أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - اختلاف المدن














المزيد.....

اختلاف المدن


خيرالله قاسم المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


الرجل الاعور يسير بتعرج مثل ما توحي اليه عينه فهو في مدينة مختلفة وحي مجهول ،في صغره ابو فقد البوصلة قبل وفاتة في بضعة سنوات وما عاد يعرف تحديد الاتجاهات.اعتمد على ذاكرة من ترشده وتوصف له الطريق.علما انهيحتفظ بورق ممزق يعود لأبية تقول امه انه خزينة زمن منسي لمسالك المدن ودروبها ،لابد ان تكون واحدة منها لمدينته المسورة بجدران مادية وشوارع اسفيني ،الطريق الذي هو فيه مبلطا بالحروف .حروف تتغير كلما وتترتب بما ينسجم مع خطواته ، كلما تقدم خطوة تترتب الحروف المتفرقة بهواها .عند اول خطوة عرف الرجل انه في مدينة ثقيلة وفي حي مختلف . لأول وهلة وفي اول خطوة ادرك انه في ضباب معتم فلا بوصلة لديه ولا خارطة صماء ،كلما يعرفه مخاطبة ومساءلة امه المنكبة على هموم البيت ومتاعبه.يشعر وكان الأرض تسأله من انت أيها الضيف الاعور!؟
لكنه حمل أثقاله على أوزاره طلما هو في حي مدينة ضبابية لا يعرفه فيها احد .بيوت متلاصقة كانها اسماك تسبح في ما نهر ضحل بلا خياشيم وأفواه ولونها بلون الطين. الحي هذا في تلك المدينة الضبابية .البيوت بلا ابواب ولا شبابيك او شرف فقط أسوار لجدران لا تنطق لكثرة تراكم الأوساخ والعفن.تكتب وتمسح تلقائيا .
الأسوار فيها لها أسماء فيما الجدران بلا كتابة وعلامات ت لالة لكثرة الأتربة الغبار الذي يسورها من جهاتها الأربعة.
الأسماء بعدد الأسوار ولكل إسم معنى ودلالة. تكتب وتضيء وتذوب تدريجيا حد الاختفاء.
أراد الرجل ان يجرب خطواته .عبر الشارع المتعرج وتخطى احد الجدران حاول لمسه لكنه تردد عند سماع صوت يناديه لا لاتنس السور ،كان هذا الصوت جاء اليه من بعيد صوت امه بوجه أبيه الغاءب منذ سنين.
لكنه أبى وتجرء امسك السور وتعلق فيه وبشكل مفاجىء تحول إلى إنسان آخر وجه شاب بربطة عنق حمراء وعينان سليمتان عسليتين ذات برق متصل.
تساءل في اي حي ومدينة هو الان!؟
سمع صوت جاءه من بعيد .من.زمن آخر كان فيه طفلا .
قال له الصوت اين انت ،كنت طفلا كما انت هذا في يوما حلمت ان تعمل حامي بوابة وأسوار تلبس قلادة ذهبية وتزتهزء وتمسك بمن يتخطى الجدار ويلمس السور.وتضحك عليهم بما فيهم أصدقاءك القدامى."
ارتعب وارتد وبرزت كلمة جديدة من السور وظهرت متجلية على الجدار.
".المخفي ."
المتخفي المنسي.
ترك صوت امه وتوسل أبيه وأخذ يمشي ببط وبخطوات متأنيه ويتلمس الجدران واحداً تلو الآخر ، كلما يلمس سور لجدار ينفس الصدعاء ويقول هذا انت كنت عندما رسمت اول لوحة وسميت نفسك فنان تشكيليا . وهنا عندما كنت في الصف الأول من المتظاهرين الثوريين المتحمسين.وسمية نفسك مناضل ثوري.
في هذا كنت مرتبك وخجلت من نفسك ووضعك واسمك الحقيقي …وكنت نفسك بهذا الاسم الاسم الآخر واخفيت أسم الرجل الاعور.
عاد له صوت امه بحنجرة أبيه ،صوت داخلي يقول.
الوجع والألم الذي انت فيه والأسماء التي تلبسك ما عادت. ترد فأس او تطفىء نار تحرقك .
هذه هي الأسوار والجدران واسماءها التي تركتها بأنظارك منذ زمن بعيد.

ظهرت له وجوه عدة تشبهه شاهدها في حديقة في احد زوايا الحي ،حديقة صغيرة من ضباب.بالقرب من مراب للعجلات و للمسافرين

فيها مرآة على الجانب البعيد .هذه المرأة عندما دنى منها لم يرى وجهه وعينه العوراء بل رأى وجوه كثيرة بلا عيون لكنها وجهه بعينين سليمتين كل وجه هو بأسم آخر وكل وجه كان لسور وجدار مختلف له ضوءه ونور الأخاذ الذي لم يكتمل.

لم تكن الأسوار ترغب به
احد الأسوار تذكر الماضي وبكى
السور الآخر امتعضت من الوحه الاعور فبصق عليه
فيما سور قال:
كلما تعتذر ويحمر وجهك خجلا نخسرك كلك او جزء. منك.
لم يكمل خطواته تراجع إلى الخلف لم يحمل صراحة الأسوار والجدران.خجل من الحي الغريب والمدينة ليس لأنه اعور او وجه آخر بل لأنه لبس ثياب اقدم واطول من زمانه وعمره.
صرخ عاليا بصوت رعدي هاتفا.
أنا لست هوءلاء
لكن الصراخ لم يسعفه حين رد الصدى .انت من خاف ان يكون احد منهم.
عندها جاء الظلام بظلاله.
ممن أسعفه في محنته
اختفاء الأسماء تحت قطرات المطر والمدينة والحي تلاشى كنهر جف ماءه وضهر باب معدني متآكل يوءدي إلى دهليز فيه ممر يتسع لشخص واحد .فيما هنا إعلان معلق مكتوب فيه.
لمن فقد ظله ولم يعرف

صمت الرجل وبدى عليه علامات الذهول تردد …مد يده.
نظر إلى من حوله قبل ان يفتحه تراجع للخلف رأى صورته ووجه واسمه كما الحقيقين على السور خلف الجدار.

". انت الرجل الاعور."
نعم
عاد واقد النار في موقده أبقاه نور



#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماء الحياة
- الكاءس والميقات والفم
- اشتاق للانور في هبوب العاصفة
- احاسيس ملئها الالم
- الساحات والصراع المر
- ألم اليتامى وحياة الأرامل
- -أوراق في ملف اصفر-
- الصمت احيانا كلام
- نهايات الظل
- .**•للتاريخ قول وللتراث حكايات•**
- نساء في طريق متوحش
- الطريق المبهم
- موقف
- النهايات المملة
- بين الماضي والزمن الحر
- بكاء الخيال
- ام المدن
- نمرود رجل الامراض
- الدرس الأخير
- اعراس


المزيد.....




- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...
- وزارة الثقافة الروسية: فرق موسيقية روسية ستقدم عروضا في العا ...
- وفاة الفنان المصري عبد المنعم عيسى


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيرالله قاسم المالكي - اختلاف المدن