خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 16:59
المحور:
الادب والفن
هكذا بدأت أثينا السعيدة (115). عندما قام نظام التبادل في المنتجات والسلع، فقد المنتج السيطرة على انتاجه، فقد تحول حتى المنتج إلى سلعة للمقايضة (116). لكن عندما ظهرت النقود في أثينا، زاد عدد العبيد حتى أصبحوا أكثر عدداً من الأثينيين وتطورت التجارة لأن هذا النقد جلب معه تجاراً أجانب لسهول كسب النقود ومحدودية حجمها، ومنذ ذلك التاريخ عرف اهل أثينا بأنهم ملاحين وتجاراً ماهرين (117). لقد ضحت الثورة الفرنسية بالملكية الإقطاعية في سبيل الملكية البرجوازية، لكن ثورة سولون الإغريقي (560-640 ق.م) كانت تضحية ملكية الدائنين في سبيل الملكية المدينين حيث ألغيت الديون ببساطة وألغى سولون حقوق الرهن (119). عندما نشأت علاقة البشر بمساحة محددة بالأرض، أتت معها بحقوق المواطنة مما سهل دحر علاقات الدم ونظام القبيلة (120). وعندما توقفت عملية الربا في الأراضي وأصبحت التجارة والحرف اليدوية والفنون هي الفروع المسيطرة في الحياة، زاد عدد الأجانب المهاجرين الذين بدأوا يتمتعون بصفة المواطنة وحماية الدولة (121). عندما حدثت ثورة كليتينس عام 509 ق.م والتي اسقطت النبلاء وأسقطت معها النظام القبلي. فقد قسم كليتينس المواطنين نسبة إلى المكان، فأصبح المواطن ينتسب إلى الأقاليم والأحياء بدلاً من القبيلة. وكان لكل منطقة رئيسها ينتخبونه ومعها ثلاثين قاضياً ولها معبدها الخاص وإلاهها الخاص أيضاً (122). تألفت قوة المشاة والخيالة المسلحين من العبيد حيث كان الأثيني يعتبر الخدمة في البوليس أو الجيش عملاً مهيناً. عندها أصبح الصراع بين العبيد والأحرار وليس بين النبلاء وعامة الشعب، ، لم يتعد عدد الأحرار في ذلك الوقت أكثر من 90 ألفاً بينما عدد العبيد تعدى 365 ألفاً، أما المهاجرين كانوا 145 ألفاً بينهم العبيد المعتقين، فكان بمعدل 18 عبداً لكل مواطن حر حسب القسمة (124). وهذا ما سبب في انهيار الدولة الأثينية لأن الرق حط من شأن عمل الأحرار ولم تكن الديمقراطية سبب الانهيار (125).
- الفصل السادس – السلالة والدولة الرومانية: يذكر أن الأسطورة الخاصة في تكوين روما هي أن الفروع المئة توحدت في قبيلة واحدة (126). فقد كان الانتساب للأب هو السائد، ولذلك ورث المالك أقاربه وبقي المتاع في السلالة وبقيت ذرية الإناث مستبعدة (127). كانت المرأة في روما تفقد حقوقها الموروثة عندما تترك سلالتها ولم يستطع أولادها وراثة ممتلكات أبيها (128). إلا أنه كان يسمح للعبيد المعتقين في روما القديمة من حمل سلالة سادتهم دون أن يكون لهم حقوق في السلالة، ويمكن أيضاً للمواطن الروماني أن يتبنى الأجانب في سلالته ويتم ذلك عبر بعض العائلات كما عند الهنود الحمر (129). كما يعرف أن روابط السلالة عند الرومان بقيت قوية حتى بعد 700 سنة من تكوين روما وكان الشعب الروماني يتكون من القبائل الثلاثة، أما مجلس الشيوخ يتكون من 300 فرع من كبار السن من كل فرع في القبيلة (ملاحظة: ومن هنا أتى مجلس الشيوخ الأمريكي بالاسم) (134). قد خصصت روما منصب يسمى ركس وهو القائد العسكري وكبير الكهنة ورئيساً لمحاكم معينة (136). لقد ازداد عدد السكان نتيجة الهجرة ونتيجة خضوع إقليم مجاورة لروما وكان هؤلاء الخاضعين خارج نطاق الفروع والقبائل القديمة (137). عندما كانت الطبقات المؤلفة من الفرسان والنبلاء يتحدون كانت قراراتهم تصدر دون سؤال الطبقات الأخرى (138). عندما تقدمت روما القديمة، تحطم النظام الاجتماعي المبني على رابطة الدم وحل محله الدستور الجديد المبني على الأقاليم واختلاف الثروة (139).
