أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رياض سعد - ظاهرة الجُعْصُ : حين تتحوَّلُ السجونُ من مراكزَ إصلاحٍ إلى وَكْرٍ للانتقامِ !!














المزيد.....

ظاهرة الجُعْصُ : حين تتحوَّلُ السجونُ من مراكزَ إصلاحٍ إلى وَكْرٍ للانتقامِ !!


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 13:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


مِنَ المُفْتَرَضِ أنْ تَكُونَ السجونُ مَرَاكِزَ للإصلاحِ وَمَسَاحَاتٍ للتَّغييرِ الإيجابيِّ، حَيْثُ يَدخُلُها السَّجينُ مُجْرِمًا لِيَخرُجَ مُواطِنًا صَالِحًا، ويَعْبُرُ بِوَابَتِها بِلا كَفَاءَاتٍ لِيَظهَرَ مِنهَا بِحِرْفَةٍ تَمنحُهُ فُرْصَةً لِبِنَاءِ حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ يَعِيشُهَا بِكَدِّ يَدِهِ، ويُسَاهِمُ فِي رَفْعَةِ وَطَنِهِ.
لَكِنَّ الوَاقِعَ -وَللأسَف- يَرْسُمُ صُورَةً مُغَايِرَةً تَمَامًا؛ فَبَدَلًا مِنَ الإصْلَاحِ، تَحوَّلَتِ السجونُ إلَى مَصَانعَ لِتَكريرِ المُجْرِمينَ وَإعَادَةِ تَدْوِيرِ المُنحَرِفِينَ!
حَتَّى قِيلَ: "المُتعَاطِي إذَا دَخَلَ السِّجنَ صَارَ مُدمِنًا، وَالمُدمِنُ إذَا دَخَلَهُ صَارَ تَاجِرًا صَغِيرًا، وَالتَّاجِرُ الصَّغِيرُ إذَا دَخَلَهُ صَارَ تَاجِرًا كَبِيرًا!".
وَفِي هَذَا العَالَمِ المُظْلِمِ، تَبرُزُ ظَاهِرَةُ "الجُعْصِ" كَواحِدَةٍ مِنْ أَشَدِّ السّلْبِيَّاتِ فُجُورًا، وَتعني : ضَرْبُ السَّجينِ ضَرْبًا مُبَرِّحًا بل قد يصل الى المَوْتِ احيانا ؛ فِي حَمَّامَاتِ السِّجنِ، بِتَوَاطُؤٍ بَيْنَ نُزَلَاءَ خَطِرِينَ وَمُرَاقِبِي القَاعَاتِ، وَرُبَّمَا بِمُوَافَقَةٍ مِنَ الإدَارَةِ نَفسِهَا!
وَمِنْ شَوَاهِدِهَا مَا حَدَثَ لِلمُتَّهَمِ المهندس خَالِدِ بَشِيرٍ فِي سِجْنِ الجَعِيفَرِ المَركَزِيِّ، حَيْثُ وُجِدَتْ جُثَّتُهُ مُمَزَّقَةً بَعْدَ أَنْ "بَاعَهُ" خُصُومُهُ لِعُصَابَةٍ دَمَوِيَّةٍ.
وَتَتَنَوَّعُ دَوَافِعُ هَذِهِ الجَرِيمَةِ البَشِعَةِ: فَرُبَّمَا يَحْتَفِظُ الضَّحِيَّةُ بِأَسْرَارٍ تَهَدِّدُ أَعْضَاءَ تِلكَ العُصَابَاتِ، أَوْ يَكُونُ خُرُوجُهُ مِنَ السِّجنِ مُؤَشَّرًا لِكَارِثَةٍ عَلَيهِم، فَيَسْتَعْجِلُونَ التَّخَلُّصَ مِنهُ قَبلَ فَوَاتِ الأوَانِ.
وَلَيْسَتْ هَذِهِ الظَّاهِرَةُ وَليدَةَ اليَوْمِ، بَلْ جُذُورُهَا غَائِرَةٌ فِي تَارِيخِ السجونِ العِرَاقِيَّةِ... ؛ فَعِنْدَمَا يُرِيدُ النُّزَلَاءُ "تَنظِيفَ" سَمْعَتِهِمْ أَوْ إِسْكَاتَ شَاهِدٍ عَلَيهِمْ او تأديب ومعاقبة احدهم ، يَنتَظِرُونَ حِينَ يَغْتَسِلُ الضَّحِيَّةُ فِي الحَمَّامِ، ثُمَّ يَهجُمُونَ عَلَيهِ وَوَجْهُهُ مُغَطًّى بِالصَّابُونِ، بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ الكَامِيرَاتِ، فَلَا يَستَطِيعُ الدِّفَاعَ عَنْ نَفسِهِ، وَلَا يَبقَى إِلَّا صَرِيرُ أَضْلَاعِهِ المَكْسُورَةِ!
