أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - هل انتهى اليسار الماركسي؟، ج3: البعد النظري: الماركسية بين النظرية والواقع, ج4: البعد العملي: تجربة اليسار التقليدي واليسار العراقي نموذجاً















المزيد.....

هل انتهى اليسار الماركسي؟، ج3: البعد النظري: الماركسية بين النظرية والواقع, ج4: البعد العملي: تجربة اليسار التقليدي واليسار العراقي نموذجاً


علي طبله
مهندس معماري، بروفيسور في الهندسة المعمارية، باحث، كاتب وأديب

(Ali Tabla)


الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الثالث

البعد النظري: الماركسية بين النظرية والواقع



الماركسية كمنهج لتحليل العالم

عُرفت الماركسية، منذ تأسيسها، بوصفها أداة تحليل علمية لفهم بنية المجتمع الرأسمالي وتناقضاته الأساسية.
في مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي (1859)، وضع كارل ماركس الأساس لما سماه “المادية التاريخية”، التي ترى أن تطور المجتمعات البشرية محكوم أساساً بعلاقات الإنتاج والصراع بين الطبقات الاجتماعية⁶.

بخلاف الفلسفات المثالية، أكدت الماركسية أن الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي، وليس العكس، مما يعني أن التحولات الاقتصادية والاجتماعية تنتج الأفكار والأيديولوجيات وليس العكس.

ترتكز الماركسية على مفاهيم مركزية مثل:
• الصراع الطبقي بوصفه محرك التاريخ.
• فائض القيمة كنمط استغلال رأسمالي للعمال.
• حتمية تلاشي النظام الرأسمالي بفعل تناقضاته الداخلية.

هذا التحليل جعل الماركسية إطاراً نظرياً مرناً، قادراً على تفسير التحولات الكبرى للرأسمالية منذ القرن التاسع عشر حتى اليوم.



تعليق توضيحي⁶
(*) مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي: كتاب أصدره ماركس عام 1859، مهد فيه لمفاهيمه حول المادية التاريخية، والعلاقة بين البنية الاقتصادية والبنية الفوقية (الأيديولوجية والسياسية).



أزمة النظرية أمام النيوليبرالية

رغم قوة التحليل الماركسي التقليدي، واجهت النظرية تحديات جدية مع تصاعد العولمة والنيوليبرالية منذ السبعينيات:
• تفكك مفهوم “الطبقة العاملة الصناعية” التقليدي، مع انتقال الصناعات إلى دول الجنوب العالمي.
• تعمق أشكال جديدة من الاستغلال، أقل وضوحاً مما وصفه ماركس (مثل الاقتصاد الرقمي والعمل الهش).
• تراجع الأيديولوجيات الجماعية، وصعود الفردانية الليبرالية كنمط حياة وهيمنة.

أمام هذه التحولات، بدا أن بعض مفاهيم الماركسية التقليدية بحاجة إلى تطوير وتجديد دون التخلي عن جوهرها النقدي.
وظهرت محاولات لتوسيع التحليل الماركسي ليشمل قضايا مثل الجندر، البيئة، والعرق، فيما بات يعرف بالماركسية الجديدة أو النقد الماركسي المتعدد الأبعاد.

هنا برزت أسماء مثل ديفيد هارفي⁷، الذي أعاد قراءة الرأسمالية بوصفها نظاماً متغيراً ومتجدداً دوماً، دون أن يفقد طبيعته الاستغلالية الجوهرية.



تعليق توضيحي⁷
(*) ديفيد هارفي: جغرافي ومفكر ماركسي معاصر، من أبرز منظري نقد العولمة والنيوليبرالية، صاحب كتاب تاريخ موجز للنيوليبرالية (2005).



التحديات الفكرية المعاصرة

اليوم، يواجه الفكر الماركسي عدة تحديات فكرية كبرى، من أبرزها:
• كيفية تحليل التغيرات في بنية الطبقة العاملة في ظل الاقتصاد الرقمي والعولمة.
• فهم الأشكال الجديدة للسيطرة الرأسمالية (كالاحتكار الرقمي، المنصات الكبرى).
• مواءمة النضال الطبقي مع قضايا التقاطعية الأخرى (الجندر، البيئة، الهوية العرقية).

