أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خلف علي الخلف - عمر سليمان: صوت الجزيرة الذي احتفت به شعوب العالم وأنكره السوريون















المزيد.....

عمر سليمان: صوت الجزيرة الذي احتفت به شعوب العالم وأنكره السوريون


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 11:48
المحور: قضايا ثقافية
    


وُلد عمر سليمان عام 1966 في رأس العين بمحافظة الحسكة في الجزيرة الفراتية، وسط بيئة تنوعت فيها الثقافات العربية والكردية والسريانية وثقافات جماعات صغيرة أخرى. نشأ في مجتمع تختلط فيه الديانات والعادات، حيث كانت الدبكات والموسيقى الشعبية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. منذ صغره، أبدى شغفًا خاصًا بالتراث الموسيقي، وبدأ بالغناء في الحفلات والأعراس بشكل رئيسي.

في أعراس الجزيرة الفراتية، تزدهر روح الحياة بأبهى صورها، حيث ترتدي النساء فساتينهن المطرزة بألوان زاهية تعكس تنوع الموروث الثقافي، ويتزين الرجال بملابسهم التقليدية في الغالب. تختلط صفوف الشبان والفتيات في حلقات دبكة مترابطة، تموج على نغمات الطبول والزمارة وغناء الفتيات وصفقاتهن دون موسيقى أحيانا. ليس في أعراس الجزيرة حدود بين الثقافات؛ فالأكراد يدبكون دبكات العرب بحماس، والعرب يتقنون رقصات الأكراد، والسريان يشاركون الجميع بدبكاتهم المميزة، في مشهد يروي حكاية التآلف العميق بين الشعوب. كانت الأرض كلها تهتز على وقع الأقدام، وتتعانق الضحكات والهتافات باللغات الثلاث كأنها لغة واحدة، لغة الفرح.

رغم انتماء عمر سليمان إلى بيئة عشائرية تنظر إلى الغناء نظرة دونية، وتضع المغنين في أدنى مراتب التقدير الاجتماعي، إلا أنه شق طريقه متحديًا تلك الأعراف الصارمة. آمن بقوة الفن كجسرٍ للكرامة والتعبير عن الهوية، لا كوسيلة للمهانة كما كان يُظن. واليوم، يقف عمر سليمان رجلًا مُقدَّرًا، يحظى باحترام واسع، وينظر أبناء عشيرته، وكل أبناء الجزيرة، إلى إنجازه العالمي بفخر، وقد أدركوا أن صوته حمل اسمهم وإرثهم إلى أقصى بقاع الأرض، فلقبوه بالقيصر.

بداياته الفنية: حين غنّت الأرض

بدأ سليمان مسيرته الفنية في التسعينات، يغني في أعراس الجزيرة، لجمهور يتحدث لغات متفرقة، لكن عمر سليمان استطاع جمعهم. إذ لم يكتفِ بأن يغني بلغته الأم، بل احتضن الكردية والسريانية والعربية في آنٍ معًا، حتى بدا صوته وكأنه صدى الأرض نفسها، لا صوت رجل واحد. نسج موسيقى عابرة لحدود الجماعات الثقافية والإثنية، قبل أن يبدأ بتسجيل ألبوماته على أشرطة الكاسيت، التي راحت تنتقل بين الأكف والأسواق البسيطة. رغم محدودية التوزيع آنذاك، إلا أن صوته كان يشق طريقه شيئًا فشيئًا، يشحذ فنه ويطوّر إيقاعه، ويمزج موسيقاه بأصوات إلكترونية حديثة، كمن يزرع بذرة تقليدية في تربة المستقبل.

حتى عام 2006، كان قد أصدر أكثر من 500 تسجيل محلي، جاعلًا من صوته رفيق السائقين في طرقات الجزيرة، ومؤنس السهرات القروية. إلا أن اللقاء مع شركة "Sublime Frequencies" الأمريكية كان المنعطف الحاسم: كأنما وجدت قصته جناحين لتحلق به خارج حدود الجزيرة نحو مسارح العالم الواسع.

