عصام أبوبكر
الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً شديداً بشأن التدهور السريع للوضع الإنساني في غزة، قائلةً إن الإمدادات المنقذة للحياة تقترب من "الاستنزاف التام" بسبب منع إسرائيل للمساعدات .حيث أُغلقت عشرات المخابز والعيادات الطبية والمرافق الصحية بسبب نقص المواد الأساسية اللازمة لتشغيلها، مثل الوقود والغذاء والدواء،
وقالت وكالة غوث اللاجئين التي
" الأونروا " التي تم حظرها في إسرائيل إن أكثر من 2.1 مليون شخص محاصرون في غزة ويتعرضون للقصف والتجويع يوميا، وإمدادات الغذاء والدواء والوقود والخيام تتكدس عند معابر القطاع منذ 7 أسابيع
وقال برنامج الأغذية العالمي أن العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية وحثت كل الأطراف علي إعطاء الأولوية للاحتياجات المدنيين والسماح بدخول المساعدات لغزة فورا
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في القطاع المحاصر، مع تزايد احتياجات الصحة النفسية بشكل كبير، وتدمير البنية التحتية الحيوية، والخدمات الأساسية على شفا الانهيار.
وأشار أن ما يقرب من 90% من البنية التحتية للمياه - بما في ذلك الآبار ومحطات الضخ ومحطات الصرف الصحي - تعرضت للتدمير بسبب الأعمال العدائية، مما أدى إلى تفاقم مخاطر الأمراض وإجبار العائلات على الاعتماد على مصادر غير آمنة،وتابع: "تتزايد مستويات التوتر، لا سيما بين الأطفال، مع استمرار العنف والحرمان"، مؤكدًا أن "إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل التزامات قانونية بموجب القانون الدولي لضمان الوصول إلى الغذاء والرعاية الطبية وخدمات الصحة العامة
كانت إسرائيل قد بدأت «حرب تجويع» ضد سكان غزة كمقدمة للحرب على غزة حيث قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى نتنياهو منذ أكثر من أسبوعين وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتبارًا من صباح الأحد، وذلك بهدف الضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف المبعوث الأمريكى للمنطقة، معتبرين أن أهمية ذلك القرار تكمُن فى الضغط على حماس، وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال إن القرار اتُخذ لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكى بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار فى غزة، التى انتهت السبت.
وكانت قد حذرت منظمات دولية من خطر المجاعة وما تفعله إسرائيل مما أسمته «حرب التجويع» فى غزة إذا استمر قطع الإمدادات عن غزة، خاصة أن غالبية السكان فى غزة يعيشون على الإمدادات الغذائية من خارج القطاع بعد تدميره، وإنهاء كل سبل العيش به وحذرت المنظمات متسائلة: ماذا سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعًا.. !!؟ فى حين صرح المكتب الإعلامى بغزة بأن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعنى فعليًا «حرب تجويع» على أهالى غزة الذين يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت قرارا بحظر " الأونروا " نهاية يناير الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يشمل القدس، ما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية، لا سيما مع إغلاق مقار “أونروا” في القدس المحتلة ،وكان الكنيست الإسرائيلي قد أقر تشريعاً يحظر عمل "الأونروا "وأخطرت إسرائيل الأمم المتحدة رسمياً بإلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقاتها مع الوكالة منذ عام 1967، وقالت الأمم المتحدة إن "القانون يحظر النشاط أيضاً في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، مشيرة إلى أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".وأوضحت "الأونروا" ، أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة خاصة في الحصول على الخبز وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.
