خديجة فلاح
الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 08:08
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
“تحوّلت بعض النوادي الليلية في بغداد من أماكن للترفيه إلى واجهات يقال انها تُدار من قبل جهات حزبية ومتنفذين، وسط غياب الرقابة وانتشار الفساد. وفي قلب هذا المشهد، تُزَجّ النساء في أدوار لا تخلو من الاستغلال، حيث يُنظر إليهن كوسائل جذب وربح ضمن منظومة تجارية تخدم مصالح سياسية ونفعية، ما يطرح تساؤلات جديّة حول حقوق المرأة ومكانتها في مجتمع تحكمه شبكة معقّدة من المصالح والسلطة.
النوادي الليلية بين الاحتياجات الاجتماعية والمخاوف الامنية …
أوضح الملازم (ق.د) عن موقف وزارة الداخلية وبين " أن وزارة الداخلية تعمل بالتعاون مع وزارة الدفاع على وضع استراتيجات لضمان سلامة وأمن هذه الأماكن ونشدد على ضرورة وجود تراخيص للنوادي الليلية ,ومراعاة القوانين المتعلقة بساعات العمل والضوابط الأخلاقية كما نركز على أهمية التصدي لأي محاولات لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لأنشطة غير قانونية ".
وأضاف المتحدثين من وزارة الدفاع الضابط(ف.ك) والملازم (م.ك) " أن استغلال القاصرات من القضايا الشائكة المرتبطة بالنوادي الليلية “ ويشير خبراء الاجتماع إلى أن الفقر وضعف الرقابة الأسرية قد يدفع بعض الفتيات للعمل في هذه الأماكن. و يشدد الخبراء على ضرورة تدخل الجهات المعنية لتوفير الحماية والرعاية للفتيات، وتوعية الأسر بمخاطر استغلال بناتهن".
لماذا تساهم بعض وسائل الإعلام في ترويج هذه الأماكن ؟ وها تعتبرها جزءًا من الحياة الحديثة ؟
"أما دور مواقع التواصل الاجتماعي فتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا مزدوجًا في موضوع النوادي الليلية. فمن جهة، تستخدم للترويج لهذه الأماكن واستقطاب الزبائن. ومن جهة أخرى، قد تكون وسيلة لنشر الوعي حول المخاطر المحتملة. يشدد المختصون على أهمية استخدام هذه المنصات لنشر التوعية وتوجيه المجتمع"
سوق الترفيه الليلي في العراق: من يديره ومن يستفيد؟
وأشار على أن "الدعم قد يأتي من أصحاب المصالح الخاصة أو من بعض الجهات التي تستفيد من عوائد هذه الأماكن. قد تكون هناك شائعات عن دعم سياسي أو حزبي، لكن لا يوجد دليل قاطع على ذلك قد تكون هناك رقابة، لكن تنفيذ القوانين ومحاسبة المخالفين قد يواجه تحديات بسبب الفساد أو ضعف الأجهزة الرقابية.
اما استقطاب الفتيات الصغار يعود ذلك إلى عوامل اقتصادية واجتماعية، مثل الفقر وقلة فرص العمل، ما يجعل هذه الأماكن جذابة للبعض.
وأن الإجراءات الأمنية تشمل التفتيش الدوري والتصاريح، لكن تنفيذها قد يختلف.
و التزام القوانين يعتمد على مدى قوة الرقابة والعقوبات المطبقة.
ما الأسباب التي أدت إلى انتشار النوادي الليلية في بغداد؟ وهل تعود هذه الظاهرة إلى فراغ اجتماعي، أم إلى نفوذ سياسي واقتصادي؟
بين معاون قضائي ( ع.ع.ح) من احدى محاكم بغداد "أن كثرت النوادي الليلية ترجع لعدة اسباب قد تكون اسباب اجتماعية او اقتصادية او سياسية او حتى من الناحية التشريعية لتنظيم عمل تلك النوادي , حيث يرجع العامل المهم هو العنصري المادي لغرض الربح من قبل اصحاب النوادي , ومايتم تاثيره على السلم المجتمعي بصوره عامة .
ما هو الهدف الرئيسي للنوادي الليلية في بغداد، وكيف تساهم في الحياة الاجتماعية والثقافية للمدينة؟
قد يكون في بداية الامور ان هذه النوادي هدفها الربح الاقتصادي ولكن قد يتطور ويتم الجشع المادي للربح عن طريق المتجارة باي شي يمكن التاجره فيه ولعل ابرزها المنوعات والامور الغير المشروعه منها ( التجارة بالمخدرات / تجارة القاصرات .... اخر) , ممايؤدي الى كثرت الحالات السلبية التي تضر بالمجتمع ككل وبشكل خاص على الفتيات والشباب لجذب اكثر عدد ممكن من تلك الفئتين , وهذا مايؤدي الى ازدياد عدد حالات التعنيف الاسري من قبل بعض الاهالي لكسب المال بصوره غير مشروعه من قبل ضعفاء الضمير والذي ينعدم فيهم روح الابويه لعل الهدف لهم هو المال .