الفصل السابع – السلالة عند السلتس والألمان: تظهر السلالة عند السلتس وخاصة في أيرلندا بعد أن حطمها الإنكليز بالقوة، أما في اسكتلندا استمرت حتى القرن الثامن عشر ولم تستسلم إلا لأسلحة وقوانين ومحاكم الإنكليز (140). كانت المرأة في ويلز تطلب الطلاق لأتفه الأسباب، فتقول إن رائحة زوجها كريهة، كان هناك فدية (في اسكتلندا) يدفعها العريس لرئيس القبيلة لقاء تنازله عن حق الليلة الأولى مع العروس (141). بدأ انهيار مفهوم القبيلة والسلالة في اسكتلندا عندما اخضع ثوار عام 1745 بحيث كان أبناء الرجل ينتسبون للقبيلة بينما ينتقل أبناء المرأة إلى قبيلة أخرى، لكن قديماً كان الانتساب للأم كبقية الشعوب الأخرى (144). ومن المستغرب أن زعيم القبيلة في اسكتلندا استمر في حق الليلة الأولى للعروس حتى العصور الوسطى إذا لم تدفع الفدية وهو مثل صريح على ما تبقى من الزواج الجماعي (145). هناك أثر عند الألمان للانتساب للأم وهو احترام الجنس المؤنث حيث كانت فتيات العائلات الأرستقراطية أحسن رهائن لضمان تنفيذ الالتزامات لدى الألمان حيث كانوا يشنون حروبا من أجل زوجاتهم وبناتهم إذا وقعوا في الأسر (149). إن نظام السلالة هو الذي ورث الشخص وراثة عداوات وصداقات ابيه وأقاربه وحتى نظام الفدية بدل الثأر (150). ظل العبيد المعتقون يشغلون مركزاً منحطاً في المجتمع لأنهم لا ينتسبون للسلالة، لكنهم كانوا يحصلون على المراكز والثروات من خلال التودد والتقرب من الملوك الجدد (155). ولذلك بعد هزيمة الإمبراطورية الرومانية، تحالف الملك مع الأرقاء والحاشية الرومانية المكوّنة من الأرستقراطية (156).
- الفصل الثامن – تكوين الدولة عند الألمان: كان عدد الألمان قديماً لا يتعدى 180 الفاً، بينما الأيروكيوس الأمريكيين لم يزد عددهم عن 20 الفاً حيث شكلوا صدر رعب للأقاليم حولهم 158). لم تبد اللغة الاغريقية أية مقاومة عندما حلت محلها اللغة اللاتينية حيث سيطرت على كل اللغات القومية المجاورة (159). في أواخر الحكم الروماني، كان الاستغلال قاسياً للولايات الخاضعة لها، وكلما اقتربت من الفناء ازدادت الضرائب وخدمات السخرة وكان الموظفون يسرقون الشعب بواسطة انتشار الفساد (161). وعم الفقر في أرجاء الإمبراطورية الرومانية وانحطت الزراعة من خلال السيادة الرومانية على العالم حيث كان الفلاحون يحصلون على سدس أو حتى تسع المحصول السنوي حيث ارتبطوا بالأرض رغم أنهم ليسوا عبيداً ولكنهم ليسوا أحراراً وظلوا غير قادرين من الزواج من المواطنين الأحرار (162).
.............................
- أصل العائلة والملكية الخاصة – فريدريك أنجلس – ترجمة أحمد عز العرب – تأليف 1888 – نشر 1957 -الصفحات - 202
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