أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ايليا أرومي كوكو - كلمات نمارق كودي في ذكري الخروج من السجن














المزيد.....

كلمات نمارق كودي في ذكري الخروج من السجن


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 20:45
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


أجمل كلمات الوفاء من نمارق جورج عباس كودي : في ذكري الخروج من السجن
الكلمات ادناه هي الكلمات التي ابكتني في ذكري يوم الخروج من السجن في 24 / 4 / 2022 م
( Namarig Kodi )
عمو إيليا ربنا عندوا قصد عشان ما انت تدخل السجن وانا متأكد الخدمة الانت قمت بيها اكيد نفوس كثيرة اتغيرت .
ربنا يستمر ببركاتو ليك .ما تنسي الهنا امين وعادل .
نمارق جورج عباس كودي

لقد ظنت يا بنتي نمارق بأن مأقي أعيني قد جفت من الدموع .
فقد زرفت في الماضي القريب والبعيد الكثير من الدموع التي أدمت أعيني
لكنني اليوم عدت مجدداً لأزرفت دموعاً ثخينة وساخنة غسلتني وطهرتني
اليوم لم يكن بحسباتي انني سأبكي مجدداً اذ قلت للدموع كفي يا عيونيي دموع .
الا ان كلمات بنتي في الذكري المنسية قلبت المواجع وانعشت المدامع
اليوم تمر الذكري الثالثة لخروجي من السجن بتهمة التزوير والاحتيال
عامين انقضوا بعد الخروج من السجن بتهم الانتماء لشبكة عصابة مختصة تزوير واحتيال في الاراضي
وها انا حتي اليوم لا زلت ابحث في شوارع وأزقة الابيض ودهاليزها عن شخص واحد فقط من بين مئات الاشخاص قيل : أنهم أتهموني بأحتيالهم .
شكراً لك ابني اسماعيل أبراهيم حمد والشكر موصول الي كل الذين وقفوا معي في وقت من أوقات تلك المحنة الازمة . أسال الله العلي القدي أن لا يركم أيا من المحن في حياتكم .
الله بنتي العزيزة نمارق شكرآ لك بكل تأكيد كان في قصد كبير جدآ من وجودي في السجن .
وأقول يا ما في السجن من المظاليم انا لست أولهم ولن أكون أخرهم .
فقد قضينا بالحقيقة أجمل ايام عمرنا بين جدران السجن وخلف القضبان . قمنا في السجن بأمور وعشنا ايام ما كنت استطيع ان أعيشها او اقوم بها أبدا. وانا خارج السجن وقد شهدنا بالكلمة للجميع للمسيحيين حتي يثبتوا والمسلمين حتي يعرفوا والمساجين وهم الفئة ولكل العاملين في السجن . للأسف الشديد . انتي تذكريني اليوم بالجانب الايجابي الذي كثيرآ ما كنت انساه لضعفي البشري. فأنا أنسي الهدف الكبير من خطة الرب الايجابية لحياتي الايمانية أنني افكر فقط في الجانب السلبي . وهو الجانب الذي يستغلني فيه الشرير فاحاول ربما التبرير لنفسي وتجريم الآخرين مع ان الرؤية كلها كانت ولا تزال واضحة جدا . بالحقيقة يا نمارق قمنا جميعا كافراد وكنيسة في الأبيض بعمل كبير في السجن بطرق مختلفة جدآ جدآ وقدمنا شهادة كبري لا ادري كيف نسيت كل ذلك . فالاخوة السجناء تعزوا كثيرآ بوجودي وأخوتي في وسطهم وكنت لهم جميعا كأب لكبر عمري الحمدلله : وكانوا يجدوني في ضالتهم . وفي اسوا ظروفهم كانوا يجدون في شخصي الضعيف كل من يحتاجون اليه من السلوي والعزاء والنصح والارشاد .
هنا دعيني اتذكر الأخوة الاثبوبيين من جبهة التقراي وكان عددهم نحو ثلاثين فردا كلهم مسيحيين ما عدا واحد منهم كان مسلماً . عندما احضرهم ضابط السجن الي العنبر نادي باسمي وقال لي يا ايليا انت من اليوم شيخ الجماعة ديل ومسؤول منهم .
و لا اريد هنا ان اذكي نفسي بعمل قمت به لكنني اخذت الأمر بجدية جد الجد . وكنت المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة يخصهم من الأكل والشرب الي الصلاة والنوم .ومع ضيق السجن أقتسمنا كل شيئ افترشنا معهم الارض من الفراش واللحاف . وكنت المدافع عنهم كالاب الذي يدافع عن اولاده الصغار . كنت أتدخل لعبهم الخشن الذي يتحول بينهم الي مشاجرات مع بعضهم البعض او المشاجرات التي تحدث بينهم والمساجين الآخرين من السودانيين. وبالطبع السودانيين مستفزين وعنصريين حتي في السجن اذ يري البعض منهم نفسه أفضل واحسن من الاخرين في القبيلة والدين . وكنت لهم بالمرصاد .
واتذكر في أول يوم ؤلاء في السجن اتذكر ما قاله ضباط السجن في التمام المسائي قال لهم : اشتغلوا في الناس ديل وهو يعني بأن يتم استيعابهم واسلمتهم . والسجن هو أفضل مكان لاسلمة المسيحيين بأستغلال ظروف السجناء بشتي الاغراءات التي من بينها اغراءالمال والوعد بأطلاق السراح من السجن . هنا تأكد لي الأمر ووضح لي ما يجب ان أقوم به من بواجب. فكونا خلية صلاة او كنيسة صغيرة في العنبر كنا نصلي فيه كجماعة مسيحية متحدة في الصباح الباكر قبل التمام وفي المساء المتأخر قبل النوم . في البداية كان البعض منهم يتوجس و يستحي ويخجل من الآخرين . لكن فيما بعد بالتشجيع كان بعضهم يقترب منا أكثر وكان البعض يطلب ان نصلي لأجله. وكنا نتشارك كل يوم أحد في الصلوات في كنيسة السجن بحضور الكنائس في الأبيض. وتعلموا الترانيم السودانية كترنيمة صممت اني اتبع يسوع اتبع يسوع بلا رجوع . وقد تعزوا كثيرآ ونسوا محنتهم وسجنهم حتي جاء موعد اطلاق سراحهم من السجن . وقد شهدوا بأن الله والرب يسوع المسيح استجاب الصلوات.
نمارق العزيزة لقد اعطيتيني ومنحتيني فرصة لأذكر فيه أجمل ذكرياتي في السجن من شؤون وشجون وهموم . استرجعتي لي تلك الذكريات الجميلة . وتأكد لي مواعيد الله الامينة لنا وعهوده الوفية في كل الظروف . شكرآ جزيلا الغالية العزيزة نمارق جورج عباس .
لكي التحية خادمه الرب الوفية.
عاطر التحايا لكم جميعاً
لكل من أزرني اليوم. بكلماتكم الطيبة الجميلة مواقفكم الشجاعة
أحرفكم النورانية العسجدية المنمقة حباً ووداً
وأحرفكم المشبعة الغنية المعزية المواسية جداً .
شكراً لكم جميعاً .



