارئ على الرغم من أن قُرّاءَ الشعر في العصر الحالي هم النخبة.
14- يغلب على النص الثقافي العاطفة عند المشتغلين وإظهار القيم العليا بدلالة الجغرافيا.
15- يطغى على النصوص الثقافية التفاعلات النفسية للشاعر في الحالات المفروضة المحيطة ولما لها من تأثير ما يفرزه كالخوف والتوتر وانفلات التعامل أو سطحيته، أو ظهور الجرأة على المقدس أو الانسلاخ عن القيم والأعراف والتقاليد.
16- كمية القناعة التي يحتويها النص الثقافي المنقولة إلى القارئ أو المستمع يفرضها الإحاطة التامة بالنص الأصلي بالتكامل والإسلوب الفني ومقدار موائمة نوع الشعر مع المنقول أو المطروح كنوع.
17- فضاءات النص الثقافي في العراق خالية من الفضاءات الواسعة في العصر الحالي أي خالية من الفسحة الجمالية المكانية في ذهن الشاعر، أي محددة بأسيجة وجدران، نظرا لابتعاده عن البحار والمحيطات، فيتأثر المنتجُ نفسياً ببلوغ الغاية لأن صوره عصية على الذهنية المحلية أو تندرج تحت الخيالي إن وردت هذه المساحات، فما زال النص الثقافي حبيس الكتب وهي جدران ورقية، فعملية نقل تجارب من الشفاهي إلى المدون أو الكتابي إدخالها في سجن آخر، فالنص الثقافي يحتاج إلى فضاءات واسعة ليُمَكِّنه من بلوغ التأثير.
18- النص الأصلي سواءً كان إبداعياً أو جمالياً أو فنياً كالأعمال الفنية جميعها والتي تكون ضمن العمل الفطري والنادر ويثير الخيال وينعش الروح نحو القيم العليا لإسناد الحاجة لهكذا نماذج لا يخلو من المنفعة الشخصية المادية والعامة وتطوير الثقافة:
الناس للناس من بدوٍ ومن حضرٍ كلٌّ لكلٍّ وإن لم شعروا خدمُ
وفي عملي هذا قد اخترت شاعرين عراقيين لهما موقع بين شعراء العراق تبنوا هذا النوع من الشعر، فيعتبر (معن غالب سباح) صوت مدينته ألا وهي مدينة الشامية التابعة لمحافظة القادسية، والذي ارتاد منابر الأدب والسياسة كوالده رحمه الله، لذا فهو يشكل علامة بارزة في تأريخ المدينة وسيد منابر العراق كعرِّيف في مختلف المهرجانات وزيارات القادة في العصر الحالي، عصر ما بعد سقوط حزب البعث، فهو المبتكر للمفردات التي يستجلبها من تاريخ المدن وحواضر الأمة العربية والشعب العراقي في مختلف مدنه، وهو مقدم البرامج الدينية والثقافية في مختلف القنوات الفضائية ورائد وقامة من قامات المكتبة الأدبية المختصة والتي حملت على عاتقها تقديم الثقافة العامة في كل المجالات والتعامل العادل والمنصف لكل مبدع بقيادة مؤسسها الشاعر الدكتور (مهند مصطفى جمال الدين) لهذا سوف أحزم حقائب رحلتي مع مجموعته (عن الشط وأهله) وهناك الشاعر الشاب ( محمد السويدي ) من مدينة الشرقاط التابعة إلى محافظة صلاح الدين ومجموعته (حكايات الولد الخرافي) والتي كتبها على النوع العمودي من الشعر وعلى أصول البحور الفراهيدية، وهو من الشعراء الذين لهم حضور جمالي وقد أخبرني بأنه تبنى ما اسماه بالحكاية الشعرية، لكي يختص بهذا الجانب أو النوع من الشعر العراقي، وأعتقد جازماً بأن الشعر العراقي اليوم وهم سادة القصيد المجدد بالعصر الحديث من بين أبناء العروبة، أصبحوا يتشابهون كثيراً فيما ينتجون من الشعر، في محافلهم الشعرية، لذلك فهو يبحث عن تفرد ربما ليرتبط شعريا بهذا النوع من الجنس الشعري، ولكنني من خلال مناقشاتي حول ما ينتجه الكُتّاب وما يتحدث عنه الأكاديميون كالناقد البروفيسور عزيز الموسوي وأسئلتي له ورغبةً منه على أن ينتج جنس كتابي سوف يُنَظّر له في قابل الأيام كما يقول، حيث سألته ما الفرق بين النص الثقافي، والنص النموذجي والنص المتعالي، وأنا أعرف الكثير عمّا أبان لي، أردت معرفة هل هناك من تداول لمصطلح ( النص الثقافي) فوجدت بأنه يريد أن ينتج جنس ثقافي خاص به، ولكنه لا يملك الوقت لأمور صعبة في حياته ومهامه التي يتحملها ومسؤولياته، اتجاه عمله وطلبته وعائلته، لهذا أخذت على عاتقي أن يكون النص الثقافي هو ما يخلف الحكاية في الشعر، وارجو من الله التوفيق وأن يلهمني حسن التعامل مع شاعري الشامية والشرقاط عبر عصور تكونهما الاجتماعي وتنوعه.



#عيّال_الظالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر/ كتاب غير مطبوع في حلق ...


المزيد.....




- كتاب جديد يستكشف عالم الفنانة سيمون فتال
- ثبت تردد قناة الفجر الجزائرية الجديد 2025 وتابع مسلسل صلاح ا ...
- -مذكرات سجينة-.. مسلسل تلفزيوني عن سجينة روسية في الولايات ا ...
- الطائرات في الأفلام.. هل هي سبب فوبيا الطيران؟
- مهرجان كان السينمائي: لجنة تحكيم دولية برئاسة جولييت بينوش و ...
- لحظة غفلة تكلف الملايين!.. طفل -يتلف- لوحة بقيمة 56 مليون دو ...
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يُلزم سائقي الشاحنات بالتحدث باللغة ...
- أسئلة الثقافة في زمن التأفيف
- بمزيج من الشعر والموسيقى اختتام مؤتمر قصيدة النثر في العراق ...
- زاخاروفا ترد على دعوة ممثل أوكراني لضرب الأطفال بسبب تحدثهم ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيّال الظالمي - النص الثقافي في الشعر العراقي المعاصر / كتاب غير مطبوع/ الحلقة الثانية