وكشفت "الأونروا" عن تدمير جيش الاحتلال نحو أكثر من 200 مدرسة ومركزا للإيواء كليا أو جزئيا، نتيجة الضربات الإسرائيلية بمختلف أنحاء قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.كما قتل أكثر من 730 نازحا في مراكز إيواء " الأونروا" إضافة لأكثر من 200 من موظفي الوكالة حتى الآن، كما أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ، عن قصف الاحتلال الإسرائيلي لـ 18 مدرسة إيواء في غزة خلال شهر واحد
وهنا يأتي السؤال المهم لماذا قامت إسرائيل بمنع المساعدات الإنسانية إلي غزة وحظر "الأونروا" وقصف مراكز الإيواء التابعة لها في غزة وهل تحتاج إسرائيل فعل ذلك ..؟؟
بالتأكيد تحتاج إسرائيل حظر "الأونروا "وقصف مراكز الإيواء الخاصه بها لهدفين
الهدف الأول .. وهو إجبار الفلسطينين على الخروج من غزة ومنع إعادة توطينهم فيها أو محاولتهم إعادة ترميم بيوتهم وجراحهم والخروج من غزة نهائيا والتهجير منها وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزه تدمير غزة وتهجير سكانها فغزة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها علي مدي سنوات عن طريق التهجير إما القسري أو الطوعي ،وسيتم ذلك في صمت وبعيدا عن الإعلام فيما يطلق عليه " الحرب الصامته" فغزة الان أصبحت مكان غير صالح للعيش و أكثر من ٨٠ بالمائه من بيوت غزه قد دمرت بالكامل وأحياء سكنية أزيلت عن بكرة أبيها ومدن بكاملها تم محوها وأسر بكاملها قد تم محوها من السجل المدني وأصبحت غزة غير صالحه للعيش فيها.
وبقي الهدف الثاني والأهم من قصف مراكز الإيواءفي غزة وهو إيصال رسالة للفلسطينين بأنه ليس هناك مكان أمن للفلسطينيين في غزة وأنه عليهم إما التهجير أو القتل ومنع أي مؤسسه من مساعدة الفلسطينين تمهيدا لتهجير سكان غزة ومنعهم من البقاء في غزة لذلك قامت إسرائيل بحظر "الاونروا " التي تساعدهم علي البقاء أحياء في القطاع و تقصفهم في مراكز الايواء والخيام التي نزحوا إليها لينهكوا أكثر وأكثر ويقرروا الخروج من غزة و تدفعهم مرارا للنزوح نحو البحر ونحو الحدود ونحو الميناء ونحو المعابر للفرار من جحيم القصف الذي طال كل مكان وأصبح كل مكان في غزة غير أمن .
بالرغم من أن مراكز أيواء مراكز معتمده من الأمم المتحده تؤوي مدنيين عزل هدمت بيوتهم وهربوا من جحيم الحرب الي مكان يفترض أنه أمن وفقا للاتفاقيات الدوليه والأمم المتحدة التي تحرم علي الجيوش قصف هذه الأماكن أثناء الحروب باعتبارها أماكن أمنه لايواء المدنيين ،كما أن هذه الأماكن لا يوجد بها أي نشاط عسكري أو عسكريين من حماس يمكن أن يسببوا ضررا أو مقاومة والكيان الصهيوني يعلم ذلك ،وبالرغم من ذلك أعلنت منظمة الأمم المتحده للطفولة "اليونسيف" أن أكثر من نصف المدارس المستخدمة لايواء النازحين في غزة قد تعرضت للقصف، ما تريده أسرائيل من قصف مراكز الإيواء في غزة هو إرسال رسالة مخضبة بالدماء الي الفلسطينين مفادها أن لا مكان لكم أمن في غزة وأن عليكم إما التهجير وترك غزةوإما القصف و القتل
أما بالنسبة لما تبقى من مبان في غزة فأعتقد أنه سيتم هدمها وهي خالية، لأن الهدف هو مسح المكان ومعالمه بالكامل، فهذه حرب تدمير وتهجير لقطاع غزة بالكامل و إعادة اعداد قطاع غزة من جديدة بمواصفات جديدة ورؤية مستقبلية مختلفة وتسليمه الي امريكا، وعليه من المفترض أن لا يبقى الغزاوي أو الفلسطيني في غزة وأن لا يجد مكانا امنا في غزة أو أن يفكر في إعادة بناء مكانة
فهناك لعبة أمريكية إسرائيليه لإيهام الشعب الفلسطيني أن إسرائيل لن تحتل غزة وانها لا تنوي تهجير الفلسطينيين، وذلك بإعادة السلطه الفلسطينية لتحل محل حماس في حكم غزة ،ولكن الحقيقيه غير ذلك غزة سوف يتم تسليمها لامريكا وسيتم تهجير الفلسطينيين بشكل طوعي وعلى مراحل وأصبحت الدول جاهزة لاستقبالهم، وتم فتح معابر التهجير .
