سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 15:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرص نظام الملالي کثيرا على خلق فجوة کبيرة بين الشباب ولاسيما الاجيال التي جاءت بعد سيطرته على الحکم وبين النضال من أجل الحرية والعدالة، ذلك إنه قد رأى إن تزايد الوعي السياسي ـ الفکري عند الشباب يحفزه على التحرك والسعي من أجل التغيير ولاسيما عندما يصطدم بأوضاع بائسة ووخيمة کالتي يعاني من جرائها الشعب الايراني منذ تأسيس هذا النظام.
الملا خامنئي الذي لاحظ عن کثب دور وتأثير الشباب الايراني على الاحداث والتطورات وبشکل خاص في النشاطات المعارضة للنظام ولاسيما الانتفاضات الشعبية والتي من أهمها إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي لعب فيها طلبة الجامعات من الشباب دورا مشهودا، فقد واظب على إصدار الاوامر والتوجيهات من أجل العمل على معالجة هذه القضية المرعبة بالنسبة للنظام وبشکل خاص فإن قلق وخوف النظام قد تزايد کثيرا بعد أن إقبال الشباب على الانتماء لمنظمة مجاهدي خلق ودورهم الکبير في نشاطات وحدات الانتفاضة في سائر أرجاء إيران.
وبهذا السياق وفي إجراء ملفت للنظر ولم يسبق له من مثيل تدل بکل وضوح على مقدار خوف النظام من الاجيال الشابة، فقد قام وزير التعليم في النظام رضا کاظمي، بتوقيع مذکرة تفاهم وصفها المراقبون بالمخزية مع قائد قوى الأمن الداخلي للنظام أحمد رضا رادان، تهدف إلى "دمج التعليم بالضبط الأمني" داخل المدارس الإيرانية.
المثير ليس للسخرية فقط بل وحتى التقزز والغثيان إن هذا الوزير قد قال في تصريح مثير للإشمئزاز وهو يمدح قائد قوى الأمن الداخلي للنظام أحمد رضا رادان، المعروف بوحشيته في قمع الشعب ولاسيما المنتفضين بوجه النظام، عندما أکد:" أنا جندي من جنود القائد رادان، وأقولها بفخر: وزارة التعليم بكل قواها في خدمة مهماتكم."، وهو ما يدل بکل وضوح على المخطط المشبوه للنظام من أجل العمل على التأثير السلبي على دور الشباب ضد النظام.
الملفت للنظر إن توقيت القرار بحد ذاته يکفي للدلالة على إن النظام يتخوف کثيرا من هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها عموما ومن الدور الحتمل لشريحة الشباب فيه وإن النظام الذي صار يعلم جيدا بأن الشباب الايراني يقبل على الافکار الثورية التحررية المناهضة للدکتاتورية والاستبداد والظلم، فإنه يسعى بتصوره إمکانية الحيلولة دون ذلك وإن تصريح قائد قوى الأمن الداخلي للنظام أحمد رضا رادان، بهذا الصدد قد أثار موجة من الاستياء والغضب والسخرية عندما قال:" لا يجب أن نمر مرور الكرام على مافيا اختطاف عقول الطلاب. العدو يخطف عقول طلابنا".
اليوم، يسير خامنئي على ذات الطريق، محاولا تصدير الخوف بدلا من استيعاب المطالب. لكن الفارق أن الجيل الحالي أكثر وعيا، وأكثر تواصلا مع العالم، ولديه شبكات فاعلة مثل وحدات الانتفاضة التي تقود حاليا عمليات ميدانية ممنهجة ضد مؤسسات النظام القمعية.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