لِذَا، يَجبُ عَلَى المُسْؤولِينَ اتِّخَاذُ إِجْرَاءَاتٍ جَادَّةٍ لِحَمَايَةِ الضُّعَفَاءِ وَكَسْرِ حَلْقَةِ العُنْفِ هَذِهِ، وَمِنْهَا:
1. عَزْلُ السجناء الخَطِرِينَ: فَصْلُ سُجَنَاءِ الجِنَايَاتِ الكُبرَى عَن صَغَارِ المُخَالِفِينَ.
2. رَقَابَةٌ لَا تَنَامُ : تَزوِيدُ كَافَّةِ مَرَافِقِ السِّجنِ (بِمَا فِيهَا الحَمَّامَاتُ) بِكَامِيرَاتٍ مُرَاقَبَةٍ، وَتَصمِيمُ حَمَّامَاتٍ فَرْدِيَّةٍ مَنفَصِلَةٍ.
3. إِلغَاءُ الازْدِحَامِ: تَقْلِيلُ عَدَدِ النُّزَلَاءِ فِي الغُرَفِ، وَإِحَالَةُ فِكْرَةِ "القَاعَاتِ الجَمَاعِيَّةِ" إِلَى التَّارِيخِ؛ فَالاكتِظَاظُ يُنْتِجُ عَالَمًا مُوْحِلًا يَتَمَرَّسُ فِيهِ المُجْرِمُونَ عَلَى الإجرَامِ!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا : من الربيع المزيف إلى مملكة الإرهاب
- متى تتعلم ( دونية ) الاغلبية العراقية من تجربة الدرزي قاسم ا ...
- احذروا من السوريين المتطرفين في كل مكان
- بين شَفرتَيْ المَصلحةِ والشيطانِ: السِّيَاسَةُ حِينَ تَرْقُص ...
- الماضي الدموي والحاضر المُنتج : قراءة نقدية في خطاب الكراهية ...
- النبط: أسلافنا المؤسسون
- السيارات الهجينة الكهربائية في العراق: ميزاتها، تحدياتها، وآ ...
- حادثة المهندس بشير خالد: قراءة في الأبعاد المؤسسية والتداعيا ...
- الازدواجية الرقمية: بين المجاملة الاجتماعية والحقيقة الخفية ...
- الافسد يطالب بمحاسبة الفاسد ؟!
- الحبر تحت الحصار: حين تصير الكتابة جريمة ونقمة !!
- 9 نيسان يوم سقوط الصنم الاكبر والاخطر والاحقر
- الولاء للأغلبية العراقية : بين مسؤولية التمثيل وخيانة الانتم ...
- الوفيات تحت التعذيب : جرائم تخفيها الاجهزة الامنية ويكشفها ا ...
- سوريا تحت نير الحركات متعددة الجنسيات والعصابات الدولية
- من يوقف شلال الدم العلوي في سوريا ؟!
- قتلوا الطفولة العلوية في العيد !
- ثلاثة ايام من الالام والمعاناة في مديرية مكافحة المخدرات
- ثاني اوكسيد الكذب
- ترنح الأمة العراقية بين الأصالة والانحراف


المزيد.....




- الأمن التونسي يستأنف حملة تفكيك خيام المهاجرين بصفاقس
- الوحدة الشعبية يوجه رسائل عدد من اللجان والمنظمات الحقوقية ب ...
- قوات الاحتلال تغتال صحفياً وزوجته وابنته في دير البلح
- الوضع الإنساني بمدينة الفاشر السودانية يزداد سوءا مع اشتداد ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- كيف أضعف قطع المعونات الأميركية التحقيق بجرائم الحرب في سوري ...
- توتر في البوسنة بعد محاولة اعتقال زعيم الصرب دوديك
- نائب جزائري يطالب بإعدام مغتصبي الأطفال والمتحولين جنسيا في ...
- وزير الخارجية اللبناني: مستعدون للتعاون مع دمشق لإعادة الناز ...
- الداخلية السعودية تنفذ الإعدام بحق يمني وتكشف كيف قتل مواطنا ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رياض سعد - ظاهرة الجُعْصُ : حين تتحوَّلُ السجونُ من مراكزَ إصلاحٍ إلى وَكْرٍ للانتقامِ !!