أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال محمود الطيارة - من إسلام الضّرورة ‘لى إسلام البزنس (تدنيس المقدّسفي المخيال الجمعي الإسلامي من ابن أبي سفيان إلى أبن سلمان)















المزيد.....



من إسلام الضّرورة ‘لى إسلام البزنس (تدنيس المقدّسفي المخيال الجمعي الإسلامي من ابن أبي سفيان إلى أبن سلمان)


كمال محمود الطيارة

الحوار المتمدن-العدد: 8322 - 2025 / 4 / 24 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من إسلام الضرورة إلى إسلام البِزْنِس
(تدنيس المقدّس في المِخيال الجمعي الإسلامي من ابن أبي سفيان إلى ابن سلمان)
(1)


تسبّب بثّ المسلسل التلفزيوني السّعودي "معاوية" بنشوب معركة كلاميّة حاميّة لم تخمد أوارها إلى الآن على منصات التّواصل الاجتماعي والقنوات الإعلاميّة الخاصّة في يو تيوب وغيرها وقد شابها في كثير من المرات تدنٍ في مستوى الخطاب وشتمٍ وتنابز بالألقاب بين مؤيد لمعاوية ومعارض له أو ناصب لعليّ وآله ورافض لبني أميّة هذا يلعن وذاك يبارك وصار كلّ من في يده دلو يريدُ أن يدلي به بين الدلاء ولو من غير علم حتى أولئك الذين لا ناقة لهم في الموضوع ولا جمل ولا يمتّون إلى الإسلام بصلة راقهم مشهد المتنازعين فصبّوا الزّيت على النار ك"الأخ رشيد" ذلك المغربي "المُتَنَصْرِن" حامل لواء التّشهير بالإسلام وتنصير العرب المسلمين على قناته ونبشَ الجميعُ القبورَ واستقيَؤا خطاباً ممجوجاً عمره ما يزيد عن 1400 سنة بُنيَ جّلّه على أحاديث موضوعة وروايات مختلقة من هذا الجانب أو ذاك فكان "معاوية" فرصةً ذهبيّة لكي يذرّ الخلاف السّنيّ الشيعي بقرنيّ الشّرّ من جديد وتلهّى هؤلاء وأولئك بنصب الصّراط لمعاوية فأدخله بعضهم جنّةً عرضها السّماوات والأرض أُعِدّت للمتّقين وساقه البعض الآخر إلى نارٍ وقودها النّاس والحجارة وبئس المصير وهكذا وقع الجميع في الفخ الذي نُصِبَ وغاب عن أذهانهم الهدف الأساس من هذه الدّراما (فالتلفزيون السّعودي مرتبط بالسلطة السّياسيّة في هذا البلد) التي توسّلت التّراث الإسلامي بكل تناقضاته في محاولة منها للوصول إلى وعي المسلمين والتّأثير فيه على نحو معيّن فهذا المسلسل التلفزيوني ليس رمية من غير رامٍ بل حلقة مقصودة لذاتها ُتُضاف (ولا نعلم ما يحمله لنا الغدُ من حَلَقاتٍ أُخَر) إلى جملة من حلقات تواترت منذ عدّة سنوات ضمن استراتيجيّة سياسيّة دينيّة محدّدة تتقصّدُ غرضاً بعينه ألا وهو تدنيس المقدّس في المخيال الجمعي الإسلامي (السّني خصوصاً والسّعودي منه على وجه أخصّ) متوسّلة في خطوةٍ أولى نزع الوقار والإجلال الذين يحظى بهما هذا المقدّس في نفوس المسلمين ومن هذه الحلقات المتواترة منذ أن غدا وليُّ عهد المملكة الحاكم الفعلي فيها بعض المشاريع المعماريّة العملاقة وعلى وجه الخصوص مشروع "نيوم" وجوهرته "ذا لاين" شمال غربي المملكة على ساحل البحر الأحمر والمكعّب الذّهبي في العاصمة الرّياض ويُضاف إلى ذلك بالطّبع مشاريع توسيع الحرم المكي و"فعاليات" "الهيئة العامّة للتّرفيه" والكثير مما يشبه هذا أو ذاك وسوف نستعرض في هذا المقال بعضاً من هذه الحلقات/الوقائع (ومنها طبعاً مسلسل "معاوية") في فقرات ثلاثة

أ ـ "ذا لاين" "التي لم يُخْلَق مثلُها في البلاد"
ب ـ الكعبة والمكعّب والكاسِيات العاريات
ج ـ معاوية "ظِلُّ الله على الأرض"


