أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - علي الجلولي - حوار مع الرفيق -جوليانو غراناتو-، الناطق الرسمي باسم منظمة -السلطة للشعب- بإيطاليا: العنصرية ومعاداة الأجانب هي منتوج الرأسمالية ، ولا خيار للقوى الثورية في الشمال والجنوب إلا تطوير الوحدة والنضال المشترك















المزيد.....

حوار مع الرفيق -جوليانو غراناتو-، الناطق الرسمي باسم منظمة -السلطة للشعب- بإيطاليا: العنصرية ومعاداة الأجانب هي منتوج الرأسمالية ، ولا خيار للقوى الثورية في الشمال والجنوب إلا تطوير الوحدة والنضال المشترك


علي الجلولي

الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 22:46
المحور: مقابلات و حوارات
    


تواصل "صوت الشعب" فتح منبرها إلى رفاقنا في القوى الثورية والتقدمية في المنطقة العربية وفي العالم. ضيفنا هذه المرة هو الرفيق "جوليانو غراناتو" الناطق الرسمي باسم منظمة "السلطة للشعب"الايطالية التي عرف مناضلاتها ومناضليها بالنضال الدؤوب والحركية النشيطة التي تهم مختلف واجهات النضال التي تهم القضية الفلسطينية أو التحركات التي تهمّ الانتهاكات الحاصلة ضد المهاجرين في مجمل دول الاتحاد الأروبي وخاصة ايطاليا التي يقوم نظامها الفاشي بالاعتداء الممنهج والواسع على آلاف المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا وخاصة من تونس هربا من الفقر والتهميش الذي أنتجته الخيارات الاقتصادية والاجتماعية المملاة من الرأسمال الاحتكاري الغربي على بلدان الجنوب التي يضطر أبنائها و بناتها إلى الهروب من البؤس و الفاقة التي خلفها الاستعمار القديم والجديد.
الرفيق "جوليانو" أجاب عن أسئلتنا ووجه الرسالة التي يجب توجيهها إلى قوى الثورة والتقدم في بلاده وفي تونس، وفي مجمل العالم بأن لا خيار إلا النضال المتماسك و الموحّد ضد الرأسمالية التي ليس في جرابها ما تقدمه سوى التفقير والتهميش، وما على الثوريين إلا مواجهتها والنزال معها لأجل تقويضها وبناء حضارة جديدة عوضا عنها.


1- الرفيق جيوليانو،من المؤكد أنكم تتابعون عمليات الترحيل القسري للعديد من التونسيين من إيطاليا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة. كيف تفسرون هذه الممارسات؟
الجواب: إن عمليات الطرد والترحيل القسري للمواطنين التونسيين هي دليل آخر على أن سياسات الهجرة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي تعتمد على منطق القمع والسيطرة، وليس على التضامن والعدالة الاجتماعية. وتوجد وراء هذه الممارسات اتفاقيات غامضة مع أنظمة استبدادية، مثل النظام في تونس، والتي يتم تمويلها للقيام بالعمل القذر على الحدود. شهدت مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس لعام 2023 قيام رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بدور قيادي بين الزعماء الأوروبيين الحريصين على وضع تونس كحارس لحدود أوروبا.
لقد أصبح التعاون بين إيطاليا وتونس في هذه القضية أكثر أهمية على نحو متزايد، كما يتبين من قضية الدوريات الساحلية، مع المساهمة المالية الإيطالية، التي تصل إلى دفع ثمن وقود خفر السواحل التونسي، وتحديد وإدارة مناطق البحث والإنقاذ، وخاصة المنطقة الواقعة بين جزيرتي قرقنة ولامبيدوزا، من أجل منع وصول المهاجرين إلى إيطاليا وبالتالي إلى أوروبا.
إن هذه الاتفاقيات لا تضر فقط بالمهاجرين الذين يرغبون في الوصول، بل أيضا بالعديد من التونسيين المتواجدين في إيطاليا وغيرها من البلدان الأوروبية. هذا أمر غير مقبول: نحن لا نقبل أن يتم التعامل مع الناس كأرقام، ويتم طردهم على أساس جنسيتهم، دون أي اعتبار لحقوقهم والأسباب التي دفعتهم إلى المغادرة. إن أوروبا مسؤولة أيضًا عن الظروف التي تدفع العديد من الناس إلى الهجرة، وأقل ما يمكننا فعله هو ضمان الاستقبال الكريم والحقوق للجميع.

