رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة
(Ruqaya Alkhaqani)
الحوار المتمدن-العدد: 8321 - 2025 / 4 / 23 - 08:47
المحور:
قضايا ثقافية
في عصر المعلومات الرقمية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومن بين هذه الوسائل، يبرز موقع فيس بوك كأحد أكثر المنصات شعبية، حيث يستخدمه الملايين حول العالم للتواصل ومشاركة الأفكار والمعلومات. ومع ذلك، فإن هذه المنصة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوجيه الجمهور بمعلومات خاطئة.
وتتعدد الأسباب التي تجعل صفحات الفيس بوك مصدراً للمعلومات المغلوطة.
أولاً، سهولة الوصول إلى المعلومات ونشرها تجعل من السهل على أي شخص مشاركة محتوى دون التحقق من صحته. فبمجرد ضغطة زر، يمكن لأي مستخدم نشر خبر أو رأي قد يكون مبنياً على معلومات غير دقيقة أو حتى مضللة. هذا الأمر يؤدي إلى انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة بشكل سريع، مما يؤثر على آراء الجمهور وسلوكياتهم.
ثانياً، تلعب خوارزميات فيس بوك دوراً كبيراً في تحديد المحتوى الذي يظهر للمستخدمين. حيث تميل هذه الخوارزميات إلى تعزيز المحتوى الذي يحقق تفاعلاً أكبر، بغض النظر عن دقته. وبالتالي، يمكن أن تتصدر الأخبار الكاذبة أو المعلومات المضللة الصفحات الرئيسية للمستخدمين، مما يزيد من فرص انتشارها. هذا الأمر يخلق بيئة خصبة لنمو المعلومات الخاطئة، حيث يجد المستخدمون أنفسهم محاطين بمحتوى غير موثوق.
علاوة على ذلك، فإن تأثير صفحات الفيس بوك يمتد إلى مجالات متعددة، بما في ذلك السياسة والصحة العامة. على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19، انتشرت العديد من المعلومات الخاطئة حول الفيروس وطرق الوقاية والعلاج عبر هذه المنصة. وقد أدى ذلك إلى تزايد الشكوك والمخاوف بين الناس، مما أثر سلباً على جهود التوعية الصحية. في بعض الحالات، قد تؤدي المعلومات الخاطئة إلى اتخاذ قرارات خطيرة، مثل رفض اللقاحات أو عدم اتباع الإرشادات الصحية.
للتصدي لهذه المشكلة، يجب على المستخدمين أن يكونوا أكثر وعياً وحرصاً عند استهلاك المعلومات عبر الفيس بوك. من الضروري التحقق من مصادر المعلومات قبل مشاركتها أو تصديقها. كما يجب على المنصة نفسها اتخاذ خطوات أكثر فعالية لمكافحة انتشار المعلومات الخاطئة، مثل تحسين خوارزميات البحث وتوفير أدوات للتحقق من الحقائق.
وفي الختام، يمثل خطر صفحات الفيس بوك في توجيه الجمهور بمعلومات خاطئة تحدياً كبيراً في عصر المعلومات. يتطلب الأمر تعاوناً بين المستخدمين والمنصات نفسها لضمان توفير معلومات دقيقة وموثوقة. فالمعرفة قوة، ومن المهم أن نستخدم هذه القوة بحكمة، لنحمي أنفسنا ومجتمعاتنا من التأثيرات السلبية للمعلومات المغلوطة.
#رقية_الخاقاني (هاشتاغ)
Ruqaya_Alkhaqani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