الطايع الهراغي
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 12:03
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
"أسوأ أشكال المساواة هو محاولة المساواة بين الأشياء غير المتساوية"
(أرسطو)
"إنّ قولك للظالم أن يكون عادلا كقولك للمجنون أن يكون عاقلا. فالمجنون يعتقد أنّه العاقل الوحيد بين النّاس"
(علي الوردي )
"سئل علي بن أبي طالب :ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين فقال:ثلاثة وثلاثة: وضع الصّغير مكان الكبير ووضع الجاهل مكان العالم ووضع التّابع في القيادة.فويل لأمّة مالها عند بخلائها وسيوفها بيد جبنائها وصغارها ولاّتها".
01/ داء الحاكميّة وويلاوتها
الوضع في تونس حيثما قلّبته يبعث على الحيرة والشّكّ والارتياب ومسحة من اليأس والتّسليم .النّقطة الوحيدة التي لا اختلاف فيها هو كون البلاد تمرّ بأزمة عاصفة.أزمة أكبر من أن يسعى أيّ كان إلى حجبها.شاء لها الحاكم أن تكون أزمة حكم وأزمة معارضة.أزمة السّلط التّشريعيّة والتّنفيذيّة والقضائيّة= برلمان يكاد يكون شكليّا يعرف الجميع أنّه برلمان الرّئيس/ حكومة مجرّدة من كلّ الصّلاحيّات هي حكومة الرّئيس يسحب منها الوكالة متى أراد.وليس في الأمر عجب مادام الرّئيس يعتبر ويقرّ بأنّ المسؤول في الحكومة مجرّد موظّف. حال مؤسّسة القضاء بائس كما يترجمه وضع القضاة وحال جمعيّة القضاة . المنظّمات الوطنيّة تعيش أخطر الأزمات في تاريخها وغبيّ من يعتقد أنّ الحاكم لم يساهم في تعفين ما تعيشه هذه المنظمّات من ترهّل داخليّ ينذر بإحالتها على المعاش.
تونس من عشريّة الغنيمة إلى عهد الأغنام، من زمن التّجريب إلى زمن الطّلاسم. من دولة الحزب الواحد إلى دويلة الفرد الأوحد وبصلاحيّات فرعونيّة.
كثيرة هي الدّلائل والمؤشّرات-في أكثر من مجال- التي تجزم بأنّ تونس حُشرت في منعرج شائك بموجبه حُكم على شعبها -ونخبها- أن يعيش محنة مأساويّة وورطة مربكة ومركّبة بالمعنى الإشكاليّ لمفهوم الورطة.لندع جانبا ما تقوله المعارضات بمختلف أطيافها عن تقييد الحرّيّات تمهيدا لخنقها وعن تعقّب الفاعلين السّياسييّن وأصحاب الأفكار الحرّة وتخوينهم وتهجين كلّ رأي مخالف وتجرّؤ الدّولة على التّباهي بأنّ إدانتها لمعارضيها يجب أن يقوم مقام الحجّة والبرهان ويشرّع لها اتّهام مؤسّسة القضاء بالخيانة إن هي جنحت إلى البحث عن قرينة الإدانة.ودعنا من تذمّر المنظّمات ومكوّنات المجتمع المدنيّ من سياسة الدّولة التى تروم تهميشها وشيطنتها والتّضييق على أنشطتها وتعمّد النّيل من مصداقيّتها بجملة من التّهم الجزاف. يكفينا فقط للوقوف على ترهّل خطاب الدّولة أن نتلمّس أدلّة من خطاب الحاكم ذاته عن نفسه وعن دولته وعن شعبه وعن مكوّنات مجتمعه.
خطاب خاصّيته تخيّل الطّهوريّة وإن كانت في غير موضعها،يلبس لبوس التّذمّر كما يكشفه تشبيه الرّئيس غربته بغربة النّبيّ صالح في قومه ثمود( والعبارة له)
خطاب متعال لا يمت لعالم السياسة بصلة همّه البحث عن إشباع الذّات وليس تمثل المعضلات التي تتطلّب حلولا إجرائيّة وليس إنشاء وبلاغة لم تقتل يوما ذبابة= "وكم ردّدتها من مرّة، أشعر بأنّني في بعض الأحيان من كوكب آخر".