2- يشهد الخطاب المناهض للمهاجرين توسعًا كبيرًا في جميع أنحاء العالم الغربي. كيف تفسرون هذه الظاهرة؟

الجواب: إن هذا المناخ من الكراهية والخوف يخدم الحفاظ على النظام الاقتصادي والسياسي الحالي، الذي له جذوره الاجتماعية والاقتصادية في الاستعمار الأوروبي. هذه مشكلة هيكلية. إن العنصرية لا تنتج فقط عن مواقف فردية، بل إنها متجذرة في المؤسسات والقوانين والممارسات الاقتصادية والاجتماعية والحدودية في جميع البلدان وفي الاتحاد الأوروبي نفسه. ومن هذا المنطق يجب أن نقرأ الاتفاقيات التي أبرمتها الدول الأوروبية مع أنظمة مختلفة مثل تركيا وخفر السواحل الليبي وغيرهما في السنوات الأخيرة، متجاهلة بذلك احترام الحقوق الديمقراطية لهذه البلدان.
في السياقات الرأسمالية، غالبًا ما تُستخدم هذه العنصرية لتبرير التفاوتات النظامية والحفاظ عليها: حيث يتم تهميش المهاجرين والأشخاص ذوي الأصول العرقية المختلفة إلى وظائف محفوفة بالمخاطر وأقل حماية وأكثر استغلالًا، مما يؤدي إلى تغذية آلة الإنتاج منخفضة التكلفة. وفي الوقت نفسه، يتعرضون للوصم والاستبعاد من الوصول الكامل إلى الحقوق والمواطنة، مما يؤدي إلى ترسيخ نظام اجتماعي هرمي يفيد المجموعات المهيمنة. وتعمل الحكومات والنخب على تأجيج الحرب بين الفقراء لصرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية للأزمة الاجتماعية: عدم الاستقرار، والاستغلال، وتزايد التفاوت.
إن العنصرية المؤسسية والإعلامية تعمل على تقسيم الطبقات العاملة، ومنعها من التعرف على نفسها في نضال مشترك. لكن الحقيقة هي أن العمال المهاجرين والسكان الأصليين يعيشون في كثير من الأحيان في نفس ظروف البؤس والقمع. إن مكافحة العنصرية وتجريم المهاجرين هي صراع يهمنا جميعًا: فلا عدالة اجتماعية دون عدالة لأولئك الذين أجبروا على الهجرة.

3- كيف تفسرون المفارقة التالية في المجتمعات الغربية: من جهة، التأثير المتزايد للقوى اليسارية في القضية الفلسطينية، ومن جهة أخرى، ضعف تأثيرها في قضية الهجرة؟
الجواب: هذا صحيح، وهذه المفارقة تثير تساؤلاتنا. فمن ناحية نجحت القضية الفلسطينية في تحريك قطاعات واسعة من الرأي العام لأنها تتحدث بوضوح عن الاستعمار والقمع والمقاومة. وكانت القوة الدافعة وراء الاحتجاجات في الأشهر الثمانية عشر الماضية هي الشباب والطلاب، ولكن أيضا المهاجرين - وخاصة المهاجرين من الجيل الثاني - واللاجئين من أفريقيا وآسيا.
لكن قضية الهجرة أكثر صعوبة في التحليل، وخاصة لأنها غالباً ما تقع في نقاش زائف بين أولئك الذين يطالبون بمزيد من الحقوق المدنية، ويتركون جانباً قضايا العمل والقضايا الاجتماعية والطبقية، وأولئك الذين يركزون حصرياً على هذه الأخيرة دون معرفة كيفية تحليل تطور الطبقة العاملة وأهمية العنصر المهاجر. إن ثقل العنصرية المنهجية والسياسات الأمنية يعني أنه حتى داخل اليسار، لا تزال هناك مقاومة للانخراط الكامل واعتبار المهاجرين جزءًا لا يتجزأ من جبهتنا الطبقية.
ولكن ما هو مثير للاهتمام هو نشاط المهاجرين ليس فقط في النضالات في أماكن العمل، بل أيضاً داخل حركات التضامن مع فلسطين. نحن، مثل منظمة Potere al Popolo، نؤمن بضرورة توحيد أشكال المشاركة المختلفة هذه: إن نضال الشعب الفلسطيني هو جزء من نفس النضال ضد العنصرية الحدودية ومن أجل عالم بلا حدود أو نظام فصل عنصري. علينا أن نبني جبهة مشتركة، شعبية، وأممية.


4- ما هي مقترحاتكم لتعزيز دور القوى الثورية في بلدان الشمال والجنوب؟

الجواب: شعارنا هنا هو "التقاء النضالات". ويجب على القوى الثورية، سواء في الشمال أو الجنوب، بناء روابط حقيقية مبنية على الدعم المتبادل، وتبادل الممارسات والتحليلات، والتنظيم من القاعدة. يتعين علينا أن نتجاوز المركزية الأوروبية ونستمع حقًا إلى أصوات الحركات في الجنوب، وندعم نضالاتها دون أبوية. ويجب علينا أيضًا أن نبني خيالًا مشتركًا قادرًا على تجاوز التشرذم والمحلية. بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نتصدى بفعالية للنظام الرأسمالي والأبوي والاستعماري الذي أصبح معولما بطبيعته. لا يمكن أن تحدث ثورة في بلد واحد: يجب أن نفكر فيها معًا، خارج الحدود. ومن هذا المنطلق، فإن عمل القمة العالمية للشعوب، التي نحن جزء منها والتي تجد أصولها وقوتها بشكل رئيسي في بلدان الجنوب، أمر أساسي. يتعين علينا أن نعمل معًا على إيجاد أدوات جديدة ونماذج جديدة لتأكيد صوتنا ورؤيتنا للعالم على المستوى العالمي.