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل وأطيب كلمات العزاء والسلوي : نمارق كودي
- سطور في رحيل وأنتقال البابا فرنسيس
- سطور مضيئة في رحيل وأنتقال البابا فرنسيس
- في السَّرْحُ أقرع الشردن !
- كلمات من في حق القائد الراحل يوسف كنده كوكو
- هل من مغيث للفاشر ؟
- كن لنفسك انيساً
- سيناريو تقسيم السودان هل بات مسئلة وقت ليس الا ؟
- الابيض تحت رحمة القصف العشوائي لا أمان في أي مكان !
- ترمب يرسخ سلام الأقوياء الذي يسلب الضعفاء !
- زيليسنكي يسجل هدفه الاول في مرمي ترمب بصفعة القرن
- في السياسة : لا اصدقاء ولا أعداء دائمين بل مصالح مشتركة
- أزمة رسوم الشهادة السودانية تهدد مستقبل طلاب كردفان
- التحية والمجد لشعب غزة وفلسطين الابي
- هل يوقف ترمب الحرب في السودان؟
- أوقفوا الحرب العبثية !
- الحرب العبيثة تطال الاسقف تومبي ترلي بوجهها الاثني البغيض !
- لبنان يحترق العالم في صمت مريب يتفرج !
- ذكري 7 الأيدولوجيا والتكنولوجيا في الحروب
- لمن الغلبة الأيدولوجيا أم التكنولوجيا في الحروب ؟


المزيد.....




- غارديان: إدارة ترامب تعيد احتجاز عائلات المهاجرين وتفاقم معا ...
- الأمم المتحدة تعتبر أحكام قضية -التآمر- بتونس نكسة للعدالة
- هل تنفذ الدول الأعضاء بالجنائية الدولية مذكرات الاعتقال بحق ...
- تصاعد التوتر بين الهند وباكستان والأمم المتحدة تدعو لضبط الن ...
- محللون إسرائيليون: هذه أسباب تكثيف حماس نشر فيديوهات الأسرى ...
- السودان: نزوح مئات الآلاف من مخيم زمزم هربا من المجاعة نحو م ...
- وزير الخارجية السوري الجديد يظهر في الأمم المتحدة في أول زيا ...
- الأمن العام اللبناني يستأنف عمليات ترحيل النازحين السوريين ( ...
- بعد التهديد والوعيد.. الهند وباكستان تتبادلان إطلاق النار وا ...
- سوريا – اعتقال قياديين في حركة الجهاد الإسلامي: مرحلة جديدة ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ايليا أرومي كوكو - كلمات نمارق كودي في ذكري الخروج من السجن