أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روز اليوسف شعبان - كفيفات يتحدّين الإعاقة البصريّة والإعاقة المجتمعيّة والفكريّة في المجتمع الشرقيّ المحافظ في رواية أنثى ما فوق الخطيئة للكاتبة أغصان حسن















المزيد.....


كفيفات يتحدّين الإعاقة البصريّة والإعاقة المجتمعيّة والفكريّة في المجتمع الشرقيّ المحافظ في رواية أنثى ما فوق الخطيئة للكاتبة أغصان حسن


روز اليوسف شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


كفيفات يتحدّين الإعاقة البصريّة والإعاقة المجتمعيّة والفكريّة في مجتمعنا الشرقيّ المحافظ في رواية أنثى ما فوق الخطيئة للكاتبة أغصان حسن.
صدرت الرواية عن دار فضاءات للنشر والتوزيع عمان (2025) وتقع في مئتين وخمس وستين صفحة من القطع المتوسّط.
تأخذنا الكاتبة أغصان حسن في رواية مثيرة مؤلمة، تصوّر من خلالها ما تواجهه الأنثى الكفيفة، من تحدّيات، صعوبات، عراقيل، تهميش، عنف، واستغلال في مجتمع محافظ. في هذه الرواية توجّه الكاتبة صرخة قويّة للمجتمع قائلة:" لسنا بحاجة إلى مزيد من المعاناة والألم لكي نفهم بأنّ زواج الأقارب هو من أكثر العوامل المؤدّية لانتشار الأمراض على اختلاف أنواعها ولعلّ أقلّها إيلامًا فقدان البصر، وما خفي أعظم. فخذوا جهلَكم وتخلُّفَكم وشهواتِكم الحيوانيّة، وارحلوا عنّي! وكفى... كفى للقتل العمد! كفى للتهميش! وكفى لنظرات الشفقة والاستخفاف بقدرتنا على تحقيق الذات رغم الإعاقة وقسوتها!
وهي ترسل رسالة لكلّ فتاة تطالبها بالسعي من أجل تحقيق أحلامها وترك بصمة.
هديل، هيام، ساندرا، ابتهال، وجد، ونسرين، فتيات كفيفات من مختلف الديانات والبيئات، عانين ظلم المجتمع وظلم الرجل بشكل خاصّ، وقد سردت كل واحدة قصّتها ومعاناتها للكاتبة التي قامت بجمع هذه القصص في رواية واحدة. كما سردت نيسان شام قّصتها علمًا أنّها الفتاة الوحيدة التي لم تكن كفيفة،

وجْد ابنة لعائلة مسيحيّة، وهي ثمرة زواج أبناء الخالات. والدها ضرب والدتها لأنّها أنجبت له بنتًا كفيفة، وأرسل وجد لتتعلم في مدرسة داخليّة، ولم يسمح لها بزيارة أهلها إلّا مرّة في الشهر، في حين كان الطلّاب المعاقون والمكفوفون يعودون إلى بيوتهم في نهاية كلّ يوم. عندما بلغت الخامسة عشرة وافق والدُها على إعادتها إلى البيت وأدخلها في مدرسة حكوميّة. التحقت بعد ذلك بالجامعة وتفوّقت في دراستها. أحبّت فتاة مثلها اسمها حنين وأقامتا معًا علاقة حميمة. وهي بذلك تحدّت الكنيسة والمجتمع قائلة:" مجتمعك هذا يدين الأنثى لكونها أنثى، يصنّفها كخاطئة، إن كانت مثليّة وإن لم تكن، ولا تنسي المكفوفين الشباب لا يواجهون الصعوبات التي نواجهها نحن الفتيات؟ إنّهم على الأقلّ يتزوّجون ويكوّنون عائلة ولا أحد ينكر عليهم رغباتِهم واحتياجاتِهم"(ص 71). وتقول أيضًا:" سأعيش مع حنين مع زواج أو بدونه إن رضي هذا العالم أو لا.. (ص 71).
هيام: جاءت قصّة هيام تارة على لسان صديقتها شام وتارة على لسانها.
وحين سردت هيام قصّتها قالت عن نفسها:" هيام يوسف صايغ، أنا في السابعة والعشرين، أعيش حاليًّا معظم وقتي في حيفا. التهمة! "تبع شباب" أو بنت شوارع، وإذا كان سالم المهلهل زير نساء، فأنا زيرة رجال. الحالة! فتاة تمارس أنوثتها مع رجل لعلّها تجد ذاتها"(ص 121).
