|
مناهضة الصهيونية - معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء السادس
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 14:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
* اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف* فلاديمير بولشاكوف فيلسوف وعالم اجتماع روسي، دكتوراه في الفلسفة، أستاذ، ناشط اجتماعي.
12 مارس 2019
الجزء السادس دائرة ميلوفانوف إنضم إلى المعركة ضد الصهيونية المزيد من الصحفيين والعلماء، وكان الفضل الكبير في ذلك يعود للوطنيين السوفيات الذين عملوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي آنذاك، وعلى رأسهم إيفان ميلوفانوف (1914–1975)، رئيس قسم الشرق الأوسط في القسم الدولي للجنة المركزية. كان يعمل في هذا القسم كمرشد يوري إيفانوف (1930–1978)، مؤلف الكتاب الأسطوري "احذروا: الصهيونية!". وكان مسؤولًا عن التواصل مع الأحزاب الشيوعية في إسرائيل وفلسطين.
في أروقة اللجنة المركزية، خاصة في قسم الدعاية والتحريض (أغيتبروب)، كان هناك من يتحدث بسخرية عن أن ميلوفانوف قد شكل "ناديًا لمناهضة الصهيونية" تحت قيادة "أكبر خبير في اليهودية في الإتحاد السوفياتي يوري إيفانوف". دخل هذا "النادي" التاريخ تحت اسم "دائرة ميلوفانوف"، على الرغم من أن يوري إيفانوف كان بالفعل الخبير الرئيسي في الصهيونية تحت إشراف إيفان ميلوفانوف.
كان إيفانوف خبيرًا كبيرًا في شؤون الشرق الأوسط والأدب والفلسفة، خاصة الروسية، كما زار الشرق الأوسط عدة مرات في مهام عمل، بما في ذلك إسرائيل. بالطبع، في ذلك الوقت، لم يكن من الممكن انتقاد الصهيونية إلا من منظور ماركسي-لينيني، ولم يكن هناك أي حديث عن أن الصهيونية والشيوعية توأمان. لكن ما تمكن من قوله في كتابه أحدث ضجة حقيقية في الإتحاد السوفياتي.
تمكَّن إيفانوف في ذلك الوقت من تقديم قاعدة نظرية متماسكة للنقد العلني للصهيونية، مستندًا إلى أعمال ماركس ولينين، التي كان من الصعب دحضها. وهكذا أعاد إلى التداول العلمي عمل كارل ماركس «حول المسألة اليهودية».
لم يكن هناك إجماع في الحزب والمجتمع بشأن مسألة مكافحة الصهيونية. كما في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، حين كان فيليكس دزيرجينسكي نفسه يثبت ضرورة التحالف مع الصهاينة، لم يكن الوضع مختلفًا في السبعينيات والثمانينيات، حيث وُجد في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي، وفي جهاز الاستخبارات السوفياتي (KGB)، وفي وسائل الإعلام السوفياتية، بل وفي الأوساط الأدبية والعلمية، عددٌ غير قليل من المؤيدين للمواقف المؤيدة للصهيونية على غرار مواقف "فيلكس الحديدي".
كان يوري إيفانوف أول من كشف علنًا عن وقائع مساعدة قدمها يهود من أصحاب البنوك لليون تروتسكي، وهي معلومات كانت تُخفى بعناية في إدارة الدعاية الحزبية، كما كشف عن تعاون الصهاينة مع قوى الثورة المضادة ومع النازيين. وكان هو ورفيقه ميلوفانوف يراقبان دائمًا أن لا تنقلب انتقادات الصهيونية في الصحافة السوفياتية إلى يهودوفوبيا (كراهية اليهود) أو معاداة للسامية.
