أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - مع الايام















المزيد.....

مع الايام


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


لم اكن ولا اريد ان أكون ضيف ثقيل مجرد زائر كبقية الرواد ممن ط
طاقي بهم السبل واتخدوا من مساطب الحديقة سرير نهاري يختلسون النظر ويخطون في النوم بارحة الجسد المتعب الذي سام من الطريق وأصبح مهاجر .لم اكن من هوءلاء زاءر ينتظر حقيبة سفر
اتخذ هذا كشك لبيع الكتب مكن يامن له طاولة خشبية دائرية وكرسي هزاز .
همس الكرسي الهزاز بصوت غير مسموع .
انتبه أنا الكرسي العتيق الذي كنت دوما في زاوية من المقهى .
الآن أنا مهمل لا يجلس علي الان كثير…
صرت هنا مجرد هيكل خشبي وقطعة زايدة ليس إلا في ديكور النسيان.
يعرفني الرواد والزائرون كما تعرفني انت عندما كنت عرشا للحب.
حين كنت تأتي اولاً،وتفتح كتاب ولا تقراء.
وتنتظر تتأمل دون ان يعرف احد من انت واهو غرضك.
ولكن حين تأتي
كان كانت الظلال ترحل ويشع نور ينير المكان .
كل شيء يتغير الماء والهواء والضوء والظلال.لم اعد ذلك الصرير في الخلفية او قطعة زايدة انما ديكور وذاكرة.
حتى أنا ….أتحرك قليلا كي أكون اكثر راحة لها.
لم أتطفل هذا شاءني لم اسمع الكلمات كاملة.
لكني اعرف لغة الوجوه اعرف كل شيء من الصمت الذي يتخلل الكلام وما بين السطور والجمل .
من سحنة الخد من تبدل لونه واحمراره ورجفة اليد حين يندلق الكاس.
ومنها من رعشة أصابعها وهي تعصر المنديل كي يجف من ندى الوجه ودمع عين ساقط.
.انا لست في كنيسة وكرسي للاعتراف
أنا الكرسي الهزاز حول الطاولة أتصفح روايات الايام فكنت
أنا الكرسي الذي شهد اللقاء الأول.
ارجوكم تذكراني ،تذكري المرة التي جءت فيها باكية لكنك ضحكت بعد برهة و دقايق.والمرة التي قال فيها :
".لو ساومني بين السفر والمصير المصير كله ….سابقى هنا بانتصارك"
لا اخرق عهدا صار جزء من كياننا.
ما كان على العهد صادقا فقد كذب او ربما نسي او استخف ولم يعد يعرف انه مقبل ولن يستطيع.
كنت داءم الوجود ،
حين جاءت ولم تجده
كيف جلست وحدها تأكل قطعة حلوة. وكانّها تعاتب قلبها وأهواءه وتعاقبه بلوعة وحسرة.
وكيف انسحب هو بعد شهور دون وداع
حين أتى ولم يجدها.
أنا الكرسي،الهزاز الصراخ لم يكن مني ففمي مغلق بشريط.من الوجع
تعمت السكوت لم يسألني احد ولم اطلب الإذن بالكلام.لكنني بلباسي وهيئتي حفظت كل حب منهزم واقول لابد ان يعود على الرغم من انه مكسور سيعود.
أنا الذي صرت شاهد بلا محكمة.
مكاني الاريحي حول الطاولة الخشبية الدائرية يجلس علي من هو متعب أوهايو سبيل غريب هم كثيرون لكن لا احد يجعلني اشعر بكياني وهيكلي الخشبي كما يفعلا.لو عاد اي منها يسألني هل كان ما بيننا حقيقي!؟
لقلت الصدق كان حقيقيا …بقدر مما تحمله الذكرى من ألم ،حتى بعد تخفت.
ياسفني ان أكون شاهد يتخذ من الطاولة مجلس لا يريد لحقيبة تبدو فارغة فالزمن حكايات وللفراغ رواية وذاكرة .
أنا الساعة المعلقة وسط حاءط المكتبة هم علقوني فوق طاولتهم بين رأسيهما ذات يوم لم يعد يذكرانه.لم اكن كما متعارف ومعهود حسنة الوجه لكني حافظة للسر والسريرة .دقيقة في البداية كما يريدان على الأقل .
كنت حارسة الزمن بفواصل اللحظة ومنبه الخوف حين أتوا اول لقاء يحملان أمتعة الايام والحداءق ومن حيث لا ادري توقفت بضعة ثواني اعرف ذلك اشعر به.
وحارسة الزمن ليست عقارب وأرقام اما هي شاهدة الضياع قبل ان يعرف من هو.
في تلك الخلوة كانت يختلسان النظر كلا يتأبط عينه بائتة اتجاه وأي زاوية معتمة كل التفاتة عيناهما تتقاطع وكل صمت لا تحصية صفحات دفاتر الصمت كان اكثر رثاء وامتلاء من اي حوار.
ينتابني القلق فكل مرة نظر اليه ،كنت اخمن سوءال تصالحي لم يساءل.
واقول متى وهل سيبقى.!؟
وعندما أراه ينظر اليها ينتابني خوف وقلق حيث ارى في عينيه وعدا خاءفا
ورجاء لا يستطيع البوح بهي
".لا ترحلي قبلي."
كنت مسرورا ولكن ضميري يأنبني ويقل قلل من اندفاعك وسرعتك ليس خلل لا مراءي او عطلا بل لمراعات وبطء اللقاءات الحميمة.
لكنهما اختلطت لديهم الروءيا .
غادرت هي اولاً.
كلا سار في طريقه المزدحم
بعد ان عاد في مساء اليوم التالي انتظر الساعة تدق مرار وفي آخر رنة رحل دون ان يلتفت ما حوله من وجهي الحديدي
اذن لابد لعقارب الساعة ان تعد وتدور من جديد.
.الزمن بدء فيها ينفلت فبدءا تدور بالاتجاه المعاكس وتسجل ارقام وتدون احاديث.للزمن المقلوب للوقت المباح حيث بات الوقت ثقيلا بلا مرح ولعب وضحك وهمسات..بلا عقارب ساعة تشير إلى الوقت والاتجاه الصحيح بلا قلبين يتسابقا.
طوال زمنا أكلت منه السنين رواءع القصص والحكايات والقرءوة والمروية.مروا عاشقين كثر لكن لا احد أصلاني كما فعلا. والزمن صارحني وتكلم وأباح وحكى….غيرهما.
كم تمنيت ان يعود احدهما ويسألني :
هل كنا واقع وحقيقي تلك اللحظات الحميمية!؟ ام من متاهات الحياة والزمن الخادع.
لن أتردد
ساقول :
أنتما الحب الحقيقي لن يتوقف الزمن إلا عند حيث الساعة عادت تعمل ولم تتوقف هنا هو الحب الحقيقي كا تروي الأساطير والحكايات.
في غفلة من العمر نسى التصاق شفتيها ضحكاتها ونبرت الخوف رعشة يديهما .نسى الطريق والخطوات التي فارقتهاعند الوداع الأخير.
او هو ادعى وتظاهر بالنسيان.!؟
في ليلة مجنونة الظلام فيها كثيفا،من النوع الخانق الذي يتلاعب بنفتح القلب ويتركه بلا قفل مفتوحا.
جلس كله او ما تبقى منه على الكرسي الهزاز في المكتبة حول ذات الطاولة الدائرية
لم يعرف ما حل بهي وجاء بهي إلى هنا.
ربما ذاكرته أرهقت من كثرة المسميات وبدت تعبث به كما يفعل الجمر باعواد القصب.
وعلى حين غرة ظهرت
تفاجىء لم يعرف من اين أتت .ولا كيف شع وجهها. ببريق وضوء أخاذ وأنا صورتها العتمة ورزانة الصوت الهامس الصامت.
كانت كما يريد ويحلم ان يراها دوما :
بثوبها البسيط الذي ترتديه في خلواتهم وبشعر المبلل بقطرات الصباح الندية.
اقربت خطوات دون ضجيج او صوت .كانها في عشق يتسامى ويخاف ان يفسد اللقاء .
قالت :
".هل كما انت تكتبني في صفحات دفاترك المهجورة."
سوءال لم يتوقعه نظر حول إلى المكتبة وتلمس حقيبته ابتسم واجاب
لم أكتبك اطلاقاً.
".كني الرداء الذي يغطيني ولا اريد ان يتمزق اخاف ان ألوثه بالكلمات."
ضحكت منتشية كانها تبكي بكاء ألم لم يجد طريقه ليشفي. ألمه.
دنت للحد الذي يلامسه وضعت يدها على كتفه المتعب كانت دافءة او لعلها ذاكرته ساومتها على ذلك.
قالت بصمت .
جءت لتعتذر!؟
لا
"فقط …لأتذكرك بصوت الوعد وبالطريقتين التي تحييني."
تداخلت العيون وساد الضم الهامس بعدها ساد الصمت.
فعت عينيها صوب السماء المبللة بالغيوم .
وقالت
لن نحتاج هذا لن نستحق هذه النهاية.
من نريده ان نصدق أننا لبعضنا دون ذاكرة وروايات.
مد يده نحوها وهو مغمض العينين ،فتحهما فلم يجدها.اختفت تبخرت كما جاء الحلم.
بقى واقفا في مكانه تحت شمس بلا شعاع في وحشة اشد من وحدة قلبه.
مد يده تلمس ورقة ذابلة في جيبه ووردة لا يتذكر متى ضمها في جيبه.
ابتسم وهمس لنفسه
".قد تكون حقا هنا….او لم تكن أبدا."
".
لم يكن ليوسعه الهروب
وأكمل طريقه.
إلى زمن آخر بلا بداية ولانهاية محسومة .زمن لا يقاس برقاص وعقارب ساعة اثرية …بل بالحب والعشق والحنين.



