الواسع محمد اليمين
الحوار المتمدن-العدد: 8325 - 2025 / 4 / 27 - 00:25
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
شهدنا في الأيام الأخيرة، بكل خجل وأسف، تداول هاشتاق على منصة تيك توك، أطلقه بعض الشباب الذين لا تربطهم بالسياسة ولا بالعلاقات الدولية أدنى معرفة، يطالبون فيه الرئيس عبد المجيد تبون بعدم زيارة العراق للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية. وكأن ما يجمع بين الجزائر والعراق من تاريخ مشترك وعلاقات دبلوماسية عريقة أصبح يُختزل في توجهات "ذر" التيكتوك والفيسبوك. الأسوأ من ذلك، انجرار بعض المثقفين ووسائل الإعلام الجزائرية وراء هذه الحملة السطحية.
ومن باب الإنصاف، يجب التذكير أن العراق، الدولة العربية الطاقوية، تلتقي مع الجزائر في منظمة "أوبك"، ولم تُسجَّل يوماً معارضتها لمقترحات الجزائر أو تعاملها المزدوج، كما فعلت دول أخرى تدّعي الصداقة. كذلك في منظمة الدول المصدرة للغاز، نجد العراق والجزائر على نفس الخط. وقد شهد أفريل 2024 زيارة دولة للرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد إلى الجزائر، في إطار اجتماع مهم، وقبله شارك في قمة الدول العربية التي نظمتها الجزائر يوم 31 أكتوبر 2022، في وقت غاب فيه ملوك ورؤساء كبار عن الحضور.
العراق، على عكس ما يروّج له بعض أبواق الفتنة، كان دائماً صاحب مواقف مشرفة تجاه الجزائر. أيام الثورة الجزائرية لا تُنسى، حيث نظّم الشعب العراقي حملات جمع تبرعات ووقفات منددة بالاستعمار الفرنسي. كما خصصت الحكومة العراقية 250 مليون فرنك فرنسي سنوياً لدعم حرب التحرير، و250 ألف جنيه إسترليني لجامعة الدول العربية لمساندة القضية الجزائرية.
وفي الدورة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت العراق من أوائل الدول التي دعمت القضية الجزائرية، حيث شارك وفدها برئاسة فاضل الجمالي في تقديم أول طلب لإدراج هذه القضية في جدول أعمال الجمعية، بتاريخ 26 جانفي 1955، بعد قيام الثورة.
تبون، اذهب إلى العراق، بلد الشهامة والمواقف الثابتة، ومثّل الجزائر على أكمل وجه. لا تعزل بلدك عن بعدها العربي، فهناك من يسعى لتقزيم صورة الجزائر، وإسكات صوتها المساند للحق ونصرة فلسطين.
#الواسع_محمد_اليمين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