خطاب مسكون بمرض التّهويل وهاجس التّآمر، يتعمّد التّخويف منهجا وهدفا بتضخيم المخاطر الفعليّة وتلبيس مسؤوليّتها للمنافسين والمعارضين واختلاق أعداء وهميّين إليهم تُنسب كلّ المآسي والمآزق وتسويق صورة مقرفة سوداويّة على غاية من البؤس لا تليق بدولة -أيّا كانت بدائيّتها وعنجهيّتها- ولا بأيّة سلطة يعنيها أن تولي اعتبارا للحدّ الأدنى من الإيتيقا وترى نفسها ملزمة باحترام الأبجديّات الدّنيا لما تتطلّبه دواليب الحكم من نواميس وبروتوكول(بقطع النّظر عن هويّة من يحكم وطبيعة الحكم عليه أو له):تونس كلّها أوكار خونة وأعشاش جواسيس وعملاء، غابة من الوحوش الضّاريّة، لوبيّات فساد وعصابات احتكار، حقل تجارب للمؤامرات وورشة لتفريخ المتآمرين وتناسلهم.
خطاب هلاميّ مسكون بالغريب من الصّور والزّخرف اللّفظيّ من ناحية وبالتّوهّم من ناحية أخرى، يتعمّد تجريد السّياسة من معانيها السّامية="آن الأوان لنصحّح التّاريخ ولنصحّح مسار التّاريخ ولنكون في موعد مع التّاريخ لنبني تاريخا جديدا".
ما تسوّقه السّلطة (مؤسّسة الرّئاسة أساسا وتحديدا) عن كلّ ما يشكّل فسيفساء المجتمع التونسيّ يعكس طبيعة الذين حكموا البلاد منذ 2011 ويكشف ما آل إليه الوضع بعد استفراد قيس سعيّد بكلّ السّلط بما فيها الإداريّ البحت = تونس منكوبة بحكّام تلبسهم عقدة رفض التّفريق بين عالم البلاغة بما هي سعي إلى الإبهار والفعل في عواطف النّاس( الأدهى والأنكى أنّها بلاغة فجّة تحوّلت لدى كثير من المتابعين للشّأن العامّ إلى مادّة للتّندّر ومجال للاستهزاء) وعالم السّياسة بما هي نزوع تحكمه البراغماتيّة والنّنفعيّة، سرّ نجاحه في قدرته على الفعل في الإكراهات وليس تهويلها أو الاستهانة بها، والقطع مع العاطفة وليس تأجيجها.يعسر في ما بعد تسونامي 25 جولية(كنتاج طبيعيّ لحصيلة العشريّة القاتمة من حكم التّرويكات في تلويناتها المختلفة،حصيلة يجاهد قيس سعيّد بكلّ ما ملكت أيمانه ليؤمّن السّبل التي تمكّنه من أن يكون بديلها الجنيس)، يعسر الحديث عن المقّومات الدّنيا لدولة وحتّى لشبح مؤسّسات. حالة من التّصحير الممنهج بكثير من الانتقام البدائيّ تغذّيه نقمة الثّأر التي ينتهجها حكّام عقدتهم أنّهم كانوا على هامش تاريخ البلاد،غرباء عنه وعن اعتمالاته. حكّام بلا تاريخ (حتّى بالمعنى السّلبيّ) لم يبق لهم إلاّ أن يتخيّلوا تاريخا افتراضيّا وبطولات افتراضيّة.فيصبح المطلوب محو تاريخ كامل بما له وما عليه. الآفاق مسدودة والمخارج منغلقة.