وهيام فتاة ترى بعين واحدة، مسحيّة من عائلة معروفة، أحيانا كانت تنكر وجود إعاقتها فتتنكّر للبطاقة الخضراء فتتنازل بغباء كاذب عن كثير من حقوق رسميّة يحصل عليها المكفوفون. تخفي بطاقتها ولا تشهرها في وجه سائق الحافلة فتضطرّ لدفع أربعة وعشرين شاقلا بدلا من اثنا عشر شاقلا، وتسخر من سائق القطار فتدفع خمسين شاقلا بدلا من تذكرة مجّانيّة إلى تل أبيب. وأمام الراوية تعانق بطاقتها وتقول:" هذه البطاقة تضمن الثراء لحاملها، فبفضلها حصلت على حاسوب واشتريت تيلسكوب بسعر زهيد"(ص 112).
رسبت في تعليمها الجامعيّ لأنها لا تريد أن تنهي اللقب وتعود إلى قريتها التي عانت فيها من إنكار المجتمع لها. تتابع هيام سرد قصّتها بألم، خاصّة عندما أحبّت شابًّا، وأقسم لها بيسوع ومريم العذراء أنّ حبّه كاثوليكيًّا لا شفاء منه، وعاشت معه سنة كاملة، وحين قدمت أمّه لرؤيتها في سكن الجامعة، قدّمت لهما هيام القهوة وذهبت لتحضر لأمّه كوب ماء فسمعتها تقول لابنها:" شوف الفنجان عليه صابون جلي، وللقهوة ريحة غريبة، وإذا قهوة ما عم تعرف تعمل كيف رح تطبخ هادي؟ (ص 122). تقول هيام: عدت إليهما وأنا أحمل كوب الماء ينهكني ما سمعت، تعثّرت بحذائي ووقعت وانسكب الماء فوق ثيابها. تركتني أتخبّط بي وغادرت وهي تجذب ابنها من ياقته. وبعد أيّام أتاني يعتذر ويؤكّد لي أنّ حبّه صادق لكنّه لن يستطيع الارتباط بفتاة معاقة". (ص 122-123).
عادت هيام للسكن مع أسرتها وحاولت أن تنساه، مارست العديد من الهوايات، التحقت بعدّة دورات، حاولت البحث عن عمل، لكنّها جوبهت بالرفض بسبب إعاقتها، تقول بأسى:" هذا يضحك منّي ساخرًا ويضع قدمه أمامي كي أتعثّر، وأخرى تعيّرني بعيني الواحدة، وأكثرهم قسوة ذاك الذي أسأله عن وظيفة شاغرة فيخرج من جيبه عشرة شواقل ويقول:" خذي الله يعطيك، افرقينا بريحة طيّبة". (ص 128).
أدخلها أهلها إلى أحد المعاهد لتتعلّم الحاسوب واللغتين العبريّة والانجليزيّة، وهناك تعرّفت على رجل في الخمسين من عمره، يعشق الموسيقى ويعزف، فقد بصره في السادسة والثلاثين من عمره، طُرد من فرقة العزف التي كان يعزف فيها، ورغم أنّه متزوّج وله أولاد، إلّا أنّها أحبّته وأقاما معا علاقات حميمة. تقول هيام:" أعلم أنّ لديه زوجة وعائلة، وأعلم أنّني مجرّد عشيقة ولكن هذا ما جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد (ص 127).
ابتهال(ثريّا): كان اسمها ثريّا ولما ولدت كفيفة غيّر والدها اسمها إلى ابتهال، ليبتهل لله أن يعيد لها بصرها. ثريّا لم تدرس في الجامعة، هي بنت شيخ البلد، أرغمها والدها في عمر الخامسة على ارتداء الحجاب والصلاة، لم تشارك في الرحلات المدرسيّة والنوادي الصيفيّة، لا تلعب مع الصبيان، لأنّ عليها الذهاب إلى المسجد ومتابعة حفظ كتاب الله. تقول ثريّا:" ألأنّني عمياء لا يحقّ لي أن أختار! لا يحقّ لي أن أخطئ، أن أحلم...(ص 183). تقول الراوية التي تسرد قصّة ثريّا: "ما أخطر تلك الازدواجيّة التي نحياها وتحييها خلف حجاب! هكذا يفقد الدين قداسته، هكذا تتقزّم صورة الله في الأذهان المتردّدة، هكذا يفقد الإيمان الصدق وهو الذي يحتاج أكثر ما يحتاج إلى الصدق ركيزة وعمدة، يرفع بها النفس ويترفّع بها عن الكذب والزيف والرياء"(ص 183).