يعرض اليوم كتاب إيفانوف «احذروا: الصهيونية!» ضمن المعروضات في جناح «معاداة السامية الرسمية في الإتحاد السوفياتي» في المتحف اليهودي للتسامح بموسكو. ولسبب ما، تم اختيار كتاب إيفانوف بالذات، وليس كتاب «اليهودية بدون رتوش» لكيشكو من أوكرانيا، ولا كتاب «اجتثاث الصهيونية» لإيميليانوف. وعلى الأرجح لأن إيفانوف هو أول من قام، ربما في الصحافة العلمية السوفياتية، بتفنيد ادعاءات الصهاينة تفنيدًا تفصيليًا ومدعومًا بالحجج، مفندًا الزعم بأن "اليهودي" و"الصهيوني" مفهومان مترادفان. ويكفي أن الغالبية الإحصائية من اليهود المقيمين حول العالم، والمنتظمين ضمن إطار المؤتمر اليهودي العالمي، لا يعتبرون أنفسهم صهاينة، رغم أن هذا المؤتمر نفسه بات اليوم بنية صهيونية بحتة.
في أوائل السبعينيات، كان كل من ميلوفانوف وإيفانوف يتابعان عن كثب الحملة العامة في الإتحاد السوفياتي ضد الصهيونية، رغم أنهما لم يتمكنا بالطبع من مراقبة كل المنشورات المعادية للصهيونية، خاصة تلك الصادرة في الجمهوريات السوفياتية. ففي بعض المناطق، كانت تظهر من حين لآخر "أعمال" كان صداها السلبي في الخارج يغلب على أي حجة ضد الصهيونية. ويكفي أن نذكر الكتاب المعادي لليهودية «اليهودية بدون رتوش» للصحفي الأوكراني كيشكو، الذي دعمه بقوة زعيم الحزب الشيوعي الأوكراني، ثم عضو المكتب السياسي، بيوتر شيلست.
كان كتاب إيفانوف «احذروا: الصهيونية!» أول محاولة لنقد علمي لليهودية المسيسة ضمن إطار «معسكر الاشتراكية». والدليل على أن المؤلف أصاب الهدف، هو أن منزله الصيفي (الداتشا) احترق قبل أن تُوزع نسخ الكتاب على القراء، وكان يحتفظ بداخله بالنسخة المطبوعة من الكتاب (بحسب الموسوعة الروسية الحرة «التقليد» – توقيع: ف.ب.). وقد صودرت نسخ الكتاب من المكتبات، سواء خلال حياة إيفانوف أو بعد وفاته، ومع ذلك، فقد شكّل هذا العمل الأساس لنشوء التيار العلني المعادي للصهيونية في الإتحاد السوفياتي. وفي عام 1999، أُعيد نشر الكتاب عن طريق دار النشر «فيتياز». ويُعد إيفانوف أحد الذين سعوا إلى إصدار إدانة دولية للصهيونية بوصفها شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وهو ما تحقق فعلًا في الدورة الثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975. وعلى الرغم من انشغاله الشديد، كان إيفانوف يدرّس هذا الموضوع من خلال سلسلة محاضرات لطلبة وأساتذة جامعة موسكو الحكومية.
كان يوري إيفانوف يروي لبعض أعضاء «حلقة ميلوفانوف» الموثوقين أن صراعًا خفيًا كان يدور ضده وضد ميلوفانوف في اللجنة المركزية، وقد اشتد هذا الصراع بعد نشر كتابه «احذروا: الصهيونية!». وقد وُجهت إليه، من بين أمور أخرى، تهمة «معاداة السامية» خلال الحملة ضد «الشيلبينيين» (وهي إحدى فصائل ما يُسمى بـ«الحزب الروسي» داخل الحزب الشيوعي السوفياتي – توقيع: ف.ب.). ونتيجةً لهذه الدسائس و«القلق» الذي أثارته نشاطاته المناهضة للصهيونية في الأوساط العليا السوفياتية، تم "نقل" يوري إيفانوف بعد وفاة إيفان ميلوفانوف عام 1975 من الإشراف على شؤون الشرق الأوسط إلى متابعة شؤون الأحزاب الشيوعية في أستراليا ونيوزيلندا، قاطعًا بذلك صلاته بالحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي كان قد دعم كتابه.