أ ـ "ذا لاين" "التي لم يُخْلَق مثلُها في البلاد"



في تفسيرهم لآيتي "إرَمَ ذاتِ العمادِ التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البِلادِ" (الفجر/7ـ8) ذكر الإخباريون المسلمون من قُصّاص ووعّاظ أو مفسرين روايةً مفادها أنّ الملك شدّاد بن إرم بن عاد بلغ من العزّة والسّلطان شأواً بعيداً وملك جميع الدّنيا وكان قومه عاد الأولى قد زادهم الله بَسْطَة في الأجسام وقوة وبعث إليهم هوداً يدعوهم إلى عبادة الله وطاعته فقال شدّاد لهود إن آمنتُ أنا بإلهك ماذا لي عنده فقال هود يعطيك في الآخرة جنّة فيها غُرف من فوقها غرف وفيها كلّ ما تحبه وترضاه فأجاب شدّاد أنا أبني في هذه الدّنيا مثل هذه الجنّة ولا حاجة بي إلى ما يعدني به إلهك بعد الموت فأرسل من ساعته إلى ألف أمير من جبابرة قوم عاد أن اخرجوا ومن معكم في طلب أرض واسعة كثيرة الماء طيّبة الهواء بعيدة عن الجبال تصلح لبناء مدينة لم يخلق مثلها في البلاد فوجدوا ضالّتهم في مكان ما قُرب أبْيَن أو قبالة جبال عدن أو ما إلى ذلك فأخبروا شدّاداً بن عاد فألحق بهم آلافاً من المهندسين والبنّائين والصّناع والحرفيين فبنوا مدينة بلَبِناتِ الذّهب والفضة ومدّوا طُرقَها بالأحجار الكريمة من كل نوع وزيّنوا قصورها بالجِزع اليماني وأجرَوا فيها أنهاراً على جنباتها خُضرة وأشجار وزُيّنَت غٌرَفُها بالفرش والسُّتور والآلات واتُّخِذَ فيها من الأطعمة والأشربة والأنقال والحلاوات والطّيب والشّموع والبخور بأنواع العود والعنبر والكافور ما لا يخطر على بال فلمّا فرغوا من ذلك كلّه أُعْلِمَ شدّاد بن عاد فخرج يريدها في ألف ألف جارية سوى الجند والخدم والحشم فلمّا أشرف عليها ورآها أعجبه ما رأى من حسنها وإتقانها فقال قد حصلت في الدّنيا على ما كان هود يعدنيه بعد الموت ولمّا همّ بالدّخول إلى جنّته أرسل الله صيحةً من السّماء فأهلكتهم جميعاً ثمّ مضى حين من الدّهر أصبحت فيه مدينة شدّاد نسياً منسيّا إلى أن جاء رجل من أصحاب النّبي يُقال له عبد الله بن قلابة الأنصاري وكان خرج في طلب إبل له ضلّت فما زال يتَقَصّاها حتّى وقع على أسوار مدينة شدّاد فدخلها فلمّا رأى ما رأى قال في نفسه هذه تشبه الجنّة التي وعدها الله عباده المتقين أذهبُ إلى معاوية فأُعلِمُه بهذه المدينة ليأتي إليها ويسكنها ثمّ أخذ من حصبائها جواهر وأحجاراً كريمة دليلاً وانطلق حتّى دخل على معاوية في دمشق فروى له ما رأى فطلب معاوية كعب الأحبار وسأله عن المدينة فأخبره بخبرها وأنّه لن يدخلها في هذه الدّنيا إلاّ مسلم واحد شاهدٌ على وجودها وأنّ الله أخفاها عن أعْيُن البشر إلى يوم القيامة وإذا ما نظرنا اليوم إلى "ذا لاين" المُزْمع إنشاؤها في شمالي غربي المملكة السّعوديّة بأمر من سمو الأمير وليّ العهد نرى أنّها نسخة مُستحدثة لمدينة شدّاد بن عاد مع الفارق الزّمنيّ طبعاً فهذه كما تلك فريدة عصرها ودُرّة أوانها

