أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حين يصبح الإرهاب شريكًا سياسيًا نداء إلى الحراك الكوردي














المزيد.....

حين يصبح الإرهاب شريكًا سياسيًا نداء إلى الحراك الكوردي


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8324 - 2025 / 4 / 26 - 07:11
المحور: القضية الكردية
    


في لحظة مفصلية من تاريخ سوريا المنهكة، يقف الحراك الكوردي أمام اختبار أخلاقي وسياسي وثقافي بالغ الخطورة:
هل سيُمنح التكفيريون شرعية جديدة، أم يُحاصرون في الزاوية التي خرجوا منها أول مرة؟
إننا نناشد، وبكل وضوح، أعضاء المؤتمر الوطني الكوردي المزمع عقده في 26 نيسان 2025 في قامشلو، وقيادة قوات قسد، والإدارة الذاتية، والمجلس الوطني الكوردي، وجميع أطياف الحراك الكوردي، أن يرفضوا الاعتراف بما يُسمى بـ "الحكومة السورية المؤقتة" تلك التي خرجت من رحم الإرهاب، ونمت في أحشاء هيئة تحرير الشام، التي لا تمثل سوى إعادة إنتاج لمنظمة داعش، ولكن بمسميات جديدة وواجهة أكثر تلميعًا، إلا إذا قبلت صراحةً بالنظام الفيدرالي اللامركزي، باعتباره السدّ الوحيد القادر على منع تسرب ثقافتها الظلامية إلى المنطقة.
فهم، ليس فقط، لا يُمثلون الإسلام السلمي الروحي، بل يجسّدون أخطر أشكال "الإسلام السياسي الجهادي التكفيري"، إسلامًا مُسيّسًا مُفخخًا، يُسخَّر كأداة لخدمة مشاريع أيديولوجية وأمنية، غاياته ليست الإصلاح، بل السيطرة، لا يهدف إلى التنوير، بل إلى التجنيد والتكفير، ويضرب أول ما يضرب نسيج المجتمع، وتعدد مكوناته القومية والدينية، فتمتد نيرانه لا لتطهّر، بل لتحرق، ولا تبني وطنًا، بل تفككه من الداخل، باسم الله وضد الإنسان.
فأي اعتراف بهذه "الحكومة"، دون رسم خط سياسي وإداري فاصل وواضح، ليس سوى اعتراف مُبطّن بداعش، لكن هذه المرة بلحية مشذبة وربطة عنق، فالقادة الذين يديرونها تخرّجوا من نفس المدارس الفكرية الظلامية، ويمارسون ذات المنهجية الإقصائية، وإن غلّفوها بشعارات "الوطنية" و"التمثيل الشرعي".
وهذا التسويق، الذي يجري تحت غطاء التوافق السياسي، يروّج لخديعة كبرى مفادها أن هذه الحكومة قد تحظى باعتراف القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لكن الحقيقة أنها لا تمثل إلا تيارًا فكريًا أحاديًا، إقصائيًا، تكفيريًا، وأن القبول بها أو حتى الحوار معها دون شروط مبدئية صارمة، هو تضليل سياسي مكشوف، وخدمة مباشرة لمشروع خطير يستهدف بنية الدولة، وتنوع المجتمع، ووجود المكونات القومية والدينية، وفي مقدمتهم الشعب الكوردي.
وهنا لا يمكن تجاهل دور تركيا، المحرّك الأساسي لهذا المشروع، تركيا لا تدعم هيئة تحرير الشام والحكومة المؤقتة سياسيًا فقط، بل ترعاها أيديولوجيًا، وتموّل بنيتها العسكرية والإدارية، لأن هذه الحكومة تحقق هدفين استراتيجيين:
1- ضرب المشروع القومي الكوردي من جذوره، عبر تسويق فكر "الإسلام السياسي الجامع"، الذي يمحو الهويات القومية، ويمنع أي صيغة ديمقراطية فيدرالية لامركزية، ويُفرَض على "الحكومة المؤقتة" تبنيه كخط أحمر، دون حق المناقشة، وقد فُرض المشروع مباشرة على قادة هيئة تحرير الشام، وهم الآن منفذوه.
2- تحويل سوريا إلى بوابة للهيمنة التركية على العالم العربي، ولهذا يتلقون دعم أنقرة، التي كانت في السابق الراعي الخفي لتنظيم داعش، وهي اليوم الراعي الرسمي لنسخته الجديدة "المُقنّعة" وتعمل عبر هذا الكيان على السيطرة على موارد سوريا، ومفاصلها، وإعادة هندستها ديموغرافيًا وثقافيًا، لتجعل منها منطلقًا لمشروع عثماني جديد يمدّ ظلاله على كامل الجغرافيا العربية.
أي تهاون أمام هذه الحقائق هو مساهمة لا واعية في بناء كيان ديني تكفيري، لن يُهدد الكورد فقط، بل جميع المكونات السورية والعربية، وسيحوّل سوريا من دولة محطمة إلى قاعدة فكرية إرهابية تُصدّر الفوضى باسم الدين.
