أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميين إلى السلطة















المزيد.....

كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميين إلى السلطة


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطلق الربيع العربي موجة تاريخية من الانتفاضات ضد الأنظمة الاستبدادية. وقد طالب الملايين بالحرية والعدالة الاجتماعية وتأسيس أنظمة ديمقراطية.

وفي البداية، بدا وكأن هذه الحركات ستفتح عصراً جديداً سمته الحرية و العدالة و تكافؤ الفرص و حقوق الإنسان الكونية كما التشغيل و الرفاهة الإقتصادية و الكرامة الإنسانية والهروب من الفقر والتهميش والخصاصة.

غير أنّ قطر وتركيا، سارعتا إلى التدخل في المسار الثوري منذ البداية عبر حملة إعلامية هوجاء لا مثيل لها خاصة عبر قناة الجزيرة و الفايس بوك وكل وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة. فمن خلال دعمهما المكثف للقوى الإسلامية، ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين، جرى تقويض الآمال الديمقراطية بشكل منهجي وأحياناً بسذاجة أو بمباركة من العديد من الفاعلين الليبراليين، سواء في الداخل أو الخارج إما حمقا أو طمعا في السلطة أو في المال أو فيهما معا .

في الداخل من طرف أحزاب قومية و يسارية و بورجوازية و من ممثلي المجتمع المدني من منظمات حقوق الإنسان و النقابات و ممثلي الأقليات كالأكراد و الأقباط ألخ و في الخارج بإعانة دول غربية مثل فرنسا و الولايات المتحدة أو شخصيات مؤثرة مثل برنار هنري ليفي .


تونس: الحجر الأول الذي سقط

كانت تونس تمثل في البداية أكبر آمال التغيير الديمقراطي. فبعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، برز مشهد سياسي تعددي. وقد شاركت أحزاب ليبرالية ويسارية ونشطاء مدنيون في الثورة كما جيوش من الشباب التواق إلى الحرية و العدل و الرفاهة ، واضعين نصب أعينهم تأسيس ديمقراطية حديثة. ومع ذلك، سرعان ما عادت حركة النهضة الإسلامية إلى الواجهة، مستفيدة من خبرة تنظيمية متراكمة، وبفضل دعم مالي وإعلامي سخي من قطر،ومستفيدة من سذاجة العديد من الليبراليين واليساريين، تمكنت من الفوز بالانتخابات الحرة عام 2011 و الإستحواذ على وزارات السيادة.

لقد أخطأ العديد من الفاعلين الليبراليين في تقدير الخطر الذي تمثله حركة النهضة. فقد اعتقدوا أن الحركة قد تخلّت عن توجهاتها المتشددة، وأنها ستقبل باللعب ضمن قواعد الديمقراطية. وقد دعمت قوى دولية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة، فكرة دمج الإسلاميين في النظام السياسي على أمل إقامة "ديمقراطية إسلامية" على غرار النموذج التركي. إلا أنهم تجاهلوا أن حركة النهضة كانت راسخة في فكر جماعة الإخوان المسلمين، وأن هدفها البعيد كان أسلمة المجتمع ومؤسساته إعادة حكم الخلافة الإسلامية.

ولم يدرك كثيرون خطورة الموقف إلا بعد أن بدأت النهضة بالتأثير على القضاء، وتقييد الحريات المدنية، وممارسة الضغوط على المجتمع المدني.وبعد أن شرعت في دعشنة المجتمع من القاعدة بعشرات من المنظمات والمدارس والجامعات الإسلامية كما التعاون مع الأحزاب السلفية أمثال أنصار الشريعة وجلب العديد من الدعاة وجهابذة الفكر السلفي الأصولي أمثال وجدي غنيم وحنية زعيم حماس ليؤمون المساجد ويستحوذون على المنابر الإعلامية . وقد حالت تحركات مدنية واسعة النطاق، بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات المجتمع المدني ، دون هيمنة الإسلاميين الكاملة، إلا أن آثار الاستقطاب وإضعاف المسار الديمقراطي استمرت ليومنا هذا.


الاستراتيجية المنهجية لقطر وتركيا:

استغلّت قطر وتركيا ضعف الأحزاب الليبرالية وهشاشتها في المنطقة بطريقة منهجية. ففي مصر وليبيا وسوريا، تكرّر السيناريو ذاته: بينما كانت القوى الليبرالية مشتتة، ضعيفة التنظيم وقليلة الخبرة السياسية، كانت الحركات الإسلامية تمتلك تنظيماً محكماً وتحظى بدعم مالي وإعلامي وتدريبي خارجي.

في مصر، موّلت قطر جماعة الإخوان المسلمين بشكل واسع، وساعدت في تقديمها كـ"ممثلة لإرادة الشعب"، على الرغم من رفض قطاعات واسعة من المصريين لأجندتها. ورأى بعض الليبراليين واليساريين، في مرحلة أولى، في الإخوان حليفاً ضد النظام القديم، دون أن يدركوا نواياهم السلطوية.

أما في سوريا، فقد عملت قطر وتركيا على أسلمة الحراك الثوري الذي كان في بدايته وطنياً وليبراليا وشاملاً. فقدمت أنقرة دعماً خاصاً للفصائل القريبة أيديولوجياً من الإسلاموية التركية، مما أضعف قوى المعارضة الوطنية والعلمانية، وأسهم بشكل رئيسي في تحول الثورة إلى صراع دموي طويل الأمد. علاوة على أن القوى الأصولية قضت على المقاومة العلمانية الليبرالية ومحقتها مما شوه سمعة المعارضة و مكن بشار الأسد من البقاء سنوات طويلة قبل أن ينهار ويفوز الدواعش، حلفاء قطر وتركيا.