لقد عانى نفسيًا من هذه «الإقالة». وفي عام 1978، دخل إيفانوف المستشفى المركزي التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي (في كونتسيفو) من أجل فحص طبي شامل. وكما يروي المقربون منه، فقد «كان يشكو من بعض الاضطرابات البسيطة في المعدة، لكن الوفاة جاءت، كما قيل، بسبب قصور في القلب. علمًا أنه لم يشتكِ أبدًا من مشكلات قلبية» (المصدر: http://www.rusinst.ru/articletext.asp?rzd=1&id=5831).
في حلقة ميلوفانوف، كان يأتي للمصادقة على مقالاتهم أو للتشاور جميع أولئك الكُتّاب الذين نشروا مقالات معادية للصهيونية في الصحافة السوفياتية في تلك السنوات تقريبًا. وكان من أوائل من بدأوا بنشر مقالات حول هذا الموضوع في صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» هو الحاصل على درجة مرشح العلوم التاريخية يفغيني يفسييف (1932–1990)، وهي شخصية أسطورية – مؤرخ وناشط اجتماعي، ويُعد أحد أبرز المتخصصين في نقد أيديولوجيا وسياسة الصهيونية العالمية. وُلد في لينينغراد. كانت والدته من عائلة فلاحية بسيطة، وكان والده ضابطًا محترفًا في الجيش، قُتل في عام 1941.
درس يفسييف في معهد الاستشراق حتى إغلاقه، ثم تخرج من معهد موسكو للعلاقات الدولية (مغيمو). عمل كبيرًا للباحثين في معهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية، وكان نائب رئيس الجمعية الروسية الفلسطينية التابعة لأكاديمية العلوم السوفياتية. ومن خلال "حلقة ميلوفانوف"، مرت حتى على شكل مسودات أولية كتبه المعادية للصهيونية التي أثارت ضجة كبيرة، ومنها: «الفاشية تحت النجمة الزرقاء» (1971)، «الصهيونية: الأيديولوجيا والسياسة» (1972)، «صراع الأفكار في العالم المعاصر» (1973)، وغيرها.
كرّس يفسييف أكثر من عشرين عامًا من حياته لدراسة الأيديولوجيا الصهيونية، وقد نشر أكثر من 120 عملًا علميًا وصحفيًا، بالإضافة إلى ثلاث دراسات من تأليفه، ونُشرت أكثر من 100 مقالة له في الخارج. وكان محاضرًا لدى لجنة مدينة موسكو للحزب الشيوعي السوفياتي وجمعية "المعرفة" السوفياتية، وعضوًا في هيئة رئاسة اللجنة السوفياتية للصداقة والتضامن مع الشعب العربي في فلسطين، كما كان رئيس قسم "التاريخ الحديث والمعاصر" في الجمعية الروسية الفلسطينية التابعة لأكاديمية العلوم، وعمل كمترجم شخصي من اللغة العربية لكل من نيكيتا خروتشوف وليونيد بريجنيف.
ومع ذلك، ورغم جميع علاقاته في الأوساط العليا السوفياتية، اضطر يفسييف إلى خوض صراعات شرسة مع الصهاينة. ففي عام 1982، دافع بنجاح عن أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في المجلس العلمي للأكاديمية السياسية العسكرية، ولكن اللجنة العليا للاعتماد رفضت المصادقة على منحه درجة الدكتوراه في الفلسفة، بحجة أن الأطروحة تحتوي على أفكار معادية للسامية.
وفي عام 1988، أسس يفسييف لجنة الرأي العام السوفياتي ضد إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقد لقي نشاط هذه اللجنة دعمًا واسعًا من الأوساط الوطنية التي طالبت بـ"وضع حد لمحاولات أصدقاء إسرائيل في الإتحاد السوفياتي إستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الإسرائيلية العنصرية والفاشية، والتي يتحمل نظامها الصهيوني كامل المسؤولية عن إبادة الشعب العربي الفلسطيني" (المصدر: الموسوعة الروسية الحرة «تراديتسيا». – تعليق: ف.ب.).
