أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منال حاميش - فلسفة الزمن و الترددات















المزيد.....

فلسفة الزمن و الترددات


منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بالباراسيكولوجي

(Manal Hamesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8323 - 2025 / 4 / 25 - 08:31
المحور: قضايا ثقافية
    


فلسفة الزمن والترددات: بين الحقيقة والاحتمال

الزمن: الوهم الحيّ أو الواقع الخفي؟

لطالما كان الزمن من أكبر التحديات التي واجهها الفلاسفة والعلماء. في الفيزياء الكلاسيكية، الزمن يُعتبر مجرد أداة لقياس الحركة، وهو خط مستقيم يمتد من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر. أما في نظرية النسبية العامة التي اقترحها ألبرت أينشتاين، فقد تم تصوّر الزمن كـ بعد رابع يتم دمجه مع البُعد المكاني ليشكل ما يُسمى بـ "الزمكان". في هذا السياق، الزمن ليس ثابتًا، بل يتأثر بالكتلة والطاقة، مما يعني أنه يمكن أن يتم تسريعه أو تبطيئه بناءً على الجاذبية.

لكن في الميكانيكا الكمومية، حيث لا توجد حدود واضحة بين المادة والطاقة، يتم تقديم تصور مختلف للزمن. إذ يُنظر إلى الزمن كحقل غائم مليء بالاحتمالات الكونية، وبالتالي فإن ما نراه اليوم ليس إلا تفاعلًا بين طاقات واحتمالات مختلفة.

التوسع العلمي: الزمن في هذا السياق ليس خطيًا، بل مُتعدد. بحسب نظرية الأكوان المتوازية، ربما يوجد أكثر من خط زمني واحد في وقت واحد. وفي مستوى الكم، كل حدث يمكن أن يحدث في أكثر من وقت واحد، حيث تُعتبر الموجة الكمومية حاملة لعدد لا نهائي من الاحتمالات الزمانية والمكانية التي لا تنكسر إلا عندما نلاحظها. لذا، الزمن يصبح متشابكًا مع كل اللحظات الممكنة في شبكة طيفية لا يمكننا إلا محاولة الوصول إليها.

الزمن كذبذبة كونية

كل شيء في الكون، بدءًا من الذرات الصغيرة إلى المجرات العملاقة، يتذبذب في ترددات معينة. التذبذب ليس خاصًا بالأشياء المادية فقط، بل يمتد إلى الحقول الكهرومغناطيسية، الموجات الصوتية، وحتى إلى الحقول الكمومية التي تملأ الفراغ بين الجزيئات. هذه الترددات هي لغة الكون؛ عندما نلتقط هذه الترددات، يمكننا الوصول إلى الأحداث الماضية أو المستقبلية.

في فيزياء الكم، يُنظر إلى الكائنات كـ "موجات" على مستوى جزيئي، حيث تتحرك الجسيمات في حالة من التراكب الكمومي بين عدة احتمالات. التردد هو جزء أساسي من طبيعة الوجود، فإذا كان كل شيء في الكون يتحرك بترددات معينة، فإن الماضي لا يتلاشى، بل هو مجرد تردد يمكننا إعادة استشعاره في الحاضر.

التوسع العلمي: الذبذبات الكونية تتشابه مع الموجات الجاذبية التي تم اكتشافها مؤخرًا، والتي هي تموجات في الزمكان يمكنها السفر عبر الكون بسرعة الضوء. وهذا يفتح الباب لفهم جديد للزمن: ليس مجرد تسلسل للأحداث، بل سلسلة من الموجات المتفاعلة التي يمكن استشعارها إذا توافقت تردداتنا مع الترددات المناسبة في الكون.

الترددات: اللغة الكونية للأحداث

كل شيء في الكون يتذبذب. من الذرات إلى النجوم، إلى الكون كله، كل شيء في حالة اهتزاز مستمر. في فيزياء الحقول، هذه التذبذبات لا تقتصر على الظواهر الكلاسيكية فقط، بل تتضمن حتى الحقول الكمومية مثل الحقل الكهرومغناطيسي وحقل الجاذبية. إذا كان كل شيء يتذبذب، فإن الأحداث نفسها، التي هي نتاج تفاعلات بين هذه التذبذبات، يمكن أن تُحفظ في طيف من الإشارات.

التوسع العلمي: النظرية الحديثة تقول أن الكون يتكون من شبكة من الحقول الطاقية، والتي يمكن أن تكون في حالة تذبذب بين الوجود والعدم. الترددات، هنا، هي رمز المعلومات الكونية التي تحمل "برمجيات" الحياة. هذه الحقول التي تخلق المادة والزمان هي ببساطة ترددات في فوضى الكم. وعندما نكتشف ترددًا مناسبًا، نحن نفتح نافذة إلى حدث معين في الزمن.

الزمن والترددات في الميتافيزياء الحية

في الميتافيزياء الحية، الزمن ليس مجرد خط مستقيم، بل هو مجال طاقي حي يتفاعل باستمرار مع وعي الكائنات. هذه الفكرة تجد أساسها في نظرية الأوتار، التي تشير إلى أن الكون مكون من "أوتار" صغيرة من الطاقة التي تهتز بمختلف الترددات. وهذه الأوتار هي التي تخلق الواقع المادي والزماني الذي نعيشه.