مع ذلك، يبقى المنهج الماركسي ضرورياً لفهم الجذور البنيوية للأزمات المتكررة للرأسمالية، ولتحليل علاقات الإنتاج العالمية التي تنتج الفقر والتهميش والهشاشة في كل مكان.

فمن دون منظور نقدي جذري كهذا، تصبح الأزمات مجرد أحداث عشوائية، وتضيع القدرة على فهم الأسباب العميقة، وبالتالي إمكانيات التغيير الحقيقي.

—————————————

الجزء الرابع


البعد العملي: تجربة اليسار التقليدي واليسار العراقي نموذجاً



تطبيقات اليسار العالمي: من الثورة إلى البيروقراطية

بعد النجاحات الأولى التي حققها اليسار في روسيا، وأجزاء من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بدأت تتضح التحديات التي تواجه تحويل النظرية الثورية إلى ممارسات سياسية واقتصادية ملموسة.

بمرور الوقت، عانت الكثير من الأحزاب الشيوعية من ظواهر متشابهة:
• بيروقراطية حزبية: حيث تحولت القيادة الحزبية إلى نخبة مغلقة، بعيدة عن قواعدها الشعبية.
• مركزية مفرطة: أضعفت الديمقراطية الداخلية باسم الانضباط التنظيمي.
• جمود نظري: أدى إلى عجز عن قراءة التحولات الجديدة في المجتمعات الرأسمالية.

ظهرت هذه الأزمات بشكل خاص في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية، حيث أصبحت الاشتراكية الرسمية عاجزة عن التجديد، مما مهّد لانهيارها لاحقاً.

لكن في بلدان أخرى مثل كوبا وفيتنام، أمكن للثورات أن تحافظ نسبياً على قدر من الحيوية الاجتماعية رغم الحصار والعزلة، وهو ما يدل أن السياق التاريخي والسياسي المحلي يلعب دوراً حاسماً.



الحزب الشيوعي العراقي: صعود وأفول

تأسس الحزب الشيوعي العراقي سنة 1934، في سياق تحولات اجتماعية عميقة، أبرزها:
• تصاعد نضال العمال الصناعيين في ظل الانتداب البريطاني.
• تفاقم الإقطاع الزراعي واستغلال الفلاحين.
• ظهور طبقة وسطى متعلمة تطمح إلى التحديث والإصلاح⁸.

استطاع الحزب خلال الأربعينيات والخمسينيات أن يتحول إلى قوة جماهيرية رئيسية، قادت الإضرابات الكبرى وشاركت في الانتفاضات الوطنية.
وكان أحد الأعمدة الفاعلة في ثورة 14 تموز 1958 التي أنهت الحكم الملكي، رغم تعقيدات العلاقة مع عبد الكريم قاسم لاحقاً.

غير أن الانقلاب الدموي الذي قاده حزب البعث في شباط 1963، بدعم واضح من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية⁹، شكل ضربة قاصمة:
• جرى إعدام عشرات الآلاف من الشيوعيين والنقابيين واليساريين.
• دُمرت التنظيمات الداخلية للحزب.
• زُرعت الطائفية والعشائرية كآليات مضادة للوعي الطبقي.

رغم محاولات استعادة النشاط خلال عقد السبعينيات، عبر الانخراط في “الجبهة الوطنية التقدمية”، إلا أن النظام البعثي انقلب لاحقاً على حلفائه الشيوعيين، وشن حملات قمعية واسعة جديدة.



تعليق توضيحي⁸⁹
() تأسيس الحزب الشيوعي العراقي: جاء في سياق عالمي شهد انتشار الحركات الشيوعية بعد نجاح الثورة البلشفية.
() وكالة الاستخبارات المركزية (CIA): لعبت دوراً مركزياً في دعم الانقلابات ضد الحكومات اليسارية خلال الحرب الباردة.



مآلات اليسار العراقي بعد 2003

كان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 مفصلاً تاريخياً كان يُفترض أن يفتح المجال أمام القوى اليسارية لاستعادة المبادرة، لا سيما في مواجهة مشروع إعادة بناء نظام رأسمالي تابع يقوم على:
• خصخصة القطاعات الاقتصادية.
• فرض نظام سياسي طائفي وعشائري.