القاصرات تحت الأضواء : إجراءات حماية أم ثغرات في القانون؟
يرى الكثير من المراقبين أن وجود فتيات قاصرات في النوادي الليلية ببغداد مسألة تتطلب متابعة دقيقة ،
حيث يُحظر قانونيًا توظيفهن في هذه البيئات حفاظًا على
سلامتهن وحقوقهن . مصدر مسؤول في وزارة الداخلية فضّل عدم ذكر اسمه ،يؤكد:"قوانين واضحة تمنع تشغيل القاصرات في النوادي، وتشدد على ضرورة تقديم أصحاب النوادي بيانات دقيقة حول أعمار العاملات لضمان الالتزام"
أن الالتزام بهذه القوانين يشوبه بعض التحديات، حيث يعتمد بعض أصحاب النوادي على تسهيل وصول القاصرات إلى هذه الأماكن بدون تدقيق رسمي دقيق. وللتعامل مع هذه التحديات، تتعاون وزارة الداخلية مع مؤسسات رقابية تقوم بزيارات مفاجئة لتلك النوادي، وتحرص على تفتيش وثائق الهوية للعاملات. وبحسب مصادرنا، تم رصد حالات توظيف قاصرات في بعض النوادي، ما أدى إلى فرض عقوبات فورية تشمل الغرامات المالية والإغلاق المؤقت أو الدائم للنادي المخالف.
لكن هناك تقارير وشهادات تشير العكس أن بعض عناصر الشرطة أو الجهات الرقابية تتلقّى رشاوي بغضّ النظر عن الأنشطة غير القانونية وتؤكد على استغلال القاصرات ( أقل من 18 سنه) في أعمال الرقص والدعارة
وتجارة المخدرات .
وجود شبكات محمية سياسياً أو أمنياً
في بعض الحالات، يتم ضبط شبكات دعارة كبيرة، لكن يتم إطلاق سراح المسؤولين عنها خلال أيام. تقارير صحفية وإعلاميين داخل العراق تحدثوا عن تورط ضباط، محامين، وحتى بعض أعضاء أحزاب في الحماية أو التستر. الرشاوي تصل لمستويات عالية، والضحايا يُحبَسن بتهمة “الفساد الأخلاقي” بينما الجناة يخرجون بسهولة.
شكاوى المواطنين بين السرية والخوف من الانتقام !
في حال وجود شكاوى من المواطنين حول توظيف الفتيات القاصرات، يتم توجيهها للجهات الرقابية التي تتخذ إجراءات عاجلة للتحقق، لكن البعض من رواد تلك النوادي يشعرون بالتردد في تقديم الشكاوى خوفًا من التعرض للانتقام أو المضايقات. أحد المصادر من دائرة الشكاوى بوزارة الداخلية، الذي فضّل أيضًا عدم الكشف عن اسمه، أوضح أن الشكاوى "تؤخذ على محمل الجد وتُعالج بسرية تامة للحفاظ على سلامة المبلغين".
هل أصبح الترويج للنوادي الليلية على وسائل التواصل الاجتماعي غسيل أدمغة ناعم للمراهقين أم مجرد تسويق عابر؟
مصدر مسؤول في وزارة الإعلام العراقية، أوضح قائلاً: "نحن نراقب المحتوى الترويجي الذي يستهدف القاصرين ونتخذ إجراءات فورية بحجب أو تقييد وصول هذه الإعلانات إلى جمهور معين". وبالرغم من هذه الجهود، فإن الأمر لا يخلو من محاولات بعض النوادي الالتفاف على القيود القانونية بإعلانات غير مباشرة .
بينما تحاول السلطات تنظيم عمل النوادي، تشهد وسائل التواصل الاجتماعي تزايدًا واضحًا في إعلانات الترويج لتلك الأماكن. شركات التسويق الإلكتروني وفرق إدارة النوادي تستخدم شبكات الإنترنت لاستهداف شريحة الشباب بهدف جذبهم لفعاليات تُقام ليلًا. هذه الاستراتيجية أصبحت ظاهرة تثير قلق العديد من أولياء الأمور، خاصةً مع تزايد المحتوى الذي يوحي بأجواء الإثارة والترفيه بشكل قد يجذب المراهقين.
ختامًا، لم يعد موضوع النوادي الليلية في بغداد يقتصر على جانب الترفيه أو الحرية الشخصية، بل أصبح يتسلل إلى حياة المراهقين من خلال الترويج المكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المشكلة لا تكمل فقط في ضعف القوانين، بل في غياب الوعي وتجاهل التأثير الخفي الذي يمارس عليهم بشكل جذاب ومغري. آن الأوان لوقفة جادة، قبل أن يضيع جيل كامل خلف بريق الإعلانات وسهرات ظاهرها متعة وباطنها استغلال .
#خديجة_فلاح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