عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 22:47
المحور:
الادب والفن
لا تكتُب عن الحرب.
الحربُ التي لم تنتهِ بعد.
الحرب التي لمْ تُقْتَل فيها.
الحرب التي لمْ تَقْتُل فيها أحداً
ولم تُطلِق فيها رصاصةً واحدة
على "عَدُوٍّ" كان يُغنّي مقام "جَهار كاه"
في الهواءِ الطَلِق.
لا تكتُب عن الحربِ الآن.
أكتُب عن ذلكَ لاحقاً
عندما تبدأُ حربٌ جديدة.
دائماً..
هنا..
ستكونُ لدينا
حروبٌ جديدة.
لا تنتهي الحروبُ
ولا تُنسى.
حتّى الذينَ ماتوا قبل أربعينَ عاماً
ما يزالونَ يُقاتِلونَ إلى الآن
لأنّهم لم يموتوا بالسلّ الرئويّ
ولا لدغتهم نحلةٌ في الجبل
ولا باغتهم الطوفانُ في الطريقِ إلى المدرسة
ولا هرستهم شاحنةٌ في الطريق السريع.
دائماً..
سيكونُ موتكَ راكداً في فمك
مثل سَخامٍ حديث.
مثل رصاصةِ في الرأس.
مثل شظيّةٍ في العمود الفقري.
مثل طفلٍ يضحكَ لك
في بيتٍ بعيدٍ
أبداً لن تعود إليه
ولو في تابوتٍ ملفوفٍ بالعَلَم الوطنيّ
فوقَ سيّارةِ أُجرة.
لا تكتب أبداً
عن حربٍ لم تنتهِ بعد.
دَعِ الحربَ تكتبُ عنك
وأرفَع آخرَ صورةٍ فوتوغرافيّةٍ لك
بـ "القمصلةِ الرومانيّةِ" والبنطلونِ "الخاكيّ"
عن حائطِ العائلة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