أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 07:57
المحور:
الادب والفن
في مقهى Café im Literaturhaus
في مقهى بيت الأداب
حديقة صمت شتاء
صمت أدفأ الألوان
يفيض فنجان القهوة
اللون الأرجواني يغمرها
كما تلون إغماءة السماء الغروب.
يفيض شيء ما
روح حادة
من نغم صدى قديم
يتبعه شفق رماد هادئ
لهب من الذكريات الغنية. أو
سماء روحي الوحيدة. برشّة مفاجئة
من قطرات باردة. غزيرة
تتساقط. برشّة من سماء برلين
وحزن بياضها الُمدّوي
حزن هشّاشتها المُقترب.
وحين يغمر الدفء الفضاء
أسمع نغمة موسيقى تطفو.
ودفتري الصغير أسمع نبضه
على طاولة صدري
يمتزج النغم حين يتبعه الرماد
يا إلهي. شيء ما في صدري.
كله اشتاق النداء العذب
مد ذراعيك أبي. واحتشدني
أرفس جدار القدر
لأبكي حنيني الشديد. هنا.
حيث طاولتك الروحية الوحيدة
لأكون قريبة من وحدتك البعيدة
لأكون بقرب من يناديني بدفا الكتاب
من يدفأ الغيوم وألوان غروب الشمس
من تلك الشوارع الغنية. وتدافع الهواء الفارغ.
في مقهى Café im Literaturhaus
برلين
النحلة الزاجلة
محاطة بتدفق التاريخ
بوليمة الشمس
برعود تتدحرج
فوق الناجين والطاولات. تنبض بوداع الليل؛
وهي تدور في يداي المشدودتان؛ الريح.
تلامس نبض الروح الحزينة. فأفق الله الارجواني
حيث لا يوجد فيها أزهار وصيف أحمر
ولا عشاق ببخار قبلة الشمس
أو أنتظار. لأيادي تتشابك.
في مقهى Café im Literaturhaus
تجالست أبي
حين كان يشرب ظلامه. وهو يحدثني عن وداع البحر
وحين تسلل صوته عبر الفضاء
حتى يقوى صوته على الالتصاق ذاكرتي
وربما يلامس الوداع للأبد.
ها أنا في مقهى Café im Literaturhaus
أشرب ظلمة القهوة حتى تمتلئ روحي
وأدع وجود الفضاء أن يتسلل وأسمع أندفاع الزهور تسيل
هنا أنا هنا. محاطة
أنفاس القهوة المرّة على شعري الأبيض
على ضفيرتي التي تطوق رأسي.
كما قلت لي مرة : "ضفيرة سيمون دي بيفوار"
هنا أنا. محاطة الطيور المتأخرة
فوق المدى. وظلال الظهيرة
وهي تسرق الجثامين من الشوارع الباردة.
ها أنا هنا. في مقهى Café im Literaturhaus البرلينية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 04/29/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