أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رفيق وجيه نصيف - لماذا البشر مبرمجون على النسيان وكيف تساعدهم التكنولوجيا على التذكر؟














المزيد.....

لماذا البشر مبرمجون على النسيان وكيف تساعدهم التكنولوجيا على التذكر؟


رفيق وجيه نصيف
(Rafik Wagih Nassif)


الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 07:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نعمة النسيان

في وقت من الأوقات، أكيد كل واحد فينا نسي ميعاد مهم أو نسى اسم شخص قابله من فترة. ورغم إن النسيان ساعات بيزعجنا، إلا إنه في الحقيقة نعمة كبيرة. تخيل لو كنت فاكر كل لحظة ألم أو حزن مرت عليك! كانت حياتنا هتبقى مليانة وجع مش بيخلص. النسيان مش ضعف، ده جزء أساسي من طبيعتنا كبشر، مبرمج جوانا عشان نقدر نعيش ونكمل

كيف يعمل؟

جسم الإنسان معجزة، خصوصًا الدماغ. العلماء بيقولوا إن جوه دماغنا في جزء اسمه “الحُصين”، شغله الأساسي تنظيم الذكريات. بس الدماغ مش بيتعامل مع كل حاجة بنقابلها كأنها كنز لازم يتحفظ. بالعكس، هو بيختار إيه المهم ويخزن، وإيه اللي ملوش لازمة ويتخلص منه. زي بالظبط لما تيجي تمسح صور قديمة من موبايلك عشان توفر مساحة.

النسيان كمان وسيلة لحماية العقل من الانهيار وسط كم المعلومات اللي بنشوفها كل يوم. لو دماغنا خزن كل تفصيلة صغيرة، كنا هنضيع وسط الزحمة ومش هنعرف نركز على المهم. يعني لما تنسى مثلا مكان ركن عربيتك مرة، ده مش دليل إنك “بتكبر” أو “بتنسى”، ده دليل إن دماغك بيوفر طاقة لمهام أهم.

كيف تدخلت التكنولوجيا لمساعدتنا؟

مع تطور التكنولوجيا، الإنسان لقى وسيلة يسند بيها ذاكرته. مفيش مصري تقريبًا دلوقتي مش بيعتمد على موبايله في تذكير نفسه بحاجات زي:
• مواعيد الدكاترة عبر تطبيقات التقويم.
• كتابة لستة مشتريات على الملاحظات.
• رسائل تذكير بالمناسبات العائلية على واتساب.
• المنبه اللي بيصحينا للشغل أو الصلاة.

وكمان في تطبيقات ذكية بتربط كل حياتنا مع بعض، زي Google Calendar اللي بيبعتلك إشعارات عن مواعيدك، أو حتى الذكاء الاصطناعي اللي بيقترح عليك مهام تانية مرتبطة بعاداتك اليومية.

بمعنى آخر، بقينا عاملين نسخة احتياطية من دماغنا… بس في جيبنا!

بين الراحة والاعتماد الكامل

الموضوع ليه وشين. من ناحية، التكنولوجيا خففت عننا عبء تذكر تفاصيل كتيرة. يعني مش لازم تقعد تفكر مين عنده عيد ميلاد الأسبوع الجاي، الفيسبوك هيقولك! ولا محتاج تحفظ كل مواعيد الشغل والاجتماعات، التطبيق هيبعتلك رنّة تذكير.

لكن في المقابل، مع الاعتماد الزايد على الأجهزة، بدأت الذاكرة الطبيعية تضعف شوية. ناس كتير بقت مش بتحفظ أرقام موبايل أهلها، ولو ضاع الموبايل أو اتحذف الأبلكيشن، تلاقيهم مش قادرين يوصلوا لأبسط المعلومات.

في مصر، بنلاحظ ده لما تلاقي شخص ينسى الطريق اللي كان بيروحه زمان بسهولة، أو يبقى مش قادر يفتكر حوار دار من أسبوعين بدون ما يرجع للمحادثة في الواتساب.