وبعد ذلك، بدأ الصهاينة حملة اضطهاد ممنهجة ضد يفسييف. فقد نشرت صحيفة «الثقافة السوفياتية» مقالة تشهيرية للصحفي أ. تشيركيزوف، اتهمت يفسييف بالكراهية تجاه جميع اليهود. رفع يفسييف دعوى قضائية ضد الصحيفة وتشيركيزوف. وخلال جلسات المحكمة، أصبح من الواضح أن المحكمة تميل إلى تلبية مطالب يفسييف في ما يخص الدفاع عن شرفه وكرامته. غير أنه، عشية الجلسة الأخيرة، تعرض يفسييف لمحاولة اغتيال في 11 فبراير 1990 (المصدر: الموسوعة الروسية الحرة «تراديتسيا». – ف.ب.).
وفقًا للرواية الرسمية، في 10 فبراير 1990، في الساعة العاشرة مساءً، صدمته سيارة من طراز "فولغا" عند الكيلومتر 78 من الطريق الدائري لموسكو، ومرت فوقه مرتين. ولم يتم العثور على السائق أبدًا. وقد اختفت من حقيبة يفسييف جميع الأوراق المتعلقة بالقضية، بما في ذلك مخطوطة كتابه المؤلف من مجلدين "الصهيونية والبيريسترويكا" الذي كان يُعدّه للنشر.
وبعد وفاته، نُشر له في عام 2007 كتاب بعنوان «الشعب الفائق وعبيده».
أما أولى المنشورات حول الصهيونية بعد "حرب الأيام الستة" عام 1967 فقد ظهرت في صحيفة «كومسومولسكايا برافدا». كان يُشرف على هذه المنشورات نائب رئيس التحرير س. أ. فيسوتسكي، ونائب رئيس قسم الشؤون الأجنبية عن الدول الرأسمالية أناتولي أغاريشيف (1937–1988). وفي تلك السنوات، كان يرأس الصحيفة الليبرالي المعروفة ميوله المؤيدة للصهيونية بوريس بانكين، والذي عيّنه يلتسين لاحقًا في عام 1991 وزيرًا للخارجية. ومع أنه لم يكن يعيق هذه المنشورات بشكل نشط، إلا أنه لم يلتقِ بمؤلفيها أبدًا مبدئيًا. وكان فيسوتسكي وطنيًا روسيًا حقيقيًا، لكنه لم يكن متعمقًا في مسألة الصهيونية، ومع مرور الوقت ابتعد عنها كليًا، وركز على كتابة الروايات البوليسية.
كان أغاريشيف، على العكس، من أكثر النشطاء درايةً ومعرفةً في مجال معاداة الصهيونية في ذلك الوقت. فقد كان مستعربًا من الطراز الأول، وصحفيًا موهوبًا بالفطرة. تخرّج أغاريشيف من كلية التاريخ بجامعة موسكو الحكومية، ثم التحق بمعهد اللغات الشرقية وتخرج منه عام 1960. في الفترة ما بين عامي 1963 و1966، عمل في قسم شؤون آسيا وأفريقيا بصحيفة «برافدا»، ثم انتقل في عام 1966 إلى صحيفة «كومسومولسكايا برافدا»، حيث عمل مراسلاً لها في القاهرة بين عامي 1969 و1975. وكان من أوائل الصحفيين الذين نقلوا تقارير من خط الجبهة على قناة السويس عند اندلاع العدوان الإسرائيلي على مصر عام 1967. وخلال حياته القصيرة، تمكّن أغاريشيف من تأليف عدة كتب، كما نشر ترجمات له لعدد من شعراء الشرق الأوسط من اللغة العربية. ومن أشهر كتبه كتابه «ناصر» الذي صدر عام 1975 عن دار «الحرس الشاب» ضمن سلسلة «حياة أشخاص بارزين».