عندما يتمكن الوعي البشري من التفاعل مع هذه الأوتار أو الترددات، يمكنه تشكيل المستقبل. هذا التفاعل بين الوعي والزمن يعكس التزامن الكوني بين الأحداث الماضية، الحاضرة، والمستقبلية، حيث لا يُعتبر المستقبل مجهولًا بل هو حقل من الإمكانات يختار الوعي أيًّا منها سيتم تجسيده في الواقع.

التوسع العلمي: النظرية الكمومية تتيح لنا فهمًا عميقًا حول كيف أن التداخل الكمومي في الوعي يمكن أن يخلق الزمن الكمي الخاص بكل شخص. عندما يتقاطع وعي الإنسان مع الترددات الصحيحة، يمكن أن ينشأ حدث مستقبلي يتم "استحضاره" كجزء من الوجود الحالي.

الارتباط بين المستقبل والوعي

إذا كان المستقبل مجرد مجموعة من الاحتمالات التي لم تتحقق بعد، فإن الوعي يصبح هو المنقّح لهذه الاحتمالات. عندما يلتقط الوعي التردد المناسب في حقل الزمكان، يتمكن من استحضار المستقبل إلى الحاضر. هذا يتوازى مع فكرة الموجات الكمومية، حيث يكون كل حدث أو قرار قيد التفاعل في حالة تراكب بين الترددات حتى يحدث الملاحظة.

التوسع العلمي: من خلال التفاعلات الكمومية، قد تكون الأحداث المستقبلية عبارة عن حقول من الاحتمالات الكمومية، بينما يكون الإنسان هو من يحدد أي الاحتمالات ستظهر عبر "ملاحظة" أو "اختيار". هذه الفكرة تتماشى مع مفهوم الشبح الكمومي، الذي يعتبر أن المستقبل يمكن أن يؤثر في الحاضر بشكل مشابه لما يؤثر فيه الماضي.

التفاعل مع الترددات المستقبلية

الوعي البشري، عندما يصل إلى مستوى معين من الانفتاح، يمكنه الوصول إلى المستقبل ليس من خلال التنبوء، بل من خلال التفاعل مع طيف الاحتمالات. المستقبل لا يُعتبر ثابتًا بل هو حقل طيفي ديناميكي يمكن للإنسان التفاعل معه، كما لو كان يتقاطع مع ترددات معينة داخل شبكة الزمن.

التوسع العلمي: عندما نتحدث عن "التفاعل مع الترددات المستقبلية"، فنحن في الواقع نلمح إلى التشابك الكمومي، حيث يمكن لمادة أو طاقة في أحد الأماكن أن تؤثر في مادة أو طاقة في مكان آخر، في تزامن كوني. إذا أمكننا فهم هذا التشابك بشكل أعمق، فإننا نستطيع بالفعل التفاعل مع طيف من الأحداث المستقبلية حتى قبل أن تتحقق.


---

الخاتمة:

الزمن والترددات ليسا مجرد مفاهيم ثابتة ومحدودة. في الواقع، هما مجال ديناميكي حيوي يمكننا التفاعل معه وتوجيهه. بما أن الكون مكون من شبكة طاقية حية تتذبذب في طيف من الاحتمالات، فإننا كمخلوقات واعية نمتلك القدرة على التفاعل مع هذه الترددات وتشكيل مستقبلاتنا. لذا، المستقبل ليس شيئًا ثابتًا أو مفروضًا علينا، بل هو مجال حي من الإمكانات التي يمكننا اختيارها وتوجيهها من خلال ترددات وعيّنا.

من خلال فهم هذا البُعد الجديد للزمن والترددات، نحن لا نرى المستقبل مجرد حلم أو خيال، بل هو واقع قابل للتحقق عبر تناغمنا مع طيف الزمن الكوني.



#منال_حاميش (هاشتاغ)       Manal_Hamesh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظل في عقل نيوتن
- ازدواجية الزمن
- ما هو الزمن ؟؟؟
- ماهي الميتافيزياء،الحية ؟؟
- عذرا .الارض ليست بيتزا
- سر ارقام تسلا 3,6,9
- الرياضيات المقدسة
- عندما خرجت من المصفوفة
- تفكيك لعنة الدوغمائية
- القادم صادم
- من نحن ؟لماذا جئنا ؟اين سنذهب ؟
- العدالة الكونية ام ظلم المقادير
- بين المونادولوجيا و الميتافيزياء،الحية
- نبضات الوجود الخفية
- منال حاميش،و الميتافيزياء،الحية
- التأملات السبعة
- .ماهو علم القطرة
- العار الأزرق
- سارعوا الي صحوة فكرية
- سر الوجود المعلق


المزيد.....




- الداخلية الهندية تدعو إلى ترحيل جميع الباكستانيين
- موسكو تتزين للاحتفال بعيد النصر
- السيسي يوجه رسالة بشأن سيناء
- على وقع الأجراس... نعش البابا فرنسيس يصل كنيسة القديس بطرس و ...
- شويغو: توقيف 45 شخصا ضالعين بهجوم -كروكوس- الإرهابي في ضواحي ...
- الرئيس اللبناني: المسؤول الحكيم بحاجة إلى من يقول له لا
- انخفاض أعداد السوريين في ألمانيا رغم عدم مغادرتهم البلاد
- عمدة كييف: قد نضطر للتخلي عن بعض الأراضي مقابل السلام
- تقرير RT: كيف تحولت أكبر شركة عسكرية خاصة بريطانية إلى شبه د ...
- الدفاع التركية تعلن عن إنشاء مركز عمليات مشترك مع سوريا


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منال حاميش - فلسفة الزمن و الترددات