أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - اليباب














المزيد.....

اليباب


طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


المدينة الفاجرة التي شيدت لتكون مرتعا للآثام، مدينة الصخب التي لا تنام، بمواخيرها ونزّل الدعارة، التي تناسلت في ازقتها الضيقة، حتي لم يعد رواد بيوتات العاهرات يعرفون اي من النزل تلك هي التي يجدون فيها المتعة لقاء نصف شيقل بابلي فضي، ولكن تذكر، آيا كنت انت تستطيع اقتراض الشيقل حين تجد نفسك مضطرا لذلك، فالصيارفة العبرانيون، لا يمانعون اقراض المال للمخمورين الذين يجدون انفسهم بلا شيقلات وهم في منتصف الطريق الى اللذة، بعد ان يمرر ختمه الاسطواني على وثيقة شروط الاقراض، وهي في اغلبها تتطلب من المقترض ان لا يكون في وعيه او يقظته، بسبب شروطها المجحفة، فهي في حقيقتها الخضوع لاستعباد ابدي اكثر منها قرضا ميسر بفوائد غير ذات شأن ممكن سدادهافي ما بعد ، كل ذلك الشقاء، مقابل ان يقضي دقائق معدودة في مضاجعة توراتية من سادوم او من اورشليم ، عاهرة شبقة في منتصف الانوثة، وهو الامر الذي يفتقدوه في نساء المدن الاخرى فالنساء الاراميات، رغم جمالهم الا انهن يضطجعن بلاحراك كجثة هامدة، لا تفاجأ ان قامت امرأة، وهي تخلع قميصها الكتاني البالي بسرد قصة حياتها المريرة وهي تبصق قشور لب ثمرة اليقطين في الوقت الذي واجهت فيه السماء بفخيها الهزيلين، في حقيقة الامر، اخبرني بذلك رفيقي الذي لم يستطع مضاجعتها بسبب رائحة العرق التي صفعت خيشومه، اما رفيقي الاخر الذي قادته امرأة اخرى الى مخدعها المعتم ، لم يستطع اختبار فحولته في تلك الظهيرة، اخذ يندب حظه العاثر لأنه اخفق في مضاجعتها، مدعيا بتوليته، اعترف بذلك وهو يجهز على الجعة التي اراقها في جوفه دفعة واحدة، كما لو كان يعاقب نفسه، فهو لم يخض من قبل، اي تجربة لتأكيد فحولته، تلك هي مدينة الحانات والفجور، التي تختنق بالمخمورين والقوادين والعاهرات فتستنجد بالمدن المجاورة لتقايض النبيذ الاحمر المعتق وزجاجات العرق القوي بفتياتها الشبقات ، الفتاة نصف دميمة بخمسة زجاجات عرق، ثلاثة فتيات في ربيع الانوثة بثلاث جرار من النبيذ الاحمر ، تلك هي مدينتنا التي تعب الخمر اكثر مما تشرب من المياه التي تتفجر في نهرها العنيف الذي يختنق بالطمى، انها مدينة مدنسة الى حد كبير، ليس لانها مخمورة طوال الوقت، بنبيذ الاقبية المعتمة، او لانها مغرمة حد الشغف بممارسة رذيلة اللواط، في حقيقة الامر، مدينتنا مدنسة، لأنها تسخر من صيحات نبيها المسن الاعزل، وهو يحذر من اللعنة التي ستنزل على رؤوسهم ، صيحاته تلك وزعيقه الذي لا ينقطع، الذي تردد بين الطرقات الضيقة، التي تضج بالآثام والخطايا، على اي حال، لم تخدعهم صيحاته وهو يلوح بعصاه في الهواء الراكد او حينما تجحظ عيناه كشخص يختنق يبحث عن جرعة هواء :
ـ الرب سيزلزل الارض تحت اقدامكم ايها الجناة فما انتم الا بمجدفين، اقل منزلة من حيوانات ضالة تحاول اشباع غرائزها الوضيعة !
الامر لا يحتاج الى سرد طويل وعريض ممل، كيما ندرك ان نبيهم المسن هذا، هو في حقيقته رجل اخرق، كان الاجدى به، ان يلملم حاجياته التافهة، ويغادر بلدة الآثام الى البرية، ليتعبد الهه الساخط في مكان طاهر او ان يفر من مدينته الضالة، التي تضج بخوار العجول البرية المتمردة، التي تقاد الى محرقة المذبح، لتقرب كتقدمة للإله الاعظم، بل ان نبيهم اراد في محاول تكشف عن اخفاق مريع فت في عضده ، حين ارغم ابنته العذراء على مزاولة الدعارة، علهم يفطنون الى المستنقع الذي يخوضون فيه فيعمدون الى التكفير عن ذنوبهم باللجوء الى اله الرجل المسن الاخرق، ولكن كما في القصص التي لا تنتهي، لا احد يعرف النهاية التي حلت بمدينة الذنوب واللصوص الذين يتناسلون كالجراد، فهي رغم دنسها وفجورها، كانوا يمجدون الرذيلة والالهة معا، ويمسحون مواليدهم الذكور بزيت الياسمين الممزوج بخلاصة زيت اللوز كما يفعلون مع الاناث، الا ان الرجل المسن الاخرق، وبسبب تواطئ احمق مع اله المدينة، قام الاخير بأرسال حفنة من الملائكة، الموكلون بنفث الاعاصير والزوابع وحفنة من المسوخ الذين يستطيعون مسخ البشر الى اعمدة من الحجر والملح ، فتحولت مدينة الآثام الى متحف للتماثيل الكلسية في وضعيات جنسية مثيرة، هنالك اشخاص يرفعون كؤوسهم الفضية البعض الاخر كان يلتقط حبات الزيتون من طبق المازة، ثمة فضائح بمشاهد كاملة يمكنك مشاهدتها في بيوتات الدعارة، وضعيات مشينة لعلاقات مثلية تحجرت الى الابد، تلك المأساة حدثت بسبب وشاية نبي مسن مصاب بالوهن الجنسي ورهاب الارتياب اراد الاقتصاص من مواطنيه بتحوليهم الى تراجيديا ، ان اقل ما يمكن وصفها به، بانها كانت نهاية فضائحية وعقاب لا اجد له ما يبرره باستثناء الكلام الذي تردد في القرى المجاورة ، ان الرب لا يبالي بالجياع بقدر رغبته في الانتقام بسبب وشاية المخلص، بينما الجناة الحقيقيون يسرحون ويمرحون في ارضه .