إنّ "ذا لاين" "ثورة حضاريّة" ("لم يُخْلَق مثلها في البلاد") يقول سمو الأمير ولي العهد في تقديمه لمشروع هذه مدينة في كانون الثاني عام 2021 من ناحية فن العمارة ومن ناحية تخطيط المدن ومن ناحية العيش والرفاهية فعمائرها تتكدسُ غرفاً وطبقات على مساحة من الأرض محدودة وتتمدّدُ عموديّا لا أُفقيّاً كما جرت عليه عادة البشر منذ أن بدأ البنيان وللإنسان فيها ما يُحِبُّ ويشتهي في دقائق معدودات أو قُل في غمضة عين
فتصميم المدينة يُظْهِرُ في صحراء قاحلة سورين من المرايا عظيمين بارتفاع 500 مترٍ لكلٍّ منهما يفصل بينهما مئتيّ متر مُلِئَت بعمائر وأبراج وناطحات سحاب عملاقة تمتدّ على طول 170 كلم مخترقةً التضاريس الجبليّة والصّحراويّة لتأوي في نهاية الأمر 9 ملايين نسمة يشربون من ماء البحر بعد تحليته ومن الأمطار التي تُحدِثُها الغيوم الاصطناعية وينعمون بالخضار والفواكه واللحوم الطّازجة التي تنتجها المزارع العموديّة (كما الجنائن المعلّقة في بلاد الرّافدين) القائمة على جدران المدينة وعلى هيكل عائم فيَدُكَ تصلُ إلى كلّ ما تشتهي وتحبّ في أقلّ من 5 دقائق ("فهو في عيشة راضية في جنّة عالية قطوفها دانية" الحاقّة/21 ـ 23) فالطّعام صحّي والهواء نقي لأنّ "ذا لاين" خالية تماماً من الكربون فلا شوارع فيها ولا سيارات بل أماكن مخصّصة للمشاة وتقنياتها التي توفّر الراحة والرفاهية والتّرفيه لساكنيها تعمل بالطاقة المتجدّدة ويربطها بالعالم الخارجي مطار عملاق ويصل بين طرفيها قطار فائق السّرعة يمرُّ عبر نفق جبلي بطول 32 كلم ينهب الأرض بسرعة 512 كلم بالساعة (يقطع المدينة من أقصاها إلى أقصاها ب 20 دقيقة !!) إنّها مدينة عالية التّقنيّة ويديرها الذّكاء الاصطناعي وعددُ الرّوبوتات فيها يزيد على عدد البشر ومع ذلك فسيجد هؤلاء فيها أعلى مستويات الرّاحة والرّفاهيّة والترفيه ففيها المتنزهات والحدائق والشّلالات والخوادم الآليّة والعروض الفنيّة الأكثر تنوّعاً التي تجمع بين العالمين المادي والافتراضي إنّها أنموذج يّحتذى للعيش المثالي ومن شأنها "أن تُعيدَ تعريف الحياة الحضريّة" يقول سمو الأمير وليّ العهد

لن نتطرّق هنا إلى ما يسوقه المتخصّصون في نقد هذا المشروع على مختلف الصُّعُد أو ما يقولونه عن استحالة تحقيق هذه العجيبة الحديثة بتفاصيلها كلّها وإنْ كانت بوادر تعثّرٍ قد بدأت فعلاً بالظّهور ولكن ما نودّ الإشارة إليه هو أنّ ما يجمع بين "ذا لاين" صاحب السمو ولي العهد و"إرم" شدّاد بن عاد تلك الفرادة التي أُريدَ لها أن تَبْلغَ حدّ الاعجاز ("لم يُخلق مثلها في البلاد") فالمدينتان خرجتا من مخيّلة حاكمين بلغا من قوّة السّلطة وتراكم القدرة الماديّة بين يديهما مبلغاً حَدا بهما إلى مقارعة القدرة الإلهية أو محاولة تعدّي القوانين الطّبيعيّة فجاز بهما طغيان الخيال إلى مشاريع خرافيّة تؤدّي رسالة مفادها من جهة بيان عظمة السلطان ومن جهة أخرى أنّه ليس الله هو وحده الذي على كلّ شيء قدير

على أيّة حال نحن نتمنى لسمو الأمير ولي العهد أن يكون حظّه مع "ذا لاين" أوفر من حظّ شدّاد بن عاد مع "إرم" التي لم يدخلها قط

(يتبع)

من إسلام الضرورة إلى إسلام البِزْنِس
(تدنيس المقدّس في المِخيال الجمعي الإسلامي من ابن أبي سفيان إلى ابن سلمان)
(2)