النّخب بعضها تائه،وبعضها مهمّش، والبعض الآخر ارتضى لنفسه الهوان وقبِل أن يتطوّع ليكون لعبة في يد من غلب ،وظيفته أن يؤدّي الدّور الذي كان يوكل لوعّاض السّلاطين بتجميل فعال الحاكم وجعل القبيج منها جميلا.،إليها توكل أرذل المهامّ وأكثرها استهانة بالذّات:الاستمناء بمزايدة ذّليلة على حاكم قرطاج بتخوين كلّ رأي مخالف مهما كان محتشما بما يلزم من التّشنيع وكثير من قلّة الحياء،بتبرير كلّ ما يأتيه الحاكم من فظاعات على أنّها إنجازات ومطالبته بالمزيد. نخبتها الحاكمة مضربة بوعي وبقصديّة عن التّفكير وعن اعتماد السّلوك البراغماتيّ (خاصّيّة كلّ فعل بشريّ سويّ وهادف) ولا يعنيها في شيء ما تمليه السّياسة وممارسة إدارة الشّأن العامّ من ضرورة الفعل في الإكراهات(وليس تهويلها أو التّهوين منها). ونخبتها المعارضة تناست إرثها إن لم تكن استعدته وتنكّرت له إمّا بتحريفه وتطويعه ليستجيب لرغبات الحاكم أو برفض الاتّكاء عليه لتصون ذاتها من الضّياع وحتّى لا تنسى ما هو موكول للنّخب متى كانت بتاريخها عليمة. فأصابتها لعنة الفرجة والتّأُثر بالحدث وليس الفعل فيه.
في البلدان التي مازالت أنظمتها تصرّ على أن تبقى على هامش التّاريخ إن لم تكن تنشد أن تكون في قطيعة وطلاق معه يبدو أنّ أولي الأمر منها يجدون متعة في أن يسوسوا النّاس بعقليّة عصور الانحطاط " ويحيون إرثا في الحكم يعود إلى قرون خلت. دعك ممّا تروّجه هذه الأنظمة عن إنجازاتها ودعك مما يسكنها من أوهام عن نفسها ومن أوهام النّاس عنها. حالة مرضيّة عندما تستبدّ بصاحبها تجعله لا يدرك أنه يكذب لأنّه يتمثل كذبه بكلّ الصّدق الممكن والحميميّة الضّروريّة وبأكثر ما يمكن من الذّوبان في المتخيّل. لحظات التّخمّر المتناسلة بتواتر تجعله يتماهى مع ما ادّعاه حينا وينصهر في ما توهّمه أحيانا فيرتسم الكذب( الذي هو في الحالات غير المرضيّة إظهار الزّيف وإخفاء الحقيقة) في ذهنه على أنّه الحقيقة الدّامغة والوحيدة.وليس في الأمر عجب فالحاكم الهاوي لا يملك إلاّ أن يعيش خبرة هذه الأكذوبة كحاجة يصدّقها ويرى لزاما عليه أن يصدّرها للآخرين كرسالة يعتقد أنّه مكلّف بتبليغها.
02/ كيف يستقيم الظّلّ والعود أعوج ؟؟
"في بلاد الكذب المذهل"هو عنوان كتاب لأنطون سيليجيا الشّيوعيّ الكرواتي الذي عاش تجربة مريرة في روسيا- في عشرينات القرن الماضي في ظلّ حكم ستالين الذي جعلت منه النّخب المروّضة "أب الشّعوب".