وحيث أن مصر قد أدركت المخطط منذ بدايتة ولا تنوي فتح أبوابها للفلسطينين لمنع تهجيرهم لذلك تسعي أمريكا بالضغط عليها لفتح معبر رفح أو بتهجيرهم بطرق أخري مثل الميناء أو عبر المطارات أو معابر أخرى الي دول اخري مثل إندونيسيا وألبانيا كما صرح ترامب .
ولا يعني ذلك أنه سيكون هناك سلطة فلسطينية في غزة فالسلطه الفلسطينية بدورها السياسي قد أنتهت في غزة ولكن سيكون هناك إدارة مؤسسات فلسطينية وأمن فلسطيني مساعد للقوات الدولية متعددة الجنسيات وكل ذلك مؤقت لحين ترتيب المرحلة الانتقالية ،وستعمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية بقوة في غزة بالإضافة إلى المؤسسات الاقتصادية ولكن لا عودة لغزة الفلسطينية ولا حكم فلسطيني بها.
وتخطط أمريكا وإسرائيل لتكون غزة خالية من الفلسطينيين بصمت وبعد سنوات فيما يطلق عليها
" الحرب الصامته " وتهيئتها لتكون قاعدة عسكرية لأمريكا في الشرق الأوسط وهذه أخطر مرحله،ولن يكون هناك حكم فلسطيني في غزة وانما مرحلة انتقالية تستخدم فيها السلطة الفلسطينية للمساعدة في إدارة السكان بشكل مؤقت، هذا هو المخطط فهدف هذه الحرب هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة وانهاء فكرة الدولة الفلسطينية وهيمنة اسرائيل بالمطلق على الضفة الغربية
أما بالنسبة للضفة الغربية ستقوم إسرائيل بتدمير المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والهدف هو إنهاء فكرة حق العودة للفلسطينيين، وسيكون تدمير وحظر مؤسسة الأونروا جزءا من ذلك المخطط حيث تعتبر إسرائيل أن
المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بؤرة خصبة لإنتاج النضال الفلسطيني والمقاومة ضدها ، وبالتالي سيكون هدفها تدمير المخيمات بحيث تصبح غير قابلة للحياة لتفتيت هذه القوة التي تتغلغل داخل المخيمات، وتستطيع الهيمنة على عقول الشباب وتجنيدهم،
ومع وجود ما يزيد عن 800 ألف مستوطن في الضفة الغربية فإن فكرة إنهاء المخيمات الفلسطينية أصبحت مطلبا ملحا لدي الكيان الصهيونى التي تريد إنهاء وجود الفلسطينين بصفة عامة داخل اسرائيل ،لذلك تقوم قوات الاحتلال بتحريض المستوطنين المجرمين على الهجوم علي القرى الفلسطينية في الضفة الغربية.
هؤلاء المستوطنين تربوا في حظائر الإرهاب البشري ومهمتهم الأساسية التكاثر والاستيطان في الضفة الغربية وهم خطر علي الفلسطينيين المقيمين بالضفة وسيتم السماح لهم بالانتقال و بقائهم في الضفة الغربية لترويع الفلسطينين في القرى الفلسطينية وتهديد امنهم لمنع التمدد العمراني في القرى الفلسطينية، ونزوح سكانها نحو المدن الفلسطينية ليزداد الاستيطان في أراضي القرى الفلسطينية وفي محيط المدن الفلسطينية، وبعدها سوف تحقق اسرائيل هيمنتها بشكل مطلق علي الضفة الغربية بعدما تكون قد أنتهت من غزة
#عصام_أبوبكر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