أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - الذين خذلونا… هُناك، حيث يُدفَنُ الوطنُ في حضرةِ الفسادِ














المزيد.....

الذين خذلونا… هُناك، حيث يُدفَنُ الوطنُ في حضرةِ الفسادِ


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 14:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفاسدون لا يبنون وطناً… بل يسحقون ما تبقّى من ملامحه
"الفاسدون لن يبنوا وطناً، إنما يبنون ذاتهم ويفسدون أوطانهم"
قالها نيلسون مانديلا، وهو يخرج من عتمة السجن إلى نور الحقيقة.
أما نحن، فما زلنا نعيش في وطن يسجنه أبناؤه بأيديهم، ويغلقون عليه الأبواب باسم التنسيق الأمني المقدس .
في الضفة الغربية، لا تُقاس المسافة بين العدو والمواطن بالأمتار، بل تُقاس بعدد الأجهزة الأمنية التي تفصل بينهما.
فالفلسطيني اليوم ليس فقط مهدداً من الاحتلال، بل من سلطة باتت ترى في المقاومة خطراً أكبر من المستوطنين، وتُطارد المقاوم أكثر مما تطارد القاتل، وتُطوّق جنازات الشهداء أكثر ما تُطوّق بؤر الاستيطان.
سلطة أوسلو لم تبنِ دولة، بل بنت طبقة محصّنة من الفساد، ممدودة اليد إلى المانحين، ومشدودة الظهر إلى كرسيّ التنسيق الأمني.
بنت ناطحات رواتب لموظفيها، وسجوناً لأبناء شعبها، ومؤسساتٍ بواجهات أنيقة تخفي وراءها جيوباً مثقوبة وضمائر ميتة.

الشوارع في الضفة لا تنام، لكنها لا تنهض أيضاً.
مليئة بالغضب، بالوجوه التي أكلها القهر، بالشباب الذين لا يجدون ملاذاً في الجامعات ولا في المقاهي، بالعمال الذين يسلكون طرق الموت بحثاً عن لقمة في ورشات المحتل.

وفي المقابل، هنالك مكاتب مكيفة، وأبناء مسؤولين يسافرون بلا حواجز، ويعيشون بلا خوف، ويتحدثون عن الوطن كأنه شركة عائلية، أو مزرعة خاصة.
هل هكذا يُبنى وطن؟
هل يُبنى الوطن على قمع حرية الكلمة، وعلى ملاحقة الصحفيين، وعلى تحويل الجامعات إلى ثكنات، وعلى إرسال التهاني لقيادة الاحتلال بعد كل عملية اغتيال؟
الفساد ليس فقط في السرقة.
الفساد في أن ترى القتل وتصمت، أن تعرف الحقيقة وتكذب، أن تكون حارساً للظالم بدلاً من أن تكون نصيراً للمظلوم.

الفساد أن يتحوّل حلم العودة إلى "تصريح مرور"، وأن يُصبح الشرف الوطني تهمة في محاكم أمن الدولة.
هذا وطن تُسحق فيه الكرامة بين فكي الاحتلال والسلطة، بين مطرقة الفساد وسندان القمع.

ما عاد الحزن كافياً، ولا الشعر نافعاً، ولا الصراخ مُجدياً.

مانديلا قالها:

"الفاسدون لا يبنون وطناً… إنما يسرقون روحه، ويتركونه بلا ملامح".
يُصبح الوطن حكاية يُروى عنها ولا يُعاش فيها.
المواطن غريب في أرضه، متّهماً إن حلم، ملاحقاً إن قال، مسجوناً إن قاوم، ومنسياً إن مات.

وفي حضرة الفاسدين، لا يُرفع علم، بل تُرفع الجدران بين الناس، ويُكمم الصوت، وتُباع القضية قطعةً قطعة، حتى لا يبقى من الوطن سوى اسمه، ومن الحلم سوى وجع لا يشفى.
وإن سُئلنا: من سرق الوطن؟

فلن نشير فقط إلى المحتل، بل إلى من خانه من الداخل، إلى من داسته أقدامهم وهم يرفعون شعارات لا يؤمنون بها، ويحكمون شعباً لا يخجلون من جوعه.
فالفاسد لا يبني وطناً… بل يحفر قبره، ويمشي عليه دون أن يلتفت إلى وجع الأمهات.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خان يونس: زُهورُ الطفولةِ التي احترقت نائمةً
- ذاكرةُ الدم: حينَ يكونُ الصمتُ شريكاً في القتل
- الأَسدُ لا يُفاوِضُ على قُوتهِ
- لا تَنسَ يا أَحمد... فذاكرتُكَ تفضحُهُم
- وداعاً أَبا أَحمد: حين تغادرُنا الطُّيُورُ الأَصيلةُ بلا ودا ...
- هذه ليلتُها... وغزَّة تَصحو على خُذلانٍ بلا فجرٍ
- حينَ تفرَّقَ الأَصحابُ وضاعَتِ الخُطى: حِكايةٌ من مُخيَّمٍ ف ...
- عيسى أَحوش ودار بيسان: صوتُ فلسطين الذي لا يمُوتُ
- من فِيتنام إلى غزّة: أَمريكا في مَسَارِ الهزائمِ والخيباتِ
- الاستسلامُ ليس خياراً: دُروسٌ من بيروت إلى غزَّة
- الدكتور صالح الشيباني... من تُرابِ فلسطين تَكَوَّنَت رُوحُهُ
- أَحمد الشُّقيري... رجُلٌ صَنَعَ الثَّورة فخذلتهُ!
- نوح الفلسطيني: بين طوفانِ الخذلانِ وسفينةِ الصُّمودِ
- فرحان السعدي: الشَّيخ الذي صامَ عن الحياةِ وارتوى بالمجدِ
- اليمن: أَصلُ العروبة وَشُمُوخُ الجبالِ
- نافع محمد: من القامشلي إِلى فلسطين.. حكايةُ عشقٍ لا تنتهِي!
- الشَّهِيدُ مرعي الحسين: نَسرٌ حَلَّقَ في سماءِ المجدِ ولم يه ...
- حينَ يغيبُ الكبارُ... وداعاً أَبا سعيد!
- إبراهيم أبو خليل: عاشقُ الوطنِ الذي رَوَى الأرضَ بِدَمِهِ
- فاطمة فاعور.. أُمُّ الشهداء التي ودَّعتهُم ثُمَّ لحِقَت بِهِ ...


المزيد.....




- طيّارو البحرية الأمريكية..مهارات عالية وأدمغة تعاني
- خطة أممية غير مسبوقة بـ1.3 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا
- ماذا بعد وفاة البابا؟ وما هي طقوس انتخاب الحبر الأعظم الجديد ...
- الدفاع الروسية: تحييد 50 مقاتلا أوكرانيا بعد استئناف القتال ...
- مهمة -بانش- الشمسية تلتقط مشاهد خلابة لـ-الفجر الكاذب-
- صحة غزة: 51.240 قتيلا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع ...
- مشاهد لنتنياهو خلال حفل حنة قبل زفاف نجله تشعل الجدل في إسرا ...
- من هم أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس؟
- مصدر يتحدث عن اللحظات الأخيرة قبل وفاة البابا فرنسيس
- البابا الراحل فرنسيس... أول بابا يسوعي وأمريكي جنوبي في التا ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - الذين خذلونا… هُناك، حيث يُدفَنُ الوطنُ في حضرةِ الفسادِ