حين رقص العالم على ألحانه

في مقال نشر في صحيفة اللوموند الفرنسية في 18 نوفمبر | تشرين الثاني 2021 وصفته الصحيفة بالمغني الأسطوري. وذكرت أن أغنيته "ورنة ورنة" حققت مئة مليون مشاهدة. كان ألبوم "Highway to Hassake" أو "الطريق السريع إلى الحسكة" الذي أُصدر عام 2007 هو البداية الحقيقية لعمر سليمان في العالم الموسيقي الدولي. هذا الألبوم سلط الضوء على تفرّد سليمان في مزج الموسيقى الشعبية الجزراوية بالإلكترونية، ما جعله يجد جمهورًا عالميًا. ثم بدأت عروضه العالمية تتزايد بشكل غير مسبوق، ليصبح أحد الأسماء البارزة في الساحة الموسيقية العالمية. في مقالها عام 2007 بموقع PopMatters، وصفت الناقدة ديان سول ألبوم عمر سليمان بأنه "صدمة ثقافية" تجسد روح الأعراس السورية [الجزراوية الفراتية] بإيقاعاتها الصاخبة وطاقتها الخام. أشادت الناقدة بالحيوية الفريدة للألبوم واعتبرت أن الغرب اكتشف متأخرا هذا النوع من الموسيقى الشعبية. رغم إشارتها إلى تكرار بعض المقاطع الإيقاعية، اختتمت بأن الموسيقى تنقل المستمع مباشرة إلى حفلة زفاف ريفية سورية بكل عفويتها.

في مقالة على مدونة BABE (B) LOGUE بتاريخ أبريل 2007 تحت عنوان "عمر سليمان: طريق حسكة السريع - أصوات فولكلورية وبوب من سوريا"، كتب DJ Radu أن ألبوم سليمان يقدم "صوتاً خاماً وغير مصقول" لموسيقى الأعراس السورية [الجزراوية]، مشيراً إلى أنه "تسجيل فريد يوثق مشهداً موسيقياً شبه مجهول خارج منطقته".

في مقال نشرته صحيفة الغارديان في 20 أغسطس 2015، وصفت تْشيبو موكوينا عمر سليمان بأنه مغني أعراس سوري [جزراوي] يخطف قلوب الغرب بفضل موسيقاه الممزوجة بين إيقاعات الدبكة التقليدية والإلكترونية الحديثة. أشارت الكاتبة إلى أن سليمان، رغم بداياته في حفلات الزفاف الريفية في الجزيرة، أصبح ظاهرة عالمية تُمثل "صوتا أصيلا" يتجاوز الحدود الثقافية بعيداً عن الصور النمطية. اختتم المقال بالإشادة بقدرته على تحويل الأغاني الشعبية إلى "أناشيد عالمية" تجذب جماهير المهرجانات الدولية، من خلال مزجها بالإلكترونيكا، مع التركيز على أدائه الحيوي في المهرجانات الدولية.

في عرض ألبوم "To Syria With Love" (6 يونيو | حزيران 2017)، كتب الناقد آندي بيتا لموقع Pitchfork أن الألبوم يمثل "تأملًا موسيقيًا في المنفى والوطن". أشاد بيتا بالتعاون مع المنتج كيانو براون الذي أضاف "طبقات إلكترونية معاصرة" على إيقاعات سليمان التقليدية، لكنه لاحظ أن بعض الأغاني تكرر نفس الصيغ الإيقاعية. واختتم العرض بالإشارة إلى أن الألبوم "يقدم صوتًا حيويًا لسوريا تتعارض مع صور الدمار التي تهيمن على الإعلام".

نشرت عشرات المقالات عن عمر سليمان منها في صحف عالمية مرموقة مثل نيويورك تايمز، لوموند، الغارديان، وغيرها، تناولت مسيرته الفريدة من قرى الجزيرة الفراتية في سوريا إلى العالمية. هذه المقالات - باختلاف لغاتها وثقافاتها - أجمعت على تميز تجربته في دمج تراث الجزيرة الغنائي بالإلكترونيكا، وتحوله لظاهرة ثقافية عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية.

نجم الجزيرة الذي هبط على مهرجانات العالم

قدم عمر سليمان عروضًا في المهرجانات الكبرى حول العالم، مثل مهرجان غلاستنبري في بريطانيا، ومهرجان فيينا في النمسا، بالإضافة إلى مهرجانات في باريس وبرشلونة وبرلين. كل حفلة كانت بمثابة حدث موسيقي مذهل يجذب الآلاف من الجمهور. سليمان لا يُعدّ مجرد موسيقي، بل كان سفيرًا للثقافة الجزراوية والسورية والعربية على المسارح العالمية.