ب ـ الكعبة والمكعّب والكاسِيات العاريات

الرّمز الآخر الذي سدّدّ إليه وليّ العهد سهامه هي الكعبة المقدّسة عند المسلمين قاطبة من سُنّة وشيعة وغيرهم فبنى صرحاً يُحاكيها في شكلها سمّاه "المكعّب" وجعل في مناسبات عِدّة المغنيّات والراقصات شبه العاريات يدُرْن حول مجسّم افتراضيّ لها ملوَّنٍ صُوِّرَت حوله بالتقنيّة الفنّيّة عينها بعض التماثيل التي تشبه الآلهة القديمة وكان منه كذلك أن اعتلى سطحها مرّة في خطوة أثارت سُخط الكثيرين

"المكعّب"
هذا "المكعّب" عبارة عن ناطحة سحاب عملاقة على هيئة الكعبة في المسجد الحرام متساوية الأضلاع (400 متر) طولاً وعرضاً وارتفاعاً تتوسّطُ مدينة عملاقة جديدة يتمّ بناؤها داخل العاصمة الرّياض سمّيَت "المربّع الجديد" أطلقها سمو ولي العهد في شباط 2023 في إطار الرّؤية السعوديّة 2030 ويُرجى أن يتم إنجازها بحلول العام 2030
مرّة أخرى نلجأ إلى أفعل التّفضيل (!) فهذا "المكعّب" سيكون أكبر مبنى فردي في العالم بمساحة أرضيّة داخليّة تبلغ حوالي 2 مليون متر مربع تضمُّ وحدات سكنيّة وفندقيّة لما يقرب من نصف مليون نسمة من القاطنين عدا الزّوار وتقوم الحياة فيه على مجمّعات تجاريّة وأكثر من 80 منطقة سياحيّة وترفيهيّة وثقافيّة وفنيّة للعروض الحيّة وغيرها وتُتَوِّجُ سطحه حديقةٌ عظيمة على نسق الحدائق المعلّقة فهذا المكعّب "إحدى عجائب الابتكار" على ما يزعُم بعض الموكَل إليهم الإشراف على تنفيذ هذا المشروع
لا يمكن للذّهن طبعاً عند رؤية تصميم هذا المكعّب العملاق إلاّ أن يذهب تلقائيّا صوب الكعبة في مكّة وأن يوازن بين المبنيين فمن جهة مكعّبٌ متواضع المظهر (= البيت العتيق) يرى فيه المسلمون أنّه "أوَل بيت وُضِعَ للناس" (آل عِمران/96) وهو قِبلتهم وأقدس مقدّساتهم ومن جهة ثانية مكعّب جديد" على هيئة الأوّل شاهد على عظمة السّلطان ليس فيه من القداسة شيء ولا يمُتُّ إلى الإسلام بصِلة (بل ربّما العكس تماماً لما فيه آلات الفن واللهو والشّراب) كما لو أنّه قد شُيّدَ في تحدٍ للأول وقداسته ولذلك أستنكر الكثيرون أن يكون البناء المزمع إنشاؤه على هيئة المكعّب تحديداً دون غيره من الأشكال إذ رأَوا في ذلك مسٌّ بقدسيّة قِبْلَتِهم


الكاسيات العاريات
المسُّ برمزيّة الكعبة جرى كذلك في مناسبات أخرى من مثل مهرجانات الرّياض للمصارعة أو لعرض الأزياء أو للرّقص والغناء فقد استُحْضِرَ في موسميّ 2023 و2024 بتقنية الليزر والأضواء الملوّنة مجسّم للكعبة ينزل من مرآة في السّقف ثمّ تقوم المغنّيات والرّاقصات شبه العاريات بالدوران حوله يقدّمن أغنيات مبتذلة أو عروض رقص إغرائيّة وقد دفعت "الهيئة العامة للتّرفيه" مئات الملايين من الدولارات لحمل العديد من النجوم العالميين في هذه المجالات على المشاركة في هّذه "الفعاليات" كما يسمونها ومرّة أخرى ثارت ثائرة الكثير من المسلمين وتداولت وسائط التّواصل الاجتماعي رسائل الاحتجاج متّهمين القيّمين على هذه الأمور بالخروج عن الدّين