ساندرا: ساندرا لم تولد عمياء، لكنها فقدت بصرها في السادسة عشرة بشكل فجائيّ. كانت مخطوبة وتستعدّ للزواج. صحت ذات يوم من نومها فلم تر شيئًا. سافرت للعلاج في أمريكا لكن العلاج لم ينجح. تخلّى عنها خطيبها وتزوّج إحدى صديقاتها، توفي والدها في هذه الفترة بذبحة صدريّة. انتقلت مع أمّها للعيش في حيفا مع جدّتها وخالها، درست في الجامعة لقب أوّل تاريخ، واللغة الفرنسيّة، موجّهة مجموعات، ومديرة لجمعيّة النور لدعم الأشخاص مع إعاقات. قرّرت الخضوع لعمليّة ختان واستئصال أعضائها التناسليّة، ومنح جلّ وقتها لدراستها وعملها (ص 102).
نسرين: تعلّمت في الجامعة العبريّة في كليّة الآداب، تطوّعت عامًا كاملًا في إحدى الجمعيّات النسائيّة وشاركت في عدّة ندوات حول العنف ضدّ النساء. تسرد نسرين قصّتها ووجعها للراوية قائلة:” شهاداتي تؤلمني، إعاقتي سوط يجلدني وأنوثتي تكفر بي والجحيم ناره تستعر حالما أغادر الحرم الجامعيّ وأمشي في الشوارع أو أقف على عتبة بيتنا" (ص 50). :" أستنكر بشراسة تلك الفكرة القائلة إنّ فتاة مثلي مع إعاقة لا تصلح زوجة، أمًّا، أو ربّة بيت..أو حتّى حبيبة". (ص 51).
تواصلت نسرين مع أحد مكاتب التعارف، جرّبت حظّها وبدأت تتواصل مع أحد الشباب الذي أثّر عليها عبر الهاتف، وصارت تداعب جسدها كما يطلب منها، ومع الوقت نشأت علاقة حميمة بينها وبين جسدها.
هديل: هي صديقة شام منذ المرحلة الابتدائيّة، دخلت الجامعة، تسجّلت في عدّة اختصاصات دون أن تستمر في أيّ منها: تقول هديل:" ولماذا أتعجّل النهاية؟ ما الذي ينتظرني بعد الشهادة؟ لا شيء يغريني في اللقب إلّا اللقب، كان بإمكاني أن أنهي لقبي الأوّل وفي ثلاث سنوات، ولكن قرّرت ألا أفعل شيئا من هذا. فلا أتصوّر أن أجد عملًا أيًّا كان هذا العمل نظرًا لإعاقتي، كما أنّ الشبان لا يتهافتون عليّ لطلب يدي، مع شهادة أو دونها. أن أنهي دراستي يعني أن أنهي إقامتي في حيفا، وأعود لقريتنا وحارتنا وجيراننا وبيتنا وحفلاتنا السخيفة وأعراسنا التي تمثّل طقسًا من طقوس القهر والعذاب ليس إلّا"(ص 85).
تروي هديل عن حادثة أثّرت في نفسها:" في أحد الأعراس دعتني إحدى الفتيات للرقص، لكنّ قريبة لها أجلستها قائلة: اجلسيها بجانب جدّتها.. ارتاحي حبيبتي، شاطرة، ان شاء الله بتفرحي بخواتك وبتجوزيهن بحياتك"(ص 85). :" لا أدري من أين لهم بتلك المعتقدات والأفكار البشعة التي تصوّر لهم أنّ فقدان البصر يعني بالضرورة فقدان السمع أو الشمّ وحتّى القدرة على التفكير. فلماذا أنهي دراستي وأعلن موتي ولا أزال في الرابعة والعشرين؟"(ص 86)
نيسان شام:
تستحوذ قصّة نيسان على جزء كبير من الرواية، ولعلّها القصّة الأكثر إثارة وإيلاما من بين القصص الأخرى. أما الاسم شام فقد أضافته الراوية لاسم نيسان لأنه يذكّرها بازدهار بلاد الشام.
