سمير الأمير
الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 12:24
المحور:
قضايا ثقافية
هي إذن جوائز لتدعيم سردية العجز والإحباط عبر اختصار كفاح الشعوب في "النكسات" حيث تمنح للأعمال"العوراء" التي لا ترى في محاولات الاستقلال سوى "الهزائم"،
لا ترى كيف انتقل الناس من عبيد فقراء تحت سياط الإقطاع إلى أعضاء في تعاونيات زراعية وعمال في مصانع يشاركون في أرباحها ومجالس إداراتها؟!
إنهم يمنحون الجوائز لسرد يجسد أوهام النخبة التي فقدت ظلها ولشعر يشطب السياب وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل ومحمود درويش من التاريخ ويسكن في صدى المعلقات وأخيلة البادية والأوزان والقوافي
إن الهدف من تلك الجوائز هو أن تصبح الروايات والأشعار خطابات استغفار عن محاولة الفكاك من برامج التبعيةوالخضوع التي وضعها الغرب والصهيونية العالمية للمنطقة، وأن يتعلم شباب المبدعين الجائعين للمال والسكن والشهرة كيف يحصلون على جوائز "كبيرة" ترعاها دويلات "صغيرة" في الجغرافيا و "ضئيلة" في التاريخ، دويلات كلفها المركز الصهيوني العالمي بالثأر من كل محاولات الثورة ضده والتصدي لمشاريعه ، وليس غريبا أبدا في هذا السياق أن تذهب جائزة شهيرة لرواية ليست سوى (مندبة )لهزيمة ٦٧ وسخرية من جمال عبد الناصر ،
رغم أن الحرب التي بدأت قبل ٤٨ ما تزال تستعر على أجساد الفلسطينيين في غزة والضفة وليس غريبا أيضا أن تذهب الجوائز لشعراء يعيشون بمشاعر السلف الصالح والطالح لا يكتبون شيئا عن أنفسهم ولا عن أحلام جيلهم ،قصائدهم معقمة وخالية تماما من مفردات وصور الغضب والثورات والتمرد ...
وبالمناسبة وبدون مناسبة أقول :
رحم الله ابن مصر العظيم جمال عبد الناصر الذي لم يكن نبيا قطعا وحاول من أجلنا فأخرج المستعمر وبنى المدارس والمصانع والسد العالي وأخطأ وانهزم وانهزمنا معه ،ولم يستسلم ولم نستسلم...وسنظل نقاوم الصهيونية بدويلاتها العميلة وبجوائزها التي تمنح للعور وللعماء وللتخييم في المآتم والهزائم!
#سمير_الأمير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