ترى ماذا يمكن أن يقول من كان عليه أن يختزل في عنوان دلاّل الوضع في تونس بعد كم سنة من حلم ثورة؟؟. أعتقد أنّه لن يخجل من استعارة نفس العنوان لتوصيف ما آل إليه الوضع السّرياليّ لبلد في لحظة فارقة لم يخذله التّاريخ وأبت "طبقته" السّياسية إلاّ أن تخذله .بلد كان لشعبه شرف تدشين محاولات القطع مع نظم الاستبداد بالإطاحة بأحد أكبر بارونات الرّؤساء العرب غطرسة وهوسا بعبادة السّلطة والسّلطان. غير أنّ مكر التّاريخ من ناحية وصرامة قوانينه المجافية للأهواء والعواطف والأمزجة من ناحية أخرى وجوع الطّبقة الحاكمة الخرافيّ وجنون المرض الطّفوليّ للنّخب جعل تونس بعد 14 سنة على فرار بن علي على فوهة بركان وفي وضعيّة كاريكاتوريّة مأساويّة ومخجلة. سيُحسب لحكّامها- وذلك من مساخر التّاريخ- أنّهم،بقطع النّظر عن وعيهم بذلك من عدمه،انتقموا لبن علي ودولته وسياساته وثأروا له من أعدائه فأعادوا تنصيب دولة التّجمّع في الحكم بأكثر فظاعة وفي مشهديّة غاية في العبث = عدّاد يشتغل منذ ساعات الفجر الأولى وبالسّرعة الخياليّة والنّتيجة الحاصلة مجموعة أصفار.ما راكمتة حكومات التّرويكات مجتمعة ومنفردة من إنتاج للفشل والاستثمار فيه والتّفنّن في رسكلته بالارتهان الى عقلية الغلبة والتّحكّم وليس الحكم في ما بات يُعرف بالعشريّة السّوداء ضاعفه قيس سعيد في زمن قياسيّ بخديعة ومغالطة عنوانها مقاومة الفساد والقطع مع عشريّة النّهب والانتصار لهيبة الدّولة، ذلك الشّعار العزيز على كلّ من تولّى الحكم من الباجي لمّا كان رئيس حكومة إلى حمّادي الجبالي إلى قيس سعيّد "قولوا نعم حتّى لا يصيب الدّولة هرم". فكان أن استهلّ مدّته النّيابيّة بما يبشّر بعشريّة على غاية من الغموض، عشريّة كالحة منذ تسونامي 25 جويلية الذي رأى فيه الكثيرون إيذانا بإمكانيّة الخروج من النّفق بأقلّ ما يمكن من الأضرار، ورأى فيه من استكانوا إلى الوهم وصدّقوا "ثورة القصر"انتصار للثّورة وعودة إلى أجواء السّابع عشر من ديسمبر .فكان أن أحكم صانع المسار غلق أقفال أبواب المسار.
تونس إلى أين تسير ؟؟"وين ماشين" طبقا للعنوان المشبع بالدّلاّلات الذي ارتآه المؤرّخ والمتابع للشّأن السّياسيّ عادل لطيفي لكتابه عن تونس ما بعد 2011 ؟؟لا يتعلق الأمر بسؤال بل بإشكاليّة محيّرة ومربكة نتيجة انسداد الآفاق وضبابيّة المخارج لكي لا نقول انعدامها.كلّ الخوف أن يكون الجواب: إلى حيث لا وجهة.بلد يقاد عنوة إلى المجهول. حاكمه تفنّن في وضعه في عنق الزّجاجة والعودة به إلى مرحلة ما دون الدّولة.تلك هي النّتيجة الطّبيعيّة لمرض الحاكميّة.عندما يستفحل يجعل الحاكم يراكم الفشل ولا يرى فيه إلاّ النّجاح. في المقابل لن يكون مستغربا إطلاقا أن يتباكى البعض على "الزّمن الجميل" ويهزّهم إليه حنين جارف إذا ما قارنوه بما يحصل أمام أعينهم من نهش . فبين التّجربة والتّجريب مسافات ضوئية تماما كالمسافة التي تفصل الخيال المجنّح عن الحقيقة الدّامغة.ذلك هو أصل المعضلة.