حين أضاء مسرح نوبل بألحان جزراوية

من بين أبرز المحطات في مسيرة سليمان، كان ظهوره على مسرح في حفل توزيع جوائز نوبل للسلام في 11ديسمبر | كانون الثاني 2013 في أوسلو بالنرويج. هذه الحفلة كانت مميزة ليس فقط لأن نوبل هو المكان الذي يُكرّم فيه العلماء والفائزون بجائزة السلام، ولكن أيضًا لأن حضور سليمان على هذه المسارح العريقة يعكس أهمية موسيقاه كجسر بين الثقافات. لقد كان الحفل في نوبل بمثابة تكريم لحالة موسيقية فريدة أثبتت أن الموسيقى لا تقتصر على جغرافيا أو حدود.
الدول التي غنى فيها سليمان
من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ومن أمريكا إلى آسيا وأفريقيا، قام سليمان بتقديم عروضه في أكثر من 30 دولة عبر القارات الخمس. في الشرق الأوسط، بدأ من مسقط رأسه في سوريا، مرورًا بلبنان والسعودية والإمارات، وصولًا إلى مصر. وفي أوروبا، قدم عروضًا في بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا، النرويج، بلجيكا، هولندا والسويد. كما شملت جولاته أمريكا الشمالية حيث غنى في نيويورك، شيكاغو، ومونتريال، وصولًا إلى البرازيل والمكسيك. لم تقتصر عروضه على هذه الدول فقط، بل تجاوزتها لتشمل اليابان، الصين، الهند، وكذلك المغرب وجنوب إفريقيا ودولا أخرى.

الصحافة العالمية تروي قصة فنان فريد

تتسم موسيقى سليمان بإيقاعات الدبكات الجزراوية الفراتية التقليدية الممزوجة مع الألكترونيكا الغربية، ما جعلها تتنقل بسهولة بين جمهور الشرق والغرب. هذا النوع الفريد من المزج بين الثقافتين جعل من موسيقاه جاذبة لأذواق متنوعة، بدءًا من جمهور الدبكات الجزراوية التقليدية وصولًا إلى عشاق الموسيقى الإلكترونية العالمية.
تناولت الصحافة العالمية بإعجاب كبير تجربة عمر سليمان، حيث وصفته صحيفة الغارديان البريطانية بـ أهم ظاهرة موسيقية تخرج من الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين، بينما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن موسيقاه تذوب فيها الحدود بين الماضي والحاضر. من جانبها، كتبت صحيفة "لو موند" عن تجربته قائلة: "المغني الأسطوري"، في حين منحت مجلة بيتشفورك Pitchfork ألبومه Bahdeni Nami (2015) تقييمًا عاليًا 8.5/10، مشيرة إلى أنه الإكسير السحري الذي يجمع القارات.
العديد من النقاد أثنوا على قدرة سليمان على دمج التراث الجزراوي مع الإيقاعات الإلكترونية الحديثة. حتى وصف بـ"بيكاسو الموسيقى الإلكترونية"، فيما شكل ألبومه إربيل الصادر عام 2024 “أغنية حب ستخلد أكثر من كل الخطابات السياسية". هذه التعليقات من النقاد تُظهر تنوع الجمهور الذي يتذوق موسيقى سليمان، من الشغوفين بالتراث الجزراوي السوري إلى محبي الإيقاعات الإلكترونية المعاصرة.
حظي عمر سليمان بتقييمات مرتفعة من مختلف الصحف والمجلات والمواقع لألبوماته، واعتُبر أحد الفنانين الذين يمزجون بين الأصالة والحداثة. ألبوم "وينو وينو" الذي تعاون فيه مع "Four Tet"اعتُبر الأكثر نجاحًا. هذا التعاون أُثني عليه في مجلة "رولينج ستون"، التي قالت إنه كان "زواجًا مثاليًا بين إيقاعات الفرات وذوق لندن الإلكتروني".

عمر سليمان وتفكيك الصور النمطية: قراءة في ضوء إدوارد سعيد

جسدت تجربة عمر سليمان الفنية مثالًا حيًا على التلاقح الثقافي الخلاق الذي يتجاوز حدود الجغرافيا والهويات المغلقة. من خلال مزجه الفريد بين التراث الموسيقي الجزراوي الشرقي والإلكترونيات الحديثة، أعاد سليمان تعريف صورة الشرق في المخيال الغربي، مقدمًا الشرق لا بوصفه كيانًا جامدًا أو مستهلكًا كما صورته الخطابات الاستشراقية التقليدية، بل كفاعل مبدع قادر على التأثير والابتكار.