اعتلاء الكعبة
فجر يوم الثّلاثاء الواقع في 12/2/2019 فوجئ المعتمرون والمصلّون داخل الحرم المكي على قِلّتِهم النسبيّة ساعتذاك بأن يُطْلَبَ إليهم إخلاء صحن الكعبة فوراً ومن ثَمَّ رَأَوا قوات الأمن تدخل المكان بسرعة وتأخذ مواقع لها ثم سموَّ وليّ العهد يصِلُ محاطاً بحاشيته ورجاله فقبّل الحجر الأسود وصلّى داخل الكعبة ثمّ صعد إلى سطحها في خطوة مفاجئة يتنقّل بين زاويةٍ وأخرى منها يتجاذب الحديث مع مرافقيه كما لو أنّه على سطح أيّ بناء عاديّ لا يقدّسه ملايين البشر وكان من الطّبيعي أن يثير هذا المشهد الذي لا مثيل له في تاريخ الكعبة البتّة (سوى واقعة بلال الذي طلب إليه النّبي اعتلاء الكعبة وإطلاق الآذان للإعلان عن انتصار المسلمين على أعدائهم من قريش على ما تقول المرويات) يثير سُخْطَ الكثير من المسلمين في حين أكّدت وسائل الإعلام التّابعة للسلطات السّعوديّة أنّ الهدف من الزّيارة واعتلاء الكعبة كان "الاطّلاع على مدى التّقدّم في مشاريع التّوسعة والخدمات المقدّمة للمعتمرين" والسّؤال الذي يتبادر إلى ذهن العاقل إذا كان المقصود فقط الإشراف على سيرِ العمل داخل الحرم من عَلٍ أفلم يكن من الحكمة والحال هذه الصّعود إلى واحدةٍ من المباني المرتفعة الكثيرة في المكان وتجنّبِ وطءِ الكعبة في حركةٍ أقلُّ ما يُقالُ فيها أنّها حمّالة أوجه؟!


وهذه هي بالفعل أي "حمّالة أوجه" أو "ما بين البيْنَيْن" السّمة التي تطبع مشاريع ولي العهد وخطواته فالمكعّب من حيث أنّه شكل هندسي أمر لا غُبار عليه لكنّ بنائه على بُعْدِ كيلومترات فقط من "المكعّب" الأكثر قدسية عند المسلمين يجنح بالفكر إلى الاعتقاد بأنّه في تشييد الثاني وهو على ما هو عليه من فخامةٍ وبذخٍ وبيانٍ لعظَمَة السّلطان بعض ازدراء لقُدْسِيّة الأوّل والحُكم عينه يجوز أيضاً على اعتلاء الكعبة فالفقهاء منقسمون حول الصّلاة على سطح الكعبة (وهذا يستوجب بالضرورة المشي عليه) فبعضهم يجيزه وبعضهم يحرّمُه فَوَطْؤها إذاً وفيها أو عليها مما يُقدّسُه المسلمون من الحجر الأسود والآيات القرآنيّة التي تزيّنها فيه ما يوحي بالتّدنيس وإن كان الغرضُ حميداً وهذا ما يُقالُ له الالتباس في المعنى الذي يجب أن يُحْمَلَ عليه الفعل وهو ما يسمّيه الفقهاء ب"المتشابهات" و"المراد بها (على ما يقول ابن حجر في "فتح الباري") مسمّى المكروه لأنّه يجْتَذِبُه جانِبا الفِعل والتَّرك" وعليه فإذا كانت هذه "المتشابهات" تحدث في جوٍ عامٍ من الابتعاد عن أحكام الدين في نسخته الوهّابيّة فمن الطّبيعي عندها أن يميل الناسُ إلى تغليب المعنى غير المحمود عند سموّ وليّ العهد والقائمين على الحكم في هذا البلد

(يتبع)
من إسلام الضرورة إلى إسلام البِزْنِس
(تدنيس المقدّس في المِخيال الجمعي الإسلامي من ابن أبي سفيان إلى ابن سلمان)
(3)


ج ـ معاوية "ظِلُّ الله على الأرض"

نأتي الآن إلى الحلقة الأخيرة (وربما ليست الآخرة) في هذه السيّاسة الهادفة إلى تدنيس الرّمز الدّيني في المخيال الجمعي أو نزع القدسية عنه والاحترام عَنَيتُ بذلك مسلسل "معاوية" الذي بُثَّ في شهر رمضان الفائت فمنذ أيام اليونان سُخّرَت الدّراما لتوجيه وعي الجماهير والأمثلة على ذلك لا تُحصى وقد انتقَلَتْ مع التّطوّر الحضاري من المسرح الأثيني (التراجيديا وخصوصاً الكوميديا) إلى السينما والتلفزيون العالميين اليوم ومنذ عدّة عقود عبْر الأفلام والمسلسلات وعليه فإنّ اختيار التلفزيون السعودي (تحديداً أم بي سي المرتبطة بالنظام ارتباطاً وثيقاً ماديّاً ومعنويّاُ) لشخصيّة "معاوية" موضوعاً لمسلسل درامي فاقت ميزانيته 100 مليون دولار (ضِعف ما أُنفِق على مسلسل "عُمر") ليًعرض في أمسيات رمضان العائليّة لم يكن صدفة أو عن عبث وإنّما لإيصال رسالةٍ محدّدة يريدها النّظام أن تصل إلى الجمهور السّني عموماً والسّعودي/الوهابي خصوصاً ويبقى السّؤال لماذا معاوية تحديداً؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه

يذكرُ علي عبد الرّازق في "الإسلام وأصول الحكم" نقلاً عن ابن عبد ربه الأندلسي في "العقد الفريد" أن معاوية لمّا أراد أخذ البيعة لابنه يزيد كتب إلى سائر الأمصار أن يّفِدوا عليه فوفد عليه من كلّ مِصْرٍ قوم فجلس في أصحابه وأَذِنَ للوفود فدخلوا عليه وكان طلب إلى أصحابه أن يقولوا حسناً في يزيد فتكلّم جماعة منهم وزاد في ذلك آخرون ثم قام خطيباً يزيد بن المقفّع فقال "أمير المؤمنين ذا (وأشار إلى معاوية) فإن هلك فذا (وأشار إلى يزيد) فمن أبى فله ذا (وأشار إلى سيفه) فقال معاوية "اجلسْ فإنَك سيّد الخطباء"

وعلى المقلب الآخر تذكر المروّيات أنّ أبا بكر قال لمّا وُلّيَ الأمرَ "يا أيّها الناس قد وُلّيت عليكم ولستُ بخيْركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فسدّدوني أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم" كما يُحكى عن عمر بن الخطّاب أنّه قال يوماً " أيّها الناس من رأى منكم فيَّ اعوجاجاً فليقوّمه" فقام له رجل وقال والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقوّمناه بسيوفنا فقال عُمر الحمد لله الذي جعل في هذه الأمّة من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه"

لسنا على يقين من تاريخيّة هذه المرويات جميعاً الأقوال منها أو الأفعال فلا أدلّة ماديّة لدينا على صحّتها ولكنّها على عِلّاتها قد ثبّتَتْ في المخيال الجمعي (السُّني تحديداً) صورةً للخلفاء الرّاشدين وخصوصاً للشّيخين الأوّلين منهما تنضحُ بالتّقى والورع وقُرب الرّاعي من رعِيّته وإنصاته لها وهذه الصّورة مُفارِقة تماماً لتلك التي تشكّلت عن خلفاء بني أُميّة باستثناء عُمر بن عبد العزيز الذي ألحَقَهُ بعضهم بالرّاشدين لتُقاه وورعِه وهكذا انتظمت لعلاقة الحاكم المسلم برعيته صورتان متغايرتان أو لنقل صار للحكم والسّياسة في الإسلام أنموذجان
*أنموذج الحاكم المُقْسِط المشفق الذي يربط طاعة الرّعيّة له بطاعته هو لله ويُشرِكُ النّاسَ في الحكم عبر إنصاته لنقدهم له (على شاكلة شيخ القبيلة الذي يشاور أبناء قبيلته) فشرعيّة الحاكم هنا مبنيّة على التزامه بشرع لله وإنصاته للناس في ذلك قولاً وعملاً
*أنموذج الحاكم المستبد برأيه الذي يرى أنّ طاعة الرّعيّة له من طاعتها لله وقضائه ومما يُنْسّبُ إلى معاوية في هذا المجال قوله "لو لم يَزِنّي ربي أهلاً لهذا الأمر ما تركني وإيّاه ولو كره الله ما نحن فيه لغيّره" وأيضاً قوله "إنّما أقاتلكم على أن أتأمّرَ عليكم وقد أمّرني الله عليكم" (علي سامي النّشّار/نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام)

فالحاكم الإسلامي في نظر معاوية "ظِلُّ الله على الأرض" وإنفاذٌ لقضائه وهو القائل وِفْقَ المرويّات إيّاها "أنا خازنٌ من خزّان الله تعالى أُعْطي من أعطاه الله وأمنع من منعه الله تعالى ولو كرهَ الله أمراً لغيّره" ويُروى عنه كذللك قوله في بيعة يزيد "إنّ أمرَ يزيد قضاءٌ من القضاء وليس للعباد الخيرة من أمرهم" والقضاء كما نعلم من أركان الإيمان في الإسلام