"تونس مريضة حسّا ومعنى"(حسب العبارة الرّشيقة لابن أبي الضّياف)،في غربة عن أهلها. فما عادوا يعرفونها وما عادوا يتعرّفون على أنفسهم في ما يسودها من نزعة انتقاميّة تؤلّه الحاكم وتجرّم من لم يكن لنزواته مهلّلا وبها مبشّرا. في تونس في ظلّ العهد السّعيد إذا ضبطك عسس الدّولة الذي لا ينام مدعوما بفرق التّطبيل والتّأييد والمتيّم بخوارق الدّولة ومعجزاتها متلبسا بحالة حزن محيّر له ألف مبرّر ومبرّر فأنت يقينا مدان ليس بأزمة عاطفيّة ما دامت العواطف الجياشة منحبسة هذه السّنوات تعاطفا مع الرّئيس وحكومة الرّئيس واكتشافات الرّئيس وتضحيّات الرّئيس ومسار الرّئيس في حرب البسوس المعلنة على الخوتة والفاسدين والجواسيس والعملا ء ومن في قلوبهم مرض يغذّيه الحقد على ما قطعه القطار السّريع لثورة الفاتح من 25جويلية المجيد من مسافات تذهل لها كلّ مرضعة عمّا ارضعت.لم يبق لك إلاّ أن تسلّم بضلوعك في التّآمر على أمن الدّولة. لنسلّم جدلا بحكم منطق الأشياء أنّ الكذب ذاته يستند إلى حدّ من المعقوليّة والإخراج حتّى لا ينفجر العقل= في بلد الاعتداء على المنطق حتّى الشّكليّ منه والركيك والمشوّه وصناعة الكذب بإتقان وقصديّة يلزم المسؤولون أنفسهم بالكذب بكثير من الصّدق فيفقد الكذب نكهته ويتحوّل إلى نكتة سمجة.دونكم هذه العيّنة التي تقطع جهيزة كلّ خطيب، عيّنة لا تحتاج برهنة لأنّها تكتسب وجاهتها من ذاتها. هي الدّليل الذي لا يحتاج تدعيما =
كارثة المزونة(تهاوي سور بمؤسّسة تربويّة وما أدّى إليه من ضحايا في صفوف التّلاميذ) وقعت تحديدا في ولاية سيدي بوزيد التي رسخ في المخيّلة العامّة أنّها المعقل الذي منه اندلعت شرارة الثورة وانطلقت كبرى الاحتجاجات .الجناة صرعهم الحقد المرضيّ على من رام استئناف مسار 17ديسمبر وتخليصه من براثن الثّورة المضادة فنصبوا كمينا عساعهم يعطلون المسيرة والمسار. لماذا في المزّونة تحديدا وليس في مكان آخر من بقاع تونس التي تعجّ بالحيطان المتداعية المتهالكة؟؟ السؤال هو ذاته دليل يعفيك من أيّ تفسير ويغنيك عن مراكمة الأدلّة. كيف لم يتهاد السّور وقد تتلت عليه خطوب وخطوب على أيّام الأمطار الطّوفانيّة والرّياح العاتية وصمد صمود الجبابرة في وجه عاتيات المحن؟؟ وكيف يتهاوى بدون موجب حالما أعلن الرّئيس إشارة انطلاق المرحلة الختاميّة من تشييد البناء المتسامق وما يتطلّبه ذلك من إحكام الطّوق على طابور الحقوقجيّة ومجاميع حقوق الإنسان "حتّى لا يصيب الدّولة هرم" ؟؟
وآخر الكلام= لكلّ زمان أزلامه
"وأوقف [علي بن غذاهم] ببطحاء باردو وأحاط به المخازنيّة وغيرهم ممّن لا صناعة لهم من أوباش النّاس.هذا يضرب. رأسه .وهذا يشتمه .وهذا يبصق في وجهه.وهذا ينتف لحيته، يفعلون ذلك تزلّفا للباي لأنّه بلغهم أنّه برؤشنه ينظر ذلك من حيث لا يرونه..... وهو مع ذلك ثابت الجنان.وقال لبعض الأنذال في ذلك الموقف:" هلاّ أتيتم لي وأنا على فرسي؟؟ أمّا وأنا أتيتكم بنفسي فلا فخر لكم والحالة هذه"(ابن أبي الضّيّاف / إتحاف أهل الزّمان)
#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