ورغم أن المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد قد توفي قبل أن يشهد الصعود العالمي لعمر سليمان، إلا أن مفاهيمه الأساسية التي طرحها في كتابي "الاستشراق" و"الثقافة والإمبريالية" توفر عدسة نقدية لفهم تجربة سليمان. ففي الوقت الذي كشف فيه سعيد عن كيفية تكريس الغرب لصورة استاتيكية عن الشرق كآخرٍ ساكنٍ وعاجزٍ عن الحداثة، جاء سليمان ليقوض هذه الصورة عمليًا، عبر تصدير موسيقى شرق أوسطية معاصرة تجتذب الجماهير الغربية وتفرض حضورها الثقافي دون خضوع للأنماط الاستشراقية.

عبر موسيقاه، يظهر سليمان الثقافة كفضاء للتداخل الخلاق بدلًا من الخضوع لثنائيات المركز والهامش، مساهماً بذلك في إنتاج ما يسميه سعيد بـ"الحداثة الهجينة"، حيث تختلط التأثيرات وتنهار الحدود الصلبة بين ثقافات المركز الاستعماري والثقافات التي طالما عُرضت بوصفها تابعة أو متخلفة. هكذا، تتحول تجربة سليمان إلى فعل مواجهة جمالي ضد تراث من التمثيلات الاستشراقية، وإلى دليل حي على أن التبادل الثقافي يمكن أن يكون، كما أراد سعيد، مسارًا لتحرير الخطاب عن الآخر وإعادة تعريف الذات أمام العالم.

الخاتمة: صوت الجزيرة الذي أسطره العالم وأنكره السوريون العنصريون

عمر سليمان لم يكن مجرد فنان جزراوي عبر إلى العالمية، بل كان رسولًا ثقافيًا خرج من صميم الجزيرة الفراتية التي طالما ظلت على هامش الخريطة السياسية والاقتصادية والثقافية. من بلدته الصغيرة، حيث تلتقي الأصوات العربية والكردية والسريانية، حمل سليمان تراثًا كان مهددًا بالنسيان، وغلفه بثوب حديث، ليقدمه إلى العالم بحيوية لا تخطئها عين.

لم يصعد سليمان إلى المسارح العالمية مدعومًا بمؤسسات أو محاطًا بدعاية رسمية، بل صعد وحده، مدفوعًا بحب فطري لفنه وأمانة نادرة لتراثه. في حين غابت سوريا عن المشهد الدولي بصورتها المشوهة، كان سليمان، بلباسه الجزراوي الفراتي التقليدي وصوته النابض بأغاني الفرح، يرسم صورة أخرى لسوريا يرقص على إيقاعها الملايين. حضر حفلاته مئات الآلاف، وسمع أغانيه الملايين من كل القارات، ورددوا كلماته بلغته العربية والكردية دون أن يفهموها، مدفوعين بسحر الموسيقى وحدها.

ورغم هذا المجد المدوي في العالم، الذي لم يبلغه فنان عربي، ظل سليمان غريبًا في بلاده. لم تكتب الصحافة السورية عنه؛ لا السلطوية ولا حتى الثورية المعارضة لها. وبينما كان ينشر اسم سوريا لأجيال عالمية متنوعة لا تعرف أين تقع هذه الدولة على الخارطة، لم تتناول وسائل الإعلام السورية نجاحه المدوي، في الوقت الذي يحتفي به هذا الإعلام بوقوف أي شخص من سوريا الداخلية على مسرح في كراج لا يأتي إليه سوى المنظمون. إذ لم تحتفِ به النخبة الثقافية التي نظرت إليه، وإلى أغانيه، وإلى زيه الشعبي، بازدراء لا تخطئه عين. كانت نظرتهم مشبعة بعنصرية واضحة تجاه ثقافة الهامش، ثقافة الجزيرة التي ظنوا أنها لا تستحق أن تكون واجهة لبلادهم. تلك النخبة، التي ادعت ذات يوم تمثل الحداثة، كشفت عن عمق تناقضها، فحين بزغ نجم سليمان عالميًا، أدارت له ظهرها بدلاً من أن تراه فرصة نادرة لتقديم وجه آخر لسوريا أمام العالم. وتحفل شبكات التواصل بتعابير عنصرية ضده وضد فنه، بل إن كثير منهم عبروا عن شعورهم بالعار من حمل عمر سليمان اسم سوريا الى شعوب في شتى القارات.

