فريدة لقشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 15:17
المحور:
الادب والفن
ليتك تعلم...
كنتُ وحيدة...
ثم اجتاحني رحيلك،
فصرتُ أنقاضَ وحدةٍ لا ترممها الأيام.
أخاطب ظلك المطفأ،
أنثر بين يديه تفاصيل لا تحتملها الأرض،
أحكي له عن دفاتري المبللة بالبكاء،
عن الكلمات التي تكتبني ثم تموت قبل أن تصل إليك.
غريبة أنا،
في مدينةٍ تحفظ وجهي وتنسى اسمي.
غريبة بين من يبتسمون دون أن يروا الغصة العالقة في صدري.
غريبة عن جسدي الذي يتآكل شوقًا نحوك.
ليتك لم ترحل...
كنت الدفء في شتاءات روحي...
كنت الوطن حين انهارت البلاد في داخلي.
حين ناديتك، جئتني كحلمٍ يوشك أن يختنق في صدر السماء.
ضممتني، مرةً واحدة، ثم أفلتّني إلى الأبد...
ليتني التقيتك قبل أن ينهار النور في عيني،
قبل أن يتعلم حزني أن يتنفس وحده...
قبل ألف عام، أو ألف فراق...
قبل أن تصبح الذاكرة مقبرةً للأمنيات.
الآن،
أكتبك على جدران الغياب،
أرسمك مكسورًا فوق صفحة الماء،
وأنحني كل مساءٍ، لأجمع بقايا قلبي
من بين أنقاض مدينةٍ انهارت حين مشيتَ منها دون التفاتة...
...
فريدة لقشيشي.
#فريدة_لقشيشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