أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ادم عربي - عندما تُصبح المعارضة وظيفة حكومية!














المزيد.....

عندما تُصبح المعارضة وظيفة حكومية!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 19:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في عدد من الدول العربية، تواجه بعض تيارات المعارضة قمعاً حكومياً بحجة اتهامها بالتحريض على الحكومات في الغرب، سعياً منها ،كما تزعم السلطات ، لاستعداء الدول الأوروبية ضد أنظمتها عبر خطاب يُبرز انتهاكات حقوق الإنسان، بهدف فرض عقوبات اقتصادية أو ضغوط دولية. وتصور الحكومات هذا الخطاب وكأنه محاولة لاستيراد "إصلاح ديمقراطي" بغطاء غربي، متناسية أنَّ هذه الدول نفسها تتعاون معها سياسياً واقتصادياً، بلْ وتدعم بقاءها في السلطة دعماً مطلقاً! ، بلْ
المفارقة أنَّ هذا "الخارج" نفسه، الذي تُستنكر الاستعانة به، هو في الوقت نفسه "الصديق والحليف" الذي تعتمد عليه تلك الحكومات لتثبيت سلطتها!


في المقابل، تتبنى الحكومات خطاباً دفاعياً يُظهرها كـ"ضحية" لمعارضة خائنة تهدد الاستقلال الوطني بالاستعانة بالأجنبي، رغم أنَّ هذه الحكومات لا تتردد في وصف الدول الغربية نفسها بـ"الحليف" و"الصديق" في سياقات أخرى! وهنا يكمن التناقض: كيف يكون الغرب "عدواً" عندما يتحدث عن حقوق الإنسان، لكنه "حليف" عندما يتعلق الأمر بدعم النظام الديكتاتوري؟

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فما يُسمى بـ"المعارضة" في المشهد العربي أضحى جزءاً من لعبة السلطة نفسها. فبدلاً من أنْ تكون قوة رقابية على الفساد، انغمست أجنحة منها في الفساد ذاته، بلْ وتحولت إلى ما يشبه "الوظيفة الحكومية"، حيث تُدار بعض تيارات المعارضة من خلف الكواليس لخدمة أجندة النظام، عبر شخصيات تتبنى خطاباً نقدياً مسموحاً به، بينما تُحاصر الأصوات الحقيقية المطالبة بالتغيير ويُزج بها في السجون.

هذه "المعارضة المُصنَّعة" ، سواءً كانت إسلامية أو يسارية أو ليبرالية ، تعمل كدرع وقائي للنظام. فهي تمتص غضب الشارع عبر خطاب انتقادي مموَّه، بينما تُقدم للحكومات غطاءً لدعاوى الديمقراطية. ولعل أخطر ما في هذه الظاهرة هو تحويل الصراع السياسي إلى مجرد منافسة بين أجنحة موالية للغرب، بدلاً من كونه معركة وطنية حقيقية من أجل الإصلاح.

لقد أتقنت الأنظمة لعبة "القوة الناعمة" في إدارة المعارضة، فأنشأت آليات لاحتواء الاحتجاج عبر توجيهه إلى قنوات صورية، مع إبقاء كل الخيوط في يدها. فالمعارض "المُعتمَد" يُسمح له بنقد ثانوي، بينما يُسحق كل من يتجاوز الخط الأحمر. وهكذا تُحاصر الأصوات الحقيقية تحت شعارات فضفاضة مثل "حماية الاستقرار" أو "مواجهة التدخل الأجنبي".

في النهاية، يتحول المشهد السياسي إلى مسرحية تُدار بدقة: معارضة تُلمع صورتها الإعلامية كديكور ديمقراطي، وحكومة تتصرف كفاعل خير يدعي الانفتاح، بينما الجوهر يبقى هو هيمنة النظام واحتكار السلطة. فليس كلّ ما يلمع في سماء المعارضة السياسية ذهباً ، ويبقى السؤال الأهم: كم من الوقت يمكن أنْ تستمر هذه اللعبة قبل أن تنفجر التناقضات؟



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكون مادياً في التفكير؟
- امرأة في قطار!
- ما هو الرأسمال؟ ومن هو الرأسمالي؟
- نحنُ أُمَّةٌ لا تَشكو أبداً فراغاً معرفياً!
- كُتاباً على شكل تُجار!
- لو كان الفساد رجلاً لقتلته!
- أبدية الأسى!
- ترمب يُقوض سيطرة الدولار!
- مسخ مفهوم الأكثرية!
- أربعة أعداء للديمقراطية!
- الاعتذار!
- في التربية!
- وحدة الفلسفة والعلم أمر ممكن!
- إمبريالية على الطريقة الأفلاطونية!
- نساء ٣
- الفلسفة والعلم والحقيقة -جدلياَ-!
- متى نتعلَّم صناعة الأسئلة؟!
- ثدي الموت!
- الرأسمالية الأوروبية سلاحها العنصرية!
- حكايتي معك!


المزيد.....




- للتتويج بلقب الأفضل.. مسابقة غريبة بين 60 مشتركًا لتقليد صيا ...
- حمص تغرق في أحداث طائفية: اعتداءات على طلاب السكن الجامعي وه ...
- هل باتت المواجهة بين -قسد- ودمشق حتمية؟
- بيسكوف: كييف لا تسيطر على كامل قواتها وهذا يؤثر على التزامها ...
- إعلام: إيران تقترح على -الترويكا الأوروبية- عقد لقاء حول الب ...
- رئيس المخابرات المصرية يلتقي وفد التفاوض الإسرائيلي
- البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة من على متن حاملة الطائرات -تر ...
- أردوغان يدعو إلى الإسراع في تعزيز إسطنبول لمواجهة الزلازل
- البرازيل تدعو لانسحاب إسرائيل من غزة وتشدد على دور -بريكس- ف ...
- إيران: حصيلة ضحايا انفجار الميناء ترتفع إلى 65 قتيلا ووزير ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ادم عربي - عندما تُصبح المعارضة وظيفة حكومية!