فعلى هذا الأصل قامت السّلطة الأُمويّة ويذكر أبو الهلال العسكري في "الأوائل" تأكيداً لذلك "إنّ معاوية أوّل من زعم أنّ الله يريد أفعال العباد كلها" فالفرد مُجْبَرٌ في أفعاله بقضاء الله وهكذا استقرّ في أذهان المسلمين أنّ كل ما يأمر به وليُّ الأمر ولو كانت طاعة الله في خِلافه فهو قضاء من الله قد قُدّرَ على عباده فقام مذهبي "المجبرة" و"المرجئة" يعْضُدان سلطان بني أُميّة بأيديولوجيتهما وليس هنا مجال عرض ذلك ومناقشته وإنّما نذكّر فقط بالمبدأ الرّئيس لدى المرجئة وهو أنّهم أخرجوا العمل عن الإيمان فمرتكب الكبيرة "يُرْجَأ أمره إلى يوم القيامة "فلا تضُرُّ مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة" فمهما ارتكب أولي الأمر من انحرافات ومهما استحلّوا من المحرمات فإنّهم لا يخرجون من دائرة الإسلام ما داموا يقرّون بالشّهادتين فالأصل الإيمان والعمل يُرْجَأ الحكم فيه فوافق قول المرجئة هوى بني أُميّة ومن هنا قيل الجبر والإرجاء دين الملوك وتؤكّدُ مصادر التّراث الإسلامي على أنّ إسلام خلفاء بني أميّة (باستثناء عمر بن عبد العزيز) والكثير من ولاتهم في الأمصار لم يكن بمثابة إسلام الخلفاء الرّاشدين إذ كانوا على النّقيض من أسلافهم لا يولون احتراماً لمبادئ الدّين الجديد وتساهلوا في تطبيق أحكامه وبما أنّهم قد ورثوا (بِدْءاً من معاوية) دولةً ترامت أطرافها من إسبانيا غرباً إلى أرمينيا شمالاً فالهند شرقاً مع ما تُغِلّهُ من خيرات وثروات وأنّ هذه الأصقاع قد فُتِحت أيّام الخلفاء الرّشدين باسم الإسلام وقد دخل كثيرٌ من قاطنيها الأصليين في الإسلام فكان لا بدّ والحال هذه من حكمها باسم الإسلام وهذا ما أسمّيه "إسلام الضرورة" ولكنه إسلام "مخفّف" (على عكس إسلام الخلفاء الرّاشدين) قائم على مبدأي الجبر والإرجاء أي اعتبار طاعة ولي الأمر من طاعة الله فهذا جزء من قضاء الله من جهة والفصل بين الإيمان والعمل من جهة أخرى وكان معاوية مُدَشّنا لهذا المذهب في أصول الحكم وهذا بالضبط ما صرّح به كاتب المسلسل خالد صلاح لموقع (بصراحة) جاعلاً من هذا المذهب في الحكم مرادفاً للفظ الحديث "الدّولة المدنيّة" يقول خالد صلاح "إذا كان من حافزٍ لي على كتابة هذا العمل فهو الانتصار للدولة المدنيّة الدّولة المدنيّة هي الأساس ومعاوية بداية هذا الفكر في الدّولة وعشان كده ربنا نصره (!)"

فالذين أَوْصَوا بمسلسل عن معاوية كانوا يُرَوّجون لصورة الحاكم المسلم الذي لا يمنعه إيمانه(!) من ارتكاب المظالم والموبقات وهكذا يُضْفي الخليفة المسلم معاوية القديم شرعيّةً إسلاميّة على "معاوية معاصرٍ" ويُجيزُ له حكمه وعليه فإنّ تبييض صفحة معاوية الأموي لم يكن يتضمّن بالضرورة تسويد صفحة علي ولكن ما حصل على الأرجح هو ما يقع تحت مُسمّى النتائج العرضيّة أو الثّانوية غير المقصودة لذاتها فلا أرى أنّ الغرضَ من المسلسل في الأساس كان الانتقاص من عليّ وإذكاء ما تحت الرّماد مما بين طائفتيّ الإسلام كما ذهب إليه البعض وإنّما نزع الخشية والإجلال من نفوس المسلمين لما يقدّسونه والتّهوين من شأن المَعْلَم الديني في حياتهم