الحركة الكوردية، منذ نشأتها، كانت حركة ديمقراطية، وطنية، مدنية، تؤمن بتعدد الأديان والقوميات، لم تولد من رحم الفتاوى، ولا من كهوف الصحراء، بل من قاعات الفكر والكتب والساحات الشعبية، وهي لا يمكن أن تجد أي تقاطع منطقي أو أخلاقي أو مصلحي مع جماعة تكفيرية، مهما لبست من أقنعة الدولة.
بل أكثر من ذلك، لا تزال المعركة الفكرية والثقافية مع تنظيم داعش قائمة، ورغم الانتصار العسكري الذي تحقق في باغوز، إلا أن النصر الثقافي لم يُنجز بعد. مخيم الهول بات عاصمة رمزية جديدة للفكر الداعشي،
والنساء الداعشيات يربين فيها جيلاً جديدًا من الكراهية والتكفير، والتعليم شبه معطل، والثقافة مغيبة، والفكر المعتدل محاصر، وما يجري في دمشق هو دعم مباشر وغير مباشر لهذا الفكر الظلامي.
ولهذا، من واجب الحراك الكوردي أن يستكمل المعركة، ليس فقط بمنع الاعتراف بالتنظيمات الإرهابية المقنّعة، بل بتفكيك بيئتها الفكرية، من خلال، فرض أنماط تعليم علماني صارم، إعادة بناء الهويات المكسورة بمفاهيم الحرية والمساواة والمعرفة، وحظر كل رمزية دينية فرضية تُستخدم كأداة سلطة وهيمنة.
أما اليوم، ومع سيطرة هيئة تحرير الشام على "الحكومة السورية المؤقتة"، فإننا أمام مرحلة ارتداد حضاري خطير، وإذا لم تُغلق الأبواب في وجه هذا التيار، فسنستيقظ ذات يوم، لنجد أن الفكر الذي دحرناه بالسلاح قد عاد بالقانون، وبالاعتراف الدولي، وبصوت كوردٍ ساهم في تعويمه.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
24/4/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح الكوردي سلاحًا ضد الكورد
- نداء إلى المؤتمر الوطني الكوردي
- نداء إلى الحكومة الانتقالية لا تكرّروا الخطيئة السورية 2/2
- نداء إلى الحكومة الانتقالية لا تكرّروا الخطيئة السورية 1/2
- حين يخسر الحراك الثقافي الكوردي أحد أبنائه
- مع إبراهيم محمود حين يكتب المثقف من عزلته النبيلة
- الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة 2/2
- الفيدرالية ليست تهمة وكوردستان ليست مؤامرة ½
- كوردستان وحدة الجغرافيا وشرخ الوعي
- قراءة في قراءة عن مقالة إبراهيم اليوسف حول (في قضايا كوردستا ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- عن حلقة إبراهيم محمود، حوار مهم يستحق المتابعة.
- في مواجهة الأقلام المتسكعة خلف الأسماء المستعارة كفى عبثًا ب ...
- حين وقفت على حافة مقبرتي وصافحت عظامي
- الجغرافيا لا تكذب، الكورد أصل الأرض قبل أن تُسمى سوريا
- هل الله جريمة؟
- أسعد الزعبي صدى البعث المُتعفّن في زمنٍ يطلب الكرامة
- زيارة الشرع إلى إسطنبول رسائل مشفّرة من واشنطن عبر أنقرة
- تسليم الساحل السوري لقوات قسد خطوة إنقاذ لسوريا من التقسيم
- في حضرة الغياب الإلهي مجازر شنكال وسوريا بين التكفير ورايات ...


المزيد.....




- إصابات واعتقالات في اقتحامات الاحتلال للضفة والمستوطنون يصعّ ...
- برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد مخزونات الطعام في غزة
- مركز حقوقي بغزة: قتل إسرائيل للصحافيين متعمد ويستهدف تغييب ا ...
- تحذير أممي من تداعيات تدفق اللاجئين الكونغوليين إلى بوروندي ...
- سوريا: 13 قتيلاً في حمص خلال حملات اعتقال وتصفية.. واحتجاجات ...
- احتجاجات في سلوفاكيا رفضا لقانون مثير للجدل يهدد حرية التعبي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 480 قتيلا في ولاية شمال دارفور بغرب ا ...
- رفع العلم السوري الجديد بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة: الوضع في غزة وصل لنقطة الانهيار
- واشنطن تعلن مطالبها من سوريا بالأمم المتحدة ودمشق تسعى لتخفي ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حين يصبح الإرهاب شريكًا سياسيًا نداء إلى الحراك الكوردي