أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8326 - 2025 / 4 / 28 - 00:14
المحور:
الادب والفن
في القريب العاجل، سوف يصدر لكاتب مغربي شاب، أديب وباحث، اسمه عبد الله اتهومي كتاب بعنوان "مقاربات استتبطانية في فهم لوحات الفن التشكيلي".
قدم لهذا الكتاب محمد الشاوي، مدليا في البداية بشهادة بحق الكاتب تفيد بأنه، على غراره، فنان تشكيلي وناقد فني.
ويرى محمد الشاوي أن الكتاب إياه يضم بين دفتيه سلسلة استقراءات في اللوحات التشكيلية "تنم عن تَواشُجٍ جماليٍ بين مكونينِ رئيسيين، وهما: البصري اللوني والشعري التخييلي".
يعود الشاوي بالذاكرة إلى الماضي القريب ليخبرنا بأنه بدأ تتبع هذ التواشج منذ أن تأسّستْ صداقته بالمؤلف على الفيسبوك، "عندما كان يبادر إلى قراءة لوحاتِ الفنانينَ العرب الذين تربطه بهم علاقة الإبداع. أولئك الأصدقاء في العالَم الأزق الذين كان يتابع أعمالهم".
في إطار عملية الاسترجاع هاته، يذكرنا الشاوي بأن مؤلف الكتاب، من موقعه كناقد، أنجز قراءة لعملين من أعماله، معتبرا إياها قراءة شاعرية ساعدته على اكتشاف قدرة المبدع المتعدد المواهب على "توظيف الاستقراء باعتباره مسعى لمجمل كتاباته التي تهدف إلى ربط الشعر بالتشكيل".
لم يلحظ الشاوي في تقديمه أن مبادرة الناقد الفني إلى مثل هذه "الإنتاجات الإبداعية التي تنضاف إلى سيرته الإبداعية العطرة التي تُشبه أريج الزهور" لم تكن البتة
غريبة على "شاعرٍ مُخضرمٍ".
من عناصر شهادة الشاوي في حق صاحب الكتاب قوله إنه "شاعر صاحبُ قضية، يدافع عن المواقف الإنسانية النبيلة في زمن كثر فيه الكذب والتزييف". من تلك العناصر أيضا اعترافه بكونه "يَمتحُ من معين الشعرِ المعاصر قصد استخراج مكنوز اللوحةِ المُستقرأةِ بالطريقة الأكسيومية التي نجدها في المنهج الرياضي".
من أجل تسليط ضوء كاف على العنصر الأخير من شهادته، قال كاتب التقديم إن تلك الطريقة الاستقرائية هي "التي وسمت استقراءات عبد الله اتهومي، بانطلاقه من أوَّلية جمالية تؤثث فضاء اللوحة لكي تنتقل بعد ذلك إلى رحاب الشعر المُعبِّر، فنقف عند أوَّليات أخرى تنقلنا إلى عوالم الانزياح والاستعارات البليغة التي نحيا بها".
بكلمات تنتمي إلى لغة المعلم الأول، أرسطو، عبر الشاوي عن ملاحظة مفادها أن "المسألة شبيهة إذن بالانتقال من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل"، مؤكدا على ذلك من خلال الإشارة إلى أن المؤلف "قام بجس نبض مفهوم التطهير الذي ارتبط بهذا الفيلسوف، حيث توفق في استخراج أحاسيس المتلقي كالفرح والسعادة والتفاؤل، وأحاسيس أخرى كالتوتر والدهشة والخوف والقلق". ويختم الشاوي نص تقديمه باعتبار تلك الأحاسيس "تدفع المتلقي إلى استشعارها داخل النص الشعري بوصفه عنصرا مُكمِّلاً لفضاء اللوحة البصرية"، بل بوصفه نواتها الأساس.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