أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - الفاشية الفلسطينية البازغة














المزيد.....

الفاشية الفلسطينية البازغة


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


-1-
بالأمس قررت حكومة حركة حماس مقاطعة قناة "العربية"، لأنها بثت في برنامجها "آخر ساعة"، ما قاله رئيس الحكومة اسماعيل هنية من أنه يرفض أية شروط، حتى ولو جاءت من الله سبحانه تعالى. وعندما تفاعلت هذه "الفلتة" من فلتات "أبو العبد" القبضاي اسماعيل هنية، الذي عاد من الحج، يلبس عباءة وجلابية وشماغاً، بل البذلة الأفرنكي، أنكرت حماس ما قاله اسماعيل هنية، وشاطت، وماجت، وغضبت، وقررت مقاطعة قناة "العربية"، وطرد مراسليها، وإلى آخر ما هنالك من اجراءات بوليسية قمعية، لا تليق بحركة تقول أنها جاءت الى الحكم على ظهر الجواد الديمقراطي الإسلامي، وتتمسك بالديمقراطية، كلما هزَّ أبو مازن عصا الانتخابات المبكرة. ونسيت حماس، أو تناست، أن هذا التصريح، الذي رفض فيه أبو "العبد" الشروط، حتى ولو كانت من عند العزيز الحكيم، مسجل بالصوت والصورة، حيث لا مجال هناك للإنكار، أو النفي، أو الجحود.

هذه الفاشية الحمساوية ليست جديدة.

أليست حماس هي حركة الإخوان المسلمين في فلسطين؟

أليس شعار الإخوان المسلمين هو السمع والطاعة؟

أي الفاشية بعينها في لباس ديني قشيب، يضع السيفين والقرآن بينهما.

أليست هذه الفاشية جزء من الفاشية الفلسطينية البازغة هذه الأيام؟

لقد نسيت حماس بانكارها ونفيها لما قاله اسماعيل هنية عن الله، ورفضه لشروطه، قول علي بن أبي طالب، كريم الوجه:

"ما من إمريء اختلج له شيءٌ في الجنان، إلا وظهر على اللسان".

كذلك فقد نسيت حماس، أن السلطة الديكتاتورية، ومنها السلطة الدينية الحمساوية، لا تؤمن بالله حقيقةً، وإنما بالسلطة. ولذلك تتشبت حماس الآن بالسلطة، حتى ولو ضاع الجزء المتبقى من شتات وفتات فلسطين، وغِضب الله.

فمن طبيعة وطبع الديكتاتور في التاريخ، أن لا يقبل شرطاً من أحد، وألا يلتزم بما يلتزم به الإنسان العادل. وكذلك هي حماس الآن، في المشهد الفلسطيني السياسي القائم.

والإجراء الذي اتخذته حماس ضد قناة "العربية"، هو جزء لا يتجزأ من الفاشية الحمساوية، التي تكره الإعلام الحر، وتحاربه، وتمقته جهاراً وخفيةً.

-2-
وبالأمس كذلك، أعلنت "فتح" بالمقابل عن غضبها، وعدم رضاها عن أداء قناة "الجزيرة"، وقررت مقاطعتها، بطرق شتى، لأنها - كما قالت – اكتشفت مؤخراُ، بأن قناة "الجزيرة" تُحابي حماس، وتتعصب لها، وتعمل ضد فتح، وطروحتها، وخطابها السياسي.

وهذه فاشية أخرى من ربطة الفاشية الفلسطينية البازغة، التي رضعت من حليب الفاشية العرفاتية المعروفة.

فعرفات، هو الفاشي الأكبر في التاريخ الفلسطيني السياسي المعاصر. وهو الديكتاتور، الذي لا يُشقُ له غبار. فهو الذي منع كتب إدوارد سعيد الناقدة له ولسياسته الديكتاتورية من دخول الأراضي الفلسطينية. وهو الذي منع كتباً أخرى غير ذلك. وهدد الناشرين لهذه الكتب بمنع كافة كتبهم من دخول الأراضي الفلسطينية، ورفض دفع استحقاقاتهم المالية، إن هم أعادوا طباعة الكتب التي تدينه بقتل القيادات الفلسطينية الثقافية والسياسية، أو تنتقد سياسته، وفساده، ونظام حكمه العشائري.

-3-
والفاشية الفلسطينية جزء من الفاشية العربية، التي نرى أثاراً واضحة لها في الاقطار العربية. في الشارع، والحزب، والنقابة، والمدرسة، والجامعة، ووسائل الإعلام. وما دامت الأنظمة العربية تحكم جهاراً حيناً، وخفيةً حيناً آخر بالحق الإلهي المقدس، الذي كان سائداً في القرون الوسطى في الشرق والغرب، فلا غرو أن نرى ممارسات هذه الفاشية وتداعياتها، في كل يوم.

يحكي لنا الكاتب المصري عادل الجندي، أنه أيام أن كان يعمل في احدى الشركات، في إيران في عهد الشاه، كان الإيرانيون يشكون ظلم الشاه إلى الله. حيث أن الشاه كان هو الذي يحكم، وليس الله.

أما الآن، فقد قال له زملاؤه من الإيرانيين القدامى، بأنهم لا يجدوا من يشكون إليه ظلمهم في إيران.

فالحاكم هو الله، والقاضي هو الله!

فالحكم يستهلك من يمارسونه، والحكُم يُبلي الحاكمين.

وتلك هي المشكلة الكبرى التي تقع فيها الحكومات الدينية، التي تصبح كالمُنْبَت، فلا أرضاً قطعت، ولا ظهراً أبقت.

أي لا حكمت بالعدل بما أمر الله، حيث لا أحد يجرؤ على محاسبتها غير الله، كما تقول شعاراتها (الحكم لله)، ولا هي اتاحت الفرصة لغيرها لكي يحكم بالعدل، وتتم محاسبته من قبل المؤسسات الدستورية.

السلام عليكم.




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الفقهاء في ذمِّ النساء
- فتح ملفات الفساد الأردني: لماذا الآن؟
- لماذا أصبحت بعض الشعوب ككلب ديستوفيسكي؟
- من وصايا الماوردي للسلطان العربي
- الأردنيون وذهبُ رغَد
- لماذا يرفض الفقهاء الرقص مع النساء؟
- عمرو موسى والطبّ العربي بالزعفران
- واشتروها بثمن بخس.. دراهم معدودة!
- شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب
- أين الدواء في روشتة بيكر- هاملتون؟
- ثقافة الارهاب: هل هي من الإسلام أم من المتأسلمين؟
- غداً ... الأقليات فوق سطح صفيح ملتهب!
- البليهي مُفكرٌ عاشَ في الألفية الرابعة!
- الليبراليون ليسوا حجارة معبد، ولكنهم سنابل قمح!
- جدل الاصلاح واقامة المجتمع المدني السعودي
- من أين جاءت ثقافة الارهاب ؟
- الرؤية الليبرالية الجديدة للحالة العربية
- ليبيا: من تحت الدلف إلى تحت المزراب
- هل بدأ حزب الله يطالب بثمن النصر الإلهي؟
- كان أول الطُغاة، وليس آخرهم!


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شاكر النابلسي - الفاشية الفلسطينية البازغة