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لون العيون
- جدل من الماضي
- شذرات من صفحات دفتر ابدّي
- قيود صديقة
- قنعة ووجوه
- امراة ترقص
- اختلاف المدن
- ماء الحياة
- الكاءس والميقات والفم
- اشتاق للانور في هبوب العاصفة
- احاسيس ملئها الالم
- الساحات والصراع المر
- ألم اليتامى وحياة الأرامل
- -أوراق في ملف اصفر-
- الصمت احيانا كلام
- نهايات الظل
- .**•للتاريخ قول وللتراث حكايات•**
- نساء في طريق متوحش
- الطريق المبهم
- موقف


المزيد.....




- أسئلة الثقافة في زمن التأفيف
- بمزيج من الشعر والموسيقى اختتام مؤتمر قصيدة النثر في العراق ...
- زاخاروفا ترد على دعوة ممثل أوكراني لضرب الأطفال بسبب تحدثهم ...
- أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غ ...
- ممثل أوكراني يدعو إلى ضرب الأطفال الذين يتحدثون اللغة الروسي ...
- متحف الأرميتاج يفتتح معرضا عن أتباع مايكل أنجلو بمناسبة الذك ...
- فيلم -دبوس الغول- يثير جدلا في تونس لتجسيده شخصيتي آدم وحواء ...
- ?دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المب ...
- الرواية القصيرة جداً و الأولوية
- الدورة الـ30 لمعرض الكتاب بالرباط تستقبل أكثر من 400 الف زائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - مع الايام