كان أغاريشيف من المشاركين النشطين في «حلقة ميلوفانوف»، وقد نشر يوري إيفانوف أول مقالاته عن الصهيونية في صحيفة «كومسومولكا» بمساعدة أغاريشيف. وقبيل سفره إلى مصر (وقد خلفه في القسم الأجنبي لـ«كومسومولسكايا برافدا» الصحفي ف. بولشاكوف – المحرر)، تمكّن أناتولي من تشكيل مجموعة صغيرة ولكن نشطة من الصحفيين المعادين للصهيونية، من بينهم تميز بشكل خاص يفغيني يفسييف. وقد انضم إليهم أيضًا عدد من الوجوه المعروفة في «حلقة ميلوفانوف». كما كتب في «كومسومولكا» مقالات معادية للصهيونية كل من آرون فيرغيليس (1935–1999)، الذي كان حينها رئيس تحرير مجلة «السوفياتية الأم» باللغة اليديشية (Советиш геймланд)، وس. زيفس من مجلة «شباب الريف»، وآخرون.
ومن بين العلماء البارزين في «حلقة ميلوفانوف» كان أبلّون كوزمين (1928–2004)، المؤرخ ومؤلف عدد من الدراسات حول أصول روسيا القديمة. في أواخر ستينيات القرن العشرين، وبناءً على توصية من الأكاديميين ب.أ. ريباكوف و إ.د. كوفالينتشينكو، أصبح كوزمين نائب رئيس تحرير مجلة «مسائل التاريخ»، بالتوازي مع عمله في قسم تاريخ الإقطاع في كلية التاريخ بجامعة موسكو الحكومية. خلال تلك الفترة، شارك بنشاط في مختلف النقاشات حول القضايا الرئيسية للتاريخ الروسي، مثل أصل السلاف، ونشأة الدولة الروسية القديمة، ودراسة التدوين التاريخي الروسي، وقضية أصالة «كلمة عن فوج إيغور»، وغيرها.
وفي عام 1975، وبدعوة من البروفيسور د.س. بابورين، انتقل للعمل في معهد موسكو التربوي الحكومي (الذي يحمل اسم لينين)، حيث عمل قرابة 30 عامًا، وأشرف على إعداد عدة عشرات من حملة الدكتوراه والماجستير في التاريخ.
كان كوزمين من أبرز المشاركين في الحملة المناهضة للصهيونية، وكان يصف الصهيونية بأنها «آلية سلطة أعداء الجنس البشري» (كوزمين أ.غ.، «الصهيونية في منظومة معاداة الشيوعية»، مقدمة بقلم يفسييف. موسكو، 2003 – و.ب.). وبالاشتراك مع علماء وصحفيين آخرين، شارك في تأليف كتاب «أيديولوجية وممارسة الصهيونية العالمية» (موسكو: دار النشر السياسي، 1978 – و.ب.)، كما نشر في السبعينيات عدة مراجعات لكتب تدور حول الموضوع نفسه. وفي أبريل 1982، استخدم كوزمين لأول مرة في مقال له في مجلة «معاصرنا» مصطلح «الروسوفوبيا»، والذي استخدمه لاحقًا إيغور شافارييفيتش في عنوان كتابه الشهير، وذلك أثناء رده على أحد أبرز نقّاد حقبة «ذوبان الجليد الخروتشوفية» (الانفتاح الثقافي) فالنتين أوسكوتسكي (1931–2010)، واتهمه بمعاداة السوفيات. وقد أثارت مقالة كوزمين فضيحة كبيرة وصلت إلى اللجنة المركزية للحزب، وانتهى الأمر بعزل نائبي رئيس تحرير «معاصرنا»، فيكولوف، من منصبيهما.
وقد كانت مثل هذه «المناوشات» بين ما يُعرف بـ«الحزب الروسي» و«الحزب اليهودي» تحدث باستمرار، وبتفاوت في النتائج. وبعد عشر سنوات، أصبح أوسكوتسكي أحد الموقعين على «رسالة الاثنين والأربعين» الشهيرة، وهي الرسالة التي وجهها عدد من الليبراليين «الغربيين» المعروفين إلى الرئيس يلتسين في 5 أكتوبر 1993، دعماً للعمل الوحشي الذي قام به حين قصف البرلمان الروسي.