لماذا لم تُدرك خطورة الحركات الإسلامية مبكراً؟

هناك عدة أسباب لعدم التنبه المبكر إلى خطر صعود الإسلاميين:

. الرهان الخاطئ على "الإسلاميين المعتدلين": إذ اعتقد العديد من السياسيين الغربيين والنشطاء اليساريين أن الإسلاميين قد يتحولون إلى ديمقراطيين عبر المشاركة السياسية.

. الضعف التنظيمي للقوى الليبرالية: إذ كانت حديثة العهد، منقسمة، وتفتقر إلى الخبرة اللازمة لإدارة الحملات الانتخابية ومواجهة الإسلاميين ميدانياً.

. السيطرة الإعلامية: حيث لعبت قنوات مثل الجزيرة دوراً محورياً في إبراز الإسلاميين كممثلين "شرعيين" للشعوب، مع تهميش التيارات الليبرالية والمدنية.

. سوء تقدير المزاج الشعبي: فقد بالغ كثيرون في تقدير التطلعات الديمقراطية المجردة، وأهملوا مدى تجذر الهويات الدينية في الوعي الجمعي، وقدرة الإسلاميين على استغلالها.
. ضعف المجتمعات المدنية: أو غيابها أصلا لتجذر الدكتاتورية مئات السنين أو انتشار القبلية كما في ليبيا واليمن.

نتائج هيمنة الإسلاميين على السلطة:

لم ينتج عن وصول الإسلاميين إلى السلطة أنظمة ديمقراطية ذات طابع إسلامي كما كان متوقعاً، بل أدى إلى فوضى، وحروب أهلية، وانهيار للدول، وعودة الاستبداد. ففي مصر، أدى فشل الإخوان المسلمين إلى عودة الحكم العسكري. وفي ليبيا، انهارت مؤسسات الدولة كلياً و سادت الفوضى . وفي سوريا، انحرفت الثورة عن مسارها التحرري لصالح قوى متطرفة، مما ساعد النظام على الاستمرار لعقدة من الزمان قبل أن يعتلي حلفاء تركيا و قطر سدة الحكم.

حتى في تونس، التي نجت نسبياً من السيناريو الأسوأ، تركت التجربة الإسلامية البلاد في حالة استقطاب حاد، وأثرت سلباً على الثقة بالمسار الديمقراطي، مما مهد لاحقاً الطريق لعودة النزعات السلطوية.

قطر وتركيا لم تستسلما رغم الفشل الذريع ومازالتا نشطتان بشكل رهيب لاستغلال طاقات التحرر في الوطن،، الإسلامي،، لترسيخ قوى أصولية في كل الدول : الجزائر والمغرب والأردن وفلسطين أو إعادة بيادقهم إلى السلطة في تونس ومصر وليبيا.

حلمهما خلافة وإمبراطورية إسلامية ،، عثمانية،، أو ،،عربية،، تناطحان الكبار في العالم بجيوش جرارة تصرخ،، الله أكبر،، تنشر الرعب والتخلف والتعصب والدم و الإستبداد!!!!



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ،،التغلب على الجفاف ، إسرائيل كقدوة،،
- الدكتاتورية في المؤسسات سم زعاف
- زحف بني هلال لشمال إفريقيا: النكبة و الطامة الكبرى!!!
- كيف أثرت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي على تصويت الأمم ...
- هل قيس سعيد رئيس تونس حقا دكتاتور؟؟
- الدول المتقدمة والديمقراطية وليدة الصدفة
- ،، من من الشرق الأوسط سيغادر التخلف؟؟،،
- إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !
- الفلسطينيون وهنود الولايات المتحدة الأمريكية!!
- حرب 7 أكتوبر:مرحلة من مراحل التصفية العرقية الشاملة لفلسطين! ...
- تونس بعد 25 جويلية، صمت وخمود!!
- ،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،
- ،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة
- كيف تتخلص الدول من ديونها ؟؟
- هل ستنجو تونس من الإفلاس ؟
- ،،مجزرة بن طلحة،، قصة قصيرة
- ،، العشرية السوداء،، أو متى خرج العفريت من قمقمه!! حاتم بن ر ...
- ،، زوجتك نفسي،، قصة قصيرة من قصص العشرية السوداء
- ،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،، قصة قصيرة
- لن نهزم إسرائيل و لم نكن لنهزمها أبدا !!!!


المزيد.....




- الصحة الفلسطينية: أكثر من 52 ألف قتيل في غزة منذ السابع من أ ...
- -فرض واقع تقسيمي- على سوريا.. الشرع يرفض مطالب الأكراد باللا ...
- إسرائيل وخطة توسيع الحرب على قطاع غزة
- نتنياهو: سندمر المفاعلات النووية الإيرانية ومراكز التخصيب ول ...
- مهرجان أزهار الوستارية السنوي في حديقة أشيكاجا
- بعد مقتل مصلّ في مسجد جنوب البلاد..ماكرون يؤكد أن -لا مكان ل ...
- جيش الاحتلال يوجه 10 آلاف أمر استدعاء للحريديم و205 فقط يستج ...
- لم يتبق شيء يقدَّم لهم.. مسؤولون أمميون يحذرون من كارثة إنسا ...
- الحوثيون: 8 شهداء بينهم أطفال ونساء في عدوان أميركي على صنعا ...
- وزير ألماني يطالب أوكرانيا بعدم قبول مقترح أميركي يمثل استسل ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميين إلى السلطة