نيسان الفتاة الوحيدة التي لم تكن كفيفة، مع ذلك فقد عانت منذ طفولتها من ظلم والدها، وتعنيفه وضربه لها بسبب ودون سبب، كانت والدتها تعطف عليها، لكنّها ماتت بعد تعذيب زوجها لها، علما أنّه كان مقرئًا في مسجد القرية، حفظ كتاب الله عن ظهر قلب، كان خطّاطًا ماهرًا، من كبار رجال السياسة في فلسطين. تعرّضت نيسان للتحرّش الجنسي ذات يوم من قبل عمّها الذي دخل إلى غرفتها لإرضائها بعد ضرب والدها لها، فدخلت الأم غرفة ابنتها ورأته وهو يمرّر يده على أجزاء حسّاسة من جسدها، ضربته بالعصا على رأسه ومن يومها لم يعد يزورهم.
أما نيسان فبعد وفاة أمّها وكانت ما تزال طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة، تزوّج والدها من فتاة في جيل بناته بعد أسبوع من وفاة زوجته، وتزوّجت إحدى بناته والثانية راحت ضحيّة رصاصة طائشة نتيجة شجار عائليّ بين الجيران. عندها حملت نيسان سجادة صلاة والدتها ووسادتها وفرّت من البيت.
كانت نيسان قد تعرّفت على الشاب مراد، في إحدى المكتبات التي عملت بها، حين قدم زائرًا إلى البلاد. يعيش مراد في كندا، وكان قد أعطاها بطاقة وعليها رقم هاتفه، اتّصلت به فجاء إليها وسافر بها إلى الخارج.
كان مراد معيدًا في إحدى جامعات كندا، محاميًّا مرموقًا ثريًّا، ورث ثروة طائلة من والده المسلم، كانت أمّه كاثوليكيّة، وبعد طلاقهما وضعا الطفل مراد في ميتم، فعانى من الذلّ والظلم والحرمان.
انتحرت حبيبته في السجن بعد أن قتلت رجلًا حاول الاعتداء على حبيبها، ويبدو أنّ كلّ هذه الأحداث خلقت من مراد شابًّا ناقمًا حاقدًا غريب الطباع والأطوار.
في البداية عامل نيسان كابنته، علّمها، هذّبها، وفّر لها كلّ ما تحتاجه، أخذها معه في جميع أسفاره في الدول الأوروبيّة، لكنّه كان يشعر أـنّه يمتلكها. تقول نيسان: "منذ الغد ستأخذ الحياة منحى آخر سيحوّلني من طفلة بائسة كانت تبحث عن طفولتها، إلى مشروع سيّدة راقية ومثقّفة تحاول إرضاء رجلها بأيّ ثمن. لم أدرك نواياه ولم يدرك عجزي وقلّة حيلتي والأهم أنّه لم يفهم أنّني يومًا سأحتجّ لحرّيتي. (ص 102).
أدخلها مراد إلى الجامعة، تعلّمت هندسة الديكور التي لا تحبّها، ألزمها بتعلّم الفرنسيّة والانجليزيّة، أدخلها معهدًا للرسم، وأقام لها المعارض ودعا كبار رجال الأعمال، كانت قوانينه صارمة جدّا، وكان يختار لها ما تلبس وما تأكل، خنقها بقيوده، لكنّ الطعنة الكبرى كانت حين اغتصبها بعد بلوغها السادسة عشرة، وقال لها في تلك الليلة:" أنت أنثى"(ص 168). ثمّ أطفأ سيجارة على صدرها. بعد تلك الليلة أصبح للسرير طابع الخوف والفزع. تقول نيسان:" أصبحت الليالي تحمل لي وجه أمّي الباكي. (ص 169). ولما تقزّزت منه، أحضر لها إلى البيت ثلاث نساء، مارس الجنس معهنّ قائلًا لها:" راقبي وتعلّمي كيف تكون الأنثى. تقول نيسان:" تلك الليلة مات أبي مرّتين" (ص 203-204).
ولتنتقم نيسان من مراد قامت بحرق معرضها، وسحب أوراقها من الجامعة، ولم تتقدّم للامتحان النهائيّ. وعندما عرف مراد بذلك ضربها ضربًا مبرّحًا (ص 209). عندها قرّرت أن تتركه وسافرت إلى ألمانيا عملت في عدّة مهن، ثمّ تزوجت وأسّست مع زوجها جمعيّة خيريّة وميتمًا لرعاية اللاجئين السوريّين.
