أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد زوبدي - الترامبية والهرمية العالمية المرتقبة.














المزيد.....

الترامبية والهرمية العالمية المرتقبة.


أحمد زوبدي

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 18:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع دونالد ترامب في نسخته الثانية، بدأت تتبلور هرمية عالمية جديدة ولا أقول نظام عالمي جديد لأن هذا الأخير وإن كان فعلا قائما فإنه يبقى نظاما مبتورا لا يوفر شروط التكافؤ وشروط التنمية لباقي الدول غير المتطورة، كما أنه يبقى نظاما للأقوى ولا يوفر شروط الحرية.
صحيح أن الترامبية ( trumpisme) هي وليدة أوليغارشيات عالم الأعمال والمال قد سمحت بمنح أقراص مسكنة لأمريكا للتخفيف من شدة أزماتها خاصة مسؤوليتها كدولة وليس كشعب مارقة في ارتكاب جرائم حرب غير مسبوقة ودعم الصهيونية في حرب الإبادة التي تفرضها على الشعب الفلسطيني، لكنها (أي أمريكا) بدأت تفقد سيطرتها على العالم لأنها فقدت تفوقها التكنولوجي. ولهذا، دشن دونالد ترامب سياسته الخارجية بسن الحمائية، وهي حرب تجارية مكشوفة، بهدف سد العجز التجاري ومعه عجز ميزان المدفوعات الناتجان عن الارتفاع المهول للمديونية وانفاقات تكاليف الحروب التي تشنها الامبريالية، حليف الصهيونية، من كل حدب وصوب، فضلا عن حماية الصناعات الأمريكية.
وبما أن الدولار لازال من بين العملات الرئيسية( devises-clés )، فقد عمدت أمريكا ومعها طبعا ترامب وفريقه على محاولة تجاوز أزماته عبر التجارة الخارجية بفرض الرسوم الجمروكية على صادرات الدول وعلى رأسها الصين الشعبية. أكيد أن هذا القرار لن يحل مشكل الأزمات الهيكلية للولايات المتحدة الأمريكية، لكنه سيكون له تأثير ظرفي على المستوى النفسي لترامب ومحيطه السياسي والاقتصادي ( رجال الأعمال والمال).
الصين الشعبية المتفوقة اليوم تكنولوجيا عملت هي الأخرى على الرفع من الرسوم الجمروكية كرد فعل آني إزاء أمريكا الفاشستية. ستكون ( أي الصين) القوة المرشحة لقيادة العالم ليس وحدها لكن إلى جانب مجموعة من الدول وعلى رأسها دول البريكس ( brics) في حلتها الأولى وليست الحلة الموسعة، فضلا عن انضمام بعض دول أمريكا اللاتينية إلى هذا الحلف القوي وعلى رأسها كوبا وفينزويلا والبرازيل.. دون استثناء إيران.
مما يعني أن العالم يعرف اليوم صراعا كبيرا بين الدول المتنافسة أي الحلف المذكور والحلف الأطلسي الذي بدأ يتفكك ولو ببطء، وبدأ يتبلور إثره نظام عالمي جديد ولو أن مفهوم النظام العالمي هو مفهوم مبتور و مبهم، كما قلت أعلاه، في غياب عالم متعدد الأقطاب تحترم فيه السيادة الوطنية وحقوق الإنسان، إلخ. المفهوم الوجيه الذي يعطي توصيف دقيق للنظام العالمي المبتور أو قل اللانظام العالمي القائم على اعتبار أن الأمر يتعلق بتحول ( métamorphose) كبير في بنيات الرأسمالية هو بلورة هرمية أو تراتبية عالمية( hiérarchie mondiale) جديدة في ظل احتدام الصراعات على أشدها. مفهوم التراتبية أو الهرمية العالمية يترجم بدقة موقع كل دولة على حدى حسب مستوى تقدمها وتأثيرها عالميا. ليس هناك حتى الآن غالبا أو مغلوبا في المطلق ( أقول في المطلق وليس على المستوى النسبي حيث الثالوث ( أمريكا، أوروبا، اليابان) هو من يمسك بالكثير من الأمور) وإن كانت أمريكا لا تزال تتمتع بالجانب الرمزي أي الهيمنة منذ الحرب العالمية الأولى بعد سقوط إنجلترا أي فقدان هذه الأخيرة هيمنتها على العالم بفضل هيمنة الجنيه الاسترليني والتفوق الصناعي، في موجته الأولى، آنذاك.
في المستقبل المنظور، تتجه الولايات المتحده الأمريكية ليس نحو الانهيار، رغم المزاحمة الكبيرة من طرف حلف الصين، والتي ستجعلها تفقد هبتها، ومعها طبعا المكونات الأخرى للثالوث ( la triade) المهيمن اليوم أي أوروبا واليابان، لكن بمفردها تبقى قوة عالمية لا يستهان بها. من جانب آخر، سيتم تجاوز أمريكا من قبل الحلف المرتقب المذكور وبالتالي سيصبح العالم يتأرجح بين وضعيتين. إما أنه (أي العالم) يصبح متعدد الأقطاب ، وهو السيناريو ذي الاحتمال الضعيف أو أنه سيعرف قيام مجموعة من الدول، وليس دولة واحدة أي قيام تحالف أو حلف كما سبق الذكر حول الصين الشعبية. و يعني ذلك أن الصين لن تكون مهيمنة في المطلق في هذا التحالف كأمريكا لكن ستقود الحلف إياه. ستكون إذن، هذه المجموعة هي المهيمنة، وهو السيناريو المحتمل، مما يؤدي إلى تغيير في موازين القوى وبالتالي ستعرف الدول التابعة للحلف الاطلسي بعض الانفراج وستنفتح مرغمة على الحلف الذي تقوده الصين الشعبية.. علما أن العالم سيكون دائما يعرف هرمية تنطلق من الدولة أو الدول المسيطرة في اتجاه الدول الأقل نموا والمتخلفة مرورا بالدول الوسيطة.
السيناريو الأخير هذا سيسمح بتآكل النيوليبرالية مع انتهاء إجماع واشنطن( consensus de Washington) بعد أن دعا ترامب إلى تبني سياسة اقتصادية أساسها السياسة الحمائية وصعود كينيزية جديدة (nouveau keynésianisme) يصبح فيها جهاز الدولة الأداة المحورية في ضبط الاقتصاد وليس السوق المضبط من ذاته ( auto-régulation du marché).
للتذكير، إجماع واشنطن انطلق في بداية الثمانينيات مع ريغان وتاتشير وتأسس على تحرير الاقتصاد وانطلاق الليبرالية الجديدة. وقد أدى إلى تكريس الفيروس الليبرالي الذي خلق مجتمعات متفككة في الغرب مع انتهاء صلاحية الديموقراطية الليبرالية وفرض على أغلبية دول الجنوب باستثناء بعض الدول البازغة الابارتهايد الاقتصادي وبعض منها تعيش اليوم الإبادة الجماعية، الشعب الفلسطيني نموذجا.
هناك من يرى أن نهاية إجماع واشنطن سترافقه ولادة إجماع بكين (consensus de Pékin) أي كما سبق ذكره ترشيح الصين الشعبية لزعامة العالم ليس بمفردها، لكن من خلال قيادة جماعية تكون النقيض لأمريكا وحلفائها.. وهذا يذكر بمرحلة الحرب الباردة التي عرفت القطبية الثنائية ( bipolarité) بين أمريكا والاتحاد السوفياتي.