غير أن الحزب الشيوعي، ومعه بعض قوى اليسار التقليدي، دخل في تحالفات سياسية مع أطراف منخرطة في العملية السياسية الجديدة، مما أدى إلى:
• فقدان الرصيد الجماهيري التاريخي.
• ابتعاد الحزب عن قضايا الشباب والعاطلين عن العمل.
• هيمنة خطاب وطني فضفاض على حساب الطرح الطبقي الجذري.

كما أن تصاعد الطائفية السياسية أدى إلى تفكيك البنية الطبقية التقليدية للمجتمع، مما عقد كثيراً مهمة اليسار في إعادة بناء حركة طبقية موحدة.

في ظل هذه الأوضاع، بحثت قطاعات واسعة من الشباب، خاصة بعد انتفاضة تشرين 2019، عن بدائل جديدة أكثر راديكالية، تتجاوز الخطابات التقليدية السائدة.



يتبع



#علي_طبله (هاشتاغ)       Ali_Tabla#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهى اليسار الماركسي؟ - ج1- جذور فكرة نهاية اليسار, ج2- ...
- حول جدوى النقاش السياسي الاقتصادي مقابل الانزلاق إلى المجازا ...
- قراءة نقدية علمية ماركسية لأسئلة د. طلال الربيعي على ردي الس ...
- حول اطروحات د. طلال الربيعي على مقالتي: العصبيات والعداء لاي ...
- رد إلى الرفيق د. حسين علوان حسين - حول دور الحزب ومهام اليسا ...
- رد إلى الرفيق حسين علوان حسين حول طروحاته حول مقالة: اللينين ...
- رد على تعقيب السيد لبيب سلطان الأخير حول مقالتي: العراق ليس ...
- رد على تعليق الرفيق صباح كنجي على مقالة -نقد ذاتي للخطاب الي ...
- رد علمي ماركسي على ملاحظات السيد طلال الربيعي على مقالة: الع ...
- رد على تعليق السيد صباح البدران: هل أسقط الحزب الشيوعي العرا ...
- اللّينينيّة بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دروس من التج ...
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الاول
- العصبيات والعداء لايران من منظور ماركسي - القسم الثاني
- مختصر لسيناريوهات واستشراف لمستقبل العراق:
- تفكيك الطائفية كمنظومة للهيمنة: نحو تحليل ماركسي بديل
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- نقد ذاتي للخطاب اليساري في العراق: الحزب الشيوعي العراقي نمو ...
- مَلَكَةُ الجَمَالْ: ثَلاثِيَّةُ الوَرْدَةِ التي لا تَذْبُلُ
- نبوءة - في السياسة
- اللينينية بين ضرورة التجديد وتحديات الطائفية: دراسة مقارنة ب ...


المزيد.....




- رئيس -الشاباك- يعلن موعد ترك منصبه بعد ضغط من نتنياهو.. كيف ...
- وزير الدفاع الباكستاني يوضح تصريحاته حول احتمال الحرب مع اله ...
- -محاولة تلاعب- .. زيلينسكي يرد على إعلان بوتين هدنة في أوكرا ...
- غزة - أنباء عن -تقدم كبير- في مفاوضات بالقاهرة لوقف إطلاق ال ...
- مصادر: نقاط عالقة في مفاوضات وقف النار بغزة بينها سلاح حماس ...
- صحيفة: أوروبا تخشى انسحاب ترامب من التفاوض حول أوكرانيا
- البرادعي يهاجم ترامب بسبب قناة السويس
- مصادر لـ RT: مباحثات القاهرة لوقف حرب غزة تشهد تقدما كبيرا
- جامعة عراقية تصدر توضيحا بعد انتحار طالبة (فيديو)
- المغرب: مؤتمر حزب العدالة والتنمية المغربي ينتخب بن كيران لو ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي طبله - هل انتهى اليسار الماركسي؟، ج3: البعد النظري: الماركسية بين النظرية والواقع, ج4: البعد العملي: تجربة اليسار التقليدي واليسار العراقي نموذجاً