تذكّرني قصّة نيسان، بأسطورة بيجماليون الإغريقيّة، حين قام النحّات بيجماليون بنحت تمثال لامرأة شديدة الجمال، يقع في حبّها ثمّ تدبّ الحياة في التمثال بفضل تدخّل الآلهة (أفروديت)، فيتزوّجها.
استخدم الفنانون والكتّاب هذه الفكرة (فكرة الخلق والإبداع والكمال) في فنونهم وآدابهم، فنجد الكاتب برناردشو يؤلّف مسرحيّة بيجماليون، الذي حاول فيها تحويل الفرد من خلال التهذيب والتعليم والتثقيف، للوصول به إلى الكمال.
وفي رواية أنثى ما فوق الخطيئة، وظّفت الكاتبة أغصان هذه الفكرة، وجعلت مرادًا، يعمل جاهدًا على جعل نيسان، نموذجًا للكمال. وهنا يسأل السؤال: هل الكمال موجود حقًّا؟ وهل يمكن الوصول إليه؟ وهل يجوز السعي نحو تحقيقه من خلال استعباد الإنسان؟ ألم يستعبد مراد نيسان وجعلها كالساعة تعمل وفق نظامه وبرنامجه وأحلامه ورغباته؟
أمّا الساردة الرئيسيّة في هذه الرواية التي سردت لنا قصص الفتيات الكفيفات، فقد سردت أيضًا قصّتها.
هي فتاة كفيفة نتيجة زواج الأقارب، كانت مدلّلة في طفولتها، كانت تسافر مع الطلّاب في سيّارة خاصّة لمدرسة المكفوفين والصمّ. حاولت التعويض عن نقصها بالدراسة، تعلّمت في الجامعة وأحبّت شابًا. كانا يلتقيان في الكافيتيريا، لكنّه قطع اتّصاله بها، حاولت الاتّصال به مرارًا، وذات يوم أخبرته أنّها ستزوره في غرفته في سكن الطلّاب ليساعدها في كتابة مقالها باللغة الانجليزيّة، وفي غرفته سلّمت له جسدها. بعد هذه الحادثة لم يحاول الاتّصال بها، ولم تنجح هي بالاتّصال به. تقول الراوية:" منذ هاتفته قبل أيّام وأنا أعرف ماذا أريد. منذ أحببته وأنا أعلم ما أريد، أريد أن أثبت لهم جميعًا أنّني أنثى، أريد أن أثبت لنفسي أنّني أنثى. أريد أن أثبت للذي سلبني قبضة من نوره، هكذا دون عذر ودون مبرّرات أنّني أنثى"(ص 246).
وتضيف الراوية:" نعم، رغم كلّ شيء أنا لست نادمة، فقد استطاع أن يعيد لي أنوثتي، أو على الأقلّ جعلني أعيشها للحظات. ترى هل تحتاج كلّ أنثى إلى رجل يذكّرها بأنوثتها على الدوام، بعد أن يكون قد اكتشف فيها تلك الأنوثة وأخرجها للعلن، كمن يكتشف النفائس واللآلئ في المناجم والبحار؟ (ص 259).
تنتهي الرواية برسالة ترسلها نيسان شام للراوية وهي رسالة لكلّ امرأة تكتب لها:" حاولي أن تتركي بصمة في هذا العالم، حاولي أن يبقى أثرك. وإلّا أمضيت وقتك تتحسّرين على عمر فارغ مرّ دون عمل ودون عطاء. أحبّي الحياة، تمسّكي بها، ثقي بأحلامك واعلمي أنّك كلّما ازددتِ التصاقًا بها ازددتِ التصاقًا بي، وبتُّ أكثر قربًا منك. (ص 265).

سمات الحداثة في الرواية:
ظهرت سمات الحداثة في رواية أنثى ما فوق الخطيئة، وقد تجلّت هذه السمات، في أسلوب السرد، خاصّة السرد الذاتيّ، كسر تعاقبيّة الزمن، إبراز دور المكان الذي غدا عنصرًا فاعلًا في الأحداث، له أبعاد نفسيّة، اجتماعيّة، ثقافيّة سياسيّة اقتصاديّة، تعدّد الرواة، استخدام الكاتبة تقنيّة الحوار الذاتيّ (المونولوج)، تقنيّة الاسترجاع والتذّكر، والتناص المستمدّ من التراث الشعبيّ.