بين ذكاء اصطناعي وذاكرة إنسانية

السؤال اللي بيطرح نفسه: مع تطور التكنولوجيا أكتر وأكتر، هل هنحتاج نستخدم ذاكرتنا أصلاً؟

فيه توقعات إن الذكاء الاصطناعي هيبقى مرافق لينا في كل خطوة: يقترح، يذكّر، حتى ممكن يفكر بدالنا! وده له جانب إيجابي من ناحية توفير وقتنا وتركيزنا على الإبداع، بس كمان خطر لو اعتمدنا عليه لدرجة إن ذاكرتنا الذاتية تضعف أكتر وأكتر.

التكنولوجيا أداة رائعة، بس لو سبناها تدير كل حاجة في حياتنا من غير توازن، ممكن نخسر جزء مهم من طبيعتنا البشرية: ذاكرتنا.

في النهاية، النسيان مش عيب، والتكنولوجيا مش عدو. هما وسيلتين بيكملوا بعض. المهم إننا نستخدم التكنولوجيا كوسيلة مساعدة، مش بديل كامل لعقولنا.

وإنت ماسك موبايلك وبترتب مواعيدك أو بتسجل ملاحظة، حاول تدي عقلك فرصة إنه يشتغل برضه. حاول تحفظ أرقام قريبة ليك، أو تعتمد على نفسك في تذكر معاد مهم بدون منبه.

السؤال اللي لازم كل واحد فينا يسأله لنفسه:
لو فقدت تليفونك النهارده… تفتكر ذاكرتك لسه عايشة ؟



#رفيق_وجيه_نصيف (هاشتاغ)       Rafik_Wagih_Nassif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجه الاختلاف بين كتاب هكذا تكلم ذرادشت لنيتشه وكتاب النبي ل ...
- ماذا سيحدث في حال انقطعت خدمة الانترنت عالميا
- نظريه منظور التفاعل الرمزى -علم اجتماع
- الفلسفة وراء العملات الرقميه
- لماذا تختفي الطبقه المتوسطه وتتعرض للتأكل
- التاريخ المصرى بالمختصر
- لماذا نموت بالاساس ؟
- كيف يتعامل البشر مع المتطرفين الدينيين
- ماذا تحتاجه الانسانية الان
- اسباب عدم تطبيق القانون
- كيف يفهم الانسان نفسه ؟
- الاطباق الطائرة ووهم صنعه مدمنوا نظرية المؤامرة
- قانون العرض والطلب هل هو دائما حقيقيا
- التفكير العقلانى والتفكير العاطفي
- ماهى الحقيقة ؟ وهل الحقيقة بالضرورة دين ؟
- ماهى وظيفة الدين الان ؟
- الشعوب المتدينه والتعصب
- الليبراليه و الواقيعه في العلاقات الدولية
- ماهو الحب وتاريخه ؟ هل هناك علاقة بين الحب والخيال ؟ هل نحن ...
- ماهو الشغف ؟ ماذا لو اختفي شغف الانسان ؟ وبعض المقترحات كحل


المزيد.....




- -نيويورك البحر الأبيض المتوسط-.. بلدة صيد صغيرة في إسبانيا ت ...
- تحدث عن -خيانة أمريكا-.. رئيس وزراء كندا: ترامب يحاول كسرنا ...
- فيديو متداول للحظة سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر.. هذه حق ...
- الأسير المحرر أسامة الأشقر: قصة حبي مع منار انتصار للأمل (في ...
- أمنستي تهاجم سياسات ترامب وتتهم إسرائيل بارتكاب -إبادة جماعي ...
- -تعتيم الشمس- لمكافحة تغير المناخ.. حل مثير للجدل!
- عباس ينوي حضور احتفالات روسيا بالذكرى الـ80 للنصر على النازي ...
- موتورولا تكشف عن أفضل هواتفها القابلة للطي (فيديو)
- منتجات للحد من مرض الوردية الجلدي
- صحة عيون الشباب في خطر!.. فما العمل؟


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رفيق وجيه نصيف - لماذا البشر مبرمجون على النسيان وكيف تساعدهم التكنولوجيا على التذكر؟