.



#أحمد_زوبدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأجل جبهة اجتماعية شعبية مغربية مناهِضة للاستبداد
- الماركسية و مستقبل الاشتراكية/ الحلقة 2 : في الحاجة لتفكيك ف ...
- الماركسية ومستقبل الإشتراكية : الحلقة 1/ عظمة فكر ماركس.
- لأجل يسار اليسار .
- المرور إلى الإشتراكية.
- مجتمع السوق والسلاح الخفي
- مهام اليسار اليوم
- في الذكرى ال42 لرحيل المفكر المغربي الكبير الشهيد عبدالعزيز ...
- في عيد الطبقة العاملة : الطبقة العاملة، هل هي موجودة اليوم أ ...
- في أفق تجاوز ماركس الصنم، لأجل ماركس المبدع و الخلاق
- في الذكرى ال41 بعد المائة لرحيل كارل ماركس : كارل ماركس الرا ...
- لماذا فشل الإقتصاديون البورجوازيون في دراسة الأسعار والنقود ...
- نقابات الفيترينا والإضراب البطولي للشغيلة التعليمية.
- في نموذج التنمية البديل وضرورة إسقاط نمط الحكم السائد
- في العجز الديموقراطي والديموقراطية القائمة بالفعل وتفككها.
- الدولة التي تقوم بإقبار التعليم هي دولة في طريق الإضمحلال.
- لأجل مواجهة هجوم الاستبداد الأوليغارشي
- في شروط بناء اليسار مغربيا وعربيا : ملاحظات تمهيدية
- في شروط التغيير في المغرب
- في الذكرى الخامسة لرحيل المفكر الإجتماعي العربي الكبير سمير ...


المزيد.....




- الكشف عن المسؤول الأمريكي الذي سيقود المحادثات التقنية مع إي ...
- موسكو: الهجوم الأمريكي على ميناء رأس عيسى في اليمن غير مبرر ...
- -أكسيوس- يكشف تطورات وتفاصيل المفاوضات النووية بين إيران وال ...
- زيلينسكي: كييف غير قادرة على تنفيذ بعض المقترحات الأمريكية ل ...
- خبير أمريكي: زيلينسكي سيهرب من أوكرانيا في حال أعلنت كييف اس ...
- منصب جديد لتركي آل الشيخ في السعودية
- 30 قتيلاً على الأقل في ضربات إسرائيلية على قطاع غزة، والجيش ...
- بريطانيا تفتح باباً على سوريا... من هي الوجوه والكيانات المس ...
- ترامب غاضبًا من الغارات الروسيّة على كييف: فلاديمير توقّف عن ...
- بعد ضغوط -سومار- – حكومة إسبانيا تلغي عقد تسلح مع شركة إسرائ ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد زوبدي - الترامبية والهرمية العالمية المرتقبة.