أسلوب السرد:
تركّز الرؤية السرديّة في رواية أنثى ما فوق الخطيئة، على صوت المتكلّم، فالراوية تقع في مركز الحدث وتقدّم ما حدث لها، كما يدور الحدث حول شخصيّتها، فهي التي ترى، وهي التي تتكلّم فتحكي عن أناها( وهذا ما يميّز رواية تيّار الوعي)، وتتناوب السرد في الرواية عدّة شخصيّات نسائيّة، تحكي كلّ شخصيّة عن قصّتها وإعاقتها البصريّة، فتكشف عن معاناتها، آلامها، واغترابها، من خلال عالمها الشعوريّ والمونولوج الداخليّ، أمّا الراوية الأساسيّة يمكن أن ينظر إليها على أنها تقوم بوظيفة تكميليّة، تستكمل ما لم تقله الأصوات. وعليه فإن اختفاء الراوية العارفة خلف الراويات المشاركات، قد يمنح الأصوات الاستقلال والحرّيّة في السرد والتعبير عن لواعج نفسها.
المونولوج: وهو الحوار الذي تجريه الشخصيّة مع نفسها، تعبّر عن آلامها، أحلامها، انكساراتها. ها هي الراوية التي تعبت نفسيّتها بعد ان استمعت لقصّة ثريّا تحدّث نفسها قائلة:" أنا لا أسمع صوتي، لا أشعر بما تحت الأصابع، أنا لا أجدني. منذ متى لم أحادثني؟ منذ متى لم أسمعني؟ أين أنا؟ هل أصبحت عدمًا بعد كلّ تلك الكيلوغرامات التي خسرتها؟"(ص 90).
وفي الحوار الداخليّ لبيسان مع نفسها تقول:" ما الذي فعلته خلال كلّ تلك السنوات؟ ما كنت أنا، كنتها كما شاء هو. هربت من بيت أبي أنشد الحريّة في كنف مراد ولكنّي في الحقيقة كنت أفقدها وأمضي إلى سجني بمشيئتي. شهادات معارض رسم، لغات، ثقافة، كتب، كلّ ذلك في النهار. وفي الليل كتلة لحم مكتنزة تقطر جنسًا وشهوة. عشت ليالي كثيرة، ليالي رخيصة وقد أدمنته لسنوات دون أن أفكّر كيف ولماذا وإلى أين؟ (ص 197).


الاسترجاع
يشكّل الاسترجاع حيّزًا هامًّا في هذه الرواية، ووفق يمنى العيد (2010) يمدّ الاسترجاع القارئ ببعضٍ من المعلومات عن الشخصيّات، كما أنّه يُسهم في طيّ المسافات وردم الفجوات أو الثغرات التي يخلّفها السرد، وبثّ الحيويّة في النصّ السرديّ وجعله أكثر حيويّة (عيد، 2010، ص. 113).
في كندا تسترجع نيسان فلسطين، فتتذكّر ما روت أمّها عن وعد بلفور، وتقسيم فلسطين إلى دولتين، عن النكبة وما أعقبها من تشريد وتهجير الغالبية العظمى من شعب فلسطين. يمتزج هذا الاسترجاع بالمونولوج فتقول:" لكنّي لا أفهم أن تشترك الدول العربيّة في بيعنا، وتسارع لاتّهامنا بالعمالة لإسرائيل، والسبب أنّنا لم نغادر بيوتنا، وما زلنا نزرع أرضنا (ص 132).
الزمن من خلال الاسترجاع
تعدّ تقنيّة الاسترجاع من أبرز التقنيّات الخاصّة ببناء الزمن وأكثرها حضورًا في السرد الروائيّ. ويعني الاسترجاع "مخالفة لسير السرد تقوم على عودة الراوي إلى حدث سابق. وهذه المخالفة لخطّ الزمن تولّد داخل الرواية نوعًا من الحكاية الثانويّة".) زيتوني، 2002، ص. 18) هكذا نجد نيسان تعود بالزمن إلى طفولتها فتقول:" لقد كانت لنا أرجوحة في فلسطين، أرجوحة عبارة عن بطّانيّة نقوم بثنيها وإحداث تجويف في شكلها بحيث يبدو مثل الحضن. نقوم بربط حبال متينة بين عمودين ونجتمع كلّنا بعد أن نجري قرعة لنقرّر من الذي يبدأ اوّلًا بالتأرجح (ص 197).