وكما لجأ معاوية إلى شيوخ المجبرة والمرجئة لجأتْ السّلطة في السّعوديّة اليوم إلى المشايخ والدّعاة لتبرير هذا الإسلام بحُلّته القديمة/الجديدة فها هو إسلام الخشوع والتّمسّك بأهداب الدين قد استُبْدِلَ بإسلام الرّفاهية والسّياحة والترفيه فبعدما كانت السعودية قِبلة المسلمين حُوِّلَتْ إلى قِبلة سياحية للعالمين بِدأً من الفنادق الفخمة جدّاً والعمائر الشّاهقة حول الكعبة وفي المدينة إلى المواسم الفنّيّة في العُلا والرّياض " وها هو إمام الحرم المكي السابق الذي يؤم المصلين 5 مرات في اليوم عادةً الدّاعية عادل الكلباني يساهم في نشر "إسلام البِزنس" فتراه يقول أنّ الإسلام لم يحرّم الرّقص والغناء ويجلس شخصيّاً إلى الطّاولة الخضراء في افتتاح أوّل بطولة رسميّة للعبة "البلوت" وقد خضب لحيته بالحناء تأسّياً بالنبي(!) ولمّا قيل له في ذلك أجاب "كنت ممسكاً بالورق ولم ألعبه كما يُشاع فأنا لا أعرف هذه اللعبة حتّى يُقال إنني كنت ألعبها كنت أقدّم دعمي للمشاركين في البطولة متمنيّا لهم التوفيق وأن يكون التنافس بينهم شريفاً مع روح رياضيّة بعيداً عما يشوّشه شرعاً وعقلاً وأخلاقاً (!)" فيا له من "عذر أقبح من ذنب"

أمّا الإمام الحالي للحرم المكي ورئيس الشّؤون الدّينيّة في المسجد الحرام والمسجد النّبوي برتبة وزير الشّيخ عبد الرّحمن السّديس فتراه يسكت عن مهرجانات "ميدل بيست" للرقص والغناء ومسابقات المصارعة النسائيّة ويصبُّ جامّ غضبه على "حسد الحاسدين ووشايات المغرضين وتغريدات المسيئين" على وسائل التّواصل الاجتماعي التي تعمل على "نشر الشّائعات وترويج الأراجيف والافتراءات مما يجب معه الحذر في التّعامل مع هذه المنصات المنتحلة والمواقع المزيّفة" ويحذّر من أنّ "الدّولة رعاها الله ورجال الأمن بالمرصاد لكلّ من يرفع شعاراً أو هتافاً غير هتاف العقيدة والدّعوة والعبادة والالتجاء إلى الله تبارك وتعالى(!)" ومن الأمثلة على ذلك أيضاً وأقف عند هذا الحدّ سمعتُ شيخاً يحاول إقناع الضابط السّعودي المنشق رابح العنزي المقيم في لندن بالتّوقف عن المعارضة والعودة إلى بلده قائلاً ""حِنّا (نحن) يا طويل العمر نحترم إرادة الله الله عندما يؤتي المُلْكَ مِن عنده نحترم إرادته الله أعطى المُلْكَ سلمان بن عبد العزيز حِنّا نحترم إرادة الله" وكأنّي به يُردّدُ حُجَّة معاوية بعد أكثر من 1400 سنة !!!

نعم لهذا اختير معاوية ليكون "بطل" مسلسلٍ رمضاني

كمال محمود الطّيارة / ليون / فرنسا



#كمال_محمود_الطيارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من إسلام الضّرورة ‘لى إسلام البزنس (تدنيس المقدّسفي المخيال ...


المزيد.....




- الفاتيكان ينشر الصور الأولى للبابا فرنسيس مسجى في نعشه
- بموافقة كاتس: 600 رجل دين درزي من سورية يزورون مقام النبي شع ...
- رئيسا بولندا وإسرائيل يتقدمان -مسيرة الأحياء- بمعسكر إبادة ا ...
- القضاء الإيراني يتّخذ إجراءات ضد مسؤولين بسبب بث تلفزيوني مس ...
- تظاهرات أميركية ضد بن غفير والكنس اليهودية ترفضه
- المستوطنون يواصلون انتهاكاتهم.. اقتحام المسجد الأقصى بحماية ...
- حشود في الفاتيكان لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الباب ...
- ناد أرجنتيني يقيم قداسا لوداع بابا الفاتيكان بكنيسة النادي
- الأردن يحظر الإخوان المسلمين: ما مصير الإسلام السياسي؟
- تساؤلات ما بعد حظر -جماعة الإخوان المسلمين- في الأردن؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال محمود الطيارة - من إسلام الضّرورة ‘لى إسلام البزنس (تدنيس المقدّسفي المخيال الجمعي الإسلامي من ابن أبي سفيان إلى أبن سلمان)