أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الشرايطي - نساء بلادي أكثر من نساء و نصف














المزيد.....

نساء بلادي أكثر من نساء و نصف


رياض الشرايطي

الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


نساء بلادي
اكثر من نساء ونصف يا صاحبي،
ما دمن يصرخن في الزّوايا والمكامن
ما دمن يشعلن النّيران في ليل الغدر
ويدفنّ الخوف تحت أقدامهنّ العارية
نساء بلادي
في الحقول الحارقة
يحصدن القمح بظهور منحنية
ويضحكن للسّنابل رغم الشّوك
يسلخن من الفجر رغيف الأطفال
ويعدن محمّلات بالغبار والضّوء
يغسلن التّعب تحت صنبور صامت
ويرضعن الحلم بأغنيات مهجورة،
نساء بلادي
في مصانع المدن المتعبة
يلبسن المعاطف الزرقاء
ويغزلن الصّوف والحزن
بين صفير الآلات وبرودة الجدران
ولا يطلبن شيئا
غير رغيف نظيف
ومستقبل لا يسقط من اليدين
نساء بلادي
في الأزقة الضيّقة
يسندْنَ الجدران الآيلة للسّقوط
ويغزلْنَ من ضياء الفوانيس أحلاما صغيرة
ينفخْن الحياة في الثّنايا العتيقة
ويخبّئن السّرور تحت أوشحة الفقر.
نساء بلادي
في السّاحات
يرفعن قبضاتهنّ كأشجار سرول
ويهتفن للحرّية بأصوات مجروحة
يتقدّمن الصّفوف حين يتراجع الجميع
ويصبغن الأرصفة بالكرامة ،
نساء بلادي يا صاحبي
في ليالي الخوف
يسهرن بجانب الأطفال
ويزرعن القصص فوق الأجفان
يؤجّلن وجعهنّ إلى حين
ويبتسمن للرّيح كأنّها صلاة،
نساء بلادي
ليست حكاية تُروى
ولا أغنية تُغنّى
هنّ جدار الزّمن إذا مال
ورئة البلاد إذا اختنقت
وسيف الفقراء حين تُكسر السّيوف.
فيا تونس
يا ابنة النّساء اللّواتي خبّأنك في الأكمام
يا زهرة سقينها بالدّمع والعرق
لا تخشي الرّياح
ولا تجزعي من السّكاكين
فصدور نسائك درعك
وخطواتهنّ طريقك إلى الفجر ،
يا تونس
خذي من عيونهنّ زرقة البحر
ومن أكفهنّ خشونة الأرض
ومن أصواتهنّ هتاف الشّوارع
حين تناديك ،
يا تونس
حين يبهت الرّجال
وحين تضعف السّاحات
تعود النّساء كأنّهنّ النّبع القديم
يسقين التّراب
ويرفعن الوطن على أكتافهنّ
كراية مستقيمة ،
فبوركت نساءك يا تونس
بوركت السّواعد
التي تحلب الشّمس من السّهول
بوركت الأكفّ
التي تخبز الحلم في أفران الحطب
وبوركت الحناجر التي تهتف
وتحملك عاليا
رغم جراح الطّرق
نساء بلادي يا صاحبي،
لم يكنّ يوما زينة الأعراس
ولا حطام الحكايات المنسيّة،
نساء بلادي قناديل في قلب الظّلام
و رغيف رغم الجفاف
وسيوف مشرعة في وجه اللّيل الطّويل ،
هنّ وحدهنّ
حين اشتدّ ظلام المتأسلمين
وأرخى الظّالمون ستائر الظّلام
كنّ السدّ المنيع
يصحن في الشّوارع
يطفئن نيران الفتن بأكفّهن العارية
ويغسلن وجه الوطن من وحل الخيانة،
نساء بلادي
حين كذبوا باسم الله
وحفروا قبور الحرّية بين الأزقة
كانت النّساء تُنبت الأمل بين قبورها
وتطرّز رايات البلاد من خيوط صبرها الطّويل ،
نساء بلادي
حين خاف الرّجال من السّوط
وخارت الجبال تحت وطأة الرّعب
و مراسيم الصّمت
وقفن وحدهنّ
يغنّين للحرّية في وجوه سفّاحيها
وينقشن على جدران الخوف:
"تونس لنا... ولن تسقط!"
هنّ وحدهنّ
يا صاحبي
حمين الحلم حين نام الحرّاس
حمين الخبز حين جاع القمح
وحمين الشّمس
حين حاولت الظّلمات خنق السّماء،
فيا تونس
إن ضاعت الطّرق
وإن غامت السّماء
تذكّري أن نساءك قناديلك
وأن أقدامهنّ، لا تخطئ الدّروب
ويا نساء بلادي،
أيّتها الفلّاحات الحافيات
أيّتها العاملات الصّابرات
أيتها الأمّهات الحارسات
أيّتها المناضلات في السّاحات
يا أنتنّ الوطن حين يتشظّى
ويا أنتنّ القلب و النّبض
يا أنتنّ الضّوء حين تنطفي المصابيح ،
احملن البلاد على أكتافكنّ كما حملتنها بالأمس
ازرعنها بالخبز والماء والأمل
واغسلنها من أدران الجهل والظّلم
واصرخن بكلّ ما فيكنّ من وجع وحبّ:
"تونس لن تسقط... نساؤها هنا
و ابدا تسقط !" ......



#رياض_الشرايطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النّضال من أجل الدّيمقراطية والحرّيات العامّة والخاصّة
- الدولة البوليسية المعاصرة
- إرهابيّ أنا
- حاسي الفريد / ما يشبه القصّة
- المركزية الديمقراطية
- عالم يُنتج وآخر يستهلك: الثورات الصناعية الاربعة
- الصهيونية العربية: خيانة الداخل وخنجر في خاصرة الأمة
- ملمّ بي
- اسم الهزيمة


المزيد.....




- -ليلة الموسيقار طلال-.. محمد عبده يستكمل استعداداته لحفله ال ...
- ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا
- بدء الدورة الـ39 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- 5 شهداء ومصابون في قصف طيران الاحتلال مركبة بمدينة دير البلح ...
- -أدب الأسرى- بمؤتمر لرابطة الكتاب الأردنيين.. الرواية تقود ا ...
- فيديو.. -اختطاف نتنياهو- ونقله إلى طهران في فيلم إيراني
- فنانة مصرية شهيرة تثير الجدل بعد إجراء عملية تجميل لوجهها (ف ...
- سيكولوجية الطفل في شعر أحمد شوقي
- عمرو دياب يطعن بالحكم الصادر بحقه في واقعة صفع شاب
- -وزارة الزمن-.. محاكمة رواية للتاريخ


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الشرايطي - نساء بلادي أكثر من نساء و نصف