5- ماهي رسالتكم للقوى الثورية المتوسطية، وبالتحديد الإيطالية/ التونسية؟

الجواب: نعم، رسالة واضحة: لستم وحدكم، ومعًا يمكننا بناء عالم آخر ممكن. يجب أن يصبح البحر الأبيض المتوسط مرة أخرى بحرًا للتبادل والتضامن والمقاومة. إن القوى الثورية الإيطالية التونسية تواجه مهمة تاريخية تتمثل في إعادة تنشيط الأممية الملموسة، والتي تبدأ من الأحياء العمالية والمصانع والأرياف والمناطق حيث يناضل الناس كل يوم ضد الاستغلال والعنصرية والقمع. ومن الأهمية بمكان أن نلعب دوراً قوياً في هيكلة هذه المساحات والأشخاص، وخاصة الأجيال الشابة التي تشعر اليوم بأنها أكثر بعداً عن المنظمات السياسية.
لا تزال الصور الجميلة للثورة التونسية عام 2011 في أذهاننا والتي تخبرنا أنه من الممكن دائمًا، حتى في أصعب الوضعيات، تنظيم وإسقاط نظام ظالم وقمعي. فلنعد لملء شوارع بلداننا ونطالب بالسلام والعدالة الاجتماعية والكرامة. فالثورة تنجز بالتشارك، من شاطئ البحر الذي يربطنا بشكل لا ينفصم إلى الشاطئ الآخر.

25 أفريل 2025



#علي_الجلولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاطعة الشاملة للكيان الصهيوني آلية إسناد فعّالة للشعب الف ...
- الرفيق بريان بيكر، الأمين العام لحزب التحرر والاشتراكية بالو ...
- المسألة الكردية: عدالة القضية واختلال إدارة الصراع
- الرفيق فيليب نودجينومي، الأمين العام للحزب الشيوعي بالبنين: ...
- الرفيق فتحي فضل، الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني ل ...
- الرفيق ممدوح حبشي،القيادي بالتحالف الشعبي الاشتراكي المصري ل ...
- في الذكرى 53 لحركة فيفري1972 المجيدة، أو ملحمة استقلالية ودي ...
- حوار مع الرفيق حنا غريب،الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ...
- حوار مع الأسيرة المحررة المحامية ديالا عايش: الانتقام من الأ ...
- حوار مع الأسيرات المحررات،الرفيقة عبلة سعدات والرفيقة دانيا ...
- حوار مع الرفيق فهمي شاهين، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الف ...
- من الضّفّة الغربيّة، الرفيقة ماجدة المصري، نائبة الأمين العا ...
- مستجدات الوضع السوري وتداعياته على القضية الفلسطينية
- الشعبوية والمرفق التربوي: الشعارات الخاوية عوض الا ...
- الشعبوية والقيم: وهم الأخلقة ينكشف أمام التدهور والسقوط
- التونسيون والقضية الفلسطينية: ما سرّ هذا التراجع؟
- في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى: بعض الدروس وبعض العبر
- فلسطين ولبنان في قلب معركة العالم ضد الهمجية والعربدة.
- على هامش العودة المدرسية والجامعية: أوضاع التربية و التعليم ...
- خالدة جرار أيقونة فلسطينية واقفة رغم ضيق التنفس.


المزيد.....




- رئيس -الشاباك- يعلن موعد ترك منصبه بعد ضغط من نتنياهو.. كيف ...
- وزير الدفاع الباكستاني يوضح تصريحاته حول احتمال الحرب مع اله ...
- -محاولة تلاعب- .. زيلينسكي يرد على إعلان بوتين هدنة في أوكرا ...
- غزة - أنباء عن -تقدم كبير- في مفاوضات بالقاهرة لوقف إطلاق ال ...
- مصادر: نقاط عالقة في مفاوضات وقف النار بغزة بينها سلاح حماس ...
- صحيفة: أوروبا تخشى انسحاب ترامب من التفاوض حول أوكرانيا
- البرادعي يهاجم ترامب بسبب قناة السويس
- مصادر لـ RT: مباحثات القاهرة لوقف حرب غزة تشهد تقدما كبيرا
- جامعة عراقية تصدر توضيحا بعد انتحار طالبة (فيديو)
- المغرب: مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي ينتخب بن كيران لو ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - علي الجلولي - حوار مع الرفيق -جوليانو غراناتو-، الناطق الرسمي باسم منظمة -السلطة للشعب- بإيطاليا: العنصرية ومعاداة الأجانب هي منتوج الرأسمالية ، ولا خيار للقوى الثورية في الشمال والجنوب إلا تطوير الوحدة والنضال المشترك