وفي عام 1990، مع اقتراب نهاية البيريسترويكا والاتحاد السوفياتي، تم انتخاب أبولّون كوزمين رئيسًا للمنظمة السياسية «الجمعية التطوعية لحماية الثقافة الروسية في موسكو – “الوطن”»، والتي كان من بين أعضاء مجلس إدارتها ألكسندر روتسكوي. كما كان كوزمين عضوًا في المجلس التنسيقي للجبهة الوطنية – الوطنية لروسيا.
في عام 1996، لقيت إبنته تاتيانا حتفها في حادث سيارة. هو نفسه أيضًا مات في ظروف غامضة. في بداية مايو 2004، ذهب كوزمين إلى ريازان للاسترخاء والعلاج عند إبنته الكبرى إيرينا. وفي 9 مايو 2004، توفي أبولون كوزمين بسبب تسمم الدم في مستشفى ريازان الإقليمي... ----- يتبع
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طوفان الأقصى 568 – -مكة المظلومين-... بماذا جاء أمير قطر إلى
...
-
مناهضة الصهيونية – معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الخ
...
-
طوفان الأقصى 567 – الصهيونية هي التهديد الأكبر لحرية التعبير
...
-
مناهضة الصهيونية - معاداة الروس هي مهنة الصهاينة - الجزء الر
...
-
طوفان الأقصى 566 – نتنياهو بين الدش البارد والحمام الساخن
-
مناهضة الصهيونية – من لينين إلى ستالين – الجزء الثالث
-
طوفان الأقصى 465 – موقف الراحل الكبير البابا فرنسيس من القضي
...
-
مناهضة الصهيونية – من لينين إلى ستالين – الجزء الثاني
-
طوفان الأقصى 564 – بوفاة البابا، يفقد الشعب الفلسطيني أحد أه
...
-
مناهضة الصهيونية - من لينين إلى ستالين - الجزء الأول
-
طوفان الأقصى 563 – سوريا وما حولها – إسرائيل وتركيا تتقاسمان
...
-
طوفان الأقصى 562 – العقيدة الإقليمية الجديدة لإسرائيل – الاح
...
-
طوفان الأقصى561 – لماذا أوقف ترامب الضربة الإسرائيلية على إي
...
-
كيف عض واوي شجاع الأسد الميت
-
طوفان الأقصى 560 – ترامب وإسرائيل
-
عهد خروتشوف - البيريسترويكا رقم 1 – الجزء الثاني 2-2
-
طوفان الأقصى 559 – الفاشية في إسرائيل تعود إلى الواجهة من جد
...
-
عهد خروتشوف – البيريسترويكا رقم 1 - الجزء الأول 1-2
-
طوفان الأقصى 558 – اليمن يحطم أوهام تفوق الجيش الأمريكي
-
-رجلنا- في أمريكا
المزيد.....
-
تحليل.. هكذا تغلب بوتين على عدد كبير من رؤساء أمريكا آخرهم ت
...
-
رغم الضربات الأمريكية... الحوثيون يعلنون إطلاق صاروخ باليستي
...
-
قصف مستمر على غزة وارتفاع بعدد القتلى وقطر تعلن إحراز تقدم ف
...
-
نتنياهو: تسوية ملف إيران لن يكون إلا على الطريقة الليبية
-
لافروف يصل البرازيل للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة -
...
-
الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم -القتل تعزيرا- بحق مواطن
-
-القوة المشتركة- في السودان تتهم -الدعم السريع- بقطع الأعضاء
...
-
مصادر طبية: قوات الدعم السريع نفذت مجزرة في أم درمان
-
نائب في البرلمان الأوروبي: ما حدث في كورسك فشل آخر للقوات ال
...
-
تقرير عبري يكشف وثائق سرية توضح خطة السنوار لخداع إسرائيل قب
...
المزيد.....
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
المزيد.....
|