في رحلة عمر سليمان نحو العالمية، لم تساهم النخبة السورية الموسيقية والفنية بنجاحه؛ تلك النخبة التي طالما احتكرت المنصات وحاصرت النجاح داخل حدود مافياتها الثقافية، لم تستطع إعاقته ولو قدرت لفعلت. سليمان عبر وحده كطائر، بلباسه التقليدي وغنائه الشعبي الذي طالما نظروا إليه بازدراء، دون أن يحتاج إلى مباركتهم. ولأن نجاحه لم يمر عبر قنواتهم المافيوية، تملأ قلوبهم اليوم الغيرة والضغينة، كأن إنجازه صفعة على وجوههم المتغطرسة. وبينما هو يحظى بإعجاب الجماهير من البرازيل إلى الصين ومن أستراليا إلى الهند حتى مسرح نوبل، لا يزال السؤال معلقًا: أين اختبأت "العبقريات السورية" التي بالكاد وصلت أسماع العرب، ناهيك عن أن تبلغ آفاق العالم وقاراته الخمس.

إن قصة عمر سليمان هي شهادة دامغة على أن التهميش لا يمنع الإبداع من بلوغ مداه، وأن الأصوات التي تنبت في الظل قادرة على أن تهز العالم حين تصدح بصدقها. هو ابن أرض همشها الداخل فاحتضنها الخارج، وأبقى بموهبته النادرة جرح التهميش مفتوحًا في قلب وطن لا يزال يخطئ في فهم نفسه.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان والسوط: سيرة الكنيسة القبطية في مواجهة الفكر
- تفكيك الأكاذيب: العرب والمسيحية وحمّى التزييف الأيديولوجي ال ...
- تاريخ المعتزلة وتدليس اليسار العربي
- دليل الحيران إلى مذاهب الإيمان: الأريوسية المسيحية المنقرضة
- عن الدولة الأندلسية في الإسكندرية
- يامبليخوس: الفيلسوف الذي شكل الأفلاطونية المحدثة
- وجوب محاسبة من تلطخت كلماتهم بالدماء في سوريا
- معايير تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني في سوريا والجدل ...
- مقاربات عملية لحل معضلة قسد في إطار سوريا الجديدة
- الدور السعودي في سوريا الجديدة
- الوهابية الثقافية العربية
- رسالة تأخرت سنة إلى طالبي فتح الحدود
- الحسين مجرد طالب سلطة وليس ثائرا
- دفاعًا عن الأدب العربي المترجم إلى اليونانية وليس بيرسا
- عبدالله الريامي: جيشٌ من رجلٍ واحدٍ يحارب على جبهات متعددة
- قصيدة النثر بالعربية: إضاءات من زوايا شخصية
- بولاق الفرنساوي لحجاج أدول والحنين للماضي
- هل احتل العرب المكسيك؟
- عن المغاربة الذين لا يعرفون أن الأندلس أموية
- السوريون وهواية أسطرة الفوارغ


المزيد.....




- تقرير: وقود الصواريخ الإيرانية وعلاقته بانفجار بندر عباس
- كارلو أنشيلوتي يستعد لإجراء محادثات لقيادة منتخب البرازيل
- توافد الحشود إلى كنيسة سانتا ماريا ماجوري لزيارة قبر البابا ...
- -القسام- تعلن تفجير عبوة ناسفة في قوة إسرائيلية شرق حي التفا ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت ف ...
- قطر تعلن إحراز -بعض التقدم- في محادثات وقف إطلاق النار بقطاع ...
- آبل تخطط لنقل تصنيع هواتف آيفون الموجهة للولايات المتحدة من ...
- ما سر السلاح الغريب الذي حمله جنود إيطاليون خلال جنازة الباب ...
- الجيش الإسرائيلي ينذر بقصف منزل في ضاحية بيروت الجنوبية
- هل تحاصر طفلك بحبك؟ تعرف على مخاطر -التربية المكثفة- وكيفية ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خلف علي الخلف - عمر سليمان: صوت الجزيرة الذي احتفت به شعوب العالم وأنكره السوريون