المكان:
يبرز البعد النفسانيّ للمكان داخل النصّ، فالمكان ليس أبعادًا هندسيّة وحسب، إنّما هو المكان المصوّر من خلال خلجات النفس، وتجلّياتها، وما يحيط بها من أحداث ووقائع. (النابلسي، 1994، ص. 16.) إلى جانب الأبعاد الاجتماعيّة والتاريخيّة التي تكون وثيقة الصلة بالمكان، من دون أن تنفصل عنه. حتّى أنّ المكان الذي يسكنه الشخص مرآة لطباعه، فهو يعكس حقيقة الشخصيّة، ومن جانب آخر فإنّ الحياة الشخصيّة تفسّرها طبيعة المكان الذي يرتبط بها". (قاسم، 1984، ص. 84.)
تتعدّد الأمكنة في هذه الرواية، ما بين القرية، المدينة، الجامعة، حيفا، كندا، باريس وغيرها، بعض هذه الأماكن كانت سجنًا للشخصيّات مثل البيت، ومكانا للانطلاق والحريّة مثل الجامعة ومساكن الطلبة. وفي كثير من الأحيان تغدو غرفة السكن في مساكن الطلبة مكانا للهواجس والعزلة والخوف، فالراوية تعبّر عن هذه المشاعر في غرفتها:" كانت الغرفة على اتّساخها مرتّبة وكان كلّ شيء يحتلّ مكانه. الفوضى كانت داخلي، كان اليأس قد تسرّب إلى فكري وروحي وأجلسني في تلك الغرفة فوق ذلك السرير. سكتت أصوات الحياة من حولي، وحده صوت عقربي ساعة الحائط كان يتردّد في طبلة أذني، كنت أشعر بمرور الساعات والدقائق والثواني وكلّما انتهى يوم شعرت بانتكاب أكبر (ص 173).
اللغة
كتبت الرواية بلغة سلسة سليمة، تخلّلتها بعض العبارات باللغة المحكيّة، والأمثال الشعبيّة مثل:" خذي الله يعطيك وافرقينا بريحة طيّبة".:" هذا ما جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد". (128). كما تخلّل السرد الكثير من التناصّ المستمدّ من التراث الشعبيّ، ومن قصائد نزار قباني وغيره من الشعراء، ومن الأساطير مثل أسطورة بيجماليون الإغريقيّة، وتميّز السرد أيضًا بالحوارات الداخليّة بشكلّ خاصّ والحوارات الخارجيّة. يُعدّ الحوار من أبرز ملامح النصّ الروائيّ، ولعلّ أهمّ ما يميّز الحوار الداخليّ، أنّه يكشف للقارئ معالم الشخصيّة، أفكارها، رؤاها، مخاوفها، هواجسها، مشاعرها...
من التناص الذي جاء في الرواية قصيدة لنزار قبّاني: لا تمتقع
هي كلمة عجلى
إنّي لأشعر أنّني حبلى
وصرختَ كالملسوع بي
كلّا سنمزّق الطفلا..(ص 73).
ومن أغنية لفيروز: بيتي صغير بكندا ما بيعرف طريقه حدا
قرميده مغطّى بالثلج وكلّ المرج
شجر وعصافير كثير...(ص 106).
ومن قصيدة أخرى لفيروز:" لاعب الريشة وهو وأضفر العمر ورود
وهو لي من ليس يهوى لم يزر هذا الوجود (ص 146).
إجمال
أنثى ما فوق الخطيئة، هي رواية القهر، الظلم، التمييز والتحدّي لفتيات كفيفات، بدت صورتهنّ (أو صورة الأنثى) في هذه الرواية ضعيفة، مستغلّة، مهمّشة، تعاني من التمييز والتفرقة، التهميش، الإقصاء والإذلال. إلى جانب ذلك ورغم الإعاقة البصريّة، فغالبيّة الشخصيّات تمرّدت على قوانين المجتمع، وحقّقت ما تريد تحقيقه، في الجامعات وأماكن العمل، وحتّى على الصعيد العاطفيّ، باستثناء ثريّا التي لم يسمح لها أهلها بمغادرة البيت.
لقد سلّطت الكاتبة الضوء، على وضع الأنثى في المجتمع الشرقيّ المحافظ، بل إنّها جعلتها فوق الخطيئة. تساءلت الكاتبة: "هل تحتاج الأنثى إلى رجل يذكّرها بأنوثتها على الدوام، بعد أن يكون قد اكتشف فيها تلك الأنوثة وأخرجها للعلن؟ (ص 259).