#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص
- انوثتك
- الموت
- حب مابعد منتصف الليل
- المشهد الاول
- فوتوغراف
- قلبك برتقالة بحجم الخليقة
- مذكرات شيوعي صغير
- في الطريق الى المخلّص
- الكتابة في ادب الاطفال بين المغامرة والتجربة
- القبو
- في الطريق من كاني ماسي الى بيبو
- ترانيم
- خوف الحلزون
- قداس لنورس
- انت سيدة مواسم الحصاد والترانيم
- قصة قصيرة سيرة الاخت جولييت
- الهرطقي
- ترانيم مجوسية
- هجرة طائر السنونو الاخيرة


المزيد.....




- فنان قبرصي يوازن 416 كأساً على رأسه سعيا لدخول موسوعة غينيس ...
- -سلمى وقمر- و-عثمان في الفاتيكان- يتصدران جوائز مهرجان أفلام ...
- -تحيا فلسطين- نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويد
- إدارة ترامب تسمي مبعوثها لقيادة المحادثات الفنية على مستوى ا ...
- من هو مايكل أنتون الذي كلّفه ترامب برئاسة وفد المحادثات الفن ...
- فنانة تشكيلية لا ترى في الريشة أداة رسم بل أداة للبوح والحكا ...
- سيمونيان تغالب دمعها وتقدم فيلم زوجها المخرج كيوسايان (فيديو ...
- تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا ...
- -السِّت-.. ماذا تحمل الدورة الـ 9 من مهرجان -أسوان لسينما ال ...
- العراق.. مشاركة روسية في مهرجان -بابل- للثقافات والفنون العا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - اليباب