أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب














المزيد.....

رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


يستثمر طبيبي الشخصي وهو أحد أشهر الأطباء البريطانيين المتوج من قبل ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية بأرفع الأوسمة، بعض الدقائق للخروج عن المعاينة الطبية منذ أن علم بعملي الصحفي، وفي المرة الأخيرة أثار معي غسيل الأموال العراقية القذرة التي باتت قصة مسكوتا عنها في بريطانيا. قال لي “لسنا سعداء كبريطانيين بهذه الأموال العراقية المهربة التي تدخل بلدنا، بتواطؤ حكومي مكشوف لسبب بسيط يكمن في كونها لا تدخل مطلقا في دعم قطاع التعليم والصحة.” هكذا يرى هذا الطبيب، وهو على حق، بأن لا قيمة للأموال من دون أن يشعر بتأثيرها المواطن، فرصيد الشعوب لا يرتفع إن لم تدخل الأموال إلى تعليم وصحة الناس.
الفرنسيون مثلا سعداء بالدكتورة ياسمين بلقايد أكثر من أي أموال عربية أخرى تدخل قطاع الترفيه والسياحة والرياضة، أنها بالنسبة إليهم رصيد صحي دائم لا يتضاءل مع الوقت، وليست كالأموال العربية المستثمرة في الترفيه مثلا.
إذا كانت الدكتورة بلقايد التي منحتها حكومة دبي مؤخرا جائزة “نوابغ العرب” عن فئة الطب، تمثل نموذج السيدة العربية الناجحة في الغرب، فهذا غير مهم بالنسبة للناس العاديين في فرنسا، بقدر أهمية ما قدمته لهم هذه المرأة الجزائرية بغض النظر عن جزائريتها أو عربيتها! فهي تمثل صورة نيرة للرصيد الإنساني أكثر من أي أموال أخرى.
وهذا يفسر لنا لماذا تم اختيارها لرئاسة معهد باستور الفرنسي العريق، الذي تأسس عام 1887 على يد العالم الفرنسي الموسوعي ورائد التطعيم لويس باستور بهدف تحسين صحة الإنسان.
لا تشك بلقايد في حجم التحدي الذي تواجهه أسوة بالباحثين من ذوي التفكير المماثل. وتقول “العلم في خطر”، مشيرة إلى انخفاض التمويل والثقة والأولوية المجتمعية التي يتلقاها. تماما مثلما قال طبيبي الشخصي.
بلقايد هي ابنة لأم أستاذة لغات وأب كان ناشطا في معركة استقلال الجزائر، اغتيل في العشرية الدموية، حيث ولدت ونشأت.
لطالما كانت ديناميكيات العلم والسياسة مترابطة بشكل وثيق، وعندما يتعلق الأمر ببلقايد العلم والسياسة متشابكان. تقول “لقد كنت محظوظة جدا لوجودي في بيئة أسرية حيث يكون ثمة معنى لما تفعله.”
عند اغتيال والدها أبوبكر بلقابد في عام 1995، عندما كان وزير الداخلية في الجزائر. شعرت ياسمين بأنها لا تستطيع العودة إلى الجزائر وفي الوقت نفسه، كانت الفرص الواضحة في فرنسا قليلة بالنسبة لعالمة شابة من أصول عربية.
قررت بلقايد، أن تعيد اختراع نفسها بعد أن تركت جملة “المعارك التي نخسرها هي تلك التي لا نشارك فيها” منقوشة على قبر والدها. فانتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث بقيت هناك لمدة ثلاثة عقود تقريبا، ثم أصبحت في نهاية المطاف مديرة مركز المناعة البشرية التابع للمعهد الوطني للصحة.
شعرت بسعادة غامرة عندما تم الترحيب بها في الولايات المتحدة. فالإنسانية بحاجة إلى أن يكون العلماء فيها موجودين ومرئيين، وأن يتم الاعتراف بأعمالهم.
تقول بلقايد “يُنظر إلى العلماء على أنهم مخلوقات بلا روح تتبع البيانات وتخلق وحوشا ومسببات أمراض وما إلى ذلك. هذا ليس علما حقيقيا. العلماء ملتزمون جدا بأخلاقيات ما يفعلونه.”
وترى هذه الباحثة الجزائرية التي صارت موضع احتفاء فرنسي ودولي بينما خسرها العالم العربي منذ أن اغتال التطرف والدها ولم تجد غير أن تلوذ ببحوثها، أن العلم “متفرج” في ظل انعدام الثقة العامة الأوسع في المؤسسات. وتعبر عن اعتقادها بأن الأمر لا يتعلق بعدم إيمان الناس بالعلم، بل إنهم ببساطة لا يثقون بالنظام السياسي. لذلك جعلت من أبحاثها الطبية تتقلد هذه المهمة، ولكن إلى أن تتم إعادة بناء هذه الثقة على مستوى أعلى، فلن يتمكن الأطباء بمفردهم من فعل الكثير من دون أن يفكر أصحاب رؤوس الأموال في الاستثمار بالصحة والتعليم.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلام دولة رئيس الببغاء!
- تأنيث ضمير اللغة
- كاظم الساهر يعيد مجد أغنية الأمهات
- تغييب التلاوة البغدادية
- ألا تكفي خمس جوائز أوسكار!
- تدليس مفهوم الدولة عند نوري المالكي
- استحواذ على ملكيتنا الفكرية
- أوروبا الرجل الطيب أم المريض
- دمشق يا أخت بغداد
- بيرس مورغان مدير على نفسه
- نسخة ترامب2.0 تحرق السقف
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف


المزيد.....




- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - رصيد ياسمين بلقايد لا ينضب