أتساءل: هل حقًّا لا تشعر الأنثى بأنوثتها إلّا من خلال علاقة حميمة مع رجل؟ وماذا عن المرأة التي تقرّر البقاء عزباء؟ أليست أنثى؟
وهل هناك نماذج لكفيفات نجحن في إقامة علاقات زوجيّة؟ حبّذا لو أشارت الكاتبة إلى هذه النماذج إن وُجدت.
حبّذا لو جاءت الكاتبة بقصص لكفيفات نجحن في حياتهنّ، وعشن حياة طبيعيّة دون الخروج عن قوانين المجتمع وأعرافه، لتعطي بعض الأمل لكفيفات أخريات. ونماذج لشخصيّات ذكوريّة تؤمن بحق المرأة في حياة كريمة، وتتعامل معها بإنسانيّة واحترام ومحبّة.

يقول الفيلسوف الصوفيّ السهروردي: “الأنوثة سرّ الوجود، ومن لم يدرك مقامها لم يفقه سرّ الجمال الإلهي.
فمتى يدرك المجتمع الشرقيّ مقام المرأة أيًّا كانت مع إعاقة أو دونها؟

المراجع:
زيتوني، لطيف (2002)، معجم مصطلحات نقد الرواية، بيروت: دار النهار للنشر.
عيد، يمنى (1990)، تقنيّات السرد الروائيّ في ضوء المنهج البنيويّ، بيروت: دار الفارابيّ، ط. 3.
قاسم، سيزا (1984)، بناء الرواية: دراسة مقارنة لثلاثيّة نجيب محفوظ، القاهرة: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب.
النابلسي، شاكر (1994)، جماليّات المكان في الرواية العربيّة، بيروت: المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر



#روز_اليوسف_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة المرأة في المجموعة القصصيّة السباحة في عين الأسد للكاتب ...
- الشعوذة والاستخفاف بعقول الناس في رواية الوبش
- تأكيد العودة في رواية - والله راجع- للكاتب د. محمد كريّم
- الإفراط في تدليل الأبناء في رواية المائق لجميل السلحوت
- الإرادة تصنع المستحيل في كتاب شقيقي داود سيرة غيريّة
- ساعة جدّي
- النجاح والعطاء في السيرة الغيريّة لمحمد موسى السلحوت
- جبينة والشاطر حسن: تراثٌ في حُلّة جديدة
- رحلة الموت في رواية حقيبة من غمام
- اللغة الشعرية ولغة المناجاة في كتاب همسات على عتبات الذاكرة
- أسلوب الحداثة في رواية المهطوان للكاتب رمضان الرواشدة
- الجهل والسذاجة في رواية- الليلة الأولى- للكاتب المقدسي جميل ...
- بين تحقيق الذات والتحديات في رواية الأرملة
- طموح المرأة ونرجسيّة الرجل في رواية - هذا الرجل لا أعرفه-
- الشوق والحنين في رواية مايا للأديب المقدسيّ جميل السلحوت
- هُيام
- رواية-ذاكرة على أجنحة الحلم- والحداثة
- -رسائل من القدس وإليها- لون أدبيّ جديد لتأريخ السيرة الذاتيّ ...
- شذرات الصفيح
- الاغتراب والضياع في ديوان قدسيّ الهوى


المزيد.....




- أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غ ...
- ممثل أوكراني يدعو إلى ضرب الأطفال الذين يتحدثون اللغة الروسي ...
- متحف الأرميتاج يفتتح معرضا عن أتباع مايكل أنجلو بمناسبة الذك ...
- فيلم -دبوس الغول- يثير جدلا في تونس لتجسيده شخصيتي آدم وحواء ...
- ?دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المب ...
- الرواية القصيرة جداً و الأولوية
- الدورة الـ30 لمعرض الكتاب بالرباط تستقبل أكثر من 400 الف زائ ...
- المغرب يشارك في الدورة السابعة من القمة الثقافية بأبوظبي
- فنان مصري شهير يعلن خضوعه لعملية جراحية (صور)
- وفاة سعد الله آغا القلعة.. رائد التوثيق الموسيقي والوزير الس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روز اليوسف شعبان - كفيفات يتحدّين الإعاقة البصريّة والإعاقة المجتمعيّة والفكريّة في المجتمع الشرقيّ المحافظ في رواية أنثى ما فوق الخطيئة للكاتبة